أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - شباب قلعة دزه كانوا هدف البعثيين العنصريين الأوباش















المزيد.....

شباب قلعة دزه كانوا هدف البعثيين العنصريين الأوباش


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4066 - 2013 / 4 / 18 - 12:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل شيء كان ينذر بالخطر القادم .. رغم الهدوء النسبي .. كل شيء في الشمال, كما كان يحلو لقادة البعث وأتباعهم الصغار تسمية إقليم كردستان العراق .. كان النظام يعبئ قواه ويشتري المزيد من السلاح من الاتحاد السوفييتي والغرب بكميات كبيرة لليست لأغراض الدفاع عن النفس. وتسنى له تأميم النفط الخام زيادة موارده بفعل الفورة النفطية حينذاك. وكان الثوار الكرد في الإقليم يتابعون استعدادات النظام يتحرون عن حلفاء يسندون نضالهم العادل في سبيل حقوقهم المشروعة. ولكن كان الإقليم محاطاً بقوى مناهضة وإن بدا البعض منها مساندا له لغرض في نفس يعقوب.
كان الهدوء غريباً على هذه المنطقة, وهو كما بدا للكثيرين إنه هدوء يسبق عاصفة هوجاء صفراء مدمرة. كانت تجارب الحياة والعلاقة بين الحاكم والمحكوم في عراق البعث وصدام حسين قد علمت الكرد بأن لا يطمئنوا للحكومة المركزية فقد أصبحت ولفترة طويلة الشر ذاته. فهي عاشت التهميش والتنكيل والإقصاء والتنكر للحقوق والاتفاقيات الدولية التي وقعت قبل وأثناء إلحاق ولاية الموصل, ومنها جنوب كردستان, بالعراق.
اعتقد النظام العراقي إنه قد أسكت الكثير من القوى السياسية, سواء أكان ذلك بالجزرة أم العصا أم بهما معاً. واعتقد بأنه قد أعد العدة لجولة جديدة من القتال ضد الشعب الكردي وثورته الوطنية باعتبارهم "جيباً عميلاً" ضد القومية العربية! واعتقد البعض من العرب الجهلاء والشوفينيين بصواب هذه الفرية العدوانية الكبيرة. كان النظام البعثي يعد العدة لإقناع الدول المجاورة بإسناده في الموقف من نحر الحلم الكردي وإسكات صوت الشعب الكردي. وقد أقنع هذا النهج الجديد من كان مقتنعاً أصلاً ومناهضاً للشعب الكردي في الدول المجاورة التي تساهم في اضطهاد الشعب الكردي ومصادرة حقوقه الوطنية والقومية المشروعة.
كان الطلبة يحتجون ضد النظام الدكتاتوري الذي تنكر لاتفاقية أذار 1970, كما بدأ الكثير من الكرد, سواء أكانوا موظفين أم اساتذة جامعيين أم طلبة أم مزارعين وعمال وكسبة بالتوجه صوب جبال كردستان لدعم الثورة ومواجهة قوات البعث وأجهزتها القمعية وقواتها المسلحة. إذ كان الوضع ينذر بشر عظيم. كان الصراع بين الشعب الكردي وثورته الوطنية في تصاعد في الأشهر الأخيرة بعد أن فشلت الكثير من المحاولات في القضاء على الثورة, بما في ذلك محاولات الاغتيال.
اتخذت رئاسة جامعة السليمانية قرارها بنقل الجامعة من السليمانية إلى مدينة قلعة دزه باعتبارها من المناطق المحمية بالثوار, أو إلى حد ما محررة خشية اعتقال الطلبة في السليمانية من قبل أجهزة الأمن القمعية. وأُعلن عن يوم افتتاح الجامعة وإقامة احتفال كبير بهذه المناسبة. وحين تجمع الطلاب والطالبات وأساتذة الجامعة وكثرة من المهتمين بالعلم والثقافة وأولياء الطلبة والطالبات, حلقت طائرات النظام الحربية في سماء قلعة دزة في ذلك اليوم الربيعي من شهر نيسان حيث السماء صافية والشمس مشرقة لتسقط حممها اللعينة على رؤوس محتفلي جامعة السليمانية في قلعة دزه. القت بكامل حمولتها من قنابل الناپالم والصواريخ التي کان يراد بها قتل وإصابة أكبر عدد ممكن من المتجمعين في حفلهم البهيج. وفي لحظات لا غير حول النظام الفاشي والعنصري, نظام البعث الدموي الحفل البهيج إلى مجزرة بشرية مريعة إلى دماء ودموع, إلى صراخ الجرحى من الطلبة والطالبات وذويهم, إلى حزن ثقيل سکن على صدر المدينة بأسرها. لقد ارتكب النظام جريمة بشعة أراد بها الإعلان عن استعداده لارتكاب أبشع الجرائم في سبيل البقاء بالسلطة وفي تركيع الشعب الكردي ومنعه من ممارسة حقوقه المشروعة. لقد سقط في هذه المجزرة 163 طالباً وطالبة كردية
والعديد من الناس الآخرين والأطفال الذين رافقوا عائلاتهم ومئات الجرحى والمعوقين. كان ذلك في الساعة 9:45 من يوم 24/4/1974. واعتبر هذا اليوم يوم الشهيد الکردي.
