أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - على من تقرأ مزاميرك ياشالوم؟















المزيد.....

على من تقرأ مزاميرك ياشالوم؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1166 - 2005 / 4 / 13 - 10:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو أن الخرف السياسي قٌد وجد طريقه لجهابذة السياسة الخارجية الإسرائيلية أخيرا, تماما كما أصاب جيرانها الأالدء الذين ما فتئوا يتخبطون في بحور من الضياع ,والفراغ,والمواربة الإلتفافية منذ أكثر من نصف قرن, ومنذ ما سموه تحديدا, ورسميا بنكبة فلسطين,التي بدا واضحا مع الأيام أنها لم تكن النكبة الوحيدة والأكبر التي أصابتهم ,وهي في الواقع ليست إلا "نُكيبة" صغيرة ,ومزحة أصغر أمام النكبات الكبرى التي يعيشها المواطن المنكوب والمقهور في هذه المنطقة, والذي كتب عليه الشقاء الأبدي ,ولم تكن أيضا سوى "رشح" وزكام وانفلونزا عابرة أمام سيل السرطانات والغرغرينات والأمراض العضال التي استشرت في الجسد ,وأصبحت منيعة وعصية على أي علاج. ولا ننسى أن تلك السياسة حققت الكثير من النجاحات والاختراقات ,وكانت تتحلى بالواقعية والبراغماتية ,فيما كانت السياسات المقابلة تتسم بالرفض والعربدة و"العنطزة" وحصد الخيبات والمرارات في كل مرة.

ولكي نكون واقعيين ولا نجانب الصواب ,لا شك أن قوى كبرى وفاعلة كانت تعمل لصالح هذه السياسة وتدعمها وتؤهلها لتحقيق النجاحات,وأن السياسة والديبلوماسية تبدأ عمليا حين تتوقف الدبابات,ولعلعة الرصاص.وقد عبر أحد عتاة الحرب الإسرائيليين ذات مرة عن هذا الواقع حين قال بأن حدود إسرائيل هي حيث تتوقف دباباتها,وأن الديبلوماسية هي حرب بلغة أخرى ولكن, يقوم بها الديبلوماسيون الذين يلبسون البذات الفاخرة ,وليس البدلات المرقطة, ويحملون معهم خرائط للأماكن التي تتمركز فيها الدبابات,والذين يعرفون جيدا الموقف على الجبهات,وهي التي تحدد مسار المفاوضات.وأن الحوار بين الأقوياء والضعفاء ماهو في الحقيقة إلا مجرد حوار للطرشان ,حيث لا يصغي أحد لأحد ,ولا يفهم على الآخر.ولقد استطاعت الديبلوماسية الخارجية الإسرائيلية أن تحقق الكثير من الفتوحات, والانجازات على حساب العربان الذين كانوا يتراجعون في كل مرة إلى موقع متأخر, لايلبثوا أن يخسروه بعد حين ,ويقدموا المزيد من التنازلات,ويتأسفوا على مافات.ولا حاجة لإدراج السلم البياني للتصريحات العنترية التي انقلبت همسا وتوسلا سياسيا ,بدءا من لاءات الخرطوم الشهيرة وحتى آخر مبادرة من إرسال الرسائل للتفاوض والمصالحات.

ولقد كانت على سبيل المثال اتفاقيات كامب ديفيد ,وزيارة السادات للقدس المحتلة تشكل أوج هذه الانتصارات ,وبدأ من خلالها مسلسل التنازلات ,والخسارات تلو الخسارات التي لم يعد أحد يلتفت لها حين تحصل.وأتت اتفاقيات أوسلو أيضا تتويجا لسلسلة من الاتصالات بين الجانبين تمخضت عن هذا الاتفاق الهش الذي بدا في النهاية كاختراق ديبلوماسي كبير, أكثر من كونه محاولة لخلق واقع لوجستي جديد على الأرض,وهو في الحقيقة فشل في إيجاده بالنهاية.فيما كانت اتفاقيات وادي عربة تكريسا رسميا لحالة السلام القائمة بين الصديقين اللدودين وإعلانا رسميا نهائيا عن احترام مطلق للحدود المشتركة بين الدولتين,وإشهارا علنيا لاتفاقات ضمنية حرص الجانبان على احترامها على الدوام. وتتمتع الدولة العبرية بعلاقات رسمية وشبه رسمية مع أكثر من دولة عربية, ولها معها تمثيل ديبلوماسي أو شبه ديبلوماسي يتخفى بأشكال تجارية وثقافية وماشابه ذلك.وترفرف نجمة داوود فوق أكثر من عاصمة عربية,وأما الاتصالات والمراسلات السرية فحدث ولا حرج.فيما تتأهب دول كثيرة للدخول في "القفص الذهبي" الديبلوماسي المفتوح على مصراعيه الآن وأكثر من أي وقت مضى.ولم تكن التصريحات التي سبقت قمة الأعراب عن عزم عشر دول عربية إقامة علاقات ديبلوماسية كاملة مع الدولة التوراتية,وتلقوا بسببه توبيخا من زميل لهم بأن عليهم العودة للمدارس الابتدائية للتعلم من جديد.

