أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - في ذكرى نهاية الطاغية..هل انتهت صناعة الدكتاتور في العراق؟














المزيد.....

في ذكرى نهاية الطاغية..هل انتهت صناعة الدكتاتور في العراق؟


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4059 - 2013 / 4 / 11 - 09:42
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



في العام 2003 التقينا الدكتور عدنان الباججي بوصفه رئيس مجلس الحكم في حينه.وكنّا نترأس وفدا يمثل رابطة اساتذة جامعة بغداد بينهم المرحوم الدكتور حسين امين والدكتور موسى الموسوي رئيس جامعة بغداد السابق ،للمطالبة بمساواة اساتذة الجامعة في العراق باقرانهم في دول الخليج. وفي سياق الحديث طلبت منه توفير فرصة لعلماء النفس والأطباء النفسيين للقاء صدام حسين بهدف تحليل شخصيته.فأجاب بان صدام هو الآن في عهدة الأمريكان..ثم التقينا الدكتور اياد علاوي وعرضنا عليه نفس الطلب فأجاب ضاحكا:أستاذ قاسم هو ليش آني اكدر اشوفه لصدام حسين.فأجبته:انك خصمه السياسي فيما نحن باحثون علميون،فردّ بلطافة:"حجي يفيدك".وضاعت عليناالفرصة بتطبيق اختبارات نفسية واجراء تحليل علمي موضوعي لأقسى طاغية شهده تاريخ العراق الحديث.
كنّا قبلها نشرنا موضوعا بعنوان :في تحليل شخصية صدام حسين عبرة للحكام والشعوب،جاء فيه ان شخصيته مركبة من اربعة انماط:المتحدي والمتحمس والنرجسي والسايكوباثي..وأنه ظاهرة عربية واجتماعية واخلاقية وسياسية ونفسية ساهم في صنعها،ليس تأريخه السياسي والأسري والبيولوجي فحسب، انما العراقيون والعرب وايضا(*).
ولقد حفزنا ذلك الموضوع الى دراسة شخصيات الطغاة في العالم(هتلر،موسوليني،ستالين،فرانكو،...) فوجدنا ان الجميع يشتركون في صفات محددة ابرزها:قتل الخصوم بدم بارد،اشاعة الخوف والرعب ،انتهاك القيم الانسانية والآخلاقية،احتقار المواطنين، السادية المفرطة في اذلالهم..والنظر الى انفسهم بأنهم أسياد واصحاب سلطة مطلقة على شعوبهم..وانعاش فكرة قديمة في اللاوعي الجمعي للناس بأن الحاكم الذي يتصف بالسلطة المطلقة والرهبة هو من طبيعة آلهية غير طبيعة البشر،وانه يحكم بتفويض من الله..وهذا ما كان سائدا في الخلافتين الأموية والعباسية..حيث يعدّ الخليفة نفسه سلطة الله في الأرض والمنفذ لأوامره..ومن يخرج على أمره يعد كافرا او زنديقا..ولكم ان تتذكروا كم من العقول النيرة قطعت رؤوسها او قطفت على طريقة الحجاج. والواقع ان الحكّام العرب في الأنظمة الحديثة ،ورثوا ما نصطلح على تسميته بـ(سيكولوجيا الخليفة)..وأحب خصيصة ورثوها عنهم انهم ما كانوا يغادرون كرسي السلطة الا يوم يخصهم عزرائيل بالزيارة..وأنهم ما كانوا يختلفون عنهم سوى انهم (أفندية) لا يلبسون العمامة..
ومشكلة الطغاة انهم جميعا يعتقدون بأن الحق هو (القوة)..واعتقادهم بانهم يمتلكون قدرات استثنائية او خارقة ،وانهم مميزون ،بما يعني تضخم الأنا لديهم.وطبيعي من الناحية السيكولوجية،ان من تجتمع به هذه الصفات فانها تدفعه الى استخدام العنف واخضاع الآخرين واذلالهم..لدرجة انهم يعدّون ايقاع الاذى والألم بمن لا يمتثل لأمرهم امرا مشروعا،ولهذا فهم لا يشعرون بتأنيب الضمير عندما يعذبون خصومهم او يصفونهم جسديا..ولكم ان تتذكروا صور المقابر الجماعية للطاغية.
وما يشغل الطاغية هو ان يجعل الناس اذلاّء تابعين له ،ويستخدم شعار (جوّع كلبك ..يتبعك)..ويشيع بين مواطنيه اجواء الرعب والبؤس والقهر..لأنه يشعر من الداخل بالخوف العصابي منهم، وانه بهذه الطريقة يؤمّن حاجته الى (الشعور بالأمن)..ليعيش في رفاهية مطلقة...وهذا هو حال كل دولة مستبدةتتعالى على افراد شعبها.
والمهم في هذه المناسبة(سقوط الطاغية في نيسان 2003) ان نلتقط..نحن الناس والذين هم في السلطة، العبرة من حدث كان يعد مستحيلا.,واعني تحديدا أن نأمن جميعا من ظهور دكتاتور او طاغية جديد في العراق.
ان تحليلنا، نحن المعنيين بعلم النفس السياسي والاجتماعي، يختلف عن تحليل السياسيين الذين يرون بأنه لا مجال لظهور دكتاتور في هذا الزمن الديمقراطي..فيما نرى ان هنالك اربعة مصادر قوية لظهور دكتاتور جديد في العراق،الأول يتمثل بالحزب المتنفذ في السلطة او الكتلة السياسية المتنفذة في الحكم التي تحتاج الى رئيس قوي يجعل افراد هذا الحزب او الكتلة يقولون له ما يحب ان يسمعه،ويأنف من سماع النصيحة.والثاني يتمثل بالعنف الطائفي..لأن الطائفة التي تشعر بخطر يتهددها من طائفة اخرى تحتاج الى قائد تحتمي به..يتحول بالضرورة الى طاغية(والعراقيون يجيدون هذه اللعبة بامتياز)..وقل الشيء نفسه بخصوص المصدر الثالث المتمثل بالتعصب القومي.اما المصدر الرابع فيتمثل بالجماهير الشعبية التي تعشق القائد القوي..لاسيما ذلك الذي يعزف في خطاباته على اوتارها الانفعالية ويؤجج فيها مشاعر التوحد به والتحليق معه في عالم الاحلام والأوهام،على طريقة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.وليس هذا بمستبعد عن الجماهير العراقية الشعبية.ولنقل بالصريح ان هذه الجماهير كانت احد المصادر في صنع الطاغية صدام حسين،لاسيما في مرحلة صعوده في السبعينيات حتى وصل الحال الى التمجيد والتأليه من قبل اساتذة جامعة ومثقفين وصفوه بأنه (هبة السماء الى الأرض)..فيما الحشود الضخمة كانت تملأ الساحات..تهتف باسمه وتعدّه بطلا استثنائيا.
ان هذه المصادر الأربعة يمكن ان تسهم في صناعة دكتاتور جديد في العراق.وعلينا ان ندرك ان منع او غلق الباب امام عودة طغيان السلطة..ليست مشكلة حاكم،لأن الحاكم تغريه السلطة والثروة..وتحوله تدريجيا الى طاغية..انما هي مشكلة شعب..لأن شعوبنا العربية هي التي تصنع الطغاة..والعراقيون كانوا أحد أهم المصادر التي صنعت من صدام حسين طاغية،وان عليهم ان يكفوا عن تمجيد الحاكم ،وان يغسلوا لاشعورهم الجمعي من فكرة "الرمز" و "البطل المخلّص"،وان على الحاكم ان ينظر الى رئاسة الدولة على انها وظيفة يشغلها زمنا محددا ..وأن يحقق من يتولى ادارة النظام الديمقراطي..الأمن والرفاهية للناس لا ان يجعلهم يترحمون على زمن طاغية..أذلّهم.
(*) يمكن مراجعة كتابنا " بانوراما نفسية" الصادر عن وزارة الثقافة عام 2005.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشرة اعوام على حرب (تحرير)العراق-تحليل سيكوبولتك( 4- 4)
- عشر سنوات على حرب (تحرير) العراق-تحليل سيكوبولتك (3-4)
- عشر سنوات على حرب (تحرير ) العراق_تحليل سيكوبولتك (2-4)
- عشر سنوات على حرب (تحرير ) العراق-تحليل سيكوبولتك
- حذار من الترامادول
- الناخب العراقي..من سيكولوجيا الضحية الى سيكولوجيا التردد(1-3 ...
- حذار من اليأس..سنة خامسة
- الشك بين الأزواج
- التستر على المرض العقلي
- الشخصية الفلوجية
- ثقافة نفسية(75): الشعور بالذنب..والضمير
- العشائر العراقية..قراءة في ازدواجية المواقف
- الحكومة تريد..اسقاط الشعب!
- الطلاق.. صار يوازي الارهاب!
- ايها السياسيّون..كلكّم أحول عقل!
- من عام النكد الى عام الرهان على العراقيين
- سيكولوجيا الكذب
- الصعاليك
- رسالة الأقليم الى العرب المقيمين فيه
- يستر الله..المسألة معكوسة!


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - في ذكرى نهاية الطاغية..هل انتهت صناعة الدكتاتور في العراق؟