أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - البرتقالة الآلية1971(ستانلي كوبريك): احتمالات مستبعدة لأي خيار بشري منطقي من الممكن حدوثه















المزيد.....

البرتقالة الآلية1971(ستانلي كوبريك): احتمالات مستبعدة لأي خيار بشري منطقي من الممكن حدوثه


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4063 - 2013 / 4 / 15 - 21:31
المحور: الادب والفن
    


البرتقالة الآلية1971(ستانلي كوبريك): احتمالات مستبعدة لأي خيار بشري منطقي من الممكن حدوثه
منطق غير علمي الهدف من خلاله التوصل إلى نظرية
هنا في هذا الفيلم،علينا أن لا نغتر بالعناوين كثيرا وأن لا نتساءل كثيرا،فهناك أشياء في الفيلم قد نستطيع أن نجد لها تفسير،وهناك أشياء أخرى سوف نتساءل عنها فقط،فكلمة (برتقالة-Orange ) كلمة حرفها البريطانيون عن المالوية وتعني (انسان)وكلمة (Clock Work ) أيضا مصطلح بريطاني تعلمه كاتب الرواية (بورخيس) أيضا عندما كان في الملايو بمعنى انسان منتظم مثل الساعة أو استجابة آلية...
إذا نلاحظ أن كوبريك-استنادا إلى الرواية طبعا-يعمد إلى الاشتقاقات اللغوية غير المألوفة ولولا قرائتنا المسبقة عن موقع (ويكيبيديا) عن اسم الفيلم لما أصبح مفهوما وفقا إلى أحداث الرواية.
صنف فيلم كوبريك هذا-الذي من الصعب الحكم عليه نسبيا-في المرتبة46 ضمن قائمة أفضل فيلم أمريكي على مر العصور،ورشح إلى أربع جوائز أوسكار لم ينل منها شيئا...
أحداث الفيلم تدور في المستقبل،والمستقبل بالنسبة لكوبريك عالم تحدث فيه المعجزات بالنسبة إلى فيلمه (أوديسا الفضاء 2001) ومن ثم مباشرة فيلم البرتقالة الآلية.
تظهر العناوين الافتتاحية للفيلم فوق اطارات حمراء بلون الدم على أنغام موسيقي بيرسل على الآرغن القوطي(موسيقى لجنازة الملكة ماري)،وهنا نقول ان الأحمر هو تهيئة للعنف القادم في الفيلم ولكن استخدام كوبريك لهذه المقطوعات الموسيقية الكبيرة يعتبر مهما على الرغم من أن وجود بيتهوفن في الفيلم هو سر لا نستطيع التوصل إلى معرفته حتى الآن.
موضوع الفيلم هو الشخصية العنيفة،فالكس(18عاما) انسان مجرم بطبعه،بل مفطور تلقائيا على الاجرام والعنف،ويصح فورا أن نقول عنه أنه إنسان سادي لأن العنف بالنسبة إليه عبارة عن مجلبة للمتعة،ولكن الديكور الذي يخلقه كوبريك أيضا عالم خيالي يستوحيه كوبريك لخدمة أهداف القصة وإن كان يوحي متعمدا إلى انجلترا،فالتماثيل الايروتيكية،وصور النساء العاريات في أوضلع شهوانية جنسية منتشرة في كل مكان بل في كل منزل ولا تشكل أي خدش للحياء بالنسبة إلى أي أحد من الشخصيات...
(كوبريك يتحدث عن مجتمع الاغتصاب فيه يعتبر جريمة،ولكن الموضوع الجنسي بوصفه موضوعا عاما،لا يشكل أي ممنوع بالنسبة إلى أي أحد)
كوبريك يتحدث عن مجتمع الاغتصاب فيه يعتبر جريمة ولكن الموضوع الجنسي بحد ذاته يعتبر موضوعا عاما وغريزة قبل كل شيء ولا يشكل أي ممنوع بالنسبة أي أحد يعتبر(شاء أم أبى)ميكانيزم هذا المجتمع.
وفقا لهذا نستطيع فقط أن نفسر تكاثر صور العراء واعتبار تمثالا للقضيب تحفة فنية...إنه مجتمع بكل اختصار يبيح التعامل بالرغبات إذا كانت ضمن مبدأ القبول وهنا يستطيع ألكس أن يمارس جنسا سهلا مع فتاتين مراهقتين من نفس عمره.
كوبريك يقول أن الأخلاقيات التي يعيش فيها الكس هي من نتاج هذا المجتمع المقبولة فيه هذه التصرفات إذا لم تكن عنيفة...فالديكور والقالب الفنتازي الذي يشبه عوالم القصص المصورة التي يضعنا فيها كوبريك هو اسلوب قصدي لرواية مقصودة دلالاتها كثيرة...
(عصابة الكس يضربون متشردا بقسوة،ويخوضون قتالا مع عصابة أخرى(Billy Boy)يعملون على اغتصاب فتاة في عوالم ليلية تشبه القصص المصورة.
ومن ثم اقتحام لمنزل كاتب واغتصاب زوجته امام عينيه الأمر الذي سيقود هذا الكاتب إلى الشلل ونشاهد استمتاعا كبيرا في هذا العنف،مع طقوس على أنغام بيتهوفن في مشاهد قاسية مقصودة طبعا من قبل المخرج،لأن السؤال الذي يطرح الآن من هو القائد إلى الجريمة حتى لو كان أليكس شخصية خاصة جدا أقرب إلى الهوس منها إلى السلامة العقلية.
