أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - تقويض قصة أدم وحواء في سفر التكوين!!















المزيد.....

تقويض قصة أدم وحواء في سفر التكوين!!


توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 4058 - 2013 / 4 / 10 - 09:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يذكر الكتاب المقدس في بداية سفر التكوين قصة أدم وحواء وكيف دخلت الخطية الى عالمنا! فقد وضع الله أدم و فيما بعد إمرأته التي خلقها من ضلعه في جنة عدن! (و اخذ الرب الاله ادم و وضعه في جنة عدن ليعملها و يحفظها (تك 2 : 15) ) وكان أدم وحواء في حالة من القداسة أو البراءاة البدائية Primitive innocence فقد كانا مثل الاطفال لم يكونوا يعلموا ما الفرق بين الخير والشر! والدلل على ذلك تسمية الشجرة معرفة الخير والشر مما يوحي أن الاكل منها هو الذي سيجلب هذه المعرفة بالخير والشر:

1. و انبت الرب الاله من الارض كل شجرة شهية للنظر و جيدة للاكل و شجرة الحياة في وسط الجنة و شجرة معرفة الخير و الشر (تك 2 : 9)
2. و اما شجرة معرفة الخير و الشر فلا تاكل منها لانك يوم تاكل منها موتا تموت (تك 2 : 17)
3. بل الله عالم انه يوم تاكلان منه تنفتح اعينكما و تكونان كالله عارفين الخير و الشر (تك 3 : 5)
4. و قال الرب الاله هوذا الانسان قد صار كواحد منا عارفا الخير و الشر و الان لعله يمد يده و ياخذ من شجرة الحياة ايضا و ياكل و يحيا الى الابد (تك 3 : 22)

هذه الايات الاربع تؤكد أن حالة أدم وحواء قبل الاكل هي براءة عدم معرفة الخير والشر وبعد الاكل كما أكد الله (قد صار كواحد منا عارفا الخير و الشر) وكلمة صار تفيد الصيرورة من حالة الى حالة مغايرة وأحياناً معاكسة! فهم لم يكونوا يعرفوا ما هو معنى الخير وما معنى الشر مثل طفل دون الرابعة! فقد كانا بدنياً بالغين ولكن في العقل في عمر دون الرابعة وكان يُنتظر أن ينمو عقلهما بخبرات متعددة من خلالها تنمو لديهم المقدرة على الاختيار الادبي ؛ أن يختار بين إختياريين ، أن يكون حراً في الاختيار! وأن يكون لديه القدرة في الاختيار عن طريق معرفة مميزات الخيارات ويختار من بينهم عن إدراك!!

أدم وحواء تعلموا حرية الارادة من الاكل وليس من عدم الاكل! نفهم من هنا أن حرية الارادة سلوك مكتسب وليس فطري inborn ! فالله لم يخلق الانسان على فطرة البراءاة؛ حالة من خلو الارادة وليس حرية الارادة. وكان على أدم وحواء أن يتعلما أن يختاروا من خلال محكات! وهنا يأتي دور الشجرة فهي تعتبر محك يعلمهم الاختيار الادبي ومنه تنبثق حرية إرادتهم! وقد قال الله : (و اوصى الرب الاله ادم قائلا من جميع شجر الجنة تاكل اكلا (تك 2 : 16) ، و اما شجرة معرفة الخير و الشر فلا تاكل منها لانك يوم تاكل منها موتا تموت (تك 2 : 17) ) فحينما تأتي الفرصة لأدم وحواء أن يتواجدا أمام الشجرة ويتذكرا وصية الله فى عدم الاكل فأنه يفعل عقله وإدراكه أن يطيع الله بما أنه يحبه ولا يأكل وبذلك يكون تعلم الاختيار الادبي الصحيح! وبذلك تكون الشجرة محك لنمو حرية الارادة والاختيار الأدