أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالجبار شاهين - سوريا والتحول الديمقراطي














المزيد.....

سوريا والتحول الديمقراطي


عبدالجبار شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 4061 - 2013 / 4 / 13 - 23:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من وجهة النظر الديمقراطية, وبالنظر إلى سوريا. خلال القرن الماضي والتطورات التي حدثت فيها نجد أن هناك توجهات نحو انتصار ديمقراطية مثلما حدث في سائر أنحاء العالم..وإذا لم ترتكب أخطاء فادحة نجد أن نجاح الديمقراطية.في سوريا كامن في تحقيق حرية التنظيم بشكل ديمقراطي, و استيعاب الإسلام ضمن أسس ديمقراطية, و حل القضية الكردية بشكل ديمقراطي وجذري..وبذلك فقط يمكن أن تكون الديمقراطية ناجحة في سوريا .

أما أولئك الذين يتمسكون بالانتهازية والآفاق الضيقة , والمواقف التي تعكس المصالح فإن ديمقراطيتهم لن تتجاوز حدود الديماغوجية . وعلينا أن نعرف بأن سوريا تمر بمرحلة دقيقة جداً من حيث النوعية والعمق.. فهي قد تعقدت و سدت الأبواب أمامها في التاريخ القريب النظام المركزي الشمولي الثقيل الذي كان مغلقاً تماماً في وجه الديمقراطية , والقمع الذي انتشر مما أدى إلى مجتمع متوتر غريب على الانفتاح الديمقراطي , وينظر إلى النظام الديمقراطي و إلى الإدارة والدولة بعين الريبة و الشك , والمثقفين المتنورين الذين يتقاعسون عن خوض النضال لأجل ترسخ دعائم الديمقراطية .. وتلك هي أسس القضية مما أدى إلى مزيد من التعقيد و التأزم والذي جعل الشارع السوري بالحراك والانتفاض ضد النظام القائم سببه المواقف الديماغوجية التي تفتقر إلى الجهود و الإخلاص ,حيث حكمت الديماغوجية بدل الديمقراطية أي إنقاذ المصالح عن طريق الثرثرة حول مبادئ الديمقراطية , والتستر على الأخطاء للتلاعب بالديمقراطية بشكل سيئ جداً . بينما المرحلة التي نحن بصدد ها فيمكن أن تحقق الأرضية الاجتماعية لجمهورية ديمقراطية حقيقية بمؤسساتها وإداراتها و مثالياتها لتفتح الطريق أمام ديمقراطية أبدية ..

أو أن الذي يحدث سيتكرر بحيث لن تبقى الفرصة حتى لممارسة الديمقراطية بالثرثرة. فالمجتمع تواق حقاً للديمقراطية وحل قضاياها بالوسائل السلمية, والأحزاب والمؤسسات المتطفلة التي لا تقوم بمهامها باتت ظاهرة واضحة, والإدارات التي تحل قضايا المجتمع يمكن أن تنال ثقة المجتمع. والجيش كمؤسسة جاهزة يجب أن يؤيد التطورات المنتظرة لصالح الديمقراطية كما يجب أن يكون مستعداً لعدم ترك المبادرة و زمام الأمور لغيره..

والقضية الكردية التي هي من أهم القضايا الجادة إذا وصلت إلى حل بموافقة مناسبة للأحزاب الكردية لتنجذب إلى الديمقراطية فسيكون ذلك انتصاراُ راسخاً للديمقراطية بكل تأكيد.

أما التيار الإسلامي المتجسد في حزب الإخوان المسلمين قد يحقق تكاملا مع النظام الديمقراطي ضمن أسس ديمقراطية..

إن الذي يبدو أمام سوريا في الآفاق هو أن نصف قرن مضى من جهود التغريب حتى الآن. , ومثلما لعب العنف دوراً مهماً في المجتمعات والبنية السياسية وثوراتها في هذا القرن, فإن ذلك بدأ يفقد معناه ومضمونه ليلقى به الى أكوام حطام التاريخ.

فمثلما بات العنف غير مجدياً ولا ضرورياً لن يخطى باهتمام المجتمعات بعد الآن . وإذا وصل المجتمع في سوريا إلى هذا النضوج حقاً فإن المؤسسات السياسية والكوادر الموجودة لن تستطيع مواكبة هذه المسيرة كما يجب. وهذا هو الأمر الذي يسبب الآلام والمآسي .. ولكن لعدم وجود خيار آخر فأن الحل الديمقراطي يبقى بدون بديل.

