أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عليان الهندي - العملية العسكرية الإسرائيلية عامود الغيم - ترجمة عليان الهندي - حلقة 2















المزيد.....

العملية العسكرية الإسرائيلية عامود الغيم - ترجمة عليان الهندي - حلقة 2


عليان الهندي

الحوار المتمدن-العدد: 4064 - 2013 / 4 / 16 - 14:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الردع الاسرائيلي- هدف تحقق ؟

أفنير غولوب

الردع كان هدف مركزي لعملية عامود الغيم من أجل إعادة الهدوء لجنوب البلاد. وأعلن وزيري الدفاع والخارجية أن العملية حققت أهدافها كاملة. لكن عندما جاء وقت تقييمها خاصة ما يتعلق بالمحافظة على الهدوء في الجنوب، وكم الوقت تستمر به فترة الهدوء القادمة، تمتنع الجهات المهنية والأكاديمية عن تقديم تحليل منهجي واستنتاج واضح.
وينبع السبب في ذلك بمشكلة القياس المميزة للردع. وهدف الردع هو التسبب بالطرف "أ" إلى تغيير سياسته، ومنعه من القيام بأعمال مخطط لها بواسطة سياسة تهديد موجهة من جانب "ب". والهدف من التهديدات هو تغيير الحسابات والتكاليف عند طرف "أ" والتأثير على قراراته. ونجاح سياسة الردع متعلقة بقرار الطرف المرتدع. وعلية، إذا لم يغير طرف "أ" قراره وعمل وفق رغبته هو، يمكن القول حينها أن سياسة الردع التي اتبعها طرف "ب" فاشلة، وإذا غير سياسته يمكن القول أن الردع نجح في إحداث التغيير. ونتيجة ذلك، يجب دراسة كيف ساهمت التهديدات بقرار الطرف المرتدع. ومن الواضح أن نجاح الردع متعلق بالماضي، ومن وجهة نظر الطرف المرتدع.
وهناك ثلاثة شورط لنجاح سياسة الردع هي : (1) نقل التهديد – على الطرف الرادع نقل رسالة تهديد إلى الطرف الذي يرغب بردعه. (2) مصداقية التهديد، يجب أن يتمتع التهديد بمصداقية عالية من أجل ان التأثير على عملية اتخاذ القرار في الجانب المنوي ردعه، وإذا اعتبره الطرف الاخر فارغ فإنه لم يؤثر على عملية اتخاذ القرار. (3) على الطرف المنوي ردعه دراسة الخيارات المختلفة من أجل اتخاذ القرار المناسب. وفي حال أخذه تهديدات الطرف الرادع بعين الاعتبار، فإنه سيختار الخيارات الأقل ثمنا من الناحية السياسية والمادية. وعليه، يجب دراسة عناصر الردع التي نقلت من إسرائيل إلى حماس، وأيا من عناصر الردع مسحت قبل عملية عامود الغيم، ولأي مستوى أعيد الردع بعد العملية العسكرية. التحليل الحالي يعالج الردع في الحالتين، قبل وبعد العملية العسكرية عامد الغيم، مع التركيز على النقاط التي رغبت القيادة الإسرائيلية تعزيزها، وبرسائل الردع التي نقلت من إسرائيل إلى حماس وكيف استقبلت هذه الرسائل.

العلاقات بين حكومة مرسي في مصر وبين اسرائيل
قبل العملية: الخوف في إسرائيل قبل العملية تحدث عن أن صعود حزب الاخوان المسلمين إلى السلطة في مصر يؤدي إلى تعزيز العلاقات بين حماس ومصر على حساب العلاقات الإسرائيلية-المصرية. وكان هناك اعتقاد في حماس أن الرد الإسرائيلي على الاحتكاكات التي تقوم بها حماس والمنظمات الفلسطينية الاخرى سيكون مقلصا نظرا لتطلع إسرائيل إلى عدم المس بعلاقتها مع حكومة الاخوان المسلمين في مصر. بمعنى، أن حماس توقعت أن الخوف الإسرائيلي من زعزعة العلاقات مع حكومة مرسي يقلل من إصرار إسرائيل على تنفيذ تهديداتها، ويخفض الثمن الذي ستدفعه حماس لزعزعة الوضع القائم على الحدود الجنوبية لإسرائيل. وبالتالي سيكون الثمن محتمل ومقبول.
بعد العملية: الهجوم الجوي الإسرائيلي المكثف نقل رسالة رادعة لحماس، ويبدو أن إسرائيل أعادة جزؤ من عملية الردع مقابل الطرف الآخر، فمن جهة شنت إسرائيل هجمات على غزة لمدة 8 أيام رغم المعارضة العلنية لسلطة الاخوان المسلمين في مصر. ومن جهة أخرى، التهديدات المصرية ضد هجوم إسرائيلي بري على قطاع غزة، شكلت عامل ضغط مهم على إسرائيل خلال الحرب، ويجب التوقع أن هذا الضغط سيستمر في المستقبل القريب. واثبتت مصر انها تستطيع تقليص الرد الاسرائيلي بشكل كبير، وكذلك الثمن الذي ستدفعه حماس في المستقبل. يبدو لأن حماس توقعت أن "تكبل مصر الأيدي الإسرائيلية". ورغم أن هذا التوقع لم يحقق، لكن يبدو أن مصر تستطيع تقليل الثمن الذي ستدفعه حماس أمام أية تحديات مستقبلية لإسرائيل، لن يكون من بينها إسقاط حكومة حماس في غزة

