أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - سامان كريم - حوار حول اعتصام العمال في شركة النفط في العراق















المزيد.....


حوار حول اعتصام العمال في شركة النفط في العراق


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 4063 - 2013 / 4 / 15 - 10:40
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    




حوار مع سامان كريم حول اعتصام العمال في شركة النفط في العراق
الى الامام: "العمال" يهاجرون من بلد الى اخر سواء عبر العقود مع الشركات او الوزرات للعمل في البلدان المختلفة أو ربما بشكل فردي لتحسين امورهم المعاشية.. حيث نرى العمال من اسيا الى اوروبا ومن اوروبا الى امريكا وخصوصا نرى ايضا هجرة الشركات العالمية الى بلدان تكون فيها الأيدي العاملة ارخص... ولكن نرى ان هناك مطلب في اعتصام او تظاهرة عمال شركة النفط في العراق يطلبون عدم جلب العمال الاجانب.. هل ان هذا المطلب يعبر عن نضال الطبقي للعمال بوجه الشركات الراسمالية... وخاصة يقول عدد ليس قليل منهم ليس على صعيد القطاع النفطي بل على صعيد مختلف القطاعات بأن العمال الاجانب ينافسهم على رزقهم ويزيدون من رقعة البطالة في صفوفهم؟

سامان كريم: إحتجاجات وإعتصام العمال في شركة النفط الجنوب في البصرة, هي لؤلؤة في بحر من الظلام, هي الوميض الذي يرى فيه الانسان مستقبله, وهي حدث عمالي أهم خلال اكثر من عقد وخصوصا منذ مجئ الاحتلال وموديله في الحكم الاسلامي الطائفي والقومي.

الاحتجاجات الحالية في البصرة, من حيث مدتها الزمنية وتنظميها ومدى انتشارها من الناحية الاعلامية هي الاهم خلال العشرة سنوات السابقة, وهذا تعبير عن أرتفاع الوعي الطبقي لدى العمال من جانب, وانتشار اللحمة الطبقية في القطاع النفطي في البصرة من الجانب الثاني, يضاف الى ذلك ظهور عدد من العمال الطليعين الذين كسبوا ثقة اكثرية العمال. هذه كلها تضاف الى الرصيد النضالي للطبقة العاملة.

بخصوص سؤالكم هو سؤال وجيه ومهم براي. أرى ان محتوى اي نضال طبقي لعمال, هو نقد عملي بوجه الرأسمال وسلطته, وهنا بوجه شركة نفط الجنوب والشركات الاجنبية, والسلطة التي تدافع عن الراسمال. بعبارة اخرى اذا نطلب التغير فالحركة الثورية العمالية هي التي تحقق التغير المطلوب, وليس النقد. كحركة أحتجاجية هي نقد نضالي وعملي بوجه طغيان راس المال هذا هو محتوى النضال الطبقي للعمال بغض النظر عن أشكال بروزه. الترجمة السياسية والفكرية والنظرية لهذه الحركة تظهر على صعيد الشعارات والمطالب وتصريحات العمال وخصوصا قادة الاحتجاجات, والاشكال التنظمية التي تلحم العمال وتوحدهم, من هنا تبرز رؤيتهم حول العالم وافقهم النضالي, وتبرز مدى سعة وعمق الوعي الطبقي لدى قادة الاحتجاجات بشكل خاص والعمال بصورة عامة. من هذه الزاوية اي من زواية الحركة التي اقدم عليها العمال في البصرة, اي النضال بوجه استغلالهم وإضطهادهم, أرى هناك ضعف وربما ضعف اكبر من نواحي عدة واهمها الرؤية السائدة في هذه التظاهرة, وهي مطروحة في سؤالكم.

