|
صرخة في وجه الاسد
جان برو
الحوار المتمدن-العدد: 4058 - 2013 / 4 / 10 - 16:24
المحور:
الادب والفن
لقد كتبت هذه القصيدة في اكتوبر سنة 2007 بعد قصف اسرائيل لما يسمى بي (( المفاعل النبوي السوري )) في دير الزور.
صرخة في وجه الاسد
سِيَادَةَ الرَئِيسِ عَفْواً... هَلْ أَنْتَ سَيِدٌ أَمْ مَسْيُودْ، هَلْ أَنْتَ رَاشِدٌ أَمْ مَرْشُودْ، هَلْ أَنْتَ حَامِدٌ أَمْ مَحْمُودْ، عَلَيْنَا تَسْتَفْحِلُ بِضَلاَلِكَ، وَلَهُمْ تُنْزِلُ سِرْوَالَكَ، أَسَدٌ عَلَيْنَا وَ فِي الحُرُوبِ نَعَامَة، طَاغُوتٌ عَلَيْنَا وَ لِلأَعْدَاءِ حَمَامَة.. عَفْواً، عَفْواً، عَفْواً سِيَادَة الرَئِيسْ، فَأَنَا لَمْ أَقْصِدْ جَرْحَ مَشَاعِرِكَ الَرّقِيقَة، وَأَنَا لَمْ أَقْصِدَ بِقَوْلِي غَيْرَ الحَقِيقَة، أَنَاشِيدُكَ القُدْسِيَّةِ تُرَتِلُهَا عَلَيْنَا كُلَّ يَوْمْ، وَمَوَاقِفُكَ المَبْدَئِيَّةِ صَرَعْتَ بِهَا القَوْمْ، شَابَتْ ذُقُونُنَا وَ نَحْنُ فِي اِنْتَظِارِ المَعْرَكَة، وَشِيخَتْ عُقُولُنَا وَ صَنَعْتَ مِنَا مَضْحَكَة، سَمَّيتَ نَفْسَكَ سَيِّدَ الوَطَنْ، سَمِّيتَ نَفْسَكَ قَائِدَ المِحَنْ، سُلْطَةٌ اِغْتَصَبْتَهَا بِدَبَّابَتِكَ القَذِرَةْ، وَقُصُورٌ بَنَيتَهَا بِدِمَاءِ الفُقَرَىْ، هَلْ تَرَى؟ أَمْ أَنَّكَ أَعْمَى لاَ تَرَىْ..
سَمَّيْتَ نَفْسَكَ القَاضِي الأَوَّلْ، سَمَّيْتَ نَفْسَكَ المُهَنْدِسَ الأَوَّلْ، وَالفَلاَّحَ الأَوَّلْ، وَالعَامِلَ الأَوَّلْ، وَالمُعَلِّمَ الأَوَّلْ، وَالمُحَامِي الأَوَّلْ، وَطَبْعاً.. الطَبِيبَ الأَوَّلْ، وَسَمَّيْتَ نَفْسَكَ الزَعِيمَ المُلْهمْ، وَالقَائِدَ الحَكِيم، وَالأَمِينَ الرَحِيم،
قِيَادَتُكَ الحَكِيمَة لَيْسَ لَهَا مَثِيل، وَكُلُ مَنْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ فَهُوَ خَائِنٌ عَمِيل، فَبِقِيَادَتِكَ الحَكِيمَةِ تُمْطِرُ السَّمَاءْ، وَبِقِيَادَتِكَ الحَكِيمَةِ يَنْدَحِرُ الأَعْدَاءْ، وَيَعُمُ الخَيْرُ فِي رُبُوعِ البِلاَدْ، وَيَنْمُو الشَجَرْ، وَيَرْعَى البَقَرْ، وَتُغَرِّدُ العَصَافِيرْ، وَتَعْلُو المَزَامِيرْ، وَتُطْوَى الأَضَابِيرْ..
وَنَسِيتَ يَا سِيَادَةَ الرَئِيسِ أَوْ... تَنَاسَيْتْ، أَنْ تُضِيفَ إِلَى قَائِمَتِكَ الطَّوِيلَةْ، الجَمِيلَةْ، بِأَنَّكَ المُهَرِّجُ الأَوَّلْ، وَأَنَّكَ الكَذَّابُ الأَوَّلْ، وَأَنَّكَ الطَاغُوتُ الأَوَّلْ، وَأَنَّكَ الدَجَّالُ الأَوَّلْ، عَفْواً، عَفْواً، عَفْواً يَا سِيَادَةَ الرَئِيسْ.. عَفْواً سِيَادَةَ الرَئِيسْ، جَلاَلَةَ المَلِكْ، أَيُّهَا الأَمِيرْ.. فَأَنَا لَمْ أَقْصِدْ جَرْحَ مَشَاعِرِكَ الرَقِيقَةْ، وَأَنَا لَمْ أَقْصِدْ بِقَوْلِي غَيْرَ الحَقِيقَةْ، لَنَا تُكَشِّرُ عَنْ أَنْيَابِكَ، وَلَهُمْ تَخْلَعُ الدَّاخِلِيَّةَ مِنْ ثِيَابِكَ، لَنَا تَصْفَعْ، وَلَهُمْ تَرْكَعْ، سِيَادَةَ الرَئِيسِ... عَفْواً.. هَلْ أَنْتَ طَالِبٌ أَمْ مَطْلُوبْ؟ هَلْ أَنْتَ ضَارِبٌ أَمْ مَضْرُوبْ؟ هَلْ أَنْتَ رَاكِبٌ أَمْ مَرْكُوبْ؟ عَفْواً، عَفْواً يَا سِيَادَةَ الرَئِيسِ.. هَلْ أَنْتَ رَاكُبٌ.. أَمْ.. مَرْكُوبْ.
جان برو
#جان_برو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هذه مملكتي
-
لا تدعيني أغرق
-
لا ترحلي
-
لاجئ سياسي
-
علماني وافتخر
المزيد.....
-
فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي
...
-
سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
-
وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي
...
-
-كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟
...
-
ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق
...
-
رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة
...
-
الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
-
صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
-
بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء
...
-
-كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ
...
المزيد.....
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
-
الهجرة إلى الجحيم. رواية
/ محمود شاهين
المزيد.....
|