عالم عربي مختلف
قبل العملية :ادعت قيادة حماس أن أحداث الربيع العربي غيرت الشرق الأوسط، وعززت القوى الإسلامية، وزادت من تأثير الشعب في انخاذ القرارات مع أنظمة الحكم في المنطقة. وعلى ضوء ذلك ، توقعت إسرائيل بأن حماس تتطلع في حال الرد على الهجمات إسرائيلية على غزة، أن تخرج مظاهرات جماهيرية في مختلف الدول العربية، وفي حال اندلاع هذه المظاهرات سيضطر القادة العرب للعمل على ضبط الرد الاسرائيلي، وبذلك تفقد إسرائيل القدرة تحقيق تهديداتها، ويقليص الثمن الذي ستدفعه حماس على تحدياتها لإسرائيل.
بعد العملية: خلال العملية صرح المحلل السياسي إيهود يعاري أن هناكخيبة أمل في صفوف قيادات من ردود أفعال العالم العربي على الهجوم الإسرائيلي. وأرسلت رسالة لمختلف قادة العرب تطالبهم فيها العمل على ضبط ومنع الهجمات الإسرائيلية. ورغم الشجب العربي والمظاهرات في يهودا والسامرة، لم تمارس الدول العربية ضغط حقيقي على إسرائيل، بل على العكس أظهر العرب وقادتهم عدم اكتراث لما يجري وفضلوا التركيز على المذبحة التي ينفذها الاسد بحق شعبه. أما وسائل الاعلام العربية فقد واصلت نهجها السابق في بث الصور المرعبة من سوريا،واكتفت ببث بعض الصور من قطاع غزة. وفي جميع الأحوال، لم يتغير الرد العربي على العملية العسكرية الاسرائيلية وبالتالي كان ضغطها على إسرائيل محدود جدا.

