أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - خالد ديمال - تشغيل المرأة بين المساواة ومقتضيات الحماية الخاصة (1/2)















المزيد.....

تشغيل المرأة بين المساواة ومقتضيات الحماية الخاصة (1/2)


خالد ديمال

الحوار المتمدن-العدد: 4063 - 2013 / 4 / 15 - 21:44
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


قضية المرأة من الإشكالات الإجتماعية الشائكة، وهي تدخل بكامل تداعياتها في صلب التغيرات السوسيو-ثقافية في مجال التكامل بين الجنسين بالخصوص، وإمكانات حدوثه، ومدى تقارب وجهات النظر السائدة في معالجة هذا الطرح الإجتماعي ذي المضمون السياسي في محتواه، وإن بتأثير نسبي. والسبب، حضور المجتمع كخصم بقيمه وتقاليده وأغلاله، من حيث يظهر النقاش جديا في اختلافه، حسب المرجعية، بين تيارات محافظة، متمسكة بالتقليد كثابت اجتماعي مقدس، وأخرى حداثية تدعو إلى تحرير المرأة من أسر قيود الماضي. ونظرا لما تعيشه المرأة في وقتنا الراهن من تهميش وإقصاء متعمدين، بالإضافة إلى تلك النظرة الدونية، والإزدراء الذكوري المستفحل، واعتبارها جنسا من الدرجة الثانية، كل هاته الحواجز كانت دافعا نحو تشديد المطالبة بتحريرها من رقة الإستعباد، والإضطهاد الممنهج.

المسألة النسائية بين التدابير القيمية الإجتماعية والتشريعية القانونية

إن الدينامية الإجتماعية كإستجابة للتطور، سواء في مستواه الداخلي، أو في علاقته بالمتغيرات الكونية، أضحى مكونا أساسيا في التلقي والإستيعاب، بفعل التثاقف بما تفرضه أساليب التعامل مع مفهوم الحرية، في حلته المعاصرة (الجديدة)، والذي يداخله بالتوازي مبدأ المساواة، في شموله، أي تلك الإوالية المزدوجة، التي تحكم إنطباق حقوق المرأة/الرجل، من حيث أوجه الإستعمال، وكيفية التعامل مع مختلف التدابير، سواء القيمية/الإجتماعية، أو تلك الأخرى، التشريعية/القانونية، فالمرأة أضحت إحدى محفزات التنمية، أي كخطاب متداول يبحث عن مكان في الطرائق الممارساتية، أي في مستوى التطبيق، بمعنى خروج النص من وعائه الرئيس الذي هو التنظير (الإجتماعي)، وتحويله بالتالي، تشكيلا في صورة انطباق بالواقع.

أ‌- التشريعات الحداثية استنهاض قوي لحقوق المرأة

إن المواثيق الدولية لحقوق الإنسان أقرت، بل أجمعت على كون المرأة كما الرجل، تماما، كما لها واجبات، تتمتع أيضا بحقوق، تشعرها بالإنتماء لجنس البشر. فكل التشريعات الحداثية اليوم، أضحت مؤازرة بدينامية تفعيل النص على أرض الواقع، بحيث تحولت إلى هواجس تؤرق المهتمين بالشأنين سواء السياسي أو المدني، معتبرين أن الوقت قد حان لكي تنتصب المرأة عنصرا حيويا في كل نقلة تمس بنيات وهياكل المجتمع. فالمرأة فاعل موازي للرجل، في التوحد والتآلف (أي باعتبارهما كائنين إنسانيين)، في الحركة والعطاء، وفي القدرة على التكيف الجيو-سياسي، أو في مستوى اتخاذ القرار.
هكذا، فإن الذين حرصوا على التنظير (ولو في حدود معينة)، لم يعطوا هذه الحقوق أولوية التطبيق، ومن هنا جاء دور الجمعيات الممثلة للمجتمع المدني، لتنقل بالملموس، آراء المرأة حول نفسها، (رغم ما في ذلك من قصور، لأن التحرر هنا لا يعني سوى التميز والإستقلال، مع العلم أن التغيير، ونيل الحقوق كاملة، يبغي إشراك المجتمع بأسره)، وتشريحا دقيقا لوضعها الإجتماعي، ومكامن الخطر الذي يطالها (ما زال يعد بمثابة طابو)، والذي ينبغي تجاوزه بتلمس الإستجابة المطلبية في الترجمة الفعلية، كحقيقة واقعية، تتحقق فيها كينونة المرأة، في إطار من المساواة، وتكافؤ الفرص، ضمن مجتمع حداثي ديمقراطي.

