أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالرحمن النعيمي - من يستطيع تخفيف الاحتقان الطائفي في البحرين ؟















المزيد.....

من يستطيع تخفيف الاحتقان الطائفي في البحرين ؟


عبدالرحمن النعيمي

الحوار المتمدن-العدد: 1166 - 2005 / 4 / 13 - 11:04
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


أحد أئمة المساجد المحسوبين على تيار الغلو والتطرف والتكفير الديني في البحرين، طالب يوم الجمعة بالزحف على منطقة شيعية للتأكيد على حضور الآخر في المنطقة!! فتصدى له أحد أعضاء جمعية العمل الوطني الديمقراطي، موضحاً للمواطنين ان دعوة هذا الخطيب تعنى الفتنة التي لا يعرف إلا الله نتائجها. وان من الضروري ان يقوم رجال الدين بالدعوة إلى الوحدة الوطنية والتماسك والتعاضد في وجه مخططات التمييز والتفتيت التي يقوم بها البعض والذين لهم المصلحة الحقيقية في عدم وحدة الشعب وتماسكه.

وكان الناس أوعى وأكثر وطنية من الخطيب الذي انفض الجمع عنه.

يوم السبت كان يوماً وطنياً بامتياز، انه الذكرى الأربعين لوفاة الحاج إبراهيم محمد حسن فخرو، آخر الثمانية من قادة هيئة الاتحاد الوطني التي وحدت شعب البحرين في الخمسينيات من القرن المنصرم، وخاضت نضالاً شعبياً كبيراً أجبر السلطة على الاعتراف بها كحزب سياسي فتح آفاق العمل للقوى الأخرى، إضافة إلى دور الهيئة في تشكيل اتحاد العمل البحريني الذي كان أول اتحاد عمالي في المنطقة لجميع العمال والمستخدمين تمكن من انتزاع أفضل قانون عمل عرفته البحرين «رغم تعطيله لاحقاً، ورغم تلاعب السلطة وإلغاء الكثير من المواد الجيدة التي تضمنها آنذاك»، وبرهنت هذه الحركة السياسية عن قدرتها على توحيد كل الشعب وتوجيهه ضمن المسارات الوطنية والقومية التي فرضتها تلك المرحلة.


كانت المناسبة فرصة وطنية حضرتها كثرة من القيادات الوطنية والديمقراطية، خاصة من التيار الرافض للطائفية الذي يرى الخطر الحقيقي على كافة قضايا الوطن في هذا المرض العضال الذي يختفي وراء الكثير من الشعارات، وغابت عنها بعض رموز الحركة الإسلامية الشيعية التي كان من المفترض ان تكون في مقدمة الصفوف، للتأكيد بأنها حريصة على ترجمة الموقف التاريخي لقادة الاتحاد الوطني الذين وحدوا صفوف الشعب ورفضوا أي تمييز بينهم، واعتبروا مطالبهم مطالب كل الشعب، وليست مطالب فئة دون أخرى.

وسيقام يوم الأحد «الرابع من ابريل» مهرجان خطابي كبير في مقر جمعية العمل الوطني الديمقراطي، دعت إليه الأمانة العامة للمؤتمر الدستوري والجمعيات السياسية الأربع «العمل الديمقراطي والوفاق الوطني والعمل الإسلامي والتجمع القومي» وبالتنسيق مع المنبر الديمقراطي والوسط العربي الإسلامي الديمقراطي، دفعاً عن الحريات العامة التي تقوم السلطة يوميا بالتهديد بالتخلى عنها، لردع القوى المعارضة عن القيام بأي عمل قد يعرقل مشاريعها أو يكشف حجم الانقلاب الذي قامت به صبيحة الرابع عشر من فبراير 2002، عندما قدمت دستوراً جديداً أسس لكل الخلافات السياسية الحالية التي نشاهدها في البحرين، وعمق النزعة الطائفية بما أشاع من أوهام بأن السلطة تريد تحجيم تيار ديني على حساب تيار ديني آخر.. وان مخاوف السلطة طائفية بالدرجة الأساسية، مما دفعها إلى التمييز السافر بين المواطنين والتلاعب المسبق في الدوائر والناخبين للوصول إلى نتائج تريحها في المجلس نصف المنتخب.

تؤكد القوى الديمقراطية انه لا يمكن الحصول على الحقوق الدستورية دون تحقيق الوحدة الوطنية.

وترى السلطة انها تستطيع السير في طريق الانتهاك الدستوري إذا تمكنت من الإمساك بالمسألة الطائفية وحركتها بحيث لا تخرج عن الدائرة المرسومة لها، وبالتالي تعمق الشرخ بين المواطنين على أساس مذهبي، موهمة البعض بأن المطالبة بالتعديلات الدستورية شأن شيعي رغم حضور القوى الديمقراطية بقوة في المعادلة، لكن الحشد الشعبي يوحي وكأنه لمصلحة طائفة دون أخرى، وبالتالي فإن من المفيد للطرف الآخر ان يقف مع السلطة وان يرفض الحديث عن أي تعديل دستوري بل وان يزايد على السلطة في رفضه لحقوق ناخبيه، ولحقوقه كقوى سياسية أو برلمانية من مصلحتها ان يكون التعديل الدستوري حسب ما نص عليه ميثاق العمل الوطني وضمن الآلية التي نص عليها الدستور الساري المفعول انذاك، وللتأكيد للسلطة بأن الوعي السياسي في البحرين من الدرجة التي لا يمكن لأي مكرمة ملكية ان تخدعه وتضعفه أو تجعله يتخلى عن مهماته في الدفاع عن المكتسبات الشعبية.

وبالرغم من الدعوات المتكررة من قبل رجال الدين من الطائفتين بضرورة الحوار والتقارب بين المذاهب، إلا أن الحياة تؤكد عجز الطرفين عن الوصول إلى تفاهم، بل إن البعض يتوهم بأن الحلول الأمريكية في العراق - حيث أقامت الولايات المتحدة ديمقراطية الطوائف - قد تكون مفيدة للبلدان العربية الأخرى، حيث ينقسم الشعب الى شعوب مذهبية ولاؤها للطائفة والمرجعية الدينية أكثر من ولائها للوطن والشعب والأمة. وبالتالي فإن قدرة التيارات الإسلامية على العمل المشترك ضعيفة للغاية إلا إذا تمكنت من تجاوز التاريخ وصراعاته التي تتغذى منها وتسعى إلى إسقاط الحاضر على الماضي في الصراعات السياسية التي تحولت إلى مذهبية غير مفيدة في الوقت الحاضر.

من هنا تبرز أهمية الدور الذي يمكن للتيارات الديمقراطية «القومية واليسارية واللبيرالية» أن تقوم به، ليس رداً على مشروع الأمريكان الطائفي الديمقراطي، وليس رداً على مشاريع الضحك على الذقون التي تروجها السلطة في منطقتنا العربية تحت شعار الإصلاح من الداخل، وإنما عبر استلهام الواقع الشعبي والمطالب السياسية والاقتصادية وتبني هذه المطالب بالتأكيد على ان الإصلاح السياسي الدستوري هو حجر الزاوية في الإصلاح السياسي المطلوب في الوقت الحاضر ليس فقط في دول مجلس التعاون وإنما في المنطقة العربية برمتها.

والتحدي الكبير الذي يراه البعض يكمن في قدرة القوى السياسية الديمقراطية على تجاوز صراعاتها الصغيرة وان تقدم المثل للآخرين بأنها قادرة على توحيد صفوفها والتفتيش عن القواسم المشتركة بينها من أجل الوطن والشعب والتأكيد على قدرتها على الحوار والتقارب أكثر بكثير من الحوار بين المعارضة والسلطة، وتفوقها على التيارات الإسلامية المتناحرة في التاريخ والتي لا يمكن تقريبها طالما بقيت أسيرة صراعات التاريخ وتمترست وراء عقلية التكفير السائدة في صفوف غلاة دعاتها.

فهل تستطيع القوى الديمقراطية ان تغادر عقلية التكفير لبعضها البعض؟!



#عبدالرحمن_النعيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة لتحصين البيت العربي أم للتطبيع مع العدو
- هموم الناس، وسط الحديث عن الإصلاح الاقتصادي
- الاصلاح الاقتصادي والذكرى الاربعين لانتفاضة مارس
- البعد الاقتصادي في الاصلاح الشامل
- كيف نصحح مسار الجدار الدستوري العازل؟
- اصلاح المنظومة الاعلامية كجزء من الاصلاح الشامل
- الاصلاح والتجاذبات بين القوى المتصارعة
- مكافحة الفساد وحقوق الانسان ومجلس التعاون الخليجي!!
- معركة الفلوجة ومدلولات حرب الابادة الاميركية في العراق
- مسؤولية الحركة السياسية ورجال الدين والقيادة السياسية والموا ...
- ولي عهد البحرين يعلق جسر الإنذار
- مؤسسات المجتمع المدني ومساهماتها في صنع القرار
- مساهمة في الحوار حول تحرير سوق العمل
- خطط لتحرير سوق العمل في البحرين
- هل يشعل البحر إشكالية جديدة في البحرين؟
- عائدات النفط المتصاعدة وترابطها مع الإصلاح السياسي
- معتقلو دول مجلس التعاون في الأجندة الأمريكية
- الإعلام ودوره في مرحلة الإصلاح والحوار الوطني
- من أين نبدأ بالإصلاح؟
- حوار مع النعيمي في المشاهد السياسي


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالرحمن النعيمي - من يستطيع تخفيف الاحتقان الطائفي في البحرين ؟