إن خيار الحل الديمقراطي يبقى فريدا بدون بديل للقضية الكردية مثلها مثل كل القضايا الأخرى.. فالانفصال غير ممكن ولا حاجة له..ومصلحة الأكراد تكمن في الوحدة الديمقراطية لعموم سوريا , فإذا ما تم تطبيق الحل الديمقراطي كما يجب فإنه يمكن أن يكون طرازاً ناجحاً أكثر من طراز الحكم الذاتي وحتى الفيدرالية ..وواقعياً أكثر منهما .. والممارسة العملية تسير هذا الطريق منذ الأمد .

وإذا سارت أصعب القضايا نحو الحل بهذه الطريقة فإن العنف , والسبل الثورية والثورة المضادة والانتفاضات وأشكال التدين ستسير نحو الحل الانتهاء والحل أيضاً ولن تبقى لها أية قيمة ..وعندها سيتم استثمار المصادر والموارد الاقتصادية بشكل أفضل, وسيرتفع مستوى التعليم في المجتمع وستنشأ بنية اجتماعية بعيدة عن الديماغوجية والتسلط ليتم الوصول الى قيم الديمقراطية الحقيقية ليتم تحقيق الحرية والمساواة والعدالة ويتوثق الارتباط بها .

ومهما جرى الحديث عن الجمهورية السورية أو الجمهورية العربية السورية ويتم النقاش حولها ويراد أن تترسخ هذه المفاهيم والمواقف حسب تلك التسمية إلا أن الأصح والأنقى هو تشكل الجمهورية الديمقراطية السورية والتسمية بهذا الاسم أي الجمهورية الديمقراطية السورية تلغي طابع القومية والشوفينية وبالتالي يدغدغ شعور وعواطف كل مكونات سوريا من دينية الى أثنية. وهذه الحقيقة تفرض نفسها كل يوم بحيث لا يمكن التنصل من الوصول الى هذه البنية الديمقراطية في الدولة والمجتمع في هذه المرحلة الحساسة.. وهناك من يفهم بعمق بأن التاريخ قد لا يرحم , فإن الفرصة لهذا التطور وإذا لعب دوره على هذا الأساس فإن الفرد والمجتمع بكل شرائحه سيحقق قفزة كبيرة.. والحاجة باتت ملحة للبحث عن سبل ذلك,فإن الحلول بدأت تفرض نفسها, فعدم ظهور الطليعة لتحقيق هذا التطور هو نقص كبير حقاً..فهؤلاء الذين لم يثبتوا جدارتهم وفقدوا ثقة الجماهير بهم, والدور المبهم للأحزاب الكردية والعربية والتخبط في اتخاذ موقف صحيح وعدم قدرتهم على تمثيل الجماهير المنتفضة وبالتالي عدم قدرتهم على السيطرة على الحراك الجاري في الشارع الكردي والشارع العربي وتنظيم الجماهير بطرق صحيحة وضبط شعارات وهتافات الجماهير بشكل يخدم المصالح الوطنية للجميع والخوف من الطليعة الثورية, وعدم وجود قيادة طبيعية قوية, كل ذلك يتسبب في خلق أزمة على صعيد طليعة النظام الديمقراطي في الوقت الراهن.

عبد الجبار شاهين



#عبدالجبار_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء هام الى القوى السياسية الكردية
- رويا للحل الديمقراطي في سوريا المستقبل


المزيد.....




- إسبانيا: رئيس الوزراء بيدرو سانشيز يفكر في الاستقالة بعد تحق ...
- السودان: متى تنتهي الحرب المنسية؟
- كأس الاتحاد الأفريقي: كاف يقرر هزم اتحاد الجزائر 3-صفر بعد - ...
- كتائب القسام تعلن إيقاع قوتين إسرائيليتين في كمينيْن بالمغرا ...
- خبير عسكري: عودة العمليات في النصيرات تهدف لتأمين ممر نتساري ...
- شاهد.. قناص قسامي يصيب ضابطا إسرائيليا ويفر رفاقه هاربين
- أبرز تطورات اليوم الـ201 من الحرب الإسرائيلية على غزة
- أساتذة قانون تونسيون يطالبون بإطلاق سراح موقوفين
- الإفراج عن 18 موقوفا إثر وقفة تضامنية بالقاهرة مع غزة والسود ...
- الى الأمام العدد 206


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالجبار شاهين - سوريا والتحول الديمقراطي