أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - بدر الدين شنن - ماذا بعد - المعارضة والثورة - .. ؟ ..















المزيد.....

ماذا بعد - المعارضة والثورة - .. ؟ ..


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 4059 - 2013 / 4 / 11 - 13:01
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


بعد عامين ونيف من الصراع الدامي والحرب المدمرة ، لم تعد سوريا ، بالنسبة لأبسط الناس ، سؤالاً غامضاً ، معلقاً ، يبحث عن جواب .. لم يعد وارداً السؤال : من هم بالضبط وراء ماجرى ، ابتداءاً من 18 أذار 2011 إلى اليوم . ولمصلحة من بالضبط ما قد يتأتى عن متابعة ما يجري في " الربيع السوري " من صراع دموي ، وتدمير ، وتهجير ، ومن يتحمل مسؤولية هذا الذي جرى .. ويجري .

عشرات آلاف القتلى .. ملايين المهجرين في فضاء الداخل والخارج .. أكثر من مئة مليار دولار خسائر مادية .. لايمكن أن تأتي بها حركة عفوية " فيسبوكية " أو هبات شبابية هنا وهناك . ولايمكن للتفاعلات الخلافية الداخلية وحدها ، أن تفضي إلى ما وصلت إليه الأمور .

لايحتاج أي متابع ، موضوعي ، مجرد من ، الخلفيات الأيديولوجية المشوهة ، والعقلية الثأرية ، والأقلوية الانتهازية ، إلى كبير جهد ، ليكتشف حقائق الكارثة السورية .فأمامه مسرح العمليات على مستوى الداخل والخارج واضح مكشوف ، بلاعبيه الأساسيين والثانويين ، بديكوراته وسيناريوهاته .

القول الفصل يكمن في الإجابة الصادقة المسؤولة على السؤال : هل الصراع بين النظام والمعارضة ، هو الحقيقة الكاملة لخلفية ومضمون وأهداف الصراع الدموي المسلح المستبيح البلاد بشراً وأرضاً ومصيراً ، الذي تشارك فيه وتقوده ، دول إقليمية رجعية ، ودول غربية استعمارية ، ومنظمات إرهابية دولية .. أم هو صراع بين سوريا ككيان والطامعين فيها ، جغرافياً ، وسياسياً ، واقتصادياً ، وخاصة في مخزونها الكبير جداً من الغاز والبترول .. بحيث تغدو الأمور الخلافية الداخلية محفزاً لإطلاق الشارع الاحتجاجي ، ثم بعد أن تم استهلاكها حذفت من الاهتمام ؟ ..

وعندما يتطابق الجواب موضوعياً مع السؤال ، تتهاوى كل المسوغات السياسية والنظرية ، التي تشرعن وتغطي جريمة العصر .. بعد فلسطين ، والصومال ، والسودان ، وأفغانستان ، والعراق ، واليمن .. جريمة تدمير سوريا . وتتهاوى قياسات بعض اليساريين النظرية المتسرعة ، بقياس " الثورة السورية " بقيادة دول رجعية واستعمارية بثورة الكومونة في فرنسا ، وثورة شباط 1905 في روسيا ، وقياس موقفهم الداعم " للثورة السورية " بموقف " ماركس " الداعم للكومونة ، وموقف " لينين " الداعم لثورة شباط - طبعاً مع الحاجة للتغاضي - عن أن أمثال حمد وسعود الفيصل وأرودوغان لم يكونوا من قادة الثورتين الكبيرتين .
وهذا ما يستدعي أن نعود إلى مقاربة الحالة السورية من المربع الأول .

-------

كان من المفترض أن يتم تجاوز مرحلة هامة ، من مراحل المعارضة السورية السياسية التاريخية ، المطالبة عبر عقود طويلة ، بتعديل الدستور ، وإلغاء دور حزب البعث القائد في الدولة والمجتمع ، وبالإصلاح الشامل ، على أسس الديمقراطية والتعددية وتداول السلطة ، بعد أن تم تعديل الدستور ، وإصدار قوانين ، تتيح الانتقال إلى مرحلة ، تتسم ، إلى حد مقبول مقارنة بالمرحلة السابقة ، بالديمقراطية والتعددية ، وما يفتح في المجال بدعم شعبي ينبغي الشغل عليه بدأب .. لتداول السلطة .

وكان من المفترض ، أن تأخذ المعارضة زمام المبادرة ، بالضغط السياسي الممنهج ، لتطبيق ما حصل من تعديلات دستورية هامة وغيرها في مجال الحقوق السياسية بشفافية ، وتتابع نضالها لإجراء المزيد من الخطوات ، التي ترى أنها أكثر ضمانة ، للانتقال إلى التغيير الوطني الديمقراطي الذي ترغب في تحقيقه . ولو تحقق ذلك لتجنبت سوريا ما نراه الآن من دمار وخراب وهدر للدماء ، وتهديد للوجود الوطني . ولعادت أساليب النضال الجماهيري إلى مسارها الطبيعي ، من اجل حياة أفضل على كل المستويات .