هذه الرؤية اي رؤية, فصل العمال على أساس القومية او "الوطنية" أو "الاجنبية"... وكلها تصب في خانة هدم اتحاد عمالي وشق صفوف الطبقة العاملة وتشرذمها بيد العمال وحركتهم, هذه هي المصيبة والمرض الفتاك التي تعاني منه الحركة العمالية في العراق وباقي البلدان في العالم العربي والطبقة العاملة في مصر نموذج أخر. نرى تصريحات طليعيي وقادة هذا الاعتصام يصرحون بصورة مباشرة ضد العمال الاجانب, وضد إستقدامهم, ونرى أكثر من ذلك حيث ذكر في لائحة مطالب العمال التي قدمت للشركة, واخطر من ذلك نرى لافتات مرفوعة على خيم الاعتصام ومكتوبة عليها بصورة غليظة جدا "لا وألف لا للعمالة الاجنبية", متناسين ان الراسمال على الصعيد العالمي متشابك وموحد الى درجة لا يمكن فصله عن بعضه البعض تحت قبة "الوطنية" او "الاجنبية". ونتيجة لسيادة هذه الرؤية طرح مطلب اخر "تفعيل قانون شركة النفط الوطنية"... بدون معرفة خلفيات هذا القانون وهو مشروع قانون لحد الان, حيث أنه مرتبط بالإقرار على قانون النفط والغاز. هذه الشركة كانت موجودة وتم دمجها بوزارة النفط في سنة 1987 بقرار من صدام حسين, وتم ابطال قانون شركة النفط الوطنية على اثره... بعد ذلك وبعد مجئ الاحتلال وقوانين بريمر سيئة الصيت, فتحت الابواب مرة اخرى لمناقشة هذا القانون, واقر على قانون دمج الشركات لسنة 2004 / شهر آياروالمراد منه اساسا هو تحويل هذا القطاع الى قطاع خاص, وهو مرتبط ايضا بقانون الاستثمار العراقي "قانون رقم 13 لسنة 2006"... بمعنى اخر انه قانون التمويل الذاتي داخل القطاع النفطي مثل ما يجري في القطاع الصناعي ونظرا لحساسية القطاع النفطي تم تأجيل هذا الامر, حيث في حالة إقراره ستتحول كافة الشركات النفطية في العراق: نفط الشمال وميسان ونفط الجنوب... الى ادارة هذه الشركة, من هنا ينسجم وفق قانون دمج الشركات لبول بريمر, هذا من جانب و من جانب اخر ان قانون الاستثمار العراقي لسنة 2006 اقر للمستثمر حول بحثنا هذا ما يلي "حق للمستثمر توظيف واستخدام عاملين من غير العراقيين في حالة عدم امكانية استخدام عراقي يملك المؤهلات اللازمة وقادر على القيام بنفس المهمة وفق ضوابط تصدرها الهيئة "إذ وفق القانون العراقي المستثمر الصيني او بتروتش بترليوم او الايطالي او.... لديه الحق في استقدام العمالة الاجنبية.. والحال كهذا اذا مطلب العمال "الف لا للعمالة الاجنبية" وهو مطلب لا يتحقق وخاطئ وغير طبقي وليس لصالح العمال, ولكن مع هذا وأذا كانو مصرين عليه, عليهم ان يطالبوا بإلغاء قانون الاستثمار أيضا.... اساس هذا القانون اي قانون شركة النفط الوطنية, هو فصل القطاع النفطي عن وزارة النفط عن الحكومة والدولة, وتشرف عليها هذه الشركة عبر ممثلين من وزارة النفط والتخطيط والمالية... ولكن لان "الوطنية" محفورة على حجر هذه الرؤية, لم يدرك العمال خطورة هذا المطلب وهو مطلب معاكس لمطلب "عدم إستقدام العمال الاجنبية". لان الرؤية " الوطنية" السائدة في صفوف العمال الطلييعن في العراق, تميل الى القطاع العام اي القطاع الحكومي وتفضله على القطاع الخاص, وطبعاً هذا ايضا ليس فيه سبب وجيه. لان الراسمال يعني استغلال وانتاج فانض القيمة من قوة العمل, سواء كان رأسمال وطني او اجنبي, حكومي او خاص. أقول لا تطلبوا هذا المطلب انه مطلب برجوازيي العراقي كله, ولولا صراعاتهم الداخلية كان قانون والنفط والغاز... أقر من زمان.
بصورة ملخصة, هذا المطلب الذي وردت في سؤالكم, يعني ان طليعي الطبقة العاملة في العراق, وفي اهم قطاعاته, لا يستوعب عمق الصراع الطبقي وخصوصا من الجانب التنظيري والفكري وبالتالي السياسي, اكدت في بحثي حول نضال ضد البطالة على فحوى هذا الرؤية وقلت :(من هنا وفق المنظور العمالي وانا لا اقول الشيوعي العمالي، ليس مهماً من يدير شركتي، هل هي اجنبية إن كانت شركة صينية او ايطالية او هولندية او يابانية او كازاخستانية او روسية او اماراتية او امريكية او عربية او كردية او ايرانية او تركية أو عراقية... رأس المال يستثمر العمال ويستغلهم، الرأسمال ليس لديه قومية او طائفة، انها يافطات لتركيع العمال فقط عبر تقسيم العمال وفق الهويات القومية والدينية والطائفية والجنس... انهم متحدون لتقسيم الربح "العملية السياسية الراهنة في العراق" هي توافق بين البرجوازية القومية الكردية والعربية عبر القائمة العراقية والطائفية عبر الائتلاف الوطني... اذن ان التيارات البرجوازية السائدة في العراق هي متحدة ضد العمال في سبيل تقسيم الثروة "فائض القيمة" بينهما. الراسمال الإماراتي استثمر في جمجمال عبر شركة "دانا للغاز"... الراسمال لا يعرف الحدود والوطن...الراسمال البريطاني عبر بى بى يستثمر العمال في البصرة، ويستثمر وليد بن سلطان الملياردير السعودي، العمال في شركات عالمية عدة منها غروب ستي، وفنادق فورسيسن الموزعة عبر العالم، وقنوات الموسيقية والفنية لروتانا والمملكة القابضة، انه يستثمر العمال عبر العالم أجمعه وهكذا شركة تويتا اليابانية وجنرال الكترتيك وشل الهولندية وهاليبرتون الامريكية والنخيل الاماراتي وشركة نفط الجنوب والشمال وكورك وزين للاتصالات، وشركة المواد الإنشائية والجلدية... الراسمال ليس له وطن... كما للعمال ليس لهم وطن، ان وطن البرجوازية هو قيد في عنق العمال لتضيق خناقه ، انظروا الى الاستثمار الراسمالي في دبي وابو ظبي وبصورة عامة في الخليج من الدوحة الى رياض... ان الاكثرية المطلقة من العمال هم من جنوب اسيا... ان لمليارديرات الخليج من الامراء والشيوخ.. يعتاشون وتتراكمون ثرواتهم عبر امتصاص فائض القيمة من اليد العاملة الرخيصة هذه.... اريد ان أوكد وقبل البحث التحليلي والنظري لهذا الموضوع، ان حياتنا الواقعية تبرهن حقيقة هذا الامر. لماذا لدينا ظاهرة عالمية اسمها "العمالة المهاجرة" لماذا العمال يهاجرون من "وطنهم" الى "اوطان اجنبية"؟ سؤال بسيط ولكن براي يحمل في طياته مسائل مهمة. وهي ان العمال الذين يهاجرون من "اوطانهم" وهي ظاهرة عالمية، يبتغون العمل ليس العمل فقط بل تحسين ظروف معيشتهم او عملهم. وهم يعرفون حق المعرفة انهم يواجهون رأسمالا اجنبيا او غير "وطنيا" مسثمرا "بريطانيا" او "امريكيا" او "استراليا او كنديا او سويديا او المانيا"... اليوم لدينا العمال العراقيين اذا صح التعبير في المانيا وبريطانيا وامريكا وكندا واستراليا ومصر وسوريا والامارات في شركات عدة... لماذا يعملون؟ في سبيل توفير لقمة عيشهم. هكذا كان العمال المصريين في فترة الحرب العراقية الايرانية، او السودانيين.... هذه الحقيقة والظاهرة تبرهن ان ليس للعمال وطن وليس للرأسمال الوطن. مشكلة العمال هي ان "الوطن، القومية" هي كمين نصبته البرجوازية للعمال، والعمال أصبحوا مصيدة لهذه الألاعيب والهويات. بمعنى اخر ان العمال يبتغون تحسين أمورهم المعيشية حين يهاجرون، والراسمال يبتغي العامل الرخيص والمطيع حين يهاجر، هذا هو قانون من قوانين الرأسمالية في عصرنا الراهن.).( نضال ضد البطالة/ سامان كريم/ باب العمالة الأجنبية ، تأثيرها على زيادة نسبة البطالة!)
الى الامام: ماهو المحتوى الفكري والسياسي لهذا المطلب؟
سامان كريم: اعتقد ان جواب هذا السوال متمضن في إجابتي على سؤالكم اعلاه. المحتوى الفكري والسياسي لهذا الرؤية هي قديمة قدم الراسمال, قديمة قدم الطبقة العاملة... في ظل هذه الرؤية تمتعت البرجوازية الامبريالية والاستعمارية البريطانية, بتأيد عدد لا باس به من أبناء الطبقة العاملة في بريطانيا, لكل حملاتها الاستعمارية في اسيا وافريقا وكافة مناطق العالم. هذه الرؤية التي ترجمت الى هذا المطلب من الناحية الاقتصادية يعني القومية الاقتصادية, ومن الناحية السياسية يعني الوطنية... وكلاهما وهم بمعنى الكلمة, البرجوازية من الناحية الواقعية اي العملية والموضوعية تخلت عن القومية وعن الوطنية , نظرأً ان محتوى الرأسمال وحركته وتطوره ونموه وركوده وازمته... كلها عالمية وخصوصا في المرحلة التي وصلت الرأسمالية الى تشبع حتى في عولمتها ليس من ناحية المحتوى فحسب بل حتى من ناحية الشكل اي اقتصاد السوق...

