أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هويدا صالح - وجع اللذة في تمارين لاصطياد فريسة لعلي عطا















المزيد.....

وجع اللذة في تمارين لاصطياد فريسة لعلي عطا


هويدا صالح

الحوار المتمدن-العدد: 4065 - 2013 / 4 / 17 - 18:36
المحور: الادب والفن
    


وجع اللذة في تمارين لاصطياد فريسة
هويدا صالح
موعدنا كتاب قد لا يرى النور، أما "هدفي فليس أقل من صيد ثمين" الآن وقد ظهر الكتاب إلى النور نتساءل أولا هل أصاب الشاعر هدفه الأصيل الثمين؟! نعم " وقعت الفريسة في الشباك وانتهى الأمر" في "تمارين لاصطياد فريسة" للشاعر علي عطا الصادر مؤخرا عن سلسلة كتابات جديدة التي تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب نكتشف الحقيقة ربما كاملة في بعض اللحظات ومنقوصة في لحظات أخرى، وكشفنا هذا يأتي من خلال تفاصيل تتجلى بانسيابية ولغة شفيفة محببة إلى النفس، فخلف كل تجربة يطرحها علي عطا تكمن تفاصيل يجب النظر إليها عن كثب. منذ الإهداء الأول "إلى إبراهيم أصلان ، وإليك ..فقد تكتب لي الحياة على يديك، وأنا على أعتاب الخمسين، أنا الميت منذ مولدي" نتلمس معالم تجربة الشاعر ،فيحضر إبراهيم أصلان في البنية النصية للديوان، لكن عطا لا يتناص مع عوالم إبراهيم أصلان، إنما يتناص مع سردياته الشعرية التي تعتني بتفاصيل ما هو إنساني، كما تحضر الحبيبة أيضا، لكن حضورها في البنية النصية للديوان لم يشبه حضور أصلان، بل كان حضورا طاغيا مجتاحا لكل القصائد، فهي ربما تكون ابنة الجيران التي هي امتداد لحضور طاغ آخر في تجربة الشاعر في ديوانيه السابقين(على سبيل التمويه، وظهرها إلى الحائط)، وربما أيضا يتجلى حضورها في فتاة يشاركها المشي على الكورنيش، ويخشى أن يجرح وحدتها، وأخرى تدخله " موسما جديدا للبوح" وربما تتجلى في فتاة صنعها في خياله على مهل لتلهمه القصائد، لكنها لم تكن قادرة على إلهامه ولو سطر وحيد. كل حبيباته اللاتي مررن به استطاع أن يقبض على أرواحهن، ليكتبهن في قصائد يتنوع مستوى التلقي لها ، التلقي الأول بوح شفيف وشغف مكتوم لم يرد له الشاعر أن تحقق حتى يستمر في إلهامه الشعر، والمستوى الثاني هو ما لم يقله النص وترك مهمة تسويد مساحات البياض للقارئ ، فنجد ما هو عام يتداخل فيما هو خاص فنجد الحكام العرب وقضية فلسطين يشهدون على عدم اكتمال ليلته الحميمة مع حبيبته التي أتي بها للفندق الذي حضر افتتاح أول قمة عربية. دوال عميقة ومكثفة تكشف البعد النفسي للقصائد:" إن غرفتي في الفندق الذ استضاف قادة العرب بعد مولدي بعام واسعة بما يكفي لنرقص على أطلال القضية"
ثم يأتي الإهداء الثاني الذي صدر به القسم الأول من الديوان، لم يكن هداء بالمعنى المتعارف عليه، إنما كان توصيفا للحالة التي تتليس الديوان ، وتصبغ قصائده، إنه يقول " أرنو بعينين دامعتين ، أشدو بصوت حزين " إنه الشدو الحزين الذي تصدره الذات الشاعرة منذ البداية . إنها الرغبة في البحث عما هو جوهري وعميق في الإنسانية ، فلا تجد الذات الشاعرة سوى الشدو الحزين. في البداية يخبرنا أن الصياد الماهر عليه أن يراجع تجاربه السابقة قبل الدخول في تجربة جديدة لرمي الشباك، كما يمنح نصيحة لكل صياد فثمة " وقت أطول من المراوحة يعطي عددا أكبر من الفرائس" ومن هنا نراجع مع الصياد الشاعر كل معاركه، سواء التي انتصر فيها رغم أنه لم يبد منتصرا أبدا ، أو التي انهزم فيها، فنكتشف أن كل حبيباته السابقات قد فررن منه وأنه فشل على مدار أعوامه التي تربو على الخمسين في استبقائهن بجواره" كل حبيباتي السابقات قلن مثل هذا الكلام من قبل، وفررن من جحيمي في الوقت المناسب".
صيده الأول كان ابنة الجيران التي كانت تدس رسائلها بين نهديها وحين يأتي الليل تنزع غطاءها، لنتعرف على لحن جديد في سيمفونية حبه الأول، وحين ننتبع ذلك الحب نكتشف أن الفريسة ( ابنة الجيران) تسكن روحه الباحثة عنها، بل تسكن قصائده ، لكنه يبحث عن حبيبة جديدة ،لكنها لم تكن ملهمته التي يريدها . لم تستطع أن تعوض وهج ابنه الجيران التي تسكن قصائده ، كما لم تستطع أن تمنحه وهج الشعر. نكتشف مراوغة الشاعر الصياد الذي يمضي بنا إلى حقائق جديدة ( يلزمها بعض التخييل ) فنراه ينحدر من أعلى النهر بجوار فريسته الجديدة في مركب يمر بسلاسة رغم الانحدار، فيسمع ونسمع نحن أيضا قول الصياد وهو كاظم غيظه حديث الفريسة لكن الغريب في الأمر أن حديث الفريسة كان يضمير الغائب حين ذلك يقول الصياد في نفسه" تدفقي فليس هذا أوان حبس الماء " ومن خلال تلك التمارين يعطي لنا الصياد بعض نصائحه، فعلي الصياد الماهر أن يتمتع بالصبر وأن يشعر الفريسة أنها لا يمكنها الاستغناء عن هذا الصياد" بينما يمكنها الاستغناء عن العالم" وعليه أن يقنعها أنها لو تركته ومضت إلى حال سبيلها لابد ستقع في يد جاره" ذلك الذي يرغم السائرين في أمان الله على الموت رعبا" وعليه أن يقنع الفريسة بأنه " هو الفارس والجواد أيضا " عليه أن يجعلها تتأكد أنه " طفلها المولود للتو ومعه فقط يمكنها أن تتخفى من رتابة المواعيد " ثم نتبع عطا وهو يراجع خيباته السابقة، فنعرف أن جميع حبيباته " قد رغبن في الاستئذان منه " تماما كما أخبرته آخر فريسة ، عند تلك اللحظة يكتشف الصياد الشاعر أنه لابد من التمارين قبل الخوض في تجربة جديدة بعد كل هذه الاخفاقات ، فنراه يقترب من فريسة " يمكنك أن تشاركها على الكورنيش على ألا تلحظ وجودك كي لا تفسد عليها توحدها مع ذاتها في تلك اللحظة يكفيك أن تعرف أنها تستمتع بتسللك ليلا إلى غرفتها وبخروجك من دون أن تترك أثرا يذكر". وعند تلك اللحظة ربما يسمع صوتها يقول أحبك دون أن تقول بالفعل أنها تحبه وبالقرب من تلك التجربة الأولى سيتعلم ما يجب أن يقوله للفرائس وكيف يمكنه الاحتفاظ بتلك الفريسة، فيتمكن للمرة الأولى بعد كل تلك السنوات من نصب شباكه كما ينبغي، كما يكتشف لغة الفريسة، وهكذا نمر بالتجارب الفاشلة لنكتشف مع الشاعر أن ذاته الشاعرة إن هي إلا صورة لصياد عجوز يتأمل ظله وخيباته، فيكتشف " أنه أطول مما يتصور ، وأنه يثير بآلية باتجاه الفريسة" في حين أنه يلزمه السرعة القصوى للانقضاض عند ذلك يستحث الصياد الشاعر نفسه، فيسرع بالخطا لكي يثبت لنفسه" على الأقل قدرته على استعادة عمر أفل ".
كان للواقع الافتراضي حضورا كبيرا في الديوان، حيث يعوض ذلك الغياب للحبيبات ، ويستجلبهن من الافتراض إلى القصيدة ، باللغة الفياضة سحرا، وبناء القصائد الدرامي،فيتحول ذلك الوجود الافتراضي إلى وجود نصي، عبر اللغة التي تخلصت كلية من المجاز، والتي مالت نحو الحيادية المفرطة يمكن لنا أن نشارك الذات الشاعرها شجوها وشدوها الإنساني العذب في تلك التجربة الشعرية المميزة للشاعر المصري علي عطا.



