أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - إبراهيم ابراش - العصر الذهبي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط















المزيد.....

العصر الذهبي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 4069 - 2013 / 4 / 21 - 21:28
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


ليس مرامنا في هذا المقال مجرد تسجيل موقفا معاديا لأمريكا، ليس حبا بالولايات المتحدة الأمريكية وسياساتها،بل لإدراك راسخ بأن السياسة لا تعرف الفراغ وأن البقاء للأصلح والأقوى، وأنه لا يجوز أن ننتقد القوي لأنه قوي بل ننتقد الضعيف لأنه يستسلم للقوى ويقبل بالأمر الواقع . إن مرامنا من هذا المقال هو تسجيل موقف كاشف لواقع عروبيين لم يعودوا عربا وواقع إسلامويين لم يعودوا مسلمين،وواقع (ربيع عربي) ثبت انه خريف أسقط أوراقا كانت تخفي كثيرا من عورات جماعات وأنظمة ،وكشف زيف نخبة سياسية ودينية لم تتورع عن توظيف وتجيير الإسلام لبيعه لواشنطن من اجل مساعدتها للوصول إلى السلطة في بلدانها،وبطبيعة الحال فإن من يتحالف مع واشنطن لا يمكنه أن يكون معاديا لإسرائيل.ولكم أن تتصوروا مستقبل القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي في ظل الانكشاف العربي والتحالفات الراهنة.
يمكن القول بدون مبالغة وبالشواهد التاريخية والأرقام والإحصائيات أن واشنطن تعيش عصرها الذهبي في منطقة الشرق الأوسط وفي المنطقة العربية على وجه الخصوص .من اليمن والخليج العربي إلى ليبيا ودول المغرب العربي مرورا بمصر والأردن والعراق، يبرز التواجد الأمريكي بشكل سافر سواء من خلال قواعد عسكرية رسمية أو تنسيق واتفاقات أمنية أو تسهيلات عسكرية ،حتى يجوز القول أنه لا توجد من بين 22 دولة عربية دولة - غير السودان ونظام الأسد في سوريا- تعلن موقفا معاديا لواشنطن أو لا تربطها علاقة صداقة معها أو بينهما اتفاقات أمنية وعسكرية ،فالكل يحاول كسب ودها والتقرب منها بل لا تتورع دول عن دعوة واشنطن لتُقيم قواعد عسكرية في أراضيها أو تتبرع لتقدم تسهيلات للمارينز الأمريكي إن احتاج لضرب دولة عربية أو مطاردة جماعة مسلحة معادية لواشنطن .
في الخمسينيات والستينيات كان الحديث عن تواجد قاعدة أمريكية في بلد عربي أو تقديم تسهيلات للأسطول الأمريكي أو توقيع اتفاقات أمنية الخ بمثابة تهمة خطيرة تصل لدرجة الاتهام بالخيانة العظمى للوطن وللأمة العربية ،آنذاك عندما مجرد الحديث عن وجود قواعد أمريكية سرية في هذا البلد أو ذاك أو وجود خبراء ومستشارين تهمة تسارع الأنظمة المتهمة بنكرانها والتبرؤ منها ،ولم يكن نظام أو حزب يجهر بعلاقته بواشنطن أو الغرب ككل ،فالوطنية الحقيقية والانتماء القومي الحقيقي والثورية والتقدمية كانت في تلك المرحلة تساوي معاداة الغرب وسياساته،وكان البيان الأول لكل ثورة (انقلاب عسكري ) وديباجة كل حزب جديد تبدأ بالتأكيد على هدف التحرر من الاستعمار المباشر وغير المباشر ورفض التبعية للغرب وعلى رأسه واشنطن ،أما اليوم فتتبارى الأنظمة وغالبية الأحزاب الوطنية والدينية على التقرب لواشنطن وطلب ودها ومساعدتها ،وبات وجود قواعد أمريكية في أي بلد مفخرة للنظام ومصدر طمأنينة له ووجود قوات عسكرية ومستشارين مصدر فخر للجيش لأنه يدل على قوة الصداقة والثقة التي تمنحها واشنطن لهذا الجيش ،أما المثقفون والمفكرون العرب فباتت واشنطن قبلتهم ورضاها غايتهم وتوجيه دعوة لزيارة أمريكا في دورة أو ضمن برنامج ما غاية المنى ودلالة على سمو مكانة المثقف والمفكر لدرجة أن أمريكا تدعوه لزيارتها ،وباتت الأنظمة العربية وكيلة واشنطن في المنطقة تضع إمكاناتها المالية في تمويل مثقفين ومفكرين ودعاة وجماعات دينية ومراكز أبحاث ومؤسسات مجتمع مدني الخ .