لقد شكلت هذه الجريمة البداية الفعلية للخيانة التي ارتكبها النظام الصدامي بحق الشعب العراقي كله والشعب الكردي على نحو خاص حين وقع على اتفاقية الجزائر مع الخائن لعهوده ووعوده للشعب الكردي شاهنشاه إيران محمد رضا بهلوي وبوساطة جزائرية وتأييد أمريكي – إسرائيلي التي قضت بتطويق الحركة الكردية المسلحة وفرض نزع السلاح على الثوار أو قطع الدعم اللوجستي وما يمد الثورة بسبل العيش والحياة عن الثوار. لقد كانت تلك اتفاقية الجزائر المشينة لعام 1975 حيث تنازل الدكتاتور صدام حسين عن جزء من شط العرب وشيء من حدود العراق الشرقية لصالح إيران من أجل الوصول إلى هذه الاتفاقية الخيانية بهدف تحطيم ثورة الشعب الكردي ومنعه من تحقيق طموحاته المشروعة والعادلة.
ولكن خاب فأل صدام حسين, إذ سرعان ما نهض الشعب من كبوته وسار حثيثاً لانتزاع حقوقه المشروعة والعادلة, واتسعت الثورة بقوى وأحزاب كردية أخرى وشاركت قوى أخرى أدركت نيات البعث المشؤومة إزاء جميع القوى الوطنية العراقية, ومنها الحزب الشيوعي العراقي. لقد خبأ النظام الكثير من الجرائم الأكثر بشاعة بحق الشعب الكردي, إذ بعد مرور ما يقرب من 14 سنة على جريمة قلعة دزه, نفذ حكم البعث وحزبه جريمة الأنفال وحلبچة, التي أودت بحياة 182 ألف إنسان كردي في كردستان العراق وإلى 5000 قتيل بالسلاح الكيماوي وإلى 5000 جريح ومعوق. إنها جريمة إبادة جماعية وضد الإنسانية, إنها جريمة عنصرية وفاشية لأنها استهدف الكرد أولاً وأخيراً, ولأنها استخدمت أساليب فاشية ومحرمة دولياً.
لم تكن جريمة قلعة دزه إلا الإعلان الرسمي لدولة وحكومة البعث عن ثلاث مسائل تكشف منذ البدء عن طبيعة هذا النظام الذي غفلت عنه الكثير من القوى السياسية حين عاد إلى الحكم ثانية في العام 1968 وبعد انقلاب القصر:
1. إن البعث يحمل فكراً عنصرياً شوفينياً معادياً لكل القوميات غير العربية التي تعيش في هذه المنطقة. وهو مناهض عنصرياً للشعب الكردي باعتباره المطالب بحقوقه القومية المشروعة والعادلة والمناضل في سبيلها.
2. وإن حكم البعث يستند إلى قاعدة فاشية معروفة, إلى استخدام القوة والحرب لحل المعضلات وفي مواجهة القوى التي تطالب بحقوقها. وإن الحق والقوة هما وجهان لعملة واحدة.
3. وإنه مستعد لارتكاب أبشع الجرائم في سبيل الحفاظ على السلطة والبقاء فيها, وإنه إذا ما ساوم على شيء فلفترة قصيرة حيث ينقلب على كل مساومة أو اتفاق يوقعه مع أية جهة كانت, وإن "البعث جاء ليبقى في السلطة".
هذا ما برهن عليه حزب البعث, سواء أكان خارج الحكم أم خلال فترة حكمه بالعراق في العام 1963 وفي الفترة 1968-2003. إن حزب البعث بفكره العنصري والفاشي يشكل وباستمرار خطراً على مصالح الشعب العراقي بكل قومياته, وخطراً على حياة هذا الشعب بكل مكوناته القومية والدينية والمذهبية والفكرية والسياسية. ومن نسى ذلك أو من ينساه أو يتناساه لأي سبب كان يرتكب حماقة كبيرة ويقود البلاد إلى ارتكاب جرائم جديدة بحقه يمكن أن تكون أبشع مما تسبب فيه هذا الحزب وحكمه في الأعوام الخمسين المنصرمة.
أشير إلى هذا لأن قوى البعث وفدائييه ومسؤولي أمواله ونشاطه السري المدني منه والعسكري, وليس كل من ارتبط بالبعث بروح انتهازية أو خشية من أجهزته, بدت تجد طريقها إلى أجهزة الدولة العراقية المدنية منها والعسكرية بفعل سياسة نوري المالكي الذي يسعى إلى إعادة الانتقاميين إلى أجهزته للانتقام من الكرد, الذي هو في خلاف معهم ومع المجتمع, وضد السنة الذين تخلوا عن أتباع صدام حسين بعد سقوط النظام, وضد من هم من الشيعة الذين ناهضوا البعث في فترات مختلفة, كما أنهم ضد الأحزاب الوطنية العراقية ومنها قوى التيار الديمقراطي. إن سياسة المالكي في إعادة فدائيي صدام حسين تشكل جريمة قادمة ترتكب ضد الشعب العراقي. إن هذا الإجراء لا يعني ممارسة قانون المساءلة والعدالة بصورة إنسانية وحكيمة, بل يعني انتظار القيام بجرائم جديدة يرتكبها هؤلاء ضد الشعب بهدف القفز على السلطة وبدعم إقليمي واضح.
وأشعر بأن الشعب قد بدأ يعي ذلك وليس عبثاً أن تخرج مظاهرة في ذي قار تصرخ بوجه موكب المالكي "نوري المالكي بعثي" , أو "بعثي نوري المالكي". إنه ليس بعثياً, بل لا يختلف عنهم من حيث المبدأ والجوهر, وهو يريد أن يستخدم البعثيين ضد الشعب العراقي عموماً والشعب الكردي على نحو خاص, ولكنهم سينقلبون عليه, إذ صدق من قال:
يا حافر البير لا تغمج مساحيها خاف الفلك يندار وانت التگع بيه.
18/4/2013



