أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - في حب إسرائيل













المزيد.....

في حب إسرائيل


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4069 - 2013 / 4 / 21 - 16:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مهما يكن الاعتراف بالحقيقة مؤلماً، لابد من الانحناء للنجاح والوقوع في حبه مهما طال الإنكار. دولة إسرائيل قد سطرت قصة نجاح باهر طوال 65 سنة هي كل عمرها حتى الآن. إذ بينما النظم السياسية العربية من حولها تتساقط متتابعة كقطع الدومينو حالياً، قد بلغ النظام السياسي الإسرائيلي، رغم حداثته، من الاستقرار والرسوخ الديمقراطي واحترام سيادة القانون وصون الحريات ما يرفعه عن جدارة إلى المرتبة الأولى عالمياً. ورغم ضآلة حجمه، الجيش الإسرائيلي هو بلا منازع الأعظم تدريباً وتسليحاً وخططاً وكفاءة قتالية بين كل جيوش المنطقة، بما فيها حتى الجيش التركي المتحالف معه. إجمالاً، على أصعدة التقدم العلمي أو التكنولوجي أو التصنيعي أو التجاري أو المالي أو الترفيهي...الخ، إذا وضعت إحصائيات إسرائيل ومنجزاتها في كفة وجميع تلك لبقية دول المنطقة متضامنة معاً في الكفة الأخرى لرجحت فوراً الكفة الإسرائيلية. بعد 65 عاماً فقط منذ استقلالها، إسرائيل ترسم قصة نجاح زاهية على خلفية فشل ذريع على جميع الأصعدة من حولها في كل مكان.

أنا في السياسة من مدرسة مكيافيلي والسادات، لا أميز في المصلحة الوطنية إلهاً من شيطان. أينما تكون المصلحة يشد الرحال، ليصبح الإله شيطاناً في غمضة عين وفي أخرى يتحول الشيطان نفسه إلى الإله الصديق، لكن في كل الأوقات تبقى المصلحة الوطنية هي المعبود الثابت الأزلي الحقيقي الذي لا يتغير ولا يتبدل أبداً. هكذا، في الواقع الطبيعي، تدار العلاقات بين الدول، من دون صداقات أو عداوات دائمة، لكن مع سعي دائم وحثيث وراء المصلحة الوطنية. على سبيل المثال، في حالتين متناقضتين إلى حد الحرب والسلام قد ظلت المصلحة الوطنية المصرية واحدة، أو هكذا تصورها الرئيس الشهيد، بطل الحرب والسلام، محمد أنور السادات. كان نظره مركز فقط على المصلحة الوطنية كما تخيلها، واستعمل في سبيلها الحرب مرة ومعاهدة السلام في المرة الأخرى. هكذا كانت إسرائيل، في عين الرئيس المؤمن، الإبليس الشيطان الرجيم والله الرحمن الرحيم معاً في غضون بضعة سنوات؛ لكن المصلحة الوطنية قد ظلت كما هي في الحالتين- مصلحة مصر.

هذه هي مدرسة السياسة الواقعية المصلحية، التي تقف على رأسها حالياً الدولة الأعظم في العالم، الولايات المتحدة الأمريكية، وبجوارها روسيا والصين والسعودية وأكثرية الدول الأخرى. على الضد منها، توجد مدرسة السياسة المثالية الأيديولوجية التي تتزعمها حالياً دول مثل كوريا الشمالية الشيوعية وإيران الإسلامية. بينما تكون المدرسة الأولى والدول الملتحقة بها مدفوعة في علاقاتها وتحركاتها على الساحة الدولية بمصالح دولها الوطنية، تحرك المدرسة الثانية ومنتسبيها مبادئ مثالية أيديولوجية- علمانية أو دينية- أولاً وأخيراً، حتى لو كان ذلك في صدام وضرر مباشر بمصالحها الوطنية. على سبيل التدليل، كلا الدولتين الأيديولوجيتين أعلاه قد فضلت أن تضحي بمصالحها مع أغلب دول العالم وتتحمل شظف العيش تحت حصار قاسي سياسياً واقتصادياً على أن تلين ولو في جزء يسير من مبادئها وأهدافها الأيديولوجية.

على العكس من سلفه، كان الزعيم القومي الخالد جمال عبد الناصر ابناً باراً للمدرسة الأيديولوجية المتزمتة. لهذا، كان طبيعياً أن لا يستطيع أن يرى في جارته إسرائيل إلا الشيطان العدو، حتى لو صادف أن وقعت مصلحة وطنية مصرية بين أيديها لبعض الوقت؛ وكان طبيعياً أيضاً أن تكون نتيجة هذا التزمت الأيديولوجي وعمى المصلحة أن يغادر الزعيم القومي الدنيا بعد أن يقتسم صاغراً أجزاء غالية من وطنه الكبير مع عدوه اللدود. في دنيا السياسة، الطريق إلى جهنم يكون عادة مفروشاً بالنوايا الحسنة.

على ما يبدو، الرئيس الإخواني الحالي في مصر يسير مطمئناً على نفس الطريق إلى جهنم، متوهماً أن مجرد ملء بطنه من النوايا الحسنة كافي في حد ذاته لتحقيق المصلحة الوطنية المصرية- كما ظن سلفه الأيديولوجي القومي. في حديثه المسجل أمس على قناة الجزيرة الفضائية مع المتألقة خديجة بن قنة، حاور وناور الرئيس المؤدلج دينياً بكل السبل لكي لا ينطق لسانه كلمة "إسرائيل"، متوهماً أن مجرد "الإنكار" يعادل "العدم".

سيادة الرئيس المحترم، دولة إسرائيل موجودة بالفعل، متقدمة وقوية بالفعل، وفي جنبك بالفعل ولن تمحوها عن الخريطة "نعامة" أخرى تدفن نفسها في رمال الصحراء القاحلة من حولها.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران القنبلة النووية
- مصر تحت الاحتلال
- للزوجة نصف ثروة الرجل
- الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية (4- تركيا)
- بين القانون والقرآن والسلطان
- الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية (3- قطر)
- الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية (2- طائر النار)
- الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية
- الدولة العربية في خطر
- أفاعي إسلامية تبكي الدولة!
- السياسة بين الطائفية والعلمانية
- بين العري والنقاب
- لصوص لكن إسلاميين
- اتركوا الرئاسة قبل أن تضيعوا كل شيء
- عودة الجيش المصري إلى الحكم
- تحرش جنسي بميدان التحرير!
- استمرار استعباد المرأة بسلطة التطليق والتوريث
- أنا ضد الشريعة
- سوريا، لا تخافي من الإسلاميين
- صلح السنة والشيعة


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - في حب إسرائيل