سياسة رد الضعيفة من المستوى السياسي
قبل العملية :منذ بداية حكمها أرسلت الحكومة الإسرائيلية الحالية رسالة مفادها أنها لا تريد التركيز على التهديد الذي تشكله حماس، وهي غير مستعدة للعمل ضدها، مفضلة تركيز جهودها في الحلبة الدولية ضد المشروع النووي العسكري الإيراني. ورغم التهديدات الإسرائيلية المتكررة من رئيس الاركان وحتى رئيس الوزراء بأن إسرائيل سترد بقوة على أي عمل إرهابي ضد مواطنيها، إلا أن الرد الاسرائيلي على الهجمات الفلسطينية القادمة من قطاع غزة كان مضبوطا، وكانت الحكومة الحالية مستعدة لامتصاص عدد من الصواريخ في اليوم على مستوطنات محيط غزة. ونتيجة ذلك، اقتصر الرد الاسرائيلي على مهاجمة البنى التحتية لهذه الفصائل، حتى بعد أن بدأت حماس بالمشاركة العلنية في الهجمات ضد الجيش الإسرائيلي، حيث الرد الإسرائيلي ردا رمزيا، ولم يوجه نحو حماس وناشطيها. ونتيجة ذلك استخلصت قيادات حماس أن التهديدات الاسرائيلية ليست جدية، وأن الثمن الذي ستدفعه حماس على زعزعة الوضع القائم ليس كبيرا. وعليه كانت العملية عامود الغيم جزءا من إعادة الثقة للتهديدات الإسرائيلية.
بعد العملية: أثبت رئيس الوزراء ووزير الدفاع الاسرائيلي أنهما مستعدان للرد بقوة على الصواريخ المطلقة على إسرائيل. وأنهم بهذ العمليات ينفذون تهديداتهم. وكان الهجوم الإسرائيلي بقتل أحمد الجعبري مسا استراتيجيا بحماس، أرادت إسرائيل من خلاله القول بأنها غير مستعدة لأن يقصف مواطنيها وبلداتهم وجنودهم الموجودين في أرض إسرائيل. وأثبتت العملية العسكرية الإسرائيلية أن حماس ستدفع ثمنا باهظا. لكن لا بد من الإشارة أن العملية العسكرية الحالية، لن تعيد عنصر الردع إلى ما كان عليه عشية الرصاص المنصهر. ورغم تلقي حماس ضربة قوية إلا أن القتال حقق لها انجازات وتنازلات إسرائيلية لم تكن إسرائيل مستعدة لمنحها لحماس قبل هذه العملية مثل الموافقة على التخفيف من سياسة الحواجز على قطاع غزة. وإلى جانب الثمن الباهظ، شكلتن العملية العسكرية الإسرائيلية رافعة لحماس وحققت لها أرباح كبيرة لم تكن بالحسبان.
وستحدد سياسة إسرائيل بعد العملية وردودها على أعمال الإرهاب الفلسطيني في الفترة القريبة، مصداقية عنصر الردع، وهل ستكون السياسة الجديدة هي إجبار حماس على دفع ثمن باهظ للارهاب، أم أن الحديث يدور عن السياسة التي ميزت إسرائيل بعد عملية الرصاص المنصهر، أي الموافقة على قصف بسيط من دون رد فعال. والمسألة مطروحة هنا هي هل ستدفع حماس ثمنا كبيرا على نشاطاته العسكرية مستقبلا حتى لو كانت محدودة ؟. سيكون هذا التسأول محل دراسة في حماس عندما تقيم مصداقية الردع الاسرائيلي في الأشهر القادمة.

الانتخابات في إسرائيل
قبل العملية :علاوة على عدم الاصرار الإسرائيلي في السنوات الاخيرة، توقغت الجهات الأمنية في إسرائيل أن الردع الإسرائيلي تراجع بالفترة الاخيرة، في ظل الانتخابات للكنيست الإسرائيلي. ورغم أن عملية الرصاص المنصهر بدأت مع اقتراب موعد الانتخابات عام 2009، إلا أن الجهات الأمنية قدرت أن حماس ترى بأن إسرائيل ستمتنع عن القيام بعمل عسكري كبير في قطاع غزة عشية الانتخابات الإسرائيلية خوفا من الخسارة فيها. وحسب هذا الموقف، اعتقدت حماس أنه ورغم التهديدات المتكررة لكبار المسئولين في إسرائيل الذين طالبو برد كبير على اطلاق الصواريخ من غزة وعلى النشاطات الإرهابية قرب الجدار حتى في فترة ما قبل الانتخابات في اسرائيل، وإن استعداد أصحاب القرار في إسرائيل لتنفيذ هذه التهديدات ققليلة.
بعد العملية: أرسلت إسرائيل رسالة واضحة بأنها لن تمتنع عن شن أية عملية عسكرية على غزة قبل الانتخابات. وكما ذكر، نقلت إسرائيل هذه الرسالة في الماضي بواسطة عملية الرصاص المنصهر. لكن، يبدو أن الرسالة هذه المرة لم تلقط جيدا في حماس، خاصة بعد تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدرور ليبرمان التي قال فيها أن على إسرائيل أن تمتنع عن القيام بعملية عسكرية واسعة في قطاع غزة إلى ما بعد الانتخابات. وأشارت هذه التصريحات أن إسرائيل مستعدة للعمل عسكري محدود، لكنها غير مستعدة لتنفيذ التهديدات القوية التي أسمعت من إسرائيل، مثل العمل على إسقاط حكومة حماس قبل الانتخابات في إسرائيل. مرة أخرى، كانت الرسالة الإسرائيلية هي أن إسرائيل مستعدة لتدفيع حماس ثمنا عاليا أكثر مما هو متوقع قبل العملية العسكرية بسبب تحدياتها المتكررة. لكنها اليوم غير مصرة على تدمير سلطة حماس في قطاع غزة وجباية ثمن باهظ منها.

