أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاتن نور - !أما أن اذبح وزتي أو...مليون في جيبي















المزيد.....

!أما أن اذبح وزتي أو...مليون في جيبي


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 1167 - 2005 / 4 / 14 - 10:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو وضعتُ مطلبا على احد المواقع الألكترونية او انشأتُ موقعا خاصا للغرض الذي يخدم اطروحتي والتي تنص على تهديد عاطفي متواضع للعامة من البشر بأستباحة رقبة وزتي المدللة بالذبح والتمثيل بجسدها الغض بالطهي وعلى اصوله الشرقية المُتبّلة،فيما لو لم تكن هنالك استجابة لإنعاش حسابي المصرفي بمبلغ مليون دولار امريكي وتحت سقف زمني امده ثلاث اشهر فقط غير قابلة للتمديد..

هل ستكون هناك اي استجابة او تعاطف من العامة ؟
هل ستنتفض الرحمة من القلوب فتجر اصحابها للتحرك السريع لانقاذ الوزة المُهدّدة بالنفي في اقاصي الجهاز الهضمي ؟
من سيستجيب اكثر.. عامة الغرب ام الشرق؟

وحيث ان وزتي ستبدو بصورها الملونه على الموقع الألكتروني رشيقة .. وديعة.. بمنقار هاديء وجناحين حالمين بغد افضل لعموم الوز يبتعد عن سياسة الذبح والنزع القسري للريش ولا يحتضن لوصفات الطهي الشهية والتي يستباح بها اللحم الأبيض البريء.. كما سيرد في الموقع سيرة ذاتية عن الوزة ومنذ اليوم الأول الذي صادفتها ملقاة على قارعة الطريق تتخبط بدمها الزكي وتصارع الموت..مع شرح موجز عن العناية المركزة التي نالتها الوزة مع الوقت والجهد المبذولين بود من قبلي وحتى تماثلها للشفاء والوقوف من جديد على قدميها العاريتين.. بكل المعلومات الجميلة والرحومة الموثقة بالصور والتي ستكون ماثلة للقارئ..انا اعتقد بأن الطرح سينال الرضى والاهتمام والتعاطف وقد تبدأ التبرعات بالتدافع لدخول حسابي المصرفي لتأمين المبلغ المطلوب لانقاذ الوزة الوديعة المُستهدفة...وربما ستتشكل لجان انسانية لتنسيق حركة مؤقتة يستوجبها الظرف لانقاذ الوزة وقبل ان ينتهي السقف الزمني، حيث وقتها ستكون الوزة في خبر كان المحشي المُحمر.. ويومها سوف لا ينفع الندم في اهمال وتجاهل عملية الأنقاذ الضرورية!!!

هناك من قام فعلا بمثل هذا الطرح ،ولكن طرحه كان لآنقاذ ارنب اسمه ( توبي او طوبي.. والذي قصته مشابهة لقصة الوزة المقترحة والواردة اعلاه) ومطلبه كان متواضعا نوعا ما حيث لم يتجاوزعن خمسين الف دولار امريكي فقط !!..إن لم تصدق عزيزي القاريء عليك فقط بالضغط على الرابط ادناه....
http://www.savetoby.com/

وقد حدد صاحب الأرنب (المُنتظر انقاذه) سقفا زمنيا ينتهي في الثلاثين من تموز لهذا العام.. فلو تكرم احدكم للمساهمة في انقاذ المسكين (توبي) قد يكون له من الأجر كل ما هو عظيم!!!!!!! وطبعا تعاضد الأيادي الأنسانية لانقاذ الحيوان مطلوب في هذا الزمن المُعفّر بالشفافية والرقة وعذوبة الإحساس بكل ما هو حيّ..!

مالذي يحدث في عصرنا هذا؟
وماذا يمكن ان نفهم من مثل هكذا طروحات تستهدف التعاطف( اوالأبتزاز العاطفي) مع حيوان لغرض جمع المال؟
وماذا نفهم من الإستجابة والشروع بالتبرع بحميّة وعاطفة انسانية عالية من قبل البعض!؟

لو وضع صاحب الأرنب المذكور طرحا آخرا يتمثل في جمع التبرعات لغرض علاج طفله المصاب بعلة ما ( على سبيل المثال).. ترى هل التعاطف سيكون اشد ،وستنهال التبرعات بشكل اسرع واكبر؟؟؟

لديّ تحليل متواضع حول الموضوع وابعاده وسأوجزه وبما يلي:

التعوّد ( أوالتشبّع) قد يؤدي الى ضمور او فتور او خمول العاطفة...

