أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - صباح كنجي - فواز قادري وهذه القصيدة ..














المزيد.....

فواز قادري وهذه القصيدة ..


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 4062 - 2013 / 4 / 14 - 16:05
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


فواز قادري وهذه القصيدة ..

إهداء الى الصديق الشاعر إبراهيم اليوسف ..

فواز قادري شاعر سوري جمعتني به الصدفة .. صدفة اللقاء قبل اكثر من عشرين عاماً مضت .. استمعت حينها لقصيدة له بعنوان استشراف القاها في محفل يساري خصَصَ جزء من وقته للأدب والشعر والإبداع ..
وفي لحظة حضور متوترة تختلف عن ايقاع الموت السافر في العراق حينئذٍ انتبهتُ لصوت القادري من بين من شارك في ذلك المحفل يستشرفُ ابعاد الموت المقبل في سوريا التي نمت فيها و رسَخت سلطة للقمع والاستبداد تتقنع بالشعارات الزائفة ، وبقيت قصيدته محفورة في ذاكرتي ..
لم تكن قصيدة عادية اطلقها القادري في لحظة وجل وفزع من هول الرؤية المخترقة لمظهر الزيف وأقنعته .. لم يكن نصها مجرد شعر للتداول في المناسبة فقط .. كانت نبوءة تعلن بالشعر نداء لليقظة والتحفز من خطر مستقبلي محمل بالموت وعذابات البشر .. نداء للتأهب والاحتراس من كارثة محدقة آتية مع الزمن الهمجي ..
( الفاشيّة استفاقت
احترسوا
أيّها الموتى القادمون).
محملة بالمزيد من القسوة والقهر والذل ، في صور مختزلة تفضح الكثير من تواطؤ التحالفات السياسية ، وأوهام المتشبثين بالأحلام الكاذبة المخادعة للجمهور المعد لدخول مجازر الذبح ..
(أستشرف مستقبل البلاد
أرى النار الجليلة تعمُّ
بارودة في يد الطفل القتيل
دم يسيل في المجاري
قبلة موقوتة في المنعطف
جنديّ يطارد الحياة
....
أستشرف جرح البلاد
من السواد إلى السواد )
هاهو الزمن يمضي بعقدين من سنيّه العجاف .. حلّ وقت القادري للتأكد من استشراف قصيدته .. رؤية تجسدتْ بمشهدٍ تحولَ من نبوءة لتاريخ مقبل الى سجل للموت المنتشر في ربوع الشام ومدنها وقراها .. سجل يثبت فيه يوميات المحنة والخراب والدمار .. سجل يكشف المزيد من أقنعة وزيف المستبدين .. دجلهم .. نفاقهم .. قبحهم .. أكاذيبهم ..
(قتيل يسأل عن القتلى المكدّسين ..
موتى على الأبواب ..
موتى في الحدائق ..
موتى بلا ذكريات .
ولا أسماء ..
مشنقة تتجوّل في الطريق)
القصيدة وحدها تنطقُ لتسكتهم .. شعر القادري وحده .. في كل مقطع من القصيدة يأتي بالدليل .. إن ما قاله قبل عشرين عاماً قد تحقق اليوم .. ابتداء من الثورة بوجه الطغاة وظلمهم ..
(تغتسل الأغاني من خطايا الحياد
ولا تغادرنا البلاد إلى حتفها
ولن نقف مكتّفين )

الثورة التي ترافقت مع اغاني الغضب واحتجاجات الجياع المقهورين الرافضين للذل والاستبداد في هدير حناجر تصدح بـ ( اغنيات مضرّجة في العويل) لفنانين ثوار في مقدمتهم سميح شقير وإبراهيم القاشوغ الذي لم يكتفي الفاشست بإسكاته وقتله ، إذ مزقوا جسده ، فاقتلعوا حنجرته معتقدين انهم بفعلهم الشنيع سيوقفون مد الثورة وجبروتها الزاحف لاقتلاع جذور الاستبداد والقمع ، ويزلزل عرش سلطة وحوش الأسد و شبيحته ، ويطهر ارض الشام وربوع دمشق من رجسهم ..
(أيّها الجمر
استفق في الأغاني )
...
فا لـ (موت في البلاد التي لا تستفيق) يطال البشر والحجر والبيوت ويمتدُ (للزهرة وللعصفورة العاشقة) .. الرؤية تتضحُ عنده لتشخص (مصباح شاهد زور) .. أن فجر الحرية الآتي سيكون في النهار القادم ..

(فيا أيّها النهار المؤجّل
ارتقب هجوم الليل الأخير) ..

انّ الضياء قادم لا محالة .. نحن في هزيع الوقت الضائع من الليل الأخير كما تنبأت في قصيدتك يا فواز .. طوبى لشعر يخترق حاجز الزمن ويتخطى مشاهد الموت والعبث .. طوبى للقصيدة التي يشع منها الضياء والأمل .. طوبى للحرف المدافع عن دم الكادحين الأعزل ..

ــــــــــــــــ
صباح كنجي

ـ تواصلاً للإبداع سيصدر للشاعر قريباً في دواوين معدة للطبع تحت عناوين
ـ قيامة الدم السوري
ـ أزهار القيامة



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن وسيلة للتحرش الجنسي ..
- عدنان اللبّان في صفحات انصارية..
- المُتلصصُ على الموتِ في قوقعةِ خليفة ..
- مدخل لتجاوز الوضع الراهن في العراق ..
- سرحان يْكولْ ..الى الصديق فواز فرحان
- لا لدينٍ يُبيحُ إختطاف الأطفال..
- تقرير عن اوضاع حقوق الانسان في العراق
- المهرجان الثامن لأيام الرافدين الثقافية في برلين ..
- الوهم الإسلامي كتاب يقدم الدين ويختصر التاريخ بلا رتوش
- البلم والعبَارة ..
- حول الإلتباس في تحديد الموقف..
- العجل ..
- الطريق الى نورم بيرك ..
- بدايات الفكر الماركسي بين الإيزيدية في العراق ..
- السَجين لازار ميخو ..
- نصيحة مدني للفريق بشار الأسد ..
- خلدون جاويد ابداع شاعر وغضب ثائر عنيد ..
- رسالة مفتوحة لسيمرسي ..
- صبري هاشم يطير بأجنحة القصيدة
- ثانية عن الفيلم الخاص داستانا ركافا ..


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - صباح كنجي - فواز قادري وهذه القصيدة ..