ليس هذا فحسب بل حتى في المرحلة التي كانت حدود البلدان القومية مصانة إقتصادية عبر التعريفات الكمركية والضرائب على الاستيراد, او حتى منع انواع من السلع المختلفة... كانت البرجوازية كطبقة تخلت عن قوميتها في سبيل الربح, والعمالة الرخيصة ومصادر المواد الخام والاسواق لتسويق منتجاتها وبلدان لاستثماراتها. اما اليوم وفي ظل العولمة ومنظمة التجارة العالمية وبنك وصندوق النقد الدوليين وبنك تحت الانشاء لبلدان بريكس (روسيا, الصين, البرازيل وهندستان وجنوب أفريقا) ونادي باريس والبنك الاوربي والاتحاد الاوروبي...أصبحت القومية الاقتصادية وهم والبرجوازية تخلت عنها بالكامل ولكن سياساتها واعلامها يتطلب تحميق الطبقة العاملة عليه هي تخلت عنها لكي تلبسها على الطبقة العاملة في سبيل تمزيق وحدتها وهدم أتحادها الطبقي. كلنا سمعنا او نعرف شركة هاليبرتون, الذي ربحت من احتلال العراق 33 مليار دولار وفق "ديك تشيني, نائب بوش "لديها فروع وشركات في 120 دولة في العالم وهي تعمل في مجال الطاقة. ولديها 106 الف عامل على الصعيد العالمي. وهكذا الشركات العالمية الكبرى, بى بى والايطالية والوطنية الصينية وشل الهولندية-البريطانية... وجنرال موتورز, وجنرال ألكتريك الذي ابلتع المليارات من وراء الاحتلال العراق في مجال تشيد المحطات الكهربائية التي لم ترى النور... الرأسمال ليس لها حدود ولكن سياسيا يتطلب الحدود... لتحميق العمال وتضليلهم, ليتسنى له ان يدفعهم بوجه بعضهم البعض بحجة "القومية" و"الوطنية" سواء كان ابان الحروب او في الاوضاع الاعتيادية لكي يمزقهم وعلى اثره يطلبوا بـ"لا لإستقدام العامل الاجنبي". من الجانب الاقتصادي ان الوطنية ليس لديها اية بنية اقتصادية, وهي كذب من جانب البرجوازية. لان اساس البرجوازية هو الربح فقط الربح وهو مقدس وتركض ورائه اي وراء "العمالة الرخيصة" هي طبيعة ذاتية ملازمة للرأسمال. إذن إن إستقدام العامل الاجنبي والعمالة الاجنبية, صفة ملازمة للرأسمال سواء كان عراقية او صينية او بريطانية او امريكية او خليجية والخليج كله عمالة اجنبية... وعلى صعيد اخر وبغض النظر عن "العامل الرخيص" هناك مسائل اخرى فنية وادراية, منها الخبرة مثلا.. وخصوصا اذا ننظر الى الشركات الالكترونية والاتصالات نرى انها تعمل وفق ان العالم كله ملكها... شركة سامسونع الكورية ونوكيا الفنلدية... تعتمد على التكنيك العالي والخبرة المتراكمة في علوم تكنولوجيا الحاسبات الدقيقة, ...

