أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان كريم - المستجدات السياسية في الوضع العراقي















المزيد.....


المستجدات السياسية في الوضع العراقي


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 4068 - 2013 / 4 / 20 - 23:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



العملية السياسية التي بني عليها "العراق الجديد" انتهت من الناحية العملية. المالكي يقول "انتهت الشراكة" والبارزاني يقول "اما الشراكة او طريق أخر"... والعملية السياسية بنيت اساساً على أساس المحاصصة القومية والطائفية التي سميت بـ"الشراكة الوطنية". بفشل الشراكة, تفشل العملية السياسية برمتها. بدأت عملية الانهيار هذه منذ خروج قوات الاحتلال.

العملية السياسية في العراق بدأت كخطوة اولية لإعادة ترسيم المنطقة وفق المصالح الامريكية لتفتيت وتفكيك المنطقة على أساس الطائفية والمشروع الديني البغيض. كانت البداية في العراق ونجحت الادارة الامريكية بقيادة بوش والنيو ليبراليين في ترسيخ هذه البنية التفكيكية, اي تقسيم مجتمعات المنطقة على اساس قومي و طائفي وديني... وذلك لأعادة ترسيم مناطق ألازمات السياسية ليتمكنوا البقاء في المنطقة تحت يافطات "العدو" ليس مهماً من "هو العدو" بل المهم وجود "العدو" وهكذا الحال "الطائفة الشيعية" بوجه "الطائفة السنية" وبالعكس, وحصل هذا الامر مع القوى البرجوازية المحلية كحاملة لهذه التصورات السياسية وتطبيقها على الارض, نراى اليوم عدداً كبيرا من الاحزاب والقوى والتيارات السياسية الطائفية في المنطقة وفي العراق ايضاً. وفق هذه الاستراتيجية تم تفيت المجتمعات الى كيانات طائفية, بحيث تم تطهير المسيحين في العراق والأن تجري في مصر وتلوح المعارضة الاسلامية الارهابية في سوريا علناً بتطهير المسيحين في سوريا اذا استلموا السلطة التي تؤيدها امريكا والغرب.

هذه العملية في البداية كانت مدولة، وكانت إدارة بوش لم تأخذ استراتيجية بيكر-هاملتون بصوة كاملة بل أخذت منها اجزاء وتمسكت بمشروع بايدن كأساس لسياساتها. بعد ثورتي مصر وتونس, الثورتان اللتان, اذهلت القوى الغربية ومنها أمريكا سواء من جانب قوتهما الكامنة او من جانب تركيب القوى التي شاركت فيها من العمال والشباب والنساء... من هنا ادرك الغرب خطورة الاوضاع السياسية في المنطقة. وكان مستعداً لمشروعه القديم في تفكيك المنطقة وفق النظريات التفكيكية المعدة سلفاً, لاعادة تقسيم المنطقة وفق مقتضيات الراسمال الغربي, واغلاق مرحلة "سايكس بيكو"... ولاجهاض ثورتي مصر وتونس, بإسم الثورة من هناك بدأ, المشروع الامريكي – الغربي بقيادة امريكا من وارء الكواليس وليس بصورة مباشرة كما حصل في المراحل السابقة التي تلت سقوط جدار برلين وذلك نظرا لتراجعها الاقتصادي على الصعيد العالمي وفشلها في العراق وأفغانستان يضاف الى ذلك هي مبنوذة وموضع استياء واحتجاج لدى الشارع في العالم العربي. المشروع هو تقوية ودفع الاسلام السياسي الى الواجهة وفق شروطها وباسم الثورة, ونتيجة لضعف القوى الثورية وعدم تماسكها بمشروع سياسي ورؤية السياسية لمرحلة ما بعد الثورة من جانب والاهم من ذلك عدم قدرة الطبقة العاملة لاداء دورها السياسي من جانب اخر ادى الى إنجاح المشروع الامريكي ولو بصورة مؤقتة حتى في مصر وتونس. بعد ذلك صب الاهتمام كله على البلدان اخرى اليمن وليبيا وسوريا حيث تحولت ليبيا الى ميدان لحرب "الناتو" وباسم الثورة, وحولوا الاحتجاجات في اليمن الى الصراع بين "عبدالله صالح" و"المعارضة البرجوازية"... وفي سوريا شكلوا جماعات من "كونترا اسلامية" وارسالها الى جبهات القتال الداخلية, الجبهات التي ينزف فيها الدم بصورة مستمرة.