والسؤال الوارد حكماً في هذا السياق : لماذا لم تجر الأمور وفق هذا المسار .. وانتقلت من الصراع السياسي إلى الصراع المسلح .. إلى الحرب الدولية .. ؟ ..
هناك من قال : إن ما تم من تعديل للدستور وبقية الإجراءات باتجاه الإصلاح بعامة ، قد جاء متأخراً . ولو أنه جاء قبل 2011 ، لكانت الأمور سارت بشكل مغاير .
وهناك من قال : أن التعديل وغيره قد تحقق من قبل النظام الفاقد للمصداقية بكل إجراءات وسياساته .
وهناك من قال : أن ما تم ، جاء لكسب الوقت .. والاستعداد للرد الحازم على دعاة إسقاط النظام .
وهناك من قال : بعد سقوط عدد من القتلى في درعا وغيرها سقط خيار التغيير السلمي .
وهناك من قال : إسقاط النظام أولاً .. وأحياناً ’يستبدل ذلك .. بطلب تنحي الرئيس أولاً ، ومن ثم تجري مقاربة كل ما يدخل في إطار الإصلاح .

وقد شكلت هذه الإجابات مجتمعة خلفية الخطاب السياسي المعارض ، المشرعن للخيار المسلج .. أو لتبريره .
بيد أن الانتقال إلى " التغيير الديمقراطي " بالسلاح وبالتنسيق الدولي ، كشف الكثير من المخادعة في معظم تلك الإجابات ، لاسيما ، المتعلقة بالزمن ، وبالمصداقية ، والضحايا . فالمعارك التي دارت بين مسلحي المعارضة وقوات الحكومة كشفت ، أن هناك تدريبات قتالية قد تمت للمقاتلين .. وأن تخزيناً هائلاً للسلاح قد تحقق .. وأن أنفاقاً بعضها بطول مئات الأمتار ، في عدد من المدن والبلدات الريفية ، قد حفرت .. وأن هناك تفاهمات وعلاقات محبوكة بين مجموعات واشخاص من المعارضة في الداخل والخارج وبين جهات إقليمية ودولية . وجميعها قد حصلت قبل أحداث درعا .. وقبل 2011 بزمن ليس بقليل .
وقد أكدت التدخلات العلنية السافرة لدول خارجية وإقليمية في دعم مختلف أنشطة المعارضة الموالية لها .. مالياً .. وسياسياً .. وإعلامياً .. وعسكرياً ( سلاح + مرتزقة وجهاديين متطرفين ) ، أكدت ، أن ما انطلق في 18 آذار 2011 في شوارع بعض المدن .. لم يكن عفوياً . وما انطلق من الرصاص وأدوات القتل العشوائية الشاملة في مختلف المدن ، قد تجاوز الأزمة الداخلية .. وأحل محلها بكامل التصميم الحرب ، لتحقيق مصالح الدول والجهات الداعم للحراك السوري المعارض وخاصة المسلح بأشكاله المتعددة .

هذه الحقيقة المكشوفة ، المعلنة ، من قبل مفاعيلها ، ليل نهار ، في اللقاءات والمؤتمرات والتلفزيونات .. يتم تجاوزها .. إنكارها .. وإبراز فقط الأسباب السياسية الخلافية الداخلية مع النظام .. وفلسفة ما يحصل بدمائه ودماره بأنه " ثورة " . لاسيما من قبل أشخاص ، يحاولون الإيحاء من خلال نمط كتاباتهم ، أنهم ينتمون إلى اليسار . فهم يسهبون " من منظور طبقي " في استعراض أخطاء وكبائر النظام في المرحلة الماضية ، التي تمنح المواطن حقاً مشروعاً في انتقادها والآعتراض عليها . لكنهم يبتعدون عن ذكر علاقة دول رجعية واستعمارية " بالثورة .. وعن قيادتها لهذه الثورة .. ويبتعدون عن تحليل دور اليسار تاريخياً " من منظور طبقي أممي " في النضال ضد هذه الدول المعادية لحق الشعوب في تقرير مصائرها والتمتع بثرواتها .. واضعين كل بيضهم في سلال خصوم اليسار الرجعيين والامبرياليين .

----------

على ضوء الوقائع الموضوعية ، الحية ، الجارية على الأرض ، يمكن القول : أن قوى المعارضة التي اختارت الصراع المسلح ، والارتباط بالتحالف الخارجي العدواني ، قد انتهت .. قد انتحرت .. باستبدالها الشرعية السياسية بشرعية السلاح والدم والتدمير .. واستبدالها العلاقة الاندماجية الحية مع الجماهير الشعبية وهمومها ومطالبها بالعلاقة ، مع دول إقليمية رجعية ودول استعمارية عريقة معادية تاريخياً لشعوبنا .. واستبدالها المسار الديمقراطي بمسار، تؤكد قواه الأساسية المسلحة ، وتحالفاته الخارجية ، أنه مفض لا محالة ، إذا ما تحقق له الفوز ، إلى الخلافة الإسلامية أو حكم المرشد ، أي إلى استبداد هو الأسوأ بين اشكال الاستبداد .
كما تؤكد هذه الوقائع ، على أن " الثورة " .. الواعدة بالحلم الشعبي في الحرية والحياة الأفضل .. حتى " الثورة " التي تحدثوا عنها ، أنها ستحدث نقلة إيجابية في الحياة السياسية قد انتهت .. قد انتحرت بقبولها احتضان أردوغان وحلف الناتو وقطر والسعودية لها .. وبتسليم زمام أمورها للإسلاميين المتطرفين .. وللانتهازيين .. ولكثير من العملاء والخونة .. وأخيراً بتسهيل سيطرة جبهة النصرة القاعدية عليها .