اما من الجانب السياسي منه هو اهم وسيلة بايدي البرجوازية كطبقة وسلطتها مثله مثل الدين, لتفريق وهدم الاتحاد الطبقي على اساس القومية او الاجنبية او الوطنية...البرجوازية العالمية بما فيها الاسلاميون في ايران وفي العراق والوهابيون في السعودية والاخوانين في مصر او القوميون المتشددون مثل الاسد وصدام حسين... كلهم ادركوا او يدركون استخدام هذه الوسيلة بابشع صورها, لكي لا تتوحد الطبقة العاملة, وكلهم ركضوا او يركضون وراء الربح من العمالة الاجنبية أي "إستقدام العامل الاجنبي" وفق قوانين وحركة الراسمأل في كل مرحلة ناهيك عن قوانين الاستثمار او اطروحات البنك والنقد الدوليين او شروط منظمة التجارة الدولية.. ليس هناك سياسية واقعية وموضوعية ما بدون البنية الاقتصادية الملازمة لها. فمادام ان البنية الاقتصادية لا تتحرك ولا تنمو وفق الاطار القومي او الوطني عليه ليس هناك في السياسية نظرية او اطروحة ما تطابق او تلازم البرجوازية تحت مفهوم "الوطنية". هذا وهم من الناحية الاقتصادية وأغلال في عنق الطبقة العاملة من الناحية السياسية... ليس على طليعي الطبقة العاملة إلاْ فك هذه الاغلال "الوطنية" من عنقهم.