ب‌- إدماج المرأة بين الرعاية القانونية والواقع القائم

إن خروج المرأة للعمل، تماما كما الرجل، وإن كان يدخل في خانة التجدد المواكب للغة العصر الإدماجية، كتحديد مجالي/وجنساني مضبوط، فإن عامل الشغل هذا لا يخلو من غلواء الطابو المسكوت عنه، كمؤشر حافز على تعرية الإستفزاز الذي يطال المرأة، من حيث تغييبها ككائن ثقافي بامتياز، له مداركه ومواهبه الخاصة، وتحويلها، بالتالي إلى جسد مشكوك في صفائه الباطني، مما معناه، إعادة إنتاجه على مقاس معين وفق رغبات وأهواء معينة.
فالمرأة في العمل لا يمكن –إلا استثناء، وفي أحوال معينة- أن تسلم من التحرش الجنسي والإبتزاز. فالمساواة (وإن في حدود معينة، كما قلنا) إذا كانت تفاعلا نصيا مشمولا بالرعاية القانونية، فإن التجسيد الواقعي ينافي منطق الخطاب بحد ذاته. فلابد في كل حالة، من التنازل عن حرمة الجسد، كمقابل مادي للشغيل، أضف إلى ذلك، التهويل من كون المرأة هي ذلك الغول الذي بإمكانه أن ينافس الرجل في العمل، أو في الحصول عليه. على هذا الأساس، تصبح المرأة خضوعا استهلاكيا بشعا في الديمومة والإستمرار.
فالتشغيل لساعات طويلة، وهو ما يعني البقاء الممتد بمقار العمل بمدد تفوق المعتاد أحيانا، والأجر الزهيد، وعدم احترام قاعدة العطل الأسبوعية، الخروج المبكر من البيت، والرواح المتأخر ليلا، عدم الإستفادة من رخص المرض، تجنب إعمال قواعد قانون الشغل، خصوصا فيما يتعلق بنصوص حوادث الشغل، عدم مراعاة حالات الحمل، تجنب الترسيم بمقتضى عقد محدد المدة.. إلخ. كل هاته الأشياء من شأنها خلق التوتر، وهي إنعكاس سلبي في جانبيه، النفسي والجسدي، ومؤشر على اللاإستقرار، مما يقتل فيها روح الإنسان، ويزج بها في أثون التداعي المرضي، الذي لا يسلم منه حتى الرجل.
إن كل هاته الممارسات، وفق قواعد المساواة (المحدودة)، المسطرة بنص القانون السائد، لم تنتج سوى المعاناة والحيف، الأمر الذي يفرض سن مقتضيات خاصة (قانونية) تحول هذا التعب المزدوج.
إن حديثنا عن المرأة العاملة هو على سبيل الإستئناس والمثال ليس إلا، فالمرأة حاليا موجودة في قطاعات عدة كما الرجل تماما، وبإنجازية ميدانية، وفق قوالب قانونية محددة سلفا، لكن ما يعيب هذه القوالب هو نظام الكوطا، سواء في الأحزاب، أو النقابات، وحاليا بمجلس النواب. فالذي أشرنا إليه سابقا لا يعني أن المرأة مجردة من الحقوق أو فاقدة إياها، إن الذي عنيناه، هو أن هناك قصورا في الإجتهاد، ينفي المساواة المطلقة بين الجنسين، ويذوب معه مبدأ تكافؤ الفرص، دون النظر إلى جنس بعينه، سواء كان رجلا أو إمرأة، وهو ما يعني جمود النص، وعدم خضوعه لتحرير دينامي، وبالتالي إخراجه من الدائرة التكرارية للزمن، بحيث يعيد إنتاج نفسه. بل إن التطلعات التنموية في شمولها هي التي تحتم سياقا من هذا النسق، بما هو تأليف مركب، لا يمكن فيه إقصاء جنس على حساب الآخر في الإندماج برحى التنمية، فلابد من تظافر الجهود، وتماسك القوى، وشد أزر هذا التماسك، لتحويل الأفكار إلى براكسيس إجتماعي، أي إلى واقع فعلي في المواكبة والإندماج.
ويظهر أن المساواة بين المرأة والرجل لا يمكن لها أن تكون فعلية إلا بإدماج هذه الأخيرة في التنمية، وفق مقتضيات قانونية خاصة، تقيها من كل تسيب بإمكانه أن يطالها جسدا (كالتحرش الجنسي) وروحا (كالخدش النفسي)، وذلك كما قلنا، لأن المرأة كائن ثقافي بإمتياز، وهي الصفة الوحيدة الملازمة للإنسان في تميزه.



#خالد_ديمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية ناظم أساسي لمسارب الثقافة
- البيدوفيليا: عندما يندغم الجنس بالإستغلال..
- القانون فكرة متعالقة بحتمية الإنصاف ومتطلبات الوجود الإجتماع ...
- ماذا بعد مدونة الأسرة الجديدة؟..
- التغيير وإشكال الهوية
- هاجس التغيير..جدلية الثقافة والسياسة.. أية علاقة؟ !..
- ندوة - مجتمع المعرفة وتحديات الحداثة والتنمية-
- الإنتخابات الجماعية بالمغرب: هل تحولت إلى أداة لقياس نبض الش ...
- في حوار مع عبد الجليل العروسي، ممثل منظمة أوكسفام أنترناسيون ...
- الإعلام وسؤال التنوير..بين التحرر الدينامي ووصاية السلطة.
- القراءة فعل نفسي مرهون بمخاضات الشفهي والمكتوب في المتواصل ا ...
- الحداثة بين التحول الدينامي وغموض المفهوم.
- الممكن والمستحيل في المسألة الديمقراطية.
- سمات الوضع الراهن بالمغرب
- العمل الجمعوي بالمغرب: من سلطة الرمزي إلى التنموي.
- هزيمة 1967، الأسباب والنتائج..(1)
- هل حقق الإحتجاج مكاسب لنساء المغرب؟
- الحركة الإحتجاجية النسائية: من سؤال المساواة، إلى تأثيت المش ...
- ستون أسرة تعيش بين مجاري الوادي الحار في حي صفيحي بطنجة
- الدولة المغربية تفتح باب الحوار مع رموز السلفية الجهادية.


المزيد.....




- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - خالد ديمال - تشغيل المرأة بين المساواة ومقتضيات الحماية الخاصة (1/2)