أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - ماتت سيدة المقام !















المزيد.....

ماتت سيدة المقام !


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 1169 - 2005 / 4 / 16 - 11:35
المحور: الادب والفن
    


ماذا اواسي فيك ياواسيني الأعرج وأي الجراح اداوي سوى ان اقدم باقة ورد " لسيدة المقام " روايتك الخالدة والشاهدة على مادار ويدور في عالمنا العربي المتحجر . وأنت الأديب الأريب ادرى بشاعرنا الممجد أحمد شوقي ومناغاة روحه الى روح ابن زيدون " يانائح الطلح أشباه عوادينا " الى آخر الجلجلة . نعم اواسيك ، لكن في مفاتحة صريحة فان كتابك بنفسجة جريحة ووثيقة لقلب قتيل بحجم الوطن . وما ( كارمن) الحسن
( وشهرزاد) الخيال الاّ دريئة لتصويباتهم في اسقامنا المعيشية وعذاباتنا الوجودية ، انهم يتضافرون ضدنا عبر فخاخ الاغتيال اليومي .
في اوطاننا ياواسيني يطحن نوعان من العسكريتاريا بأسنان من حديد عظامنا ( الحزب الواحد ، والفكرالسائد الواحد ) ومن شفرات سيوفهما الجاهلية تبصر وتسمع بأن دماءنا تسيل في الشوارع . تمنى الشاعر بركة للبجع الطائر والهديل وأوصال الشجر فكانت البركة حمراء قانية واذا مازجها نزيف آخر فهو انسياب الدموع . نعم ياواسيني انهم يسحقون كل صباح باسنان من حديد عظام الابرياء ، ويحاول الحزب المدرع والذي لايزال يمسك بالغدارات ان يمحو ذواتنا وهمه ان يحيلنا حسب نسخته الاصلية الى فوتوكوبي وعلينا ان نسير بخطى ممسطرة وفي زي موحد وحزب واحد أحد وان نتخرج من فلسفة مطلقة الوجود ومنظمة بعينها لاسواها أي تماما عكس ماأملته الطبيعة من ألوان بهيجة للنبات والشمس من تماوجات الطيف وهذا التعدد اللآمتناهي للورد وأشكال الحيوان وتضاريس الحجر . القسوة والعنف تكمن بأن يحيلني صديقي او عدوي الى نسخة منه او مسخ ( لاانساني ) مثله وحسبما هو مقاسه وفكره وذوقه ولونه وشكل ملابسه واحاديثه وطريقة مأكله ومشربه ، وكل شئ يجب ان يكون في نظر هذا الصديق او العدو ذا اطار واحد مثلما حاول ان يعممه هتلر او موسيليني او الفاشيات الجدد والذين لم يتعلموا دروس الفشل من اجدادهم .
لم تكن ( سيدة المقام ) تصويرا بلاغيا مثلما هي عليه الروايات ،ولم تكن ( 300 ) صفحة من الروي الهامس المبهر في نجاحه فحسب بل استحالت الرواية الى فلسفة ادعى للقراءة لا في ضوء الوحدة الفكرية والتنظيمية للاحزاب بل في ضوء مملكة الحرية التي تتعرض لشتى انواع الاغتيال . ان بلادك ، الاوراسية الهم ، شماء رغم حرائق بني ( كلبون ) . لم تهدأ ذراها حتى اليوم ولن تغفو جفونها حتى يوم تغدو السعادة ترتيلة للسلام .
لايجب أن القي بظلي الثقيل على رؤوس الآخرين او عنجهيتي على تلقائية الناس او حزبويتي او ابوتي على الحمائم واليمام . وهذا هو الشريان الابهر في روايتك سيدة المقام . انها دعوة للبراءة والوداعة بل لبلاب على سياج الكينونة ، ارجوان على شاطئ الغد . روايتك حياة نابضة بالحب موحية بان كل استبداد مصيره الزوال والامل بالشعب قوة جبروتية الاحلام ، شعب سيوفر السلام ويصنع التعدد ...نعم ، لقد قتلوا اغرودة الحسن ( مريم ) وألقوا بالعاشق استاذ الجمال والفلسفة والفن على اكياس الأزبال ، وخربوا المسرح والفنون والديكورات والفرح المديني اليومي ...لكن ... الميل الى الحياة هو الغالب .... والمخططات الارادوية هي التدخل المجحف والفاشل بحق قوة الحياة ... نعم يتأخر شعاع الشمس لكن الشمس " قبعة العصر" ، ولابد ان تشرع نوافذ الحرية رغم السقوف والاصفاد ... ان من حاولوا اعادة مودا الاحذية الصينية الى الأقدام خذلتهم الأقدام اياها ... ان من يخصصون نوعا محددا من ( الهواء ) ومسارا معينا للفراشات .....سخرت منهم الفراشات لأنها كالأفكار والعكس صحيح ، وان الأفكار نسمة لامبرمجة الاتجاه .
واسيني النادر الغالي ...ياسيد المقام ، يا أديبا لا اقول احد من السيف فقد كرهنا منظرها بل اقول ان كلماتك رديف شجاعتك . واننا ضحايا الارهاب الجديد ، ضحايا على لائحة الانتظار ! نحن معك : انصار السلام والحرية . والسؤآل : ماجدوى ان تمر حياتي جليدا تحت اقدام القتلة ؟.. ان العظيم ناظم حكمت قد قال " اذا انا لم احترق ... وانت لم تحترق ...فمن ذا ينير الطريق ؟ " وهكذا قال الشاعر العراقي الجميل عبد الاله الياسري :