الى الامام: كيف نعمل على توحيد صفوف العمال الاجانب مع العمال العراقيين، هل بأماكن العمال العراقيين الدفاع عن العمال الاجانب على صعيد رفع الاجور وتحسين شروط معيشتهم؟

سامان كريم: حين نتحدث عن توحيد الصفوف, يتطلب اول ما يتطلبه, اكتساب الرؤية السياسية لهذا الامر اي امر توحيد الصفوف. بدون اكتساب وادراك الوعي الطبقي اللازم لهذه المهمة في داخل الصف الطليعي للطبقة العاملة ليس بامكاننا ان نتحدث عن توحيد الصفوف. هذا الوعي هو البداية, وهذا الوعي هو وعي بيان الشيوعي لماركس وانجلز و هو وعي عالم الافضل برنامج حزبنا. بعد ذلك يتطلب النضال الطبقي على الصعيد اليومي من اجل تحسين الامور المعاشية هو بؤرة وأطار لهذه العملية, اي عملية توحيد الصفوف... ان لم نقل كل مطالبهم مشتركة نقول ان اكثرية مطالب العاملين هي مطالب واحدة... في سبيل زيادة الاجرة, او تقسيم الارباح السنوية, او الضمان الصحي, او ضمان البطالة... هذه المطالب هي مطالب عالمية على صعيد الطبقة العاملة... هذه المطالب توحد الصف العمالي اذا لدينا الرؤية التي شرحنا اعلاه, واذا ان نمارس نضالنا وفق هذه التقليد اي التقليد الاممي العمالي... اذا لدينا نضال واحد وانا لا أقول مشترك لاننا كلنا ابناء لطبقة عالمية واحدة, حينذاك توفر الارضية اللازمة لخطوة اكثر تطوراً, وهي التنظيم, ننظم كافة العمال بما فيها "الاجنبية" في منظماتنا سواء كان جماهيرية, او منظمة قادة العمال سرية او علنية , او اتحاداتنا أو منظماتنا الحزبية...

برأي هذا هو جوابنا للدفاع عن ابناء طبقتنا الذين توافدوا الى العراق في سبيل تحسين امورهم المعاشية... وحين تعرضت "العامل الاجنبي" لاي غبن علينا ان ندافع عنه, عبر نضالنا وعبر منظماتنا وعبر حزبنا... طرد اي عامل اجنبي يجب ان ينظر اليه كطرد اي عامل عراقي.. يجب هذا قانوننا وخصوصا لطليعي الطبقة العاملة. دفاعنا عنهم يوفر ارضية مناسبة لتوحيد الصفوف وتقوية صف الطبقي.