نصل إلى نتيجة مفادها أن العنف هنا عبارة عن رغبة...غريزة وليس لها مبرر،والعنف لا يمكن تبريره إلا من خلال نظرية وبخلاف ذلك سوف يصبح الفيلم عشوائيا ولا فائدة منه،وليس هناك مقصد وجودي من وراء العنف لأن العنف عن اليكس عبارة عن تركيب مادي سيكولوجي ليس إلا...
هناك مشهد في الفيلم بينما أليكس في غرفته:عدة تماثيل للسيد المسيح ومن خلفها صور أيروتيكية على أنغام موسيقى بيتهوفن....من الواضح أن اليكس لا يؤمن بالتضحية الدينية،والمعيار الوجودي للعنف بالنسبة إلى اليكس يشبه معيار كاليجولا بالنسبة إلى الموت،فمفهوم الارادة الحرة هنا أني أريد أن افعل ما أشاء لأنه لاشيء أصلا مجدي في هذه الحياة وإذا خضنا في التحليل أكثر نجد أن اليكس يعاني من حالة اكتئاب.
إذا كان علينا أن نحلل فيلم البرتقالة الآلية،علينا أن نتاسى أفعال أليكس لأن المقصود منها توضيح أفعال سيكولوجية،والفيلم قائم على التحليل النفسي من دون اخضاع لمنطق علمي،وفي نفس الوقت فنحن غير مجبرين على التعاطف مع هذه الشخصية في فيلم تغيب عنه التلقائية إلى درجة تامة وكل احداثه تبدو مقصودة والذي يبرر كل هذا التقرير بل الاستمتاع في هذا التقرير هو أننا نتحدث عن منطق غير علمي الهدف من خلاله التوصل إلى نظرية.
الموسيقى لها أثر واضح في الانفعال عند الكس لأنه بمجرد أن تخطر على باله الأفكار الشريرة تخطر على باله الموسيقى،كما أن هناك طقوس للعنف عنده،لأنه عند كل محاولة اقتحام لأي منزل يضع أنفا طويلا على وجهه،فلا غرابة أن يكون العنف عند الكس شبيه بالعقيدة...
ستمسك الشرطة باليكس بعد قيامه بجريمة قتل ويحكم عليه بالسجن لمدة 14 عاما...
فنتازيا الصليب تظهر في السجن،لأن للذات الخاصة بالكس نفسه طباعة متصورة في ذهنه كما يتصور نفسه تماما في شيء يشبه استدراكات واعية لشخصية مرسومة بدقة وحددة الابعاد...ألكس لو كان في زمن المسيح فهو الذي سيلعب دور الجلاد،وسيكون جندي محارب قاتل بلا رحمة،ومن ثم رجل متزوج من ثلاث نساء يقومون طبعا بتدليله...هو لا يستطيع أن يرى في قصة دينية كبيرة سوى مكانه الحقيقي فيها...
سيخضع أليكس لبرنامج تحسين السلوك أو ما يدعى بأسلوب (لودفيجو) كاسم مشتق أصلا من اسم بيتهوفن..
السؤال المحوري الذي يسأله القس في السجن:هل هذه الطريقة فعلا سوف تجعل من الانسان جيد؟!
الطيبة أو الطريق المستقيم يأتي من الانسان نفسه...
لامر الملفت للنظر في هذه الجلسات العلاجية،أن ألكس يشعر بالخطيئة(Sin)عند اسخدام السمفونية التاسعة لبيتهوفن على خلفية مشاهد للحرب...وهو يصرخ قائلا:لودفيج لم يأذي أحدا هو فقط كتب الموسيقى.!
اليكس سوف يتحول إلى شخصية مفتقدة لأي خيار مستسلمة ولا تملك أي مقوم عادي للدفاع عن النفس
كوبريك متطرف في كلتا الحالتين:بغض النظر عن ان أليكس أصبح رافضا للدوافع الجنسية الهدامة،فهناك دافع داخلي (ميكانيزم آلي) يجعل منه-أي أليكس- فاقدا لأي خيار،ونجن نعرف أن لهذا الجانب سلبيات عكسية في حياة الانسان، فهو لا يستطيع القيام بأي ردة فعل عنيفة حتى لو كان في ذاته لا يستطيع الغفران،وهذا افتقار واضح للمنطقية ف معالجة هذه القصص لأن كوبريك ومعه كاتب الرواية تعمدا أن يكونا متطرفين في كلتا الحالتين.
سيعود الكس إلى شخصيته الطبيعية المألوفة،وسيعلن انتصاره في نهاية الفيلم في مشهد يؤكد رسوخ الشخصية عند أليكس بينما المجتمع من حوله يصفق لهذه الشخصية.
إذا الامر برمته عبارة عن تجربة نفسية من ابتداع الخيال...
كوبريك نفسه لديه ثلاثة تفاسير لفيلم برتقالة آلية:انه استهزاء اجتماعي من استخدام التأهيل النفسي،والثاني أنه قصة خيالية عن العقاب،والثالث:أنه اسطورة نفسية-قصة تدور حول حقيقة أساسية عن الطبيعة البشرية...
نلاحظ ان الخيار الأول يقول بأن مكمن الخطأ في طبيعة الانسان نفسه البعيدة عن الكمال،ولكن أقوى معنى للفيلم كما يعتقد كوبريك،هو كونه اسطورة نفسية.
يقول كوبريك:أن اليكس يمثل الرجل الطبيعي في الدولة التي ولد فيها..لا حدود...لا كبت
إذا كانت رواية بورخيس الساخرة عن مستقبل يفقد فيه البشر قدرتهم على الخيار الأخلاقي،فهي معالجة تفتقد لأي منطق عقلاني بالتحليل وحتى بالطرح...عبارة عن احتمالات مستبعدة لأي خيار بشري منطقي من الممكن حدوثه.
14/3/2012