#هويدا_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرة الحرب والحب في رواية تيو
- بلاغة التفاصيل في رواية - الذرة الرفيعة الحمراء -
- التحريض والتثوير في روايات نجيب محفوظ
- الخطاب الأبكم الهامس في الفقه الأصولي .. قراءة في كتاب -النص ...
- إعادة استباحة مصر مجددا / ردا على تصريحات فاطمة ناعوت في جري ...
- دماء الصبايا على مذابح الإخوان المسلمين في مصر
- ذاكرة مصر البصرية في لوحات زهرة المندلية - حياة النفوس -
- أزمة الجسد في رواية عالم المندل
- ليس ثمة موسيقى .. لكنها سترقص غدا
- المستبعد واللامقول في رواية - وردية ليل - لإبراهيم أصلان
- هل آن أوان ربيع النساء في ظل الثورات العربية ؟!
- مرايا الذات المتكسرة في رجوع الشيخ
- اللحن المتصاعد في الحالة دايت
- وخزات الألم
- مثقفون مصريون يرفعون صوت الثورة السورية في سماء القاهرة
- بيان الكتاب والمثقفين العرب ضد مذابح بشار الأسد بحق الشعب ال ...
- جدلية العلاقة بين الأنا والآخر في رواية - بروكلين هايتس - لم ...
- بشار الأسد الذي يُعمّد كرسي عرشه بدماء أطفال سورية
- حفيف رصاصة
- إلى قناص بشار الأسد الذي يغتال ربيع سورية


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هويدا صالح - وجع اللذة في تمارين لاصطياد فريسة لعلي عطا