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إن كان المالكي صادقاً ولا يكشف ملفات القتلة فتلك مصيبة, وإن ...
- قراءة مكثفة في كتاب وكاتب: بغداد حبيبتي ... يهود العراق... ذ ...
- مرشحو التيار الديمقراطي بناة المجتمع المدني الديمقراطي الجدي ...
- المأساة والمهزلة في آن حين يكون الحاكم مستبداً و... !!
- هل من سبيل لإيقاف العدوانية الإجرامية في السياسة العراقية؟
- لقاء في النادي الثقافي الكلداني بعنكاوة ... هموم وطموحات مشت ...
- تحية إلى الذكرى التاسعة والسبعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراق ...
- الكارثة المحدقة ... هل يمكن تجاوزها؟
- عيد نوروز الخالد... عيد المحبة والسلام .. عيد النضال ضد الطغ ...
- 19 آذار ... يوم بغداد الدامي والدامع والمريع..
- رسالة مفتوحة إلى السيد نوري المالكي رئيس مجلس وزراء العراق
- سياسة جرَّ الحبل ببغداد وعواقبها المريعة
- الحكام الراقصون على أنغام التفجيرات الإرهابية وأشلاء الضحايا ...
- المثقفون العراقيون اليهود قبل التهجير
- السياسة الاقتصادية والبنية الطبقية للنخبة الحاكمة بالعراق
- اهتزاز النظم السائرة صوب الإسلام السياسي والطائفية في الدول ...
- هل أبقى نوري المالكي شيئاً من سمعة وحرمة السلطات الثلاث في ا ...
- هل هناك من منافسة غير مشروعة بين رئاسة الإقليم والحكومة الات ...
- جرائم بشعة ترتكب بالعراق ...من يرتكبها؟
- لا للأستبداد .. لا للطائفية .. لا لقتل المتظاهرين .. نعم لمط ...


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - شباب قلعة دزه كانوا هدف البعثيين العنصريين الأوباش