المهدد الاستراتيجي للجبهة الداخلية الاسرائيلية
قبل العملية: بنت حماس على مدار السنوات الماضية شبكة صواريخ بعيدة المدى قادرة على الوصول إلى أكثر مكانين فيهما سكان في إسرائيل، ولم يقصفا قبل هذا الوقت من قبل حماس، وهاتين المنطقتين هما تل أبيب والقدس منطقتهما. وكانت التقييمات الإسرائيلية تقول أن حماس علقت آمال كبيرة على هذه الصواريخ من أجل إطلاقها على هاتين المنطقتين من أجل تحقيق هدفين هما :المس بالمعنويات الإسرائيلية التي ستؤدي في نهاية المطاف إلى ممارسة ضغوط على أصحاب القرار بوقف القتال، وتصريحات كبار مسئولي حماس خلال معركة تشير إلى هذا التوجه، وبالتالي التخفيف من رد الفعل الإسرائيلي، وربما اعتقدو أن الصواريخ تشكل رد رادع على إسرائيل مستقبلا. ثانيا :تل أبيب والقدس هما رمزان بعيون الجمهورين العربي والفلسطيني. حيث يدور الحديث عن الجبهة الإسرائيلية الداخلية الأكثر اكتظاظا، والقدرة على مهاجمتهما معناه مهما لدولة إسرائيل. وعليه، فان استخدام الاسلحة لقصف هاتين المنطقتين يصور حماس عند الفلسطينيين بأنه الفصيل القادر على تحدي إسرائيل القوية. وحسب هذا المنطق، يمنح قصف مدن تل أبيب والقدس ميزات إستراتيجية تزعزع الوضع القائم الحالي وتخلق واقع جديد أمام إسرائيل وأمام الجمهوريين الفلسطيني والعربي.
بعد العملية : تفيد التوقعات الصادرة عن أجهزة الأمن الإسرائيلية أن حماس فوجئت من قوة الهجمات الإسرائيلية على مخازن الصواريخ منذ بداية العملية، ومن النتائج المذهلة التي حققها بطاريات التصدي للصواريخ "القبة الحديدية" التي نجحت بالتصدي لـ 85% من الصواريخ والقذائف التي أطلقت من غزة خلال الهجوم على غزة، ومن قدرة الجبهة الداخلية على امتصاص الهجمات. وهذا الأمر قلص من قدرة حماس على مس بالجبهة الداخلية الاسرائيلية وفهم أن التأثير على عملية اتخاذ القرار في اسرائيل ستظل منخفضة. وعليه، فان القدرة على تقليص الثمن الذي ستدفعه حماس على تحدياتها المستقبلية ستبقى محدودة جدا، إلا أن تنجح في تخزين صواريخ بعيدة المدى مرة أخرى. وحتى إذا استعادت حماس قوتها الصاروخية، فان جولة القتال الحالية نقلت لحماس رسالة مفادها أنها لا تملك القدرة على تخفيض الثمن الذي ستدفعه نتيجة سياستها، كما توقعت ذلك قبل عملية عامود الغيم. ومن جانب، فإن رد العالم العربي على قدرة حماس على قصف تل ابيب والقدس لم يكن كبيرا، وربما حسن صورة حماس على أنها قادرة على تحدي إسرائيل. لكن ذلك لم يغير شيئ على الأرض. ويبدو أن حماس ترى بتهديد قصف تل ابيب والقدس انجاز وآداة لرفع المعنويات حتى لو خاب أملها من عدم قدرتها على تقليص الثمن الذي عليها دفعه مستقبلا في حال قررت العمل على تغيير بتغيير الوضع القائم مع إسرائيل.

تحديات الفصائل الإرهابية الصغيرة
قبل العملية :يعتقد أن تصرفات حماس قبل العملية عامود الغيم كانت بسبب الضغط الممارس عليها من المنظمات الإرهابية الأخرى في قطاع غزة، التي شنت هجمات على أهداف إسرائيلية متحدين بذلك حماس وقيادتها. وأدت هذه الهجمات إلى توجيه انتقادات عنيفة لحماس، ما أفقدها بعضا من شرعيتها. ويبدو أن حماس قدرت أن الثمن الذي ستدفعه سيكون بسيط، وعليه انجرت وراء الفصائل في قصف اسرائيل .
بعد العملية :تعرضت حماس وغيرها من الفصائل لضربة قوية جدا، حيث تمت تصفية بعض قياداتها وبناها التحتية ومخازن الأسلحة. ويبدو أن استعداد هذه الفصائل لشن هجمات على إسرائيل في الأشهر القادمة ستكون منخفضة. لكن ذلك لا يعني أنهم لن يحاولو قصف إسرائيل. لكن هذه المحاولات ستكون قليلة. وعليه، فإن الثمن الذي ستدفعه حماس على منعها الجميع من قصف اسرائيل سيكون قليل.

