أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - شعوب تتحلل و دول تتفكك














المزيد.....

شعوب تتحلل و دول تتفكك


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4064 - 2013 / 4 / 16 - 12:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعتقد أننا في العالم العربي، و ضمن تجارب الربيع العربي في عدة بلدان، قد أصبح امامنا تجربة مؤكدة و أدلة قاطعة على أن استعارة المقدس في الصراع السياسي، نخوض غمار السياسة و نجعلها بلا أفق، و ندنس المقدس و نحوله من هداية أساسية إلى أداة للاستخدام!
اليوم:
جين ننظر بكل موضوعية وشجاعة إلى كل ما يجري في مصر و سوريا و تونس و بعض المناطق الأخرى، نجد أن استعارة المقدس الديني كغطاء للصراعات السياسية، جعلت مفهوم الوطن يتراجع كثيراً، فالقوى السياسية المتصارعة على قضايا سياسية، و مصالح و رؤى، قد اجازت لنفسها من خلال غطاء الدين، أن يفقد الوطن الذي هو للجميع ، و حماية للجميع، وهي تختفي وراء المظلة الدينية، لتنتج عداوة مكشوفة مع الآخر الذي هو شريكها في الوطن، دون أن تدرك، وسط هذه الحمى، أن المقدس الديني في زمن الصراع السياسي لا يشكل حماية لأحد، بل يزيد من حدة الصراع،والهوة بين القوى و نتيجة لهذا الصراع فإن الشعوب التي تمتلك قواعدها الرئيسية التي ثمنها القوة و الثقة بالنفس، لتتحول إلى مجموعات تعدد لبعضها الاخطاء، الأمر الذي يسهل فكرة التدخل الأجنبيي دون حواجز، كما أن الدولة التي هي أكبر من اي نظام حاكم مهما كان له من اتساع جماهيري او دعم خارجي، تبدأ في التفكك، حيث تبدأ أعمدتها الرئيسية في الاهتزاز الذي يسبق الانهيار.
و المشكلة الآن في المنطقة العربية، أن من لديه فكرة، او حكمة، او خطة إنقاذ، لا يجد طرفاً يقدمها له، وفي كثير من الاحيان لا يجد من يستمع إليه، لأن الصراع السياسي الذي يغطى بغطاء ديني، يجعل الأطراف السياسية تنحسر وتنكفي على ذاتها، مربكة و عاجزة عن المبادرة، و عادة ما تقنع نفسها و غيرها أنها وما تقوم به وما تتحدث عنه الصواب المطلق مع أن الواقع يتجه نحو الانهيار.
و هكذا، فإن الرهان الآن يحتاج الى صدمة قوية تخرج جميع الاطراف من الواقع المأساوي، و قوة تنبثق من داخل الواقع العربي نفسه، تجعل الصراع السياسي يدور بوسائل سياسية بعيداً عن التخفي وراء ما جعلته هي نفسها يقع تحت معاني القداسة حيث لا يفيد هذا إلا بازدياد التوتر والمسافات بين القوى اطراف الصراع.
بعد أكثر من سنتين على وقوع أحداث ما يسمى بالربيع العربي، فإن الأوضاع تزداد صعوبة و مأساوية، على صعيد حجم الخسائر في كل الاتجاهات، خسائر بشرية، خسائر اقتصادية، خسائر على صعيد الوحدة الوطنية، و خسائر على صعيد اانحسار المجموعات البشرية و البحث عن الحماية بالانخراط أكثر في اللعبة الطائفية.
و بما أننا نعيش في العالم العربي في دول ذات تركيبة واسعة من التكوين الطائفي و العرقي و المناطقي، و تعاني من ضعف ثقافي في التعاطي مع الأخر المختلف ايدولوجيا او فكريا.
و بما أن الأحداث السياسية و الثورات الواسعة النطاق، تشبه حجم البراكين التي تخرج من الأعماق كل ما هو مخزون، فإننا بعد عامين، مازلنا في الوطن العربي نشعر بالدهشة، والصدمة من هول ما نرى، من قوة الرغبة في تدمير كل شيء،من ضعف ثقافة الحفاظ على الممتلكات الوطنية والتي هي ملكا للكل الوطني؟
وهنا يبرز سؤال في غاية الاهمية هل سيطول الأمر قبل أن يظهر وسط هذا الفوران طرف لديه القدرة على ضبط الأمور، و ارجاع الحراك المجتمعي و الصراع السياسي إلى قواعده الأساسية؟
أم أن الأمر سيكون ، مثلما يتحدث البعض عما جرى في الثورة الفرنسية أو الثورة الأميركية، مع العلم أن معايير الزمن قد تغيرت، و يجب العودة بسرعة إلى حقيقة ما، إلى مشترك ما قبل أن تتفكك الدولة القومية العربية إلى دويلات متحاربة، قد يصل الأمر إلى الاستقواء على بعضها بأطراف خارجية، أو بإسرائيل، لكي تضمن لنفسها البقاء.
المشهد في غاية التعقيد، بعد أن وصل الأمر استخدام المقدس في صراعات سياسية لا علاقة لها بالقداسة، و ما نشهد اليوم هو أكبر برهان على ذلك.



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا عمال العالم اتحدوا
- اللا معقول والحب
- قولوا لا
- عفيف دقة يرجل مع الشتاء الفلسطيني الغاضبِ
- حملة العنف الاسرائيلية إلى أين ?
- أحلام خارج السرب
- وقت أطول للقتل
- من الزنزانة الى الوطن ومن الوطن الى المنفى
- حراك الرئيس أبو مازن وافق فلسطيني جديد
- استحقاق أيلول من تركم الاحباط الى قوة المحاولة
- نحن و الربيع العربي
- جميلة صيدم أم صبري جيل الانتماء الانضباط الوطني
- أين أنت يا حكومة؟
- في انتظار ميلاد الحكومة
- علي صوتك لحماية وحدة الوطن
- المصالحة و اختياراتها الصعبة
- المصالحة و التحديات
- علا و الموت من انكسار القلب !
- أخطر المعارك وأصعب القرارات
- الخوف قد رحل والربيع على الأبواب


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - شعوب تتحلل و دول تتفكك