وقد أعلن سيلفان شالوم اليوم الثلاثاء عن إطلاق مبادرة "خارطة طريق" جديدة تهدف إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي. قد تكون إحدى النتائج الأولية الظاهرة لمؤتمر القمة الذي رثاه "الفيلسوف"الفاتح بحرقة ومرارة. وقال شالوم في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري أحمد أبو الغيط في القاهرة، إن تحسّن العلاقات الثنائية مؤخرا بين إسرائيل ومصر، يشجع على الدعوة للمضي قدما بـ "خارطة طريق" مع الدول العربية.والسؤال المحير المطروح هنا متى كانت العلاقات متوترة بين الجارين,وشرم الشيخ أصبحت مقرا للزوار الدائمين ؟ واوضح شالوم ان لا علاقة بين خارطة الطريق القائمة بين بلاده والسلطة الوطنية الفلسطينية،والتي أصبحت "خربطة " للطريق وتلك المقترحة لتطبيع العلاقات مع الدول العربية.وقد بدا السيد شالوم متفائلا وواثقا من نفسه بأن هذه المبادرة ستلقى النجاح كخرائط الطرق الأخرى التي مازلنا نتلقفها ونحترمها ونعمل على تطبيقها.

فهل يريد السيد شالوم أن يقنعنا أن التطبيع متوقف وبحاجة إلى خارطة طريق ومقويات ودفعات ديبلوماسية تدفعه لكي يمشي مثل سيارة فيروز في مسرحية ميس الريم حيث تعبر عن رغبتها بأن يدفع أحد ما سيارتها المتوقفة لكي لا يفوتها العرس في الضيعة ,ويأتي "مختار"ويذهب "مختار" والسيارة "مش عم تمشي"كناية عن حالة العقم والعجز واللاحراك التي تعيشه المنطقة.وأن هناك صعوبات في إيجاد "شركاء"جدد في ما يسمى بعملية السلام ,وهو بحاجة لجهود "خبراء التطبيع" والعرابين المزمنين لدفع "العملية" المتعثرة قليلا نحو الأمام؟ وهل الموضوع بحاجة لكل هذه المقدمات ,و"العك" والأخذ والرد؟ أم أنه تحصيل حاصل وواقع لا محالة؟وفي حالتنا هذه هنا قطار "للسلام " يتنقل بتيه وخيلاء بين "المحطات" ويستعد الجميع لامتطائه بفرح كونه يشكل طوق النجاة الأخير.والتطبيع يسير على قدم وساق ورجل وأصابع ومن زمان ,وانتهت جميع الحجوزات لهذه السفرة المباركة التي يأمل الكل أن يكون لهم فيها حظ ومكان ,كما يتهافتون على استخراج وثائق "حسن سيرة وسلوك"وتبرئة من تهمة الإرهاب من الأمريكان.والمسألة المطروحة الآن مع من تريد إسرائيل أن تطبّع ,وماهي حسابات الربح والخسارة مع هذا الجانب أوذاك,وماهي التنازلات التي ستحصل عليها مقابل هذا التطبيع وهذه الخريطة الجديدة؟ويُعتقد أن إسرائيل ليست بحاجة لخارطة تدلها على طريق التطبيع,فهي تعرف "الطرق" جيدا, والدروب سالكة وواضحة ويعرف شالوم وربعه مسالكها ومداخلها ومخارجها ربما أكثر من أهل الدار .وإذا أراد البعض الذهاب بعيدا في طريق التطبيع ,فهم بالتأكيد واليقين الجازم ليسوا بحاجة لأية خرائط ,أو حتى مجرد أوراق ثبوتية ,فالطريق "سالكة" و"مفتوحة" أكثر من أي يوم مضى.وفي الحقيقة ليس من أحد بحاجة لخرائط طريق للتطبيع والاعتراف المتبادل أكثر من هذه الشعوب المنكوبة التي تعاني قطيعة مؤبدة مع هذه الأنظمة.فمتى سترسم خرائط الطريق لها؟


ثم يأتي من يقول لك بأن هناك خارطة للتطبيع,وأخرى للطريق ,فعلى من تقرأ "خرائطك" ياشالوم؟ومن يضحك على من ؟ومن يصدق من؟

وشالوم ياشباب.

نضال نعيسة كاتب سوري مستقل



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صبـرًا آل دليـلــة
- تكريساَ لمبدأ المواطنـة
- المرحـلة التاريخيـة
- ما أروعـك أيتها العروبـة
- المفســدون في الأرض
- على القـوائم السـوداء
- الحصـاد المُـــر
- المـوت الرحيــم
- كـذبة نيسـان الكبرى
- موسـم إغـلاق الملفـات
- مجــــرد فكــرة
- شُكـر على تعزيـــة
- الـــراعي والــذئب
- اكتشافات عظيمــة
- أغبيــاء بلا حــدود
- عندمــا يتأدب الجنرالات
- خلايـــا نائمـــة
- قمــة الهــــاويات
- مهمـة مستحيـلة
- حرب النكايات والضرّائر السياسية


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - على من تقرأ مزاميرك ياشالوم؟