أمريكا ليست في الواجه بصورة مباشرة ولكن كــ"ملك" تحرك بيادقها في المنطقة وفق المقتضيات السياسية دوليا وإقليما وهكذا نرى بروز الدور القطري وسياسته "سياسة الشيكات" اي سياسة الدفع المباشر اضافة الى الدور السعودي والتركي... ولكل منهما دور ومصالح مختلفة ايضا ولكن في الاطار العام يتحركون في اطار هذا المشروع وكمحور اقليمي يتبنى سياسية امريكا والغرب. ووفق لعبة الشطرنج إن تحريك البيادق تواجه المعارضة من "الملك المقابل" وهنا روسيا والصين... اللذان تبنا سياسية هادئة مقارنة مع امريكا والغرب ولكن من حيث المحتوى هي السياسة نفسها, إعادة تقسيم المنطقة بين القوى الكبرى, والإستحواذ على اكبر قدر ممكن من الارض والسيطرة والنفوذ.

والبيادق المقابلة تحركت ايضا, حزب الله من جانب وحكومة نوري المالكي من جانب اخر وفق محور اقليمي مناهض للمحور انف الذكر وعبر الجمهورية الاسلامية في إيران... كلها تحاول ان تجد لها موطئ قدم وتوسع من نفوذها وترسخ مكانتها على حساب الطرف المقابل. وبما ان القضية العراقية او الشان السياسي العراقي هو شان مدول اساسا, انعكست كل اوضاع المنطقة على العراق ومختلف قواه السياسية التي لكل منها امتداد اقليمي وفق مصلحته السياسية وانبعث الروح في مشروع بايدن بعد صيحات القومية العربية, التي تتصدح "للوحدة" ولو ليس بالمقياس القديم ولكن هذه "الوحدة" ولو هي على اساس القومية العربية, ولكن مع هذا تعارض المصلحة السياسية والاستراتيحية الراهنة لامريكا والمشروع الغربي, خصوصا بعد ان قدمت "القومية العربية" كل ما في بطانتها للبرجوازية العالمية بشقيها الغربي والشرقي. هذا الصوت للقومية العربية ورغم تجذرها في العالم العربي يجب ان تصمت وفق هذه الاستراتيجية... ليتسنى للغرب وامريكا إعادة صياغة المنطقة وفق مصالحها, او هكذا يبدوا لهم. ان إعادة صياغة المنطقة وقبر إتفاقية سايكس بيكو وفق الاستراتيجية الامريكية يتطلب ثقافة وايديولوجية جديدة لادارة المنطقة. سايكس بيكو تبنت بناء الدول في العالم العربي وفق المصالح الغربية في تلك المرحلة. وإعادة صياغة المنطقة بإدخال إسرائيل في عمق هذه المنطقة كراعي للمصالح الغربية. الايديولوجية الجديدة هي الاسلام السياسي وخصوصا الاخوان المسلمين في مصر, الحركة التي لها تأريخ مع امريكا منذ مجيء جمال عبدالناصر وبعد ذلك في بناء ودعم كل الاحزاب الاسلامية في المنطقة لمواجهة النفوذ السوفيتي حينذاك واخيرا في نهاية السبعييات تعمل علناً حيث في افغانستان تشكلت بمساعدة مصرية سعودية باكستانية ما تسمى بـ" افغان العرب" في البداية وما بعدها "تنظيم القاعدة" وبناء منظمات اسلامية لضرب القومية العربية وخصوصا الشيوعية واليسار بصورة عامة.

المستجدات في الوضع السياسي العراقي!

بعد ثورتي مصر وتونس, تم اعادة صياغة الاستراتيجية الامريكية, بإدخال الاسلام السياسي كنعصر رئيس في استراتجيتها لتبوء الحكم "باسم الثورة". في العراق تم اخراج مشروع بايدن لتقسيم العراق على اساس ثلاثة كيانات او دويلات او فدراليات مختلفة على أساس الطائفة الشيعية والسنية والقومية الكردية وطرد او إخراج القومية العربية أو ترويضها كأحزاب وكحركة من المعادلة السياسية. في هذا الاطار تم تنظيم حركة سياسية طائفية وفق سياسة الشيكات القطرية وبدأت احتجاجات في مدن الوسط في العراق, لترسيخ هذه الاستراتيجية ووفق سياستهم "لخلق التوازن" والمراد من التوازن هو التوازن الطائفي على صعيد السلطة بعد أن همش دور "السنة" وفق سياسية المحاصصة والمكونات ابان سقوط النظام القومي البعثي وما تلاها من الصراعات والاحداث. خلق التوازن هذا, أفتعل في ظل اوضاع المنطقة وبالتحديد في ظل التحولات السورية التي يبدأ "النظام العالمي الجديد" منها وفق وزير خارجية روسيا "لافروف".

في ظل هذه الاوضاع ولمصارعة النظام السوري وبالتالي الايراني تم تقوية الاسلام السياسي المعارض للاسلام السياسي الايراني في العراق, لكن لا اقصد الحزب الاسلامي الموجود في البرلمان فحسب بل انكى من ذلك التيارات والاحزاب الاكثر سلفيا وتشدداً على معيار حزب النور المصري وحماس الفلسطيني ... واستقوى هذا التيار وهذه الاحزاب وان لم تسمى بعد كأحزاب باسمائها الصريحة على اثر الاحتجاجات التي دفعت ثمنها مسبقا وفق سياسة الشيكات القطرية, الى القوى السياسية والعشائرية المختلفة في المنطقة, من رجال الاحتلال السابقين والقوميين الزاحفين نحو الطائفية والرجال الدين والقوى العشائرية ، التي هدفها أخذ الشيكات فقط. وبطبيعة الحال استقوت جماعات من الاسلام السياسي, على اثر تلك الاحتجاجات وهي ضربة قاضية اخرى للحركة القومية العربية والقائمة العراقية. حيث انشقت هذه القائمة على اثرها الى كيانات مختلفة... جزئها الباقي على طريقها وهو جماعة الوفاق برئاسة علاوي وهذا الجزء يعمل تحت يافطة جديدة "العراقية الوطنية"، وهذا الجزء هو جزء تم تهميشه, أما الجزء الاخر منها "المتحدون" تحولوا الى طائفيين وفق سياسية المحور التركي – القطري وهم العيساوي والنجيفي والهاشمي الهارب وأبور ريشة أو " الاسلاميون الجدد" وفق تصريح "حيدر الملا" والجزء الأخير والباقي على استراتيجيته ولكن بتغير اسلوبه والتحرك نحو التشديد على القومية العربية عبر بوابة دولة القانون، وهذه الجماعة هم تيار الحوار الوطني بقيادة صالح المطلك ومعه جماعة الحل او حزب الحل بقيادة الكربولي... وهذا التيار يعمل تحت اسم "العراقية العربية".

حزب البعث تم اجهاضه او تفريغه من مقوماته عبر السياسات المختلفة, تارة بإعادتهم الى الوظيفة وباعطاء حقوقهم المعاشية عبر حق التقاعدي, وإرجاع ماتم حجزه أو مصادرته من اموالهم وعقاراتهم, وإطلاق سراح السجناء منهم, وتارة أخرى عبر تعديل قانون "المسألة والعدالة"... وحزب البعث نفسه يتحرك بمسارين مختلفين، مسار عبر القنوات القانونية و عروقه المختلفة داخل المؤسسات الحكومية وعبر التيارات القومية المختلفة الموجودة في البرلمان و الحكومة , ومسار اخر مع "معارضة الحكومة" مع الاحتجاجات في المدن الوسطى ... مسار لتدجين عناصره داخل المؤسسات الحكومية ومسار لضرب الحكومة وفق امكانياته والاستفادة من الاجواء السياسية في المنطقة. أن حزب البعث وخاصة الجزء المنشق من عزت الدوري اي جماعة محمد يونس الأحمد المؤيد لنظام السوري سيكون له دور في العراق في ظل الحكومة الحالية ولو تحت مسميات اخرى... اي عبر عملية انسلاخ اسم "البعث".