#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاني والكسندر1983(أنغمار بيرغمان):الفيلم الأخير فعليا في مسي ...
- سوناتا الخريف1978(أنغمار بيرغمان): مباراة في الأداء بين ليف ...
- الدكتور سترنجلاف:أو كيف أتعلم أن أتوقف عن القلق واحب القنبلة ...
- تأريخ ووثائقية في قصة اقرب إلى عالم السجون:The Bird man of A ...
- بيضة الأفعى 1977 (أنغمار بيرغمان):سرد غير مقنع لتاريخ يفتقر ...
- وجها لوجه 1976(انغمار بيرغمان):بين بيرسونا ومواجهة النفس وال ...
- النافذة الخلفية 1954(الفرد هيتشكوك):فيلم عن البطل الواحد...م ...
- نوتوريوس(سيء السمعة 1964)الفريد هيتشكوك:حبكة بوليسية مقدمتها ...
- ريبيكا 1940: ألفريد هيتشكوك
- كل هؤلاء النسوة 1964 للمخرج الكبير أنغمار بيرغمان :استراحة ب ...
- Devil’s Eye1960أنغمار بيرغمان:رواية مسرحية محملة بافكار صاغه ...
- الحي الصيني 1972(رومان بولونسكي):عندما تكاملت سينما الجريمة
- فيلم ربيع العذراء 1960(انغمار بيرغمان):المقدمة لثلاثية صمت ا ...
- طفل روزماري 1968 (رومان بولونسكي):تسلسل منطقي فانتازي خارج ن ...
- عيون مغلقة باتساع 1999 ستانلي كوبريك:رؤية خاصة لمشكلة عامة ف ...
- الساحر 1958(انغمار بيرغمان):سرد تقليدي لعبرة وفكرة وعناصر جع ...
- خزانة مليئة بالطلقات (ستانلي كوبريك 1987):خطاب صارم ضد الحرب ...
- الختم السابع أنغمار بيرغمان:عن الفارس الذي لعب الشطرنح مع مل ...
- احدهم يحلق بعيدا عن عش الوقواق1975 ميلوش فورمان:قصة فرد يحلق ...
- Firman Ball1967(ميلوش فورمان):كناية سياسية ساخرة عن أوضاع تش ...


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - البرتقالة الآلية1971(ستانلي كوبريك): احتمالات مستبعدة لأي خيار بشري منطقي من الممكن حدوثه