لا يعني ذلك دعوة لمقاطعة الغرب وواشنطن كما لا ننظر لأمريكا كشيطان أو عدو يجب محاربته ،فالعالم اليوم نتيجة العولمة بات قرية صغيرة ولا يمكن لدولة حتى الصين أن تعيش بمعزل عن بقية الدول أو تقطع علاقتها مع واشنطن ،أيضا لا أتهم كل من يزور أمريكا بخيانة مبادئه وقيمه الوطنية لأن التثاقف والحوار مع الآخر ضرورة لتطوير العقل والمعرفة .إن ما نرفضه أو نتحفظ عليه هو الارتماء في حضن الغرب والتسليم بالإستراتيجية الأمريكية في المنطقة كقدر لا فكاك منه ،فهناك فرق بين تبعية تبادلية تقوم على الاحترام والمصالح المتبادلة ،والتبعية الالحاقية حيث تخضع و تستسلم دولة لدولة أخرى دون مقاومة وتفرط حتى بالكرامة الوطنية وبالمقدسات الدينية.
ما قبل ما سماه الرئيس الأمريكي اوباما بـ (الربيع العربي) أو ما بات يوصف بدرجة من المبالغة (الثورات العربية) كانت واشنطن تواجه صعوبة في التعامل مع ملفات متعددة كالعراق وأفغانستان وتنظيم القاعدة وصعوبة في التطويع الكامل للأنظمة العربية لسياساتها حتى الأنظمة الصديقة لواشنطن كنظام حسني مبارك في مصر وبن علي في تونس وصالح في اليمن،صحيح أن الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة لم تكن فاشلة ولكنها كانت تواجه تحديات وتتخوف من حراك شعبي كبير يطيح بمصالحها في المنطقة وبما حققته من انجازات بسبب استبداد وفساد حلفائها وبسبب تحيزها الفاضح لإسرائيل .
كان لا بد لواشنطن من إستراتيجية استباقية ليس فقط لضمان مصالحها الراهنة وتحالفاتها القائمة بل أيضا لضمان مصالحها المستقبلية،ومن هنا وظفت واشنطن حالة الغضب الشعبي على الأنظمة وانغلاق أفق الإصلاح ضمن بنيات وسياسات الأنظمة القائمة ،ووجود جماعات الإسلام السياسي المعتدلة وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين التي تتطلع للوصول للسلطة بأي ثمن،وظفت كل ذلك لتربطه أو تدمجه ضمن سياسة الفوضى الخلاقة التي وضع أسسها اليمين الجديد في واشنطن في عهد بوش الابن منتصف العقد الماضي،حتى تعيد رسم الخريطة الجيوسياسية للمنطقة بما يؤمن مصالحها وأمن إسرائيل لسنوات قادمة وبما يضمن عدم استنهاض المشروع القومي العربي التحرري من خلال تعزيز الطائفية والإثنية ،والفوضى والحرب الاهلية داخل أي دولة تستشعر واشنطن أنها مؤهلة لقيادة هذا المشروع القومي – مصر والعراق وسوريا - .
إن كانت السياسة صراع متواصل على المصالح والنفوذ ،وإن كانت الإستراتيجية الأمريكية تجاه المنطقة معروفة منذ عقود إلا أن الجديد أن الإستراتيجية الأمريكية الراهنة لا تسعى فقط للهيمنة والسيطرة بل تتجاوز ذلك لمصادرة مستقبل الأمة من خلال ركوب موجة الحراك الشعبي وتجييره لصالحها متحالفة مع الإسلام السياسي ،والخطير في هذا السياق توظيف الإسلام لخدمة الإستراتيجية الأمريكية بعد أن كان يُراهن عليه لإخراج الأمة من كبوتها .أن يتم توظيف الإسلام لصالح الإستراتيجية الأمريكية فهذه جريمة كبرى لا تشفع لها أي أعذار كالقول بأن الثورات تعيش في مرحلة انتقالية تحتاج لتحالفات اضطرارية ! أو الزعم بأن الوضع الاقتصادي المتردي يتطلب دعم واستثمارات لا يمكن ان تصل إلا من خلال واشنطن وحلفائها ! أو أن واشنطن تتدخل لدعم مطالب الشعوب بالحرية والديمقراطية وكأن الديمقراطية تعم العالم العربي ما عدا الدول التي شهدت (ثورات ) !.
الغرب عموما - وواشنطن على وجه الخصوص- يعيش عصره الذهبي من ناحية علاقته بمنطقة الشرق الأوسط ،في مقابل حالة انكشاف عربي مفتوح على كل الاحتمالات ،ومن أبرز مظاهر العصر الذهبي الأمريكي مقابل الانكشاف العربي:
- الهيمنة الأمريكية الكاملة على المنطقة سواء من خلال القواعد الأمريكية وخصوصا في قطر ودول خليجية أخرى وليبيا،أو من خلال تواجد عسكري كالعراق وأخيرا في الأردن ،أو من خلال اتفاقات أمنية وعسكرية وصفقات تسلح .
- حرب الإسلام المعتدل الحاكم مع الإسلام المتطرف – مصر وغزة والعراق واليمن وداخل صفوف المعارضة السورية-
- حرب شيعية سنية
- ظهور الطائفية بشكل غير مسبوق
- تراجع المشروع القومي العربي وتفتت الدولة الوطنية في مواجهة صعود المشاريع الأخرى كالمشروع الصهيوني والمشروع الفارسي والمشروع التركي.
- تردي الوضع الاقتصادي في دول (الربيع العربي)
- تزايد الاستيطان والتهويد الإسرائيلي في الضفة والقدس والعدوان على قطاع غزة بشكل غير مسبوق.
- تراجع المصالحة الفلسطينية وتكريس الانقسام



