في تنفيذنا مشيئة الموتى

نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4060 - 2013 / 4 / 12 - 10:23
المحور: الادب والفن
    

تضرَّعنا للأعطية ...





ندَّخر في آبار صمتنا المرصوفة بالصدأ ، آلات حادّة تعيننا على عبور
الممشى الخرب في سهادنا ، ونعرض عن الذهب الذي يطهرنا من بؤس
تضرّعنا للأعطية . نذور كثيرة نحملها الى التماثيل الشوهاء في الغروب ،
ونرصف بالرخام ، احساسنا بالعرفان الى الرفاق الذين غرقوا في الإلهي ،
لكن ما يرهبنا في سيرنا بلا مرشد تحت لؤم الشمس ، الواجب الذي
نقترف فيه الإثم . تحوّلات مرنة وفورية ، نخلو فيها الى ذواتنا ونستأنف
سخطنا على المصير الانساني . كلّ إشارة من النجوم ، محرم علينا لمسها
والخاطىء فينا ، تُصاغ له خرافة يصعب فيها ، نسيان الميتة المُدبَّرة له .
الكثير من الكفّار داروا حول معبدهم وهم سعداء في إسعافهم لأنفسهم ،
وتخلَّصهم من مصدر فزعهم الذي يؤرقهم . اغتيال القنصل الملاك في حرّ
الظهيرة ، يرشدنا الى ما هو أكثر سروراً من انصياعنا الى الآلهة .






سقالات جديدة ...




يزدري المُتنزّه بين الشيء وماهيّته ، القَسَم بالآلهة والتفكير بها .
يخترع سقالات جديدة ويملأ الأرض البلقع بالضياء والإوز ويكثّر
نسلنا . ثقافة تتحصَّن بأشجار العقل الكبيرة ، وتهدّم العائق في عفن
المجتمع . انتظار بذرة الصدفة والابتهال الى أسراب الملائكة
المصابة بالتبوّل اللا إرادي ، والشفاعة ، أوهام مسعورة تسترضي
العصبة الغبية التي ترضى بالفُتات . تعوزنا الآن أكثر من اداة
نروّض فيها توحشنا وأمراضنا والهاوية التي نشير اليها في سيرنا
الى الشيخوخة ، والتغيّر الذي ننتظر وميض مركباته فوق الثمار
المتحمَّسة لغبارها ، يجدّد برهنتنا على الرقي بحياتنا وسلوكنا مع
البشر الآخرين . شروط مُتجهَّمة نصكّها على الخزف في أيّامنا ،
ونُرد الى عناصرنا من دون قيمة ما .





في تنفيذنا مشيئة الموتى ...




زرعنا في أرض الآباء المُستعطِّفة ، ندى شاحباً للسنبلة ولم نقدّم
كفّارة لذكرى الموتى . نفور نحّس به ويترك أثره على شعائرنا
المأفونة ، لكن الصيف الذي نخصّص فيه للآلهة أثمن ما نملك ،
يضرب ضروع شياهنا بمخالب طويلة من الازدراء لابتهالنا ،
والربح والخسارة لا يعنيان لنا شيئاً ونحنُ نسكّ عملتنا في بيوتنا .
صيحات غرقى تتملَّكنا في نومنا بالمراكب المحطَّمة ، ونرفع
أذرعنا باخلاص الى ما يستحق اخوّتنا . زمرة الحصَّادين الذين
يخفون مباضِعهم في توّجسهم من السرقة ، ينفصلون عنَّا في
تعميدنا للطيور بمدن الأنهار . يصيبنا الشظف في ليل زمننا
المضطرب ، ونحيا بمذلَّة في تنفيذنا مشيئة الموتى الذين عادوا
الآن وأدركنا الشؤم في معانقاتنا لهم .







2013 / 4 / 11

#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات