أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - صراع الإخوان مع القضاء المصري














المزيد.....

صراع الإخوان مع القضاء المصري


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 4068 - 2013 / 4 / 20 - 00:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المؤسسة القضائية لا خلاف على وجوب تمتعها بالاستقلال التام عن أي توجهات أو صراعات سياسية بين الأحزاب والتيارات، وهذا ما جعل شرطاً من شروط تحقيق صفة القاضي في شخصٍ ما ..هو أنه لا ينتمي لأيٍ حزبٍ سياسي ولا أن تكون له شُبهة انتماء سياسية على الإطلاق، الهدف من ذلك هو تحقيق أقصى درجات الحيدة والنزاهة، وهي مسألة ضرورية لأي مجتمع يعيش في إطار الدولة "العادلة" التي تحقق مصالح الجميع وتحميهم من أي تجاوزٍ أو ظُلم قد يُؤدي إلى فوضى تهدم الدولة وتُشرّع لمنطق الغاب والبقاء للأقوى.

بينما جماعة الإخوان المسلمين هي جهة سياسية دعوية وليست قضائية، وهذه الصفة تُحتم على الجماعة أن لا تتدخل في شئون القضاء سواء بتكوين جماعات داخل المؤسسة القضائية موالية لها أو أن تتهم المؤسسة بالكامل بأنها ظالمة وتعمل لصالح خصومها ابتداء....وبنظرة سريعة على طريقة تعامل الإخوان مع السُلطة القضائية سنراها قد حققت كِلا التجاوزين في حق القضاء المصري، أولها هو تشكيل جماعة داخل تلك المؤسسة العريقة تعمل لصالح الجماعة وتأتمر بأمرها وتُدافع عنها وهي .."حركة قُضاة من أجل مصر"..والتي ظهرت للعيان بعد ثورة 25 يناير ولم يكن أحد يعرفها أو يفهم طبيعتها إلا بعد الانتخابات الرئاسية وفوز الدكتور محمد مرسي برئاسة الجمهورية، حينها اكتفت الحركة بالدفاع عن الرئيس الجديد وتبرير قراراته، ومؤخراً لُوحِظ تردد بعض أعضاء هذه الحركة على مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان..وهو تصرف غريب حمل في طيّاته علامة تسييس هذه الحركة لصالح أحد الفصائل والجماعات على الساحة.

بينما التجاوز الثاني كان في رفع الجماعة لشعار.."تطهير القضاء"..وهو شعار لا ينبغي أن يُرفع من خارج المؤسسة القضائية، أي يُحظر استخدامه في الصراع السياسي أو في تظلّم أحد الأطراف في المحاكم من القضايا التي تُدينه..ونحن نلحظ جميعاً بأن جماعة الإخوان ترفع هذا الشعار في حالة واحدة فقط وهو شعورها بالخطر..ويعني ذلك أن الجماعة تريد أن تتجاوز وتُخطئ ولا تريد لأحد أن يُحاسبها أو يُدينها..وهو منطق السارق بوجهٍ عام..فالسارق يكره اثنين.. الأول هو رجل الشرطة والثاني هو القاضي ،ومنطق تعامل الجماعة مع القضاء المصري يتطابق بالكامل مع منطق السارق.

بالعودة إلى الماضي سنرى أن منطق الجماعة مع القضاء لم يتغير، وأن الماضي يشرح أن صراع الإخوان مع القضاء هو قديم قِدَم الجماعة نفسها..وقد كانت أشهر معالم هذا الصراع في اغتيال أحد أعضاء الإخوان للقاضي الخازندار، وهي حادثة شهيرة حدثت في أربعينيات القرن الماضي ولا زالت نقطة سوداء في تاريخ الجماعة..ومؤخراً وبالتحديد قبل ثورة 25 يناير لم تنتهِ الجماعة عن هذا الصراع فخاصمت وهاجمت وشوّهت مجلس القضاء الأعلى والذي كانت تتهمه بموالاة الرئيس مبارك على حساب الحق والعدل..بينما كانت تنتصر لنوادي القُضاة باعتباره مؤسسة قضائية ليست تنفيذية وخارجة عن سُلطة وإرادة الدولة...ومن المُثير أن موقف الجماعة قد تغير تماماً إلى العكس بعد صعودهم للسُلطة، أي أنهم أصبحوا في عداءٍ تام مع نوادي القُضاة، وفي توافقٍ تام مع مجلس القضاء الأعلى..وهذا يُثبت أن منطقهم ورؤيتهم الآن تتطابق بالكامل مع رؤية النظام السابق لتلك المؤسسات –حسب فهمهم

بينما في كل معركة انتخابية كانت تظهر الجماعة بكيلٍ من الاتهامات والسُباب في حق العديد من القُضاة تتهمهم فيها بالتزوير لصالح خصوم الإخوان في الانتخابات، وأتذكر بالتحديد ما حدث في دائرتي..(الدقي ودمنهور)..في انتخابات مجلس النوّاب عام 2005..ففي دائرة الدقي اتهمت القاضي بالتزوير لصالح الدكتورة آمال عثمان وهي أحد رموز الحزب الوطني وإسقاط مرشح الجماعة الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل..وفي دمنهور اتهمت القاضي بالتزوير لصالح الدكتور مصطفى الفقي على حساب مرشح الجماعة الدكتور جمال حشمت.

