أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - كل شىء بالسيف.. إلا المحبة بالكيف














المزيد.....

كل شىء بالسيف.. إلا المحبة بالكيف


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 4064 - 2013 / 4 / 16 - 11:55
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يومئ المشهد الفايس بوكى التونسى إلى تحوّلات كبرى على مستوى أشكال التفاعل مع الأحداث والأخبار ومواقف الفاعلين السياسيين بالانتقاد الصريح أو التلميح أو التشهير أو السخرية. عاد البعض إلى المخزون الثقافى يستلهمون منه ما يمكن أن يمثّل وسيلة مقاومة: أمثال وحكم تبدو لهم متطابقة مع ما يجرى، تهوّن عليهم مظاهر نشاز تبرز تشوّهات أصابت الأذواق والخطابات، وتركيبة الشخصيات... فى حين آثر البعض الآخر الرجوع إلى الأغانى يبثّون منها ما تيسّر، علّهم بذلك يتجاوزون الركاكة والفجاجة ...أمّا الفئة الثالثة فقد رامت توجيه رسائل «تطمينية» فى شكل صور منحوتات ورسوم فنيّة إبداعية وغيرها.

وتمثّل صور الفوتوشوب شكلا آخر من أشكال التفاعل والمقاومة وهى علامة دالة على الابتكار الفنىّ المنظور إليه فى بلادنا وفق معايير لم تواكب بعد ما قامت عليه ثقافة التغيير (الراب، الغرافيتى...) من أسس.

لم يسلم الفاعلون السياسيون الذى اشتهروا من خلال أقوالهم أو مواقفهم أو أفعالهم أو حتى مظهرهم من يد محترفى فنّ الفتوشوب فبدا الغنوشى فى أثواب متعدّدة تجول بنا فى ربوع أفلام الرعب والـ«أَكشين» action والخيال السادس، بطلا يستهزئ من التونسيين تارة، يهدّدهم بامتصاص دمائهم تارة أخرى، وحدّث ولا حرج عن المرزوقى وبن جعفر ومحرزية العبيدى وسهام بادى وغيرهم.

ولا يذهبنّ فى الاعتقاد أنّ «المعارضة الراديكالية البغيضة «هى الطرف الوحيد المحرك لهذه العبة إذ برزت كتائب النهضة مسخّرة لمقاومة من سوّلوا لأنفسهم العبث بالمقدّسات والتطاول على قداسة الشيخ راشد، فلا غرابة أن تشوّه صورة قائد السبسى الذى بدا شيخا متصابيا حينا وداهية آت من الزمن البعيد حينا آخر، ولا يختلف الأمر بالنسبة إلى الناشطة السياسية مى الجريبى التى أبرزتها صور الفوتوشوب فى مظاهر شتّى تنوس بين الطفلة العاجزة عن بلوغ الرشد وصولا إلى اليهودية المتآمرة ضدّ البلاد.

وما إن صدرت أوامر رئيس الجمهورية المنصف المرزوقى تتوعّد من تسوّل له نفسه التطاول على دولة قطر حتى انطلقت طاقات المبدعين من عقالها. فأمير قطر بدا اليوم فى صورة راقصة شرقيّة قبيحة ومبتذلة: كتلة لحم بشعة لا انسجام فى الأعضاء ولا تناسق فى الحركات، وأمير قطر لقب «بالبغل» وهو معدّ للتسليع والبيع ترافقه فى ذلك «موزة بنت سند...، وأمير قطر ترفع فى وجهه: «أنا نتطاول على أمير قطر... وإنت وقتاش»، وأمير قطر يواجه فى صورة أخرى بـ«بداية الذلّ...قطر».

الصور كثيرة ولا يتّسع المجال لعرضها غاية ما أردنا الإشارة إليه أنّه ما عاد بالإمكان فى ظلّ عولمة الثقافة وتعدّد وسائل التواصل والتعبير، تكميم الأفواه وترغيب التونسيين تحت التهديد، فى أمير قطر. ما كان أغنانا عن هذه الحرب الفايسبوكية ضدّ أمير قطر ومن يتوعّد المتطاولين من أبناء بلاده بالعقاب مذكّرا بـ «بكلّ حزم»... ألم يكن من الأجدر معالجة قضايا تتصل بالسيادة التونسية فى ظلّ تبعيّة باتت مرئية، والنظر فى المديونية، والعنف والإرهاب وقضايا المهمّشين والعاطلين والاغتيال السياسى، والافلات من العقاب.... وغيرها.

كنّا ننتظر من رئيس دولة أن يخبرنا عن الاجراءات المتّخذة لمعاقبة من يتطاول جهرا وبالفعل على قيم الجمهوريّة، وسيادة القانون، واستقلال القضاء،ومن يهدّد أمن العباد والبلاد، كنّا ننتظر أن تكون معالجة أزماتنا الداخليّة تتصدّر أولويات رئيس الدولة، وكنّا نتوقّع منه أن يكون أشدّ حرصا على حماية كرامة التونسيين والتونسيات... ولكن ولئن تغلّب حبّ قطر على حبّ تونس لدى بعضهم فإنّه ليس بإمكان التونسيين الوقوع فى غرام أمير قطر فـ«كلّ شىء بالسيف.. إلاّ المحبّة بالكيف».



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «ستربتيز» striptease.... أو عرى الثورة
- ارفعوا الوصاية عن النساء التونسيات
- حرمة المجلس التأسيسي
- حَملتمونا على أعناقكم ...ثمّ هويتم بنا أرضا
- كرّ وفرّ.. وإقبال وإدبار
- إن شعبا لا يُجيد الرقص لا يمكنه أن يُنجز ثورة
- مجلس حكماء.. غيّبوا فيه النساء
- دولة مدنية .. بشرطة سلفية
- حراك داخل المؤسسة الأمنية
- ثوابت الإسلام أم ثبات المواقف؟
- ربيع الثورات.. ربيع جنسى
- هل نحن فى تونس أم فى «تونستان»؟
- النسوية الإسلامية: حركة نسوية جديدة أم استراتيجيا نسائية لني ...
- استفزاز
- بشرى لرجال بلادي بإرخاء اللحى
- إن كان العهرفي شرعكم هو هذا ...فأنا عاهرة
- لا خوف بعد اليوم
- النساء والثورات والعنف
- التونسيات وبناء المسار الانتقالي نحو الديمقراطية
- بئس الراب / Rap music إن تحوّل إلى مديح للكراهية


المزيد.....




- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - كل شىء بالسيف.. إلا المحبة بالكيف