أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - عميد أجرة وعميد ملاكى














المزيد.....

عميد أجرة وعميد ملاكى


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 4059 - 2013 / 4 / 11 - 17:07
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    



لعل القارئ يقف أو يجلس مندهشا أمام عنوان هذا المقال وتحاصره تساؤلات عديدة: ما هو المقصود بكلمة "عميد" التى وردت مرتين فى العنوان؟ فهل هى رتبة عسكرية أم منصب إدارى فى السلك الجامعى أم مكانة رفيعة فى شجرة العائلة؟ وما علاقة العميد بلفظتين شائعتين فى عالم المرور والسيارات (أجرة وملاكى)؟ ومن الذى كان يختار العمداء قبل الثورة وما هى معايير الاختيار؟ هذه هى بعض الأسئلة التى سنتطرق لها فى هذا المقال.

ليس المقصود بالعميد هنا تلك الرتبة العسكرية التى يتقلدها رجال القوات المسلحة والشرطة، وهى بالمناسبة رتبة كبيرة تليها رتبة اللواء. نقصد بالعميد ذلك المنصب الإدارى الذى يشغله أحد أساتذة الجامعة فى الكلية التى يعمل بها أو فى كلية ينتدب إليها والعميد هو بمثابة مدير تنفيذى لقرارات مجلس الكلية أو مجلس الجامعة. والجدير بالذكر أن اختيار العميد فى السابق كان يتم من خلال اقتراع سرى يقوم بعدها رئيس الجامعة باختيار العميد من بين الأساتذة الثلاثة الحاصلين على أعلى الأصوات غير أن التعديلات التى أدخلت على قانون تنظيم الجامعات رقم 49 لسنة 1972 أعطت لرئيس الجامعة الحق فى اختيار عمداء الكليات بشرط أن يكون تعيينه لمدة ثلاث سنوات إذا كان من أساتذة الكلية ولمدة سنة إذا كان منتدبا من كلية أخرى (مادة 43 من القانون المعدل).

والسؤال الذى لم يقترب منه أحد حتى الآن هو ما العلاقة بين العميد واللفظتين (أجرة وملاكى)؟ من المعروف فى عالم المرور أن تجديد رخصة تسيير المركبات يتوقف على كونها أجرة أو ملاكى. فترخيص السيارة الأجرة لابد من تجديده سنويا حيث تخضع السيارة لفحص فنى بينما يتطلب تجديد ترخيص السيارة الملاكى فحصا فنيا كل ثلاث سنوات. ووجه الشبه بين السيارة والعميد يصبح واضحا إذا نظرنا إلى قرارات تعيين العمداء قبل الثورة، خاصة فى جامعات المناطق النائية. ففى جامعة إقليمية كان رئيس الجامعة يقوم بتصنيف عمداء الكليات إلى فئتين: عمداء أجرة وعمداء ملاكى. لقد كان يصدر قرارات بتعيين عمداء كليات لمدة سنة واحدة رغم أن هؤلاء يعتبرون أساتذة عاملين فى كلياتهم. فهؤلاء العمداء باتوا يشبهون السيارة الأجرة التى تفحص سنويا. وكانت هناك أيضا قرارات تعيين لعمداء آخرين لمدة ثلاث سنوات. فى هذه الحالة فإن هؤلاء العمداء يمكن مقارنتهم بالسيارة الملاكى التى تجدد رخصتها كل ثلاث سنوات.

وفى الواقع فإنه لا يوجد مبرر لهذه التفرقة فى المعاملة بين الأساتذة ولاسيما أذا كانوا غير منتدبين من كليات أخرى ومن ثم فتنطبق عليهم المادة (43) ونصها كالتالى: يعين رئيس الجامعة المختص عميد الكلية أو المعهد التابع للجامعة من بين الأساتذة العاملين بهما لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد. من الملاحظ أن رئيس الجامعة أى جامعة يخالف هذه المادة إذا قام بتعيين عميد الكلية تحت مسمى "مشرف" لمدة سنة واحدة من بين الأساتذة العاملين بها. لعل رئيس الجامعة الذى يفعل ذلك يقدم لنا المبرر الذى على أساسه يقوم بتعيين العمداء لمدة سنة واحدة وما هى الحجة القانونية التى يستند عليها. إذا لم تكن هناك مبررات قانونية لهذه القرارات فمعنى ذلك أن رئيس الجامعة لا يحترم القانون وأنه يتصرف كأنه مالك لجامعة خاصة. ربما لا يدرك مثل هذا المسئول أن هنالك مشاعر سلبية تتولد لدى هؤلاء الأساتذة الذى يعاملون كسيارات الأجرة وهذه المشاعر والأحاسيس تنبع من مصدرين أساسين: الأول يتعلق بإدراك كل منهم لحقيقة أن رئيس الجامعة يضعهم تحت الاختبار، فإذا فشل أحدهم فى إدارة أمور كليته فمن السهل تغييره بعد انقضاء العام الدراسى تماما كالسيارة الأجرة التى تستقلها للوصول إلى غايتك ثم تتركها وترحل بعيدا وتبحث عن غيرها إذا أردت العودة من حيث أتيت وهذا بالطبع مختلف عن السيارة الملاكى التى تعود إليها كلما أردت أن تنتقل من مكان إلى آخر. ومن المؤكد أن هذا الوضع يقدم عمداء مهزوزين يفتقدون إلى الثقة فى النفس حيث يتولد لديهم إحساس أن من حولهم يحيكون لهم المؤامرات ويسعون لاقتلاعهم من منصبهم. أما المصدر الثانى للمشاعر والأحاسيس السلبية فمرده إلى أنهم لقوا تمييزا فى المعاملة بينهم وبين الأساتذة الذين يعاملون كسيارات الملاكى التى يمتد ترخيصها لثلاث سنوات.
.
لعل القارئ يشاطرنى الرأى فى أنه ليس من الصواب التفرقة بين أساتذة الجامعة بهذا الشكل الفج لأن العميد الذى يشعر بأنه أقل شأنا من غيره لن يفيد الكلية ولن يتفرغ للنهوض بها بل ستلازمه مشاعر القلق وعدم الأمان بأن مقعده قد يختفى بين طرفة عين وانتباهتها. إذا كان لرئيس الجامعة أدنى شك فى قدرات العميد فيستطيع بسهولة تعيين عميد آخر . كما أن رئيس الجامعة يستطيع بسهولة أن يطلب من العميد تقديم استقالته إذا رأى ضرورة لذلك ومبلغ علمى فإن عميد أية كلية لن يتردد فى الإذعان لمطلب رئيسه.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تفشل بعض الثورات فى تحقيق أهدافها؟
- مصر فى خطر
- النوبة وكتالا: ماذا يريد النوبيون؟
- درس هيكل بعد انتهاء الحصة
- ثقافة العنف اللفظى فى مصر
- أزمة قرارات الرئيس مرسى ودور المستشارين
- ما الذى يحدث فى أرض الكنانة؟
- مأزق الثورة المصرية
- الشعب المصرى وانتخابات الثورة
- قطار بلا سائق
- بلد -عك فى عك-
- من عجائب الدنيا: مرتبات أساتذة الجامعات المصرية
- المناظرة التاريخية فى انتخابات الرئاسة المصرية
- الحوار مع الشيطان
- صراع المجالس فى مصر
- ما الذى يحافظ على الكيان النوبى؟
- مصير السودانين بعد الانفصال
- الأقباط وقوة التحمل عبر التاريخ
- المصريون بين الفسيخ والتفسخ
- أنصاف الثورات مقابر للشعوب


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - عميد أجرة وعميد ملاكى