أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعود سالم - الفقراء وبؤس الثورة














المزيد.....

الفقراء وبؤس الثورة


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 4060 - 2013 / 4 / 12 - 14:27
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


العنف أصبح ظاهرة طبيعية كالريح وعواصف الرمال والقبلي في ليبيا. الإغتيالات السياسية تتزايد يوما بعد يوم في كافة أرجاء البلاد، في الشرق والغرب وفي الجنوب، وأعمال العنف الفردي والمنظم، من إغتصاب للنساء الليبيات والأجنبيات، وإختطاف المواطنين والمواطنات وأعمال السرقة والإعتداءات على الأموال العامة والخاصة، وترهيب الأفراد والأسر، بواسطة الميليشيات المسلحة التي تجوب الشوارع مستعرضة أسلحتها المتطورة في وجوه المواطنين المسالمين والتي تبث الرعب في قلوبهم. كل هذه الجرائم أصبحت روتينا عاديا يمكن تسجيل أحداثه من يوم ليوم. ورجال السياسة في ليبيا، أو بالأحرى الرجال الذين أستولوا على ليبيا وعلى مقدراتها، وكذلك الحكومة والمجلس أو البرلمان المؤقت الدائم، ماذا يفعل كل هذا الكم الهائل من المسؤولين السياسيين؟ البعض منهم ما يزال يغط في قيلولة طويلة، إن لم نقل أبدية، والبعض الآخر يشتغل ليل نهار للدفاع عن مصالحة الوقتية والمستقبلية، والحكومة تحاول شراء شرعيتها بواسطة محاكمة بعض رموز النظام السابق وشراء البعض الآخر من الحكومة المصرية بأسعار خيالية. وجميعهم بدون إستثناء يتلخص عملهم في الكلام .. والكلام .. أوفي الكلام وإجراء المكالمات، بهواتفهم النقالة والثابتة العديدة، يمارسون السياسة وعقد الصفقات وبناء العلاقات والتحالفات، وكأنه يمكن إدارة البلاد بالتلفون.
هذه الصورة القاتمة يمكن أن تكون أكثر قتامة وأكثر ترويعا لو أسهبنا في ذكر التفاصيل والأرقام والإحصائيات المتعلقة بالميزانية مثلا أو بعدد الموتى والمخطوفين أو عدد السجون الغير رسمية وعدد السجناء التقريبي بطبيعة الحال، ولكن حتى لا نتهم بمحاولة إحباط الليبيين ودفعم للإنتحار من اليأس أو من الغيظ أو كلاهما، فإننا نكتفي بالقول ببساطة بأن ليبيا تمر بدوامة أو عاصفة تدفع بها إما إلى الوراء وإما إلى الهاوية. هذا الوضع في ليبيا التي أنجزت ثورتها "المباركة" وأصبحت دولة "ديموقراطية" وتخلصت من الطاغية وعينت بإنتخابات "نزيهة" برلمان إنتقالي وحكومة شرعية، فما بالك بسوريا، حيث الإسلاميون والنظام القمعي يتنافسون في القسوة والإرهاب وتدمير ما تبقى من البلاد المذبوحة؟ أكثر من مليوني مواطن سوري طردوا من منازلهم بفعل الحرب المجنونة على السلطة، وهاجروا إلى تركيا والأردن ولبنان هربا من الموت والخراب والقنابل. وفي مصر تباع المهاجرات السوريات علنا وعلى منابر المساجد كالسبايا، وفي نفس الوقت يدعوا الإسلاميون النساء للذهاب إلى سوريا لممارسة "نكاح الجهاد" مع أبطال الثورة والذين لا يستطيعون إنتظار حوريات الجنة. يبدو أنه ليس هناك في الأفق أي أمل في أن تتحسن الأوضاع أو تستقر، لا في ليبيا ولا في تونس ولا في مصر ولا في سوريا ولا في غيرها من المناطق الموبوءة بالإسلام والطغيان السياسي والجهل المتفشي في جميع قطاعات المجتمع. فلنشرب قهوتنا المرة، ودعنا نأمل معا بأن هذه الصورة القاتمة تخفي ورائها صورة أخرى، صورة الشعب البسيط الذي يريد فقط أن يعيش، وأن هذه الزواحف التي تتحكم اليوم في أموره وأمور البلاد ستختفي في الحفر وشقوق الجذران عندما تشتعل الثورة من جديد من أجل الحياة الكريمة هذه المرة وليس من أجل سلطة العروش والكروش.



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العصيان والعقاب .. 3 - ثورة إبليس
- العصيان والعقاب .. 2 - سارق النار
- العصيان والعقاب
- السلطة .. وسرير بروكست
- خرائب الوعي .. 21 - مربع ماليفيتش
- خرائب الوعي .. 20 - المصدر
- خرائب الوعي .. 19 - الأسطورة
- خرائب الوعي .. 18 - إختفاء البحر
- إغتصاب المرأة .. من مظاهر الرجولة
- حكاية الضجر .. 3 - وقود الثورة
- حكاية الضجر .. 2 - العجلة
- القاتل والقتلة والجوع
- حكاية الضجر .. 1- القناص
- مسرحية -الديموقراطية هي الحل-
- ورعب السلطة
- رعب الحرية
- خرائب الوعي .. 17 - شيزوفرينيا
- خرائب الوعي .. 16 - الريح والكلمات
- خرائب الوعي .. 15 - إستراحة
- بيان من أنصار البدعة


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعود سالم - الفقراء وبؤس الثورة