أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله الدمياطى - قضاء مصر الشامخ!!














المزيد.....

قضاء مصر الشامخ!!


عبدالله الدمياطى

الحوار المتمدن-العدد: 4069 - 2013 / 4 / 21 - 08:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طيلة 30عام لم يكن القضاء المصري بعيداً عن النظام وبمنأى عنه, بل تحول إلى أحد أذرعته العديدة المروضة بإحكام, فصار واجهة النظام القانونية للتنكيل والبطش بمعارضيه, وإطلاق أحكام ظالمة ومتعسفة على المعارضين للنظام, بغية إقصاء واستئصال أوجه الحراك السياسي في البلاد، وبدلاً من تطبيق العدالة والدفاع عن المظلومين تحول القضاء المصري إلى مطية للسلطة تحركه حيثما تشاء, فكان له دور البطولة في نحر الحريات، وتكميم الأفواه، وبتر الآراء, وقصف العقول، لقد فقد القضاء المصري بكارة استقلاليته وأصبح يتنفس من هواء السلطة الفاسد، التي أفرغته من محتواه ومضمونه وحولته إلى مجرد فزاعة تنهر المواطنين.

منذ أن تبلورت معالم الدولة الحديثة القائمة على فصل السلطات، احتل القضاء الدور الأهم في تحقيق معلم رئيس من معالم الحياة وهو العدل الذي سطر ابن خلدون في كتبه أنه أساس العمران البشري وقد ارتقت تلك القاعدة منذ وضعها إلى مستوى المسلمة التي لا يتجادل فيها عاقلان
ولتحقيق العدل كان لا بد أن تتصف السلطة القضائية بجملة من الصفات الضرورية التي لا مناص منها حتى تتمكن من أداء الحد الأدنى من مهمتها الخطيرة والدقيقة وهذه الصفات تتلخص أساسا في ثلاث نقاط الاستقلالية والنزاهة والكفاءة وهي الصفات الأساسية والرئيسية لإقامة العدل، هذه النقاط التي اختفت في عصر المخلوع مبارك فلم يعد هناك اى استقلالية للقضاء والنزاهة أصبحت لا تذكر والكفاءة قضى عليها بالتوريث، قد نستمع إلى البعض يتحدث عن ضرورة إصلاح القضاء فهذه سخافة فمنذ متى والأعمال التجميلية قادرة على معالجة الأورام التي لا ينفع معها غير الاستئصال، منذ متى كانت تفيد المسكنات، فلا يمكن بأي حال من الأحوال إن نتحدث عن إصلاح للقضاء دون تطهيره لأسباب كثيرة ترتقي لمستوى البديهيات ومن أهمها قضايا الفساد التي تمس عدد كبير من شيوخ القضاء فملفات الفساد المالي تزكم روائحها الأنوف وآخرون قضاة بعقلية موظفين مجتهدين في الطاعة ولائهم لمبارك فهو ولى نعمتهم، فكانوا لا يقومون بوظائف القاضي بل كل همهم هو مراقبة زملائهم والسعي المتواصل لإدخالهم بيت الطاعة الذي لا قعر له.
ولا يمكن إغفال دور القضاء في إفساد الحياة السياسية وفي التمهيد للتوريث فنحن لم ننسى عندما أعلنوا نزاهة الانتخابات في 2010، لم يكن قضاءنا يوما مستقلا فمعظم قضاتنا اختيروا بعناية بحيث يضمن النظام ولاءهم للسلطة حتى يساهمون بتثبيت أركان حكم الطاغية مبارك.
قضائنا الشامخ لم ينصف الشعب في ما عدا استثناءات طفيفة بطولات أصحابها تيار الاستقلال الذي دفع أعضائه الثمن غاليا من مهانة وسحل وظلم وإقصاء وتأديب.
قضاءنا الشامخ تستر على عملية مصادرة الإرادة الشعبية كما تستر على ملفات كثيرة للفساد تطال كبار رموزه، ولم تتحقق العدالة حتى بعد الثورة استخدمت ببراعة ثغرات القانون التي وضعت بعناية من أجل أكل حقوق الشعب السياسية والاقتصادية، فقضائنا الشامخ يقاتل بشراهة للمحافظة على رجال مبارك ضاربا بعرض الحائط كل الأصوات الشعبية المنادية بتطبيق العدالة.
لن تذهب تضحيات شعبنا أدراج الرياح، لن تذهب دماء الشهداء سدا ولو استدعى ذلك ثورات وثورات، ثورتنا لم تكن قطعاً ثورة عبثية أو مجرد حالة غضب عابرة؛ إنها ثورة حقيقية، وعميقة تستهدف إعادة الأمل للشعب إنها حلم ممتد وكبير إنها مستمرة .



#عبدالله_الدمياطى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر والسودان أمال وطموحات
- قضاء مصر الفاسد
- الحوار المجتمعي
- أكرم من فينا
- فلتكن ثورة بناء
- ويسألونك عن المعارضة
- دستورك يا مصر
- الاعلام والثورة -1-
- الحرب على -التأسيسية
- عبيد الذل
- معبر رفح معاناة تتجدد
- محنة الإسلام
- استقلال الشخصية2
- عفوا أيها القضاة
- الإخوان المسلمين ومشروعهم السياسي كيف سيسهم الإخوان في بناء ...
- -روح الثورة -
- ثورة ومعاناة
- استقلال الشخصية
- الدولة المدنية إشكالية المفهوم
- إشكالية مبدأ المواطنة (1)


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله الدمياطى - قضاء مصر الشامخ!!