بيان " جبهة النصرة في العراق " منذ أيام عن تابعية " جبهة النصرة " السورية لها ، وعن عملهما المشترك لإقامة الخلافة الإسلامية في بلاد الرافدين والشام ، وإعلان " جبهة النصرة " السورية قبولها بما جاء من " نصرة " العراق ، وإعلان مبايعتها لزعيم القاعدة أيمن الظواهري ، يسقط كل المزاعم التي رددها رموز أساسيون في " المجلس الوطني " و" الإئتلاف الوطني " عن بنية الثورة السورية الوطنية ، ويصفع من قال منهم أن " جبهة النصرة " جزء أساسي من قوى " الثورة " السورية .

بيان " الجيش الحر " المتزامن مع بيان " جبهة النصرة " العراقية ، حول سيطرة " الأخوان المسلمين " على " الثورة " وأموالها ، ومخازن سلاحها ، يعري البنية السياسية " للثورة " ويحدد حجوم " الليبراليين فيها .

مصادر الأموال ، والأسلحة ، المتدفقة على المجموعات المسلحة من الدول الرجعية العربية والدول الغربية الاستعمارية ، تكشف علاقة ما يجري في سوريا بمخططات تلك الدول المتعلقة بسوريا والمنطقة .

والسؤال الذي يطرحه هذا الواقع الكارثي على كل الذين راهنوا على مسار هكذا معارضة .. " وثورة " .. الدامي .. هو ، هل يمكن الاستمرار في مسار الدم والتدمير .. على المكشوف .. لحساب الدول العربية الرجعية ودول " الناتو " ومنظمات القاعدة .. الذي معناه المزيد من قتل أبناء الشعب ، وتدمير الجيش ، وتمزيق الوطن .. وربما يكون معناه أيضاً ، إقامة استبداد دولة الخلافة أو حكم المرشد ؟ ..
قد ’يطرح الجواب بصيغة سؤال : ألا تعني القطيعة مع السلاح هو بقاء النظام .. وانتصار النظام ؟ ..

من يقول أن النظام ، هو الآن ، أو هو باق ، كما كان قبل 2011 ، هو إما واهم ، أو مخادع . إن النظام يتغير .. وعملياً يتغير .. بفعل استحقاقات اللحظة السياسية .. وبفعل التفاعل السياسي الديمقراطي الداخلي .. وبانعكاس المتغيرات الدولية ، التي تزداد تأثيراً على بنيته وتوجهاته . ومن يريد جواباً محدداً على طريقة .. نعم أو لا .. لم يفهم بعد عوامل ، وبنيوية ، الأزمة السورية .

لاأحد يملك حق الإجابة نيابة عن الشعب . ولكي يقرر الشعب ، الذي يدعي الجميع احترامه والعمل من أجله ، لابد من إيجاد الحلول .. ليس من خلال حوار الدم ، وإنما من خلال حوار سياسي وطني مسؤول .. وليس على مبدأ إقصاء طرف لآخر .. وإنما على مبدأ أن يخضع الجميع لصوت الشعب .. ولقرار الشعب .. عبر انتخابات ديمقراطية شفافة .



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بقعة الدم
- صانعو السياسة .. والحرية .. والتاريخ الجدد
- القصف الكيميائي جريمة بحق الحرية والإنسانية
- المرأة السورية في يوم المرأة العالمي
- السلطة كسلعة في سوق السياسة
- الإعلام الاحتكاري والديمقراطية
- المهم في هذا الزمان
- الديمقراطية والحرب
- المنشار والشجرة
- نوافذ حلبية
- أتصبح حلب إمارة إسلامية ؟ ..
- - جنة - الشعب المفقودة
- يوم تركنا البلد
- مقومات - الربيع العربي - ومعوقاته 2 / 2
- مقومات - الربيع العربي - ومعوقاته 1 / 2
- اليتيم - إلى رمضان حسين -
- غزة العظمى .. تقاتل ..
- ما بعد تجاوز سقوف الأزمة إلى الحرب
- سوريا من التغيير إلى التدمير .. لماذا ؟ ..
- حبيتي حاب


المزيد.....




- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما
- اعتقال ناشطات لتنديدهن باغتصاب النساء في غزة والسودان من أما ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - بدر الدين شنن - ماذا بعد - المعارضة والثورة - .. ؟ ..