" اذا انا لم أُحرق ومثليَ صاحبي ..... فمن ذا ينير الدرب أن أظلمَ الدربُ " . ...

وهكذا مثلما عانيت أنت ومريم من ظل الرجل الثقيل في الحانة والذي نغص عليكما أعذب لحظات هناءة ومناغاة عشق ، فاننا في عراقنا الجديد سنتوكل بالدفاع عن الحرية الفردية ، مثلما دافعت انت بريشتك المتوهجة وذهنك المتوقد .
ان نقطة النزاع المستقبلية في عراق السلطة التعددية الجديدة هي عدا الدفاع عن الحاجات المطلبية ، الذود عن حق الفردية وحرية المرأة ، ولذا فان كل الأقلام تنشط ولابد ان تنشط في سبيل تعرية أي طغيان فكري يتجاوز على الحياة الاجتماعية ، واي هيمنة عنفية تتخذ من يافطة معينة مدعاة لتجيير اخلاق وسلوك الافراد حسب قالب واحد وبوتقة واحدة .
ان الحياة مائدة الحرية . وقد اشار شاعر العرب الأكبر في قصيدة يابن الفراتين ( نيسان 1969) اشار الى ارادة المرء بأن يختار مايريد :

"على الموائد أكوابا وأطعمة ً ..... من شاء يحتر أو من شاء يبتردُ " .

وهنا لابد من جبهة دعم الحرية الاجتماعية والدفاع عنها بكل قوة . ان الحركة الفئوية والاستبدادية الرجعية الاجرامية الانتقامية الارهابية تعمل وستعمل على كم الأفواه وتحديد حرية الناس في المأكل والملبس وارشاء المرتزقة والقبضايات وحثالات المجتمع من أجل ارعاب وارهاب العائلة العراقية بأن لاتبترد هنا ولاتحتر هناك وذلك لأن مائدة الحياة خاضعة الى أوامرهم التحرمية والتكفيرية . وهنا تتحكم حثالات القرون الوسطى بعالم متنور عصري جديد . نقطة الصراع هنا ! " هنا الوردة فلنرقص هنا " هنا الحريات العامة فلندافع عنها . هنا المافيات المضادة لحق المرء بالأختيار فلنعمل من أجل التنوير والتثوير باتجاه الحرية الاجتماعية والسعادة الانسانية . لاسعادة بكثرة الممنوعات واللآءات . ان الأمر موكول لحق الفرد . وليكن شعارنا:

" من شاء يحتر او من شاء يبتردُ "

ان ذلك هو بوصلة العمل القادم وهنا يركز الأديب والمثقف وذلك لأن مكمن الخطر القادم هو التجاوز على الحريات العامة ومسؤوليتنا الدفاع عنها ...فلمن الغلبة ؟ . انها للعراق الجديد ....وسنحتفل بتعدد الألوان ومباهج الأزياء والأطياف .



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل لشاعر معمم أن يتغزل ؟ وان يتماشى مع التطور ؟ ويؤمن بالديم ...
- جاك بريفير وقصيدة الشعب
- تذكّر الأشجان في حضرة غانم بابان
- ادعاء دين واداء مُشين
- النظرية السامية والواقعية الدامية
- كونانبايف شاعر التراث الطليعي
- الحب وفقا لماركس
- العراقيون وأدب الرسائل العاشقة - عبد الغني الخليلي نموذجا
- هل ستبقى ليلى بلا ذئب ؟
- اللآقاعدة الفكرية في العراق ستكون هي القاعدة الذهبية
- الشاعربدر شاكر السياب .... هل هو من جماعة القاعدة ؟!
- الجواهري روح العراق وعنفوانه الفكري والعاطفي ...هل سيعمم شعر ...
- الموسيقى باعتبارها نوعا من السجن
- كتابات في الحرية ألمعية الأديب في كسر القاعدة والمسلّمات
- اوروك والتاو الصيني والآخرون
- قوس الفلسفة في قزح الشعر
- أُمهات البلاد الحبيبة
- الذباب بين الفكر الفلسفي والواقع المحسوس
- على هامش الفلسفة الوجودية


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - ماتت سيدة المقام !