الحركات والاحزاب السياسية انفة الذكر كلها مشتركة في الحلول والبرنامج الاقتصادية اي إقتصاد السوق, وتسهيلات لا تضاهيها تسهيلات ومساعدات للإستثمارات الاجبية والخضوع لارادة بنك وصندوق النقد الدوليين, وكلها مشتركة في الفساد الجاري. ان كل هذه الحركات ورغم اختلافاتهم لا تمثل قطاعات مختلفة من الراسمال, بل تمثل الاقتصاد الراسمالي بمجمله... وهنا الخلافات والصراعات هي فعلا خلافات وصراعات عالمية تنعكس في العراق على القوى السياسية البرجوازية. اما من الجانب السياسي فكل هذه الجماعات ايضا مشتركة في ديمقراطية الطائفية والقومية وفي الديمقراطية البرلمانية على النموذج العراقي, وكلها مشتركة في منع المنظمات والاتحادات العمالية والطلابية "المستقلة" اي الغير خاضعة لهم, وكلها تصارع وتعادي الشيوعية, وكلها تقر بدونية المراة "على رغم الاختلاف فيما بينهم حول هذا الامر", وكلها متفقة على ان الاسلام هو دين رسمي واساس للشريعة "على الرغم الاختلاف فيما بينهم حول هذا الامر"... ولكنها متفقة على تضيق الخناق على الحريات السياسية والمدنية والفردية "ولو بدرجات مختلفة"... هذه هي المشتركات الاستراتيجية فيما بينهم... حول البنية الاقتصادية للنظام الراسمالي وضمان بقاء وديمومة هذا النظام, وحول الحكم وسلطة هذه الطبقة.

ومع هذا ووفق هذه التغيرات, ستتغير خارطة القوى السياسية واستقطاباتها المختلفة. دولة القانون او حزب الدعوة بقيادة المالكي وله نهج اسلامي- قومي كما هو معروف وشرحنا اسباب هذا الامر او هذا التحول لحزب الدعوة في مقالاتنا السابقة, سيقترب مع جماعات القومية العربية, من حزب البعث (ولكن دون اسم), وومن تيار الحوار الوطني اي القائمة العراقية العربية, واحزاب وتيارات اخرى من الاسلام السياسي الشيعي بدون المجلس الاعلي والتيار الصدري.. مجموعة تشكل إئتلافاً او كيانا ما حتى اذا لم يذكروها. هذا التيار بامكاننا ان نسميه تيار اسلامي – قومي عربي. لديهم استراتيجية واحدة على رغم الاختلافات في التفاصيل.. وهي بناء عراق موحد, ذو مركز قوي ومؤثر على سياساته الخارجية والقطاع الدفاعي والامني والمالي والنفطي... هذا التيار غسل يده من القومية الكردية على الصعيد الاستراتيجي. اي ان بدعة "التحالف الاستراتيجي بين الشيعة والاكراد" ولى زمنها. هذا التيار بصورة عامة مدعوم من المحور الايراني في المنطقة. ويحاول بكل جهده الوقوف بوجه المحور التركي – السعودي - القطري.. من الطبيعي سياسات المالكي وتبنيه لخطابات قومية مختلفة حول كركوك, ودولة مركزية قومية ومحاولاته لتمهميش الحركة القومية الكردية.. كلها ساعدت لتقارب جبهة الحوار والبعثين و مجموعات من القائمة العراقية مع المالكي...