خلاصة
يدعم التحليل امطروح الإدعاء القائل بأن الردع الإسرائيلي قد أعيد بنائه أمام حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى بعد عملية عامود الغيم. لكن الحديث يدور عن ردع غير مستقر، وهناك عدة معايير للمحافظة على الردع في المستقبل القريب وهي :
أولا، يمكن اعتبار الفشل في الردع الاستراتيجي قبل عملية عامود الغيم يعود لعدم جدية التصريحات الإسرائيلية المهددة لحماس، ما خلق فناعة عند حماس أن الثمن الذي ستدفعه في تحدي إسرائيل سيكون قليل. كما أن الرسائل التي أرسلها وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان والتردد الإسرائيلي بعدم شن عملية بريه مس بمصداقية النوايا الإسرائيلية بشن العملية العسكرية، وبالتالي بالردع الاسرائيلي.
ثانيا: يبدو أنه سيطلب من القيادة الإسرائيلية في الاشهر القريبة الرد على التحديات التي تشكلها حماس وغيرها من الفصائل الإرهابية التي تريد فحص سياسة الردع الإسرائيلية، واستعداد الحكومة لتحمل سقوط صواريخ وقذائف صاروخية على المدنيين، أو شن نشاطات تخريبي قرب الجدار الحدودي مع غزة، من شأنها أن تحطم وبسرعة قدرة الردع الإسرائيلية. وعلى دولة إسرائيل أن تمنع قدر الإمكان تسلح الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بالصواريخ القادرة على تهديد المدن الكبرى في إسرائيل. وتوفير الصواريخ يعطي حماس وفق وجهة نظرها ميزة إستراتيجية مهمة. وعليه، يجب العمل على تقليص هذه القدرات في حال قررت حماس استخدامها، من خلال المحافظة على إفهام حماس بأنها ستدفع الثمن عاليا في حال تجددت النشاطات الإرهابية. وهذا الأمر يساعد في إبقاء الوضع القائم على حاله.
وفي النهاية فإن التحليل الحالي يطرح نقطة للتفكير، وهي أن القبة الحديدية استخدمت كآداة ردع من خلال تصديها وتقليصها لتأثير حماس. لكن ألا تشكل القبة الحديدية على مدار الوقت مكبلا بمفاهيم الردع. فمن جهة تقلص قدرة حماس على قصف المدن الإسرائيلية، ومن جهة أخرى لا تدفع حماس ثمنا باهظا على قصفها للعمق الإسرائيلي. وعليه، في ظل وجود القبة الحديدية تتقلص قدرة إسرائيل على العمل ضد محاولات الإطلاق الفاشلة للصواريخ، والمحافظة على ميزات الردع مع حماس. وعلى القيادة الاسرائيلية أن تاخذ بالحسبان وتعد استراتيجية تتلائم والتحديات الجديدة، وكما ذكر ستحدد ذلك الأشهر القادمة.



#عليان_الهندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العملية العسكرية الإسرائيلية عامود الغيم - ترجمة عليان الهند ...
- الحروب الجديدة لإسرائيل
- الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة-مواقف إسرائيلية
- عامود الغيم -العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة : عملي ...
- أعطوا غزو لمصر
- خطة الجنرال أييلاند لضم غزة لمصر - ترجمة عليان الهندي
- إسرائيل والإسلام السياسي بين المواجهة والتعايش
- عام على الثورات العربية - الموقف الاسرائيلي ترجمة عليان الهن ...
- عام على الثورات العربية - الموقف الاسرائيلي ترجمة عليان الهن ...
- عام على الثورات العربية - الموقف الاسرائيلي ترجمة عليان الهن ...
- ملاحظات فلسطينية حول موقف الحركة الصهيونية من مذابح اليهود ! ...
- هل ستندلع الحرب بين إسرائيل وإيران
- التقرير الاستراتيجي 2011 الحلقة الأخيرة
- التقرير الاستراتيجي الإسرائيلي 2011 الحلقة قبل الأخيرة
- التقرير الإستراتيجي الإسرائيلي السنوي 2011 الحلقة السابعة
- التقرير الاستراتيجي الإسرائيلي 2011 الحلقة السادسة
- التقرير الاستراتيجي الإسرائيلي 2011 الحلقة الخامسة
- التقرير الاستراتيجي الإسرائيلي 2011 الحلقة الرابعة
- التقرير الإسرائيلي الاستراتيجي 2011 الحلقة الثالثة
- التقرير الاستراتيجي الإسرائيلي 2011


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عليان الهندي - العملية العسكرية الإسرائيلية عامود الغيم - ترجمة عليان الهندي - حلقة 2