الى الامام: ما هي رسالتكم اي الحزب الشيوعي العمالي العراقي عبر "الى الامام" الى العمال الاجانب والعمال العراقيين؟


سامان كريم: أقول ان البرجوازية تعمل كأن العالم كله ارضا لها وكله ملكا لها وتعمل كما يحلو لها... وتصدر راسمالها الى ابعد بقاع العالم.. راسمال يتكون عالميا ومتعدي القوميات... تعمل كطبقة موحدة عبر مؤسساتها العالمية والمحلية.. نرى ذلك كيف تعمل حكومة العراق عبر قوانينها المختلفة, قانون الاستثمار وقانون دمج الشركات, مشروع قانون النفط والغاز وقانون شركة النفط الوطنية.. وهي كلها قوانين متفق عليها من قبل كافة الاطراف البرجوازية العراقية, الكردية والعربية, الاسلامية... وايضا مع البرجوازية العالمية عبر مؤسساتها العالمية او عبر الاتفاقيات المشتركة.... اذن هذه القوانين هي قوانين وسياسات في سبيل ان تنعم البرجوازية العالمية والمحلية بجنة الارض, ومتفقون لتحميق الطبقة العاملة وتضليلها عبر الوطنية والاجنية لكي تنعم الطبقة العاملة بجنهم الارض....
أعلموا ومارسوا نضالكم الطبقية بصورة موحدة, مثل ما تمارسه البرجوازية بصورة موحدة على رغم اختلافاتهم في وجوهات النظر والرؤى وفكوا الاغلال السياسية التي ركبتها البرجوازية في أعناقكم... الوطنية والاجنية والاوهام الدينية والطائفية حينذاك شتشرق شمس الحرية والمساواة, بسواعدكم النضالية. واخيرا براي بدل الطلب بـ"لا للعمالة الاجنبية" يستوجب النضال الطبقي مطلب اكثر الحاحا وضرورية لتوحيد الصف الطبقي وهو "العمل او ضمان البطالة". ان تحقيق ضمان البطالة هو اهم مطلب في هذه المرحلة واذا توحدت الطبقة العاملة في العراق حول هذا المطلب حينذاك, تتجاوز مطلبها الحالي الذي يناسبها فعلا, ومتناقضة مع رسالتها الطبقية. 12.4.2013



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عميد كلية الهندسة في جامعة البصرة يجب ان ينقل عمله الى جامع ...
- عاش الاضراب والاعتصام
- نقد رؤية جلال صادق العظم حول الشأن السوري
- حوار حول التنظيم الشيوعي العمالي!
- جامعة بغداد للبنات, جامعة للفصل الجنسي!
- -الشراكة الوطنية- انتهت, وماذا بعدها!
- نضال عمال نفط الجنوب, انقشعت غيوم الطائفية, وتجاوز لخرافات أ ...
- حول التحرش الجنسي ضد المرأة!
- تشيّأت الثورة الى عكسها!
- سياسة الشيوعية حول التظاهرات في الانبار والاخرى في جنوب العر ...
- المزاج الثوري في المنطقة
- نقد ‌آراء سلامة كيلة- الشيوعية العربية, ومأزق الوضع السوري!
- لكي لا يقع المجتمع المصري في الفخ مرة اخرى!
- الوضع السوري, والوضع في كركوك!
- مستجدات الوضع السياسي في العراق وسياسة الحزب الشيوعي العمالي ...
- بصدد الثورة!
- بعد الويلات و المعاناة تم خصخصة الكهرباء في غفلة الجماهير!
- حول مشروع مسودة قانون الاحزاب.
- حول الأوضاع الراهنة في العراق
- سياسة الشيوعية اتجاه الوضع السوري


المزيد.....




- “100 ألف دينار زيادة”.. “مصرف الرافدين يُعلن موعد صرف رواتب ...
- البيان الختام للمؤتمر 22 للاتحاد الجهوي لنقابات فاس
- التجديد متاح هنا.. تجديد منحة البطالة 2024 في الجزائر والشرو ...
- استعلم هنا الآن.. كيفية الاستعلام عن وضعية منحة البطالة 2024 ...
- تغطية القناة الأولى لفعاليات مؤتمر الاتحاد الجهوي لنقابات فا ...
- WFTU solidarity statement with the National Strike in Greece ...
- نقابة الصحفيين: 105جرائم وانتهاكات في آذار بينها 6 شهداء و9 ...
- Greece: April 17 Greece National Strike
- EUROF: WITH STRIKING GREEK WORKERS ORGANISED BY PAME
- ” الحكومة عاملة مفاجأة للمتقاعدين????” العراق تعلن عن رواتب ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - سامان كريم - حوار حول اعتصام العمال في شركة النفط في العراق