أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - سعد حمامه - التمييز بين العلم الحقيقي و العلم الزائف / مترجم بتصرف















المزيد.....

التمييز بين العلم الحقيقي و العلم الزائف / مترجم بتصرف


سعد حمامه

الحوار المتمدن-العدد: 4060 - 2013 / 4 / 12 - 21:21
المحور: الطب , والعلوم
    


العلم الزائف أو Pseudoscience مشتق من الكلمة اللاتينية "Pseudo" و تعني مزيف. إن أفضل طريقة لتمييز الشئ المزيف هي أن نعرف أقصى ما نستطيع عن نظيره الحقيقي. إن بائع المجوهرات يميز المجوهرات المزيفة بسهولة، لأنه يعرف الذهب جيدا. وبالمثل، نحتاج أن نفهم العلم جيدا حتى نستطيع تمييزه عن العلم الزائف. معرفة العلم لا تعني أبدا معرفة بعض الحقائق العلمية (كالمسافة بين الأرض و الشمس، معرفة عمر الأرض، و أن نعرف الفرق بين الثدييات و الزواحف، و ما إلى ذلك ...). إن معرفة العلم تعني أن نفهم طبيعة العلم: معايير الدليل العلمي، كيفية تصميم و إنجاز تجربة علمية، كيف نفهم و نفسر نتائج التجارب العلمية، كيف نختبر الفرضيات، كيف تبنى النظريات، و العديد من خصائص الطرائق العلمية التي تسمح لنا بالحصول على معلومات حقيقية عن العالم المادي الذي نعيش به.

من الجدير بالذكر أن وسائل الإعلام تهتم بترهات العلم الزائف أكثر من اهتمامها بالعلم الحقيقي، ببساطة لأن العلم الزائف يستطيع أن يحشد عدد أكبر من المتابعين "لأسباب قد نتناول ذكرها فيما بعد". لذا فمن المفيد أن نتعرف على خصائص العلم الزائف. إن وجود أي من خصائص العلم الزائف يجب أن يثير لدينا قدرا كبيرا من الشك و الارتياب. و حتى المواد العلمية التي تخلو من هذه الخصائص التي سنذكرها بالتفصيل لاحقا قد تكون رغم ذلك مجرد علم زائف، ذلك أن أتباع العلم الزائف يخترعون طرق جديدة للتضليل كل يوم.

خصائص العلم الزائف:

العلم الزائف لا يبالي بالحقائق. أدعياء العلم الزائف لا يبحثون في المراجع المعتمدة لكل علم ولا يجرون أية تجارب علمية. إنهم ببساطة يقوم بادعاء ما يريدون، هذه الخيالات العلمية هي قوام العلم الزائف.

نادرا ما يقوم أرباب العلم الزائف بمراجعة أعمالهم. إن الطبعة الأولى من كتبهم هي على الأعم الأغلب ذاتها الطبعة الأخيرة و لو كان الفارق بينهما عقودا أو حتى قرونا من الزمن. حتى الكتب التي تعج بالأخطاء الواضحة بما فيها الأخطاء المطبعية تعاد طباعتها كما هي مرات و مرات. بالمقابل فإن الكتب العلمية الحقيقية تصدر دائما بنسخة جديدة عندما تعاد طباعتها بعد عدة سنوات نتيجة للتراكم السريع للحقائق العلمية الجديدة.

العلم الزائف ضبابي دائما. يتلقف العلماء المزيفون تقارير منشورة بالجرائد اليومية و يلتقطون الشائعات و يقتبسون من كتب زملاؤهم من العلماء المزيفين. كما و يلجؤون إلى التنقيب في الكتب الدينية و كتب الخرافات و الأساطير. من النادر أو قل من المستحيل أن يقوم هؤلاء بدراسات خاصة بهم للحصول على المعلومات.

يبدأ العلم الزائف دائما بفرضية تكون عادة مثيرة للعواطف و صعبة التصديق، و من ثم يبحث عن ما يدعمها من أدلة. الأدلة التي تعارض الفرضية يتم تجاهلها. بمعنى آخر، فإن هدف العلم الزائف هو أن يمنح مسحة من العقلانية على المعتقدات و الأفكار الشائعة و الراسخة في ثقافة المجتمع، بدلا من أن يمحص هذه المعتقدات أو يبحث عن تصويبها. لذا يقفز العلم البديل إلى الاستنتاجات التي تلائمه، و تدعم خطه الايديولوجي، و هو بهذا يجتذب الأفكار المنتشرة مسبقا في مجتمعه و المفاهيم المغلوطة.

العلم الزائف لا يبالي بالمعايير التي توثق صحة الدليل. بمعنى آخر فإن العمل الزائف لا يستند إلى التجربة العلمية المحكمة القابلة للإعادة و لكنه بدلا من ذلك يلجأ دائما إلى شهادات شهود عيان لا يمكن بأي حال التحقق من صحة شهاداتهم و إلى مجموعة من القصص و الحكايات و الشائعات و أمثالها من القيل و القال. بالمقابل يتجاهل العلم الزائف المنشورات العلمية الأصلية أو يفسرها بشكل خاطئ لكي يدعم ما يذهب إليه.

العلم الزائف يقوم على التجربة الشخصية بدلا من التجربة العلمية. و للتوضيح دعنا نفترض أن أحمد كان يعاني من الصداع، شرب أحمد كوبا من اليانسون و بعد قليل تخلص من الصداع. بالنسبة للعلم الزائف، فهذا يعني أن اليانسون يصلح كعلاج للصداع. بالنسبة للعلم هذه ببساطة لا يعني شيئا طالما أن أية تجربة علمية حقيقية لم تجرى لإثبات ذلك. فالعديد من الأمور حدثت قبل أن يتخلص أحمد من الصداع: لقد شرب أحمد اليانسون و مضى بعضا من الوقت بعد ذلك ،و أخذ أحمد قسطا من الراحة، ربما يكون أحمد قد نام أيضا لبعض الوقت، و هناك احتمال أن يكون أحمد قد تناول أحد أنواع المسكنات الشائعة، بعض هذه العوامل أو كلها مكن أحمد من التخلص من صداعه. أما لاثبات دور اليانسون في معالجة الصداع فلابد من إجراء تجربة علمية يوضع خلالها مجموعة من الناس الذين يعانون من الصداع في شروط متطابقة، باستثناء أن نصفهم سوف يتناول اليانسون بعكس النصف الآخر. بعد ذلك سوف نقوم بمقارنة النتيجة بين المجموعتين و عندها فقط ربما نكون قادرين على معرفة الدور للحقيقي لليانسون في معالجة الصداع. المجموعة التي لم تتناول اليانسون في مثالنا هذا نسميها المجموعة الشاهدة. باستثناء حالات شديدة الندرة، فإن أي تجربة علمية لا تحوي مجموعة شاهدة ليس لها أي قيمة علمية. لاحظ أن العلم يحاول أن يأخذ كل المتغيرات بعين الاعتبار بعكس العلم الزائف الذي يتعمد تجاهلها.

العلم الزائف يستند إلى التوافق العشوائي لحضارة بشرية ما، بدلا من اعتماده على قوانين الطبيعة الثابته: فعلى سبيل المثال، يعتمد التنجيم على أسماء الأشياء، من الواضح أن تسمية الأشياء و الأشخاص تتم بشكل عفوي واعتباطي و تختلف من مجتمع إلى آخر و من ثقافة إلى أخرى. لو كان كوكب المريخ قد سمي بكوكب المشتري و العكس بالعكس فإن هذا لن يصنع فارقا بالنسبة لعلم الفلك. أما بالنسبة لعلم التنجيم فقد يحدث ذلك اختلافا جوهريا لأن هذا العلم الزائف يعتمد كليا على الأسماء و لا يبالي بالخصائص الفيزيائية للكوكب نفسه.

إدعاءات العلم الزائف قد تصل إلى حد السخافة، كإدعاء أحدهم أنه يتمتع بقدرات خارقة للطبيعة منحته إياها كائنات فضائية (إقرأ إن شئت عن يوري جيللر Uri Geller )

يتجنب العلم الزائف أن يضع ادعاءاته موضع الاختبار فهو لا يقوم يتنفيذ أية تجارب علمية منهجية و عادة ما يتجاهل التجارب التي يجريها العلماء. كما أن العلماء الزائفون لا يتابعون العمل على ادعاءاتهم العلمية، فإذا ادعى أحدهم أنه أجرى تجربة ما فإن أحدا من زملائه لن يحاول تكرار التجربة للتحقق من صحة النتائج. حتى عندما يدعى أحد العلماء الزائفين قيامه بتجربة أعطت نتائج مهمة فإنه هو نفسه لا يعيدها إطلاقا للتحقق من صحة النتائج أو من دقة إجراءات التجربة. و على العكس تماما، ففي العلم الحقيقي تكرر التجارب الهامة من قبل العلماء في جميع أنحاء العالم و بمزيد من الدقة و التمحيص في كل مرة.

العلم الزائف يحاول دائما أن يخلق الغموض دون أن يكون لهذا الغموض وجودا حقيقيا، إنه يفعل ذلك بتجاهله لمعلومات محورية و تفاصيل مهمة عن الظاهرة. فأي ظاهرة قد تبدو غامضة إذا حجبنا المعلومات التي تفسرها أو أضفنا تفاصيل خيالية تماما. إن الكتب التي تتناول مثلث برمودا هي الأمثلة التقليدية عن هذه التقنية.

العلم الزائف لا يتقدم مع مرور الزمن. دائما ما توجد موضات عابرة، و العالم الزائف قد ينتقل من موضة إلى أخرى (فمن الأشباح إلى الأطباق الطائرة، و من الأطباق الطائرة إلى الدراسات النفسية). و لكنك إذا تابعت موضوعا محددا فإنك لن تلاحظ أي تقدم علمي في هذا المجال. قلما تظهر أية معلومات جديدة و من النادر أن تقترح نظريات جديدة، و المفاهيم القديمة لا ينالها التعديل على ضوء الاكتشافات الجديدة، فالعلم الزائف يندر أن يأتي باكتشافات جديدة إذا صح لنا أن نستخدم كلمة اكتشافات في هذا المجال. أما الأفكار القديمة فهي تحوز أكبر قدر من الاحترام و التبجيل. إن العلم الزائف لا يقوم باكتشاف أية ظواهر جديدة. في الواقع يعمد العلماء الزائفون غالبا إلى التعامل مع ظواهر معروفة جيدا للعلماء و لكنها مجهولة من قبل العامة بحيث يتقبل عامة الناس أي ادعاءات يأتي بها هؤلاء العلماء المزيفون. السير على الجمر هو مثال شائع عن ذلك.

يخترع العلماء الزائفون مصطلحات شبه علمية خاصة بهم. هذه المصطلحات تكون عادة شديدة الضبابية و غير معرفة بشكل واضح أو ليس لها تعريف محدد على الإطلاق. هذه الضبابية تجبر المستمع لهؤلاء أن يفسر ما يسمع حسب معلوماته و تصوره المسبق. فما الذي يمكن أن نفهمه من مصطلح "الطاقة الكونية الحيوية" ؟ في الحقيقة يحاول العلماء المزيفون ابتداع مصطلحات تشبه تلك المستخدمة من قبل العلماء و التقنيين في مجال معين دون أن يكون لهذه المصطلحات أي معنى حقيقي. لاحظ أن دجالي المعالجة الروحية سوف يعانون من الضياع إذا تم حرمانهم من استخدام كلمة "طاقة"، مع العلم أن استخدامهم الهذه المفردة لا علاقة له على الإطلاق بمفهوم الطاقة الحقيقي الذي يستخدمه الفيزيائيون.

يدعي العلم الزائف أن الظواهر التي يدرسها "غيورة" بحيث لا يمكن ملاحظتها إلا ضمن شروط خاصة جدا و لكنها عادة غير محددة بدقة (هذه الظاهرة لا يمكن ملاحظتها بوجود أحد المشككين أو غير المؤمنين بها، و أحيانا لا تحدث هذه الظاهرة بوجود أي شخص يحاول مشاهدتها اللهم إلا العالم الزائف الذي حدثنا عنها، أو أنها حدثت لمرة واحدة في تاريخ البشرية). و على العكس تماما من ذلك فإن العلم الحقيقي يقر بأن أي ظاهرة طبيعية يمكن أن تتم دراستها من قبل أي شخص إذا امتلك الأدوات اللازمة. من الواضح أننا جميعا نستطيع استقبال الأمواج الراديوية إذا امتلكنا جهاز راديو بسيط و لم نسمع عن جهاز راديو لا يعمل إلا أمام المؤمنين به ! لنفترض أن شخصا يدعي أنه عازف كمان، إلا أنه يرفض أن يعزف بوجود آخرين يودون سماع عزفه، من الواضح أن هذا الشخص يكذب عندما يدعي أنه يجيد العزف على الكمان. بإمكانك عزيزي القارئ مشاهدة مقطع فيديو تبدو فيه هذه الخاصة في أوضح صورها و بشكل ربما يثير كثيرا من الضحك !
http://www.youtube.com/watch?v=jnLR6JkpLM4

يتبع ...




#سعد_حمامه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تناقض العقل البشري في التأويل
- حرية التعبير .. لماذا ؟
- لا تضربوا أطفالكم يا عرب /مترجم بتصرف
- بين الخواجة عبدالقادر و الخواجة آينشتاين !


المزيد.....




- الإمارات: حالات -محدودة- مرضت بسبب التأثر بالمياه الناجمة عن ...
- بوتين: النجاح في ساحة المعركة يعتمد على السرعة في حل المشكلا ...
- الجزائر.. منتدى تكنولوجيا الإعلام
- ما مشروع -نيمبوس- الذي ضحت غوغل بموظفيها وسمعتها من أجله؟
- رجل مصاب بالسرطان.. نمت رموشه بطريقة نادرة
- تبوك السعودية تحقق توصيف مدينة صحية من منظمة الصحة العالمية ...
- انتشال نحو 392 جثمانا من مجمع ناصر الطبي بخان يونس خلال 5 أي ...
- طبيبة: الكركم يبطئ الشيخوخة ويحمي من السرطان
- الناقة تحلّ محل البقرة بسبب التغيُّر المناخي
- باحثون يكشفون سر التوهجات الغامضة حول الثقب الأسود


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - سعد حمامه - التمييز بين العلم الحقيقي و العلم الزائف / مترجم بتصرف