حينها لم يخرج أحد من الجماعة ليُعلن كيفية حدوث هذا التزوير، أو بطرح ما لديه من أدلة، واكتفى بعض مؤيدي الجماعة –حينها-بطرح العديد من الشُبهات والظنون التي رافقت العملية الانتخابية وفرز الأصوات، ولكن هذا لا يكفي..فالقضاء لا يعتد بالشُبهات أو الظنون..بل في هذه المسائل لابد فيها من الدليل الراجح القاطع وإلا لن يكون للحديث عن التزوير أي معنى..علاوة على أن التزوير كما يتوهمه الإخوان وصرّحوا به مراتٍ عدة هو مفهوم في غاية السذاجة والبلاهة..فهم يفترضون أن القاضي يعادي الإخوان لذلك قرر تغيير النتيجة لصالح مرشح الوطني..هكذا وبدون طرح أي أسئلة..كيف ومتى ولماذا ومن هو...وهل يصلح هذا التغيير في حضور جماعة من القُضاة أم أن القاضي الذي يتهمونه هو من قام بفرز وحساب الأصوات بمفرده!!..وإذا كان الأخير فلماذا لا يستبدلون اتهامهم لقاضٍ واحد باتهام جماعي واسع للعديد من القُضاة؟!...أسئلة موجهة للإخوان كي يُجيبوا عنها..فهم قد اعتادوا على إطلاق الاتهامات بغض النظر عن طبيعتها وهل هي حقيقية أم لا..وإذا كانت حقيقية لماذا لم يشرحوا لمؤيديهم طبيعة هذه الاتهامات وحقيقتها والأدلة التي بحوزتهم..

لكن مع كل ذلك كانت الجماعة حينها في المعارضة، أي أن اتهامهم للقضاء حينها كان يحوز على رضا وعواطف بعض فئات الشعب، وأن منطقهم كان يشوبه بعض الحق باعتبار أن السُلطة القائمة هي سُلطة جائرة تتدخل في شئون القضاء..أما الآن فقد تغير الوضع..الآن هم في السُلطة أي أنهم مسئولون عن أي تجاوزٍ في حق القضاء باعتباره أحد المؤسسات السيادية والمستقلة للدولة، وأن لا يُكرروا نفس ما كانوا يرفضونه في السابق من تدخلٍ في شئون القضاء إذا ما سلمنا بأن النظام السياسي القديم كان يتدخل فعلاً في شئونه..ولكن كل هذا لم يؤثر في وضع الجماعة ومنطقهم في التعامل مع القضاء المصري، فهم لا زالوا يتعاملون مع القضاء ومؤسسة العدل بالكامل بنفس منطقهم عندما كانوا في المعارضة وهو..أن يشنوا عليه حملةً شعواء إذا ما شعروا بالخطر من جراء أحكامه..وأن يطالبوا باحترامه إذا ما شعروا بأن هذه الأحكام لصالحهم ولصالح السُلطة التنفيذية..



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يوميات حمار حكيم(3)
- من يوميات حمار حكيم(2)
- من يوميات حمار حكيم(1)
- أكذوبة خير القرون وتأثيرها على خريطة الأفكار
- كفوا عن التجارة بالدين
- نحن قومُ لا نخطئ
- باسم يوسف عبقري وليس إلهاً
- كان ياما كان..كان فيه ثورة في سوريا
- حقيقة صيام يوم عاشوراء في الإسلام؟
- حقيقة العين والحسد في الإسلام
- أزمة مصر في مستنقع الكهنوت
- محمد مرسي وفلسفة الاستعباط!
- التحرش الجنسي في مصر..بين الثقافة والحب
- ابحثوا عن الجاني الحقيقي..حماس بريئة..
- شهادة لله وللتاريخ...بصفتي إخواني سابق أقول:
- رأيي المتواضع في الأحكام الخاصة لشهداء استاد بور سعيد
- هل تعلمون السر وراء خلاف الأزهر مع الإسلاميين؟
- المظاهرات السلمية خيار استراتيجي
- مصدر خُرافة عذاب القبر
- شباب المعارضة المصرية في حقول التحدي


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - صراع الإخوان مع القضاء المصري