المتحدون والحزب الاسلامي ويلتحق بهم جماعات اسلامية سنية اخرى سواء التي أنبثقت من التظاهرات الحالية في الفلوجة والرمادي وصلاح الدين والموصل, او بعض اطراف المعارضة الاسلامية والقومية, مثل حزب البعث جناح عزت الدوري (ولو بصورة تكتيكية).وهذه المجموعة بمجملها تشكل ائتلافا سياسيا حتى اذا لم يأتلفوا! هذه المجموعة بصورة عامة قريبة عن الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة بارزاني إلى حد كبير وهي ايضا مسالة تكتيكية تمثل استقطاب القوى البرجوازية العراقية حول محاور المنطقة. السبب الاقوى لتقارب هذه الجماعات المختلفة التي تشبه الملوخية المصرية, هي القوى الخارجية: امريكا وفي المنطقة تركيا بالتحديد بالدولارات القطرية والسعودية, لمقارعة النفوذ الايراني في المنطقة وبالتالي توسيع نفوذ وسلطة الغرب وامريكا عبر البوابة التركية حيث اللاعب الرئيسي في المنطقة لمواجهة النظام الايراني... المشترك بين هذا التيار الذي هو تيار سياسي وطائفي بامتياز, وتيار الجماعات الاخرى من العراقية مثل جماعة الحوار والكربولي... الذين أستقطبوا مع المالكي ... هو ان كلا التيارين يرتكزون على الغبن الذي وقع على "السنة" وكلاهما يبرز لنفسه كانه يمثل "السنة" وكلاهما يضللون الجماهير في هذه المنطقة التي تسمى "بالسنة".. الاتهامات المتبادلة بين المنشقين في القائمة العراقية, هي في حقيقة الامر انعكاس واضح للصراع الاقليمي الذي يجري على ارض العراق وبين قواه السياسية المختلفة.

الحركة القومية الكردية وحزبيها الحاكمين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني... لحد الان مؤتلفين في جبهة... هذه الجبهة هي جبهة تنخرها خلافات عميقة وكبيرة. اساسها هو الاستحواذ على السلطة والنفوذ والتبؤ بالصدارة في كردستان العراق وبقية اجزاء كردستان وخصوصا في تركيا وسوريا, حيث كردستان ايران منقسمة قواها القومية الكردية بين الطرفين... منذ زمن. لحد الان الحزب الديقمراطي بقيادة البارزاني مسيطر بصورة شبه كاملة خصوصا في كردستان العراق. ان الطرفان متفقان بوجه عدد من المطالب "البرجوازية الكردية" منها المادة 140 وتمويل البشمركة وخلق التوازن في مؤسسات الدولة وخصوصا في السلك العسكري والاستخباراتي, ولكن الناحية العملية لا تثبت ذلك. انهما من الناحية الاستراتيجية متفقان على شركاتهما في السلطة المركزية, ومتفقان على "العراق الفدرالي" ذو الاقاليم المتعددة ومن هنا تنسجم سياستهما مع سياسة "الاسلاميون الجدد".

اما التيارات الاخرى من الاسلام السياسي الطائفي المجلس الاعلي والتيار الصدري.. يحاولان قدر الامكان النأي بأنفسهما عن سياسات المالكي لتهميش معارضيه ويحاولان ان يظهرا بثوب "الوطنية العراقية" ولكن في حقيقة الامر ان الاسلام السياسي الشيعي لحد الان متماسك من الناحية الاستراتيجية, كتيار اجتماعي حاكم في السلطة يمثل محور في المنطقة ومؤتلف في التحالف الوطني العراقي الذي يراسه من الناحية الواقعية لحد الان حزب الدعوة بقيادة المالكي. ان انسجام هذا التيار ليس انسجام حول سياسة وافق سياسي واضح حول بناء دولة العراق واداراتها واشكال حكمها, بل هو انسجام نابع من قوة ونفوذ النظام الايراني على هذا التحالف والائتلاف الوطني ايضا "الائتلاف.. جبهة بدون كتلة دولة القانون".... ومتمسك بصراعه الطائفي على صعيد المنطقة بوجه الاسلام السياسي السني بكافة اطيافه... الاخوانجية والسلفية. ان صراع التيارين اي الصدري والحكيمي مع كتلة القانون والمالكي هو صراع على من يتبؤ قيادة التحالف وليس على تفكيك التحالف نفسه.... وهذا لا يعني ان التيارين منسجمين بل لهما ذات الهموم السياسية.

هذه هي بصورة عامة لوحة عن الاستقطابات السياسية الجديدة في العراق ولم أتطرق الى داخل كردستان العراق والاستقطابات الجديدة فيها.

الصراع المقابل, الصراع الطبقي

على رغم كل محاولات البرجوازية العالمية والمحلية وفي العراق وكل القوى البرجوازية من الاسلامية الى القومية العربية والكردية على إخفاء الصراع الطبقي, والتعتيم الاعلامي شبه الكامل على كل التحركات والاحتجاجات العمالية, وعلى رغم التعتيم العالمي على الحركات العمالية وخصوصا الخوف منها بالتحديد في هذه المرحلة "الازمة الاقتصادية العالمية العميقة", برزت احتجاجات عمالية مقتدرة ولو يومية او إقتصادية شتى احناء العالم وخصوصا في اوروبا... وفي العالم العربي في مصر وتونس و في العراق حيث موضوع مقالنا ان عمال النفط في الجنوب بدأوا باحتجاجاتهم منذ 13 من شهرشباط الماضي ولحد الان... وباساليب نضالية مختلفة... الاضراب والاعتصام المفتوح والتجمعات العمالية... هذه الاحتجاجات هي نقلة نوعية من الناحية الزمنية اي مدة ديمومتها وتنظيمها منذ مجئ الاحتلال ولحد الان, وهذه الاحتجاجات ليست وحيدة بل هناك احتجاجات عمالية في البتروكيمياويات والاسمنت وعدد من القطاعات الخدمية في المحافظات الجنوبية والعاطلين عن العمل في موصل... هذا ناهيك عن ظهور تظاهرات طلابية في البصرة و بابل ...مطالبين بعدد من المطالب الجريئة من الحريات الفردية والمدنية, التي تستحق كل الدعم والمساندة من قبل الطبقة العاملة وقادتها. هذا الصراع هو صراع بوجه الطبقة الحاكمة كلها اي كل التيارات السياسية البرجوازية الحاكمة انفة الذكر... وضربة ولو صغيرة بوجه السياسية الطائفية البغيضة التي تتبناها الاطراف المتصارعة, واحتجاج بوجه الفساد ومطالب للحريات التنظمية والفردية والمدنية... هذه كلها على رغم تقوقعها في دائرة المطالب الاقتصادية بصورة عامة على الرغم من وجود عدد من المطالب السياسية ومنها "حريات التنظيم النقابي" مثلا, مع هذا تشكل بنية طبقية صلبة يجب الارتكاز عليها وتطويرها وتقويتها بافق سياسي ماركسي واضح المعالم وتنظيمها... هذا الامل الطبقي الوحيد في العراق... هذه القوة يجب ان تنظم وباسرع فترة ممكنة ليتسنى لها ان تكون مقتدرة من الناحية السياسية وان تجد فنون السياسية اللازمة بسلاحها الخاص الاضراب والاعتصام والتظاهرات... ليتمكن ومن ترسيخ اقدامها النضالية وسننها الطبقية ولصد الهجمات التجويع و انتهاك الحقوق السياسية و المدنية والفردية و الاجتماعية و الخدمية والبطالة ولرد الطائفية و تشرذم الاجتماعي على اساس الدين والطائفة والقومية, لترسيخ لحمة الطبقية و الهوية الطبقية لنباء عراق خالٍ من الظلم والاضطهاد والطغيان والاستبداد والفساد.



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار حول اعتصام العمال في شركة النفط في العراق
- عميد كلية الهندسة في جامعة البصرة يجب ان ينقل عمله الى جامع ...
- عاش الاضراب والاعتصام
- نقد رؤية جلال صادق العظم حول الشأن السوري
- حوار حول التنظيم الشيوعي العمالي!
- جامعة بغداد للبنات, جامعة للفصل الجنسي!
- -الشراكة الوطنية- انتهت, وماذا بعدها!
- نضال عمال نفط الجنوب, انقشعت غيوم الطائفية, وتجاوز لخرافات أ ...
- حول التحرش الجنسي ضد المرأة!
- تشيّأت الثورة الى عكسها!
- سياسة الشيوعية حول التظاهرات في الانبار والاخرى في جنوب العر ...
- المزاج الثوري في المنطقة
- نقد ‌آراء سلامة كيلة- الشيوعية العربية, ومأزق الوضع السوري!
- لكي لا يقع المجتمع المصري في الفخ مرة اخرى!
- الوضع السوري, والوضع في كركوك!
- مستجدات الوضع السياسي في العراق وسياسة الحزب الشيوعي العمالي ...
- بصدد الثورة!
- بعد الويلات و المعاناة تم خصخصة الكهرباء في غفلة الجماهير!
- حول مشروع مسودة قانون الاحزاب.
- حول الأوضاع الراهنة في العراق


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان كريم - المستجدات السياسية في الوضع العراقي