فمثلا.. التعوّد على رؤية مشاهد القتل وسفك الدماء البشرية (التشبّع بها) وبشكل يومي وكما نرى على الفضائيات وفي الصحف ومن ضمنها الألكترونية.. أدّى لأن تصبح تلك المشاهد واقعة ضمن روتين حياتنا اليومي ، وعادة نحن لا نستغرب ولا نفزع من الروتين اليومي ولكن ربما قد نتأفف!..
رؤية القتلى على قارعة الطرق ..او مشهد سحل احدهم للآخر المصاب ومن قدميه لأبعاده عن موقع حصل فيه تفجير ما.. او وجوه نازفة صارخة مستغيثة.. او موتى ينقلون بعربات محليه متصدعة لنقل البضاعة.. او امهات ثكلى في حالة فزع وعويل بين توابيت عدة لأبرياء ارتحلوا بلا وجه حق ..او شيوخ ممزقة اوصالهم على الأرصفة..او طفولة معاقة ومُشردة... و..و..و... والقائمة طويلة..رؤية كل هذا وبشكل يومي قد يُفقدنا الكثير من شفافية التعاطي العاطفي معها، حيث ان بلوغ مرحلة متقدمة من التشبّع بتلك المشاهد المفجعة قد يضعنا في دائرة التأقلم النفسي مع الحدث او الظرف وعليه تنحدر ردود افعالنا من قمم التوتر والغضب العارم والتفاعل العاطفي المكثف الى سفوح تنتمي لتلك القمم ولكن لا تمتلك ارتفاعها ..
(ربما من هذا الباب ايضا نرى بأن قتل ونحر وخطف العراقي بات احصاءا يوميا مألوفا لا نسمع له ذاك الرنين الإعلامي الذي يصمّ آذاننا حين تعرض حاملي الجنسيات الآخرى لمثل تلك الفواجع وخصوصا الأمريكية والغربية منها)..

نحن لم نر.. وعلى سبيل المثال كلبا جريحا فاقدا لآحدى قدميه في انفجار، لم نره يُسحل بلا ترفّق وبدمائه المتدفقه ليُنقل ويُنقذ بعيدا عن موقع الحدث.. وإن كنا قد رأينا من مثل تلك المشاهد الأليمة للحيوانات ،لكن لا اعتقد بتكرر رؤيتها وبصفة يومية!!...
لذا وبشكل عام فأننا قد نتعاطف مع مشاهد او طروحات لم نألف رؤيتها او سماعها وإن كانت تمسّ حياة حيوان هزيل سائب ،حيث قد تبدو تلك الصورة للحيوان المتضرر وللأسف اكثر اثارة بندرتها وعدم اصطفافها في القائمة الطويلة للروتين اليومي (والمفعم باستباحة الدم البشري..) لكل منا..


ربما من باب هذا التصور او التحليل اصبحنا نرى ونسمع اليوم عمّن يستعطف قلوبنا بقطة او وزة او بقرة او حتى فأر...الخ ،او من مثل صاحبنا الشقي الذكي! الذي استثارعواطف البعض بأرنبه المدلل (توبي) وجمع لغايته ما يقارب نصف المبلغ المطلوب وبأقل من نصف المدة المقررة!!!!!..( هناك من يموت جوعا في يومنا .. وهناك من يتبرع لآنقاذ حيوان قد يكون مكانه الصحيح في بطن خاوية..الى اين نحن ذاهبون؟)

انا مصممة على ذبح وزتي!!... هيا بادروا بالتبرع لانقاذها فالطريق لازال طويلا نحو المليون.. والوقت محدود!!!!!!!!

[email protected]

فاتن نور
05/04/13



#فاتن_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة..وزوايا بلا اضلاع..
- العرب.. وفن التناسي والنسيان
- الصدر..مبدأ الإستحالة..وشهادة غرّاء
- لا اسأل كل كُردي ولكني... اتسائل
- الربيع قادم....ربما من عطر دوكان
- هل بيننا من يلعن نعمة الحواس؟
- بندقية ٌخرساء.. وثعبان
- الضرب.. بين الكرامة والتأديب والفحولة
- حينما كنتُ حسناء...
- كافي ياعراق
- خبراء للتنوير... وإنتكاسة
- صورتان.. ورؤيا ساخرة
- لنشاطر الهموم بأبتسامة..
- ومضات ... وقرقعة
- ثغر العراق.. متى يبتسم؟
- نداء لمظاهرة بالجينز!
- مقاولات الإعمار في ميزان الفضول
- عقول لم تروّض بعد!!
- حلبجة! بين اينشتين والأثير
- لنا.. شعبٌ تحت الأرض


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاتن نور - !أما أن اذبح وزتي أو...مليون في جيبي