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد قبول استقالة سلام فياض
- اتفاقية الوصاية الأردنية على المقدسات وعلاقتها بالتسوية
- إشكالية المسألة الانتخابية في مناطق السلطة الفلسطينية في ظل ...
- انتخاب مشعل والقمة العربية والتنافس على التمثيل الفلسطيني
- مهرجان غزة : الانتفاضة الوطنية المغدورة
- متغيرات البيئة التمكينية للمصالحة الفلسطينية
- غزة تستنهض الوطنية الفلسطينية مجددا
- البيئة التمكينية والفرص المتاحة للمصالحة الفلسطينية
- انجازات تحتاج إلى حاضنة وطنية
- هل الدم الفلسطيني رخيص لهذا الحد؟؟
- حرب الهدنة الإستراتيجية وترسيم الحدود
- المطلوب عقلانية فلسطينية وبطولة عربية للرد على العدوان الإسر ...
- دور المجتمع المدني الفلسطيني في الدفاع عن القضايا الوطنية
- الانقسام الفلسطيني وتأثيره على المشروع الوطني
- أمير قطر يقطع شعرة معاوية في غزة
- التصعيد على قطاع غزة يضع حركة حماس أمام خيارات صعبة
- كتاب : النظرية السياسية بين التجريد والممارسة
- ما وراء عودة الحديث عن دولة ثنائية القومية في فلسطين
- الشرعية الدولية تمنحنا أكثر من مجرد قرار غير ملزم
- نحو علم اجتماع سياسي فلسطيني


المزيد.....




- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - إبراهيم ابراش - العصر الذهبي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط