أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منعم زيدان صويص - هل قَتلُ الإرهابيين يقضي على الإرهاب؟














المزيد.....

هل قَتلُ الإرهابيين يقضي على الإرهاب؟


منعم زيدان صويص

الحوار المتمدن-العدد: 4061 - 2013 / 4 / 13 - 01:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما شنّت منظمة القاعدة هجماتها الإنتحارية على الولايات المتحدة في 11 أيلول 2001، والتي أدت إلى تدمير برجي نيو يورك، كانت ردود فعل عامّة العرب والمسلمين على الحدث، في الأيام الأولى، مزيجا من الدهشة والإعجاب. الدهشه لأن هجوما كهذا، بذخيره آدمية، أمكن تنفيذه ضد أقوى دولة في هذا العصر، وأما الإعجاب فيعود إلى الشعور المستتر بأن هؤلاء الشباب قد ثأروا بطريقة ما للشعب الفلسطيني بسبب الظلم الذي وقع عليه، مع أن أحدا من التسعة عشر إنتحاريا أو من زعمائهم لم يذكر أو حتى يفكر بفلسطين أبدا، ومع أن القاعدة لم تؤذ إسرائيل في تاريخها. وكانت التنديداد بالهجوم، في البداية، تقتصر على الحكومات والدبلوماسيين، فهذه هي في الحقيقة وظيفتهم، ولا يخفى ان جزءا من الشعب العربي، وخاصة بعض الفلسطينيين، عبروا بوضوح عن إعجابهم بمن قاموا بهذه العملية غير المسبوقة، وجلسوا ينتظرون ليروا كيف سترد الولايات المتحدة، وربما توقع بعضهم أن تتعلم الولايات المتحدة درسا مما حدث ويبدأ الشعب الأمريكي بالضغط على الإدارة لتغيير سياستها تجاه إسرائيل لأن هذه السياسة ستجلب لها المتاعب، وبالتالي سيؤدي الهجوم إلى تخلي أمريكا عن إسرائيل.

وما أن انقشع غبار البرجين المنهارين، حتى بدأ الناس في جميع أنحاء العالم، وخصوصا في منطقتنا، باستيعاب ما حدث ومحاولة فهمه بهدوء، ورأوا كيف بدأ الناس في الشرق والغرب، وخاصة في أمريكا وأوروبا، يغيّرون نظرتهم للمسلمين. وبدأ المسلمون يشعرون بذلك تدريجيا، وعندها حاولوا ، ليس فقط التعبير عن معارضتهم لما حصل وانتقاد القاعدة وأفكارها، بل إن بعضهم بدأ، بتشجيع من أفراد معدودين على الأصابع في الغرب ذوي أجندات خاصة لا تمت للعرب والمسلمين بصلة ولا تؤيدهم أو تحترمهم، باتهام إسرائيل واللوبي الصهيوني في أمريكا وال (CIA) بتخطيط وتنفيذ العملية، للإيقاع، هذه المرة، بين الإسلام والغرب، كما قالوا، وذهبوا في سبيل إثبات ذلك مذاهب شتى. وترك هؤلاء الأفراد الغربيون بقية قصصهم للإعلام العربي ليجردوه من كل مصداقية. وكان من الممكن لبعض الناس في العالم الغربي وفي العالم العربي أن يتفهموا، أو حتى يصدقوا، هذه النظرية لو أن العرب والمسلمين عبروا عن شجبهم للهجوم بعبارات توضح بما فيه الكفاية أنهم فعلا ضد هكذا عمليات، أو أنهم فندوا، دينيا وبطريقة واضحة، معتقدات القاعدة وأسامه بن لادن. وبدل أن يعبر رجال الدين المسلمين عن أسفهم لأن هذا العمل قام به أبناء ديانتهم، قالوا ببساطة: "نحن لا نتتفق مع آراء منفذي العمليبه ومن يقف وراءهم، وإننا في الحقيقة نعارضم." ولكن هذا لم يكن كافيا أبدا، وخصوصا عندما قدم بعضهم ما يشبه التبريرات للهجوم.

لو كان هؤلاء فعلا يؤمنون أن إسرائيل او الصهياينة الامريكان أو ال (CIA) كانوا خلف الهجوم، وأن إعترافات بن لادن ومساعديه واحتفاله بنجاح العمليه على الفيديو كانت " فبركات،" غربية، لقالوا مثلا: "إن الذين خططواونفذوا هذه الهجمات لا يمكن أن يكونوا مسلمين حقيقيين وأن عمليات بهذه القذارة والإجرام لا يمكن أن يخططها وينفذها إلا إسرائيل والصهاينة ومن يؤيدونهم." هذه بعض التعابير المقنعة، فلماذا لم يستعملوا مثلها؟ وعندما كانت الولايات المتحدة تحشد قواها وقوى حلفائها للهجوم على أفغانستان كانت حركة طالبان تصرح عن عزمها على تحطيم تماثيل بوذا الضخمة. فذهب وفد من علماء المسلمين إلى كابل ليثنوا طالبان عن هذا العمل، وعندما رجع الوفد بخفي حنين، صرح رئيسه الشيخ يوسف القرضاوي لقناة الجزيرة في المطار بأن جماعة طالبان رحبوا بالوفد "وكانوا طييبن، وقلنا لهم نحن نتفق معكم في هذه المسالة ولكن التوقيت غير مناسب نظرا للظروف الحالية." فهل كان القرضاوي، ووفده المؤيد لتدمير التماثيل يتوقعون من طالبان، والحالة هذه، أن تستجيب لطلبهم بتأجيل الهدم إلى وقت مناسب وظروف أفضل؟

لقد كانت هجمات 11 سبتمبركارثية على العرب والمسلمين بجميع المقاييس وقد إستغلتها إسرائيل ومؤيدوها أبشع إستغلال، فلم تمض أيام قليله على هذه الهجمات، حتى بدأ اريئيل شارون باستفزاز الفلسطينيين حتى يقوموا بهجمات انتحارية ضد المدنيين داخل اسرائيل لكي يقول للحكومة الأمريكية انه يحارب نفس الإرهابيين الذين يحاربهم الشعب الأمريكي، وبالفعل فقد قال شارون ذلك لجورج بوش بالحرف الواحد. وكان لشارون ما اراد فقد ابتلعت بعض المنظمات الفلسطينية الطعم ونفذت عددا من العمليات الانتحارية، وعندها أمعن الجيش الإسرائيلي في تقتيل الفلسطينيين وتهديم بيوتهم امام الدنيا كلها، و بقي العالم، وخاصة الغرب، مشغولا بأحداث 11 سبتمبر ونتائجها، متناسيا، وحتى مبررا في بعض الأحيان، هذا التقتيل الإسرائيلي. أما الحكومات العربية فجبنت ودفنت رؤوسها في الرمال ولم تتخذ اي موقف صريح.

لم يخلّف الإرهاب للمنطقة سوى الدمار، كما يحصل الآن في العراق وسوريا والصومال وباكستان وغيرها من البلدان العربية والإسلامية، ولا يزال التعامل معه غير واضح لأن جهات كثيرة، كما يبدو، تستفيد منه. ورغم أن العرب يتهمون الغرب بالوقوف وراء هذا الإرهاب "لتدمير الأمتين العربية والإسلامية،" فلا نرى شجبا عربيا كافيا أو مقنعا له أو أية محاولة جادة لتجفيف منابعه. الحكومات التي تدعوا لمحاربة الإرهاب لا تركزعلى أسبابه وجذوره، بل تدعوا إلى قتل الإرهابيين، الذين هم في الحقيقة أدوات تنفيذية يحركها الذين ينظّرون لها والذين يدّعون أنهم يخدمون الإسلام. إن الإنتحاريين الشباب مقتنعون بما يفعلون وعندما يكون الشاب مقتنعا بما يفعل لدرجة أنه مستعد أن يموت دونه، فلا قوة في الدنيا تستطيع إيقافه. وما لم يُقض على أفكار منظري الإرهاب، ونحن نعرف العديد منهم، فسيتكاثرون بطريقة لا نستطيع ضبطها، وسيبقى القتل مستمرا وسنبقى نحرث في الرمال. إن المسلمين يجب أن يعترفوا بمسؤوليتهم عن هذه الأمور وبأنهم مقصّرون.



#منعم_زيدان_صويص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل بإمكاننا أن نكون أقل تشاؤما؟
- من قتل محمد سعيد البوطي؟
- طفح الكيل وبلغ السيل الزبى!!
- فشل دول الخليج في سوريا وبهلوانيات قطر
- المعذرة يا -دكتور-
- الهجاء في الشعر .. والردح في السياسة
- كما تكونوا يولّ عليكم
- عباءه لبشار
- القوائم الإنتخابية العديدة في الأردن عكست حب الظهور، لا حب ا ...
- هل خدم حزب الله لبنان أو القضية الفلسطينية؟
- فاروق القدومي يصر على إرجاع الضفة الغربية للأردن!!
- هل لعب المفكرون العرب أي دور في ثورات الشعوب العربية؟
- هل هذه صحوة الضمير اليهودي؟
- الحكم الديني يُفضي حتما إلى الدكتاتورية
- اليهود إذا إنتقدوا إسرائيل
- عندما يتكالب على الأردن القريب قبل الغريب
- أبو حفص الموريتاني وسياسة الجزيرة التحريرية الجديدة
- ميشال عون وسوريا، وتضحيات لبنان
- المسيح كان ثائراً على الديانة اليهودية
- ملالا يوسف زاي .. -جان دارك- باكستان


المزيد.....




- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منعم زيدان صويص - هل قَتلُ الإرهابيين يقضي على الإرهاب؟