أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى البعليش - لقاء عابر مع طبيب أبو القاسم الشابي














المزيد.....

لقاء عابر مع طبيب أبو القاسم الشابي


مصطفى البعليش

الحوار المتمدن-العدد: 4067 - 2013 / 4 / 19 - 22:46
المحور: الادب والفن
    



وأنا ذاهب إلى الرباط تذكرت ما قاله لي أحد الظرفاء عن هذه المدينة حين نطق الرباط بالفرنسية فجاءت شبيهة بكلمة غابة...وهكذا وجدتها بالفعل
كان البحث وسط (الغابة) عن صديقي محمد ضربا من العبث..زئير المحركات..لغط الباعة المتجولين..مارة مهرولون..متسولون..أطفال مشردون..عمارات باسقة..ملصقات إشهارية..وسيارات فارهة غير عابئة..تهت في أحراش المدينة بغتة رأيت وجوها اصطفت طابورا أمام شباك بنكي، قرأت على جسد متعب تفاصيل وجه أعرفه، كان ذلك بالضبط الذي أبحث عنه بشغف، سألني عن الأصدقاء في مدينتي، كان الطابور طويلا، طول الانتظار، شجعني على الحديث الذي من أجله جئت.
قلت لمحمد: ماذا يمثل لك اسم أبو القاسم الشابي.
محمد : شاعر جيد وإن كان الزمن قد تجاوزه..ولكن الأجود بالنسبة لي هو صاحب "أنشودة المطر" بدر شاكر السياب.
أنا: (مقاطعا) كل هذا جميل، ولكن أريدك أن تحدثني قليلا عن الشابي.
محمد: لم أقرأ له الكثير..ولكن ما سبب هذا السؤال؟
أنا: التقيت، صيف هذا العام، أحد التونسيين..كنت قد أنهيت لتوي عملي في المرقص وكان هو من المبكرين...
محمد: وبعد...
أنا: بدأنا نتحدث..بعد أن تعارفنا...كان اسمه سي طاهر...وجدته ملما بكثير من المجالات الأدبية والفنية.
محمد: إذن كان سي طاهر أديبا...
أنا: هذا ما أعتقده...
محمد: وماذا وجت؟
أنا:" كان سي طاهر..عالما..بل من أكبر الدكاترة في العالم في مجال تخصصه.
محمد: و ماذا كان تخصصه؟...
أنا: كان بروفيسورا في القلب
محمد: بروفيسورا في القلب؟
أنا: نعم بروفيسورا في القلب
محمد: ويهتم بالأدب؟
أنا: يهتم كأنه أديب متخصص في هذا الميدان
محمد: عجيب هذا الأمر.
أنا: هكذا وجدت نفسي أمامه وزال العجب وأنا أستمع إليه.
محمد: زال العجب!!
أنا: نعم
محمد: وكيف ذلك؟
أنا : عرفت أن سي طاهر..كان صديقا لأبي القاسم الشابي.
محمد: أبي القاسم الشابي!! إذن لهذا سألتني عن رأيي فيه؟
أنا: نعم.. وعرفت كذلك أن صداقته قديمة تمتد حتى الصبا، حيث كانا زميلي دراسة يقتعدان نفس المنضدة...
وبقيت علاقتهما تزداد أواصرها مع الزمن حتى بلغا الباكالوريا.
وبعد ذلك، كما تعلم، اضطرت ظروف الشابي أن يختصر المسافة نحو العمل في حين كانت ظروف سي طاهر المادية تساعده على إتمام الدراسة بفرنسا، كما أن نبوغه في المواد العلمية ساعده على اختيار الطب.
محمد: وعلاقته بالشابي...
أنا: علاقته بالشابي زادتها الأيام توطيدا، فكان يزوره كلما نزل تونس...وفي إحدى الزيارات وجد صديقه مريضا.
محمد: وماذا فعل؟
أنا : اهتدى إلى حل نسبي.
محمد: كيف ذلك؟
أنا: لأن المرض كان مستعصيا، ولأن سي طاهر كان يتألم للآم صديقه فهو قد بحث عن حل وسط...
محمد: إذن هي المسكنات...هل أعطى لأبي القاسم مسكنات؟
أنا: ليس تماما..ولكن حقنه بمخدر ذي مفعول طويل يبقى مدة ثلاثة أشهر.
محمد: ثلاثة أشهر!!
أنا: نعم..وبدأ في أبحاثه بجدية متناهية.
محمد: وماذا بعد...
أنا: ولأن مثل هذا الخبر قد يسبب ثورة فكان لزاما أن يبحث سي طاهر عن حل لهذه المعضلة.
محمد: وماذا فعل؟
أنا : لقد خاف أن تطول مدة البحث عن العلاج فأعلن وفاة أبي القاسم وجاء بجثة شبيهة ووضعه في نعش، فحمله الناس إلى المقبرة التي وضع على شاهدتها هنا يرقد جثمان أبو القاسم...
محمد: وبعد ذلك
أنا: استمر سي طاهر في بحوثه إلى حدود فبراير 1999 حيث أعلنت المجلات العلمية المختصة عن علاج لداء الشابي وكان بتوقيع سي طاهر. وفي 29 ماي 1999 عاد أبو القاسم إلى الحياة.
محمد: وكيف استمر ذلك؟
أنا : لقد كان سي طاهر يقوم بزيارة أبو القاسم كل ثلاثة أشهر للعناية به والإشراف على السير العادي لأجهزة المختبر ويحقنه بمواد مخدرة.
محمد: وأين أبو القاسم الآن.
أنا: الآن هو في فيلا رقم 17 بشارع المغرب العربي المحاذي للشاطئ بمدينة الحمامات ويشرف على عملية إدماجه في الحياة نخبة من الأطباء والشعراء تلامذة سي طاهر.
محمد: ليعطوه ما استجد في عصرنا.
أنا: بل ليعطوني جرعة حتى أكتب مسرحيتي فما رأيك في هذه الفكرة؟..مسرحية تدور حول أبي القاسم الشابي وتناقض مسألة الحداثة في الشعر.. وعن هذا القدر الذي لم يستجب بعد للشعب الذي ما زال يريد الحياة ويبحث عنها جاهدا في أعماق قلبه المتعب!!.



#مصطفى_البعليش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى البعليش - لقاء عابر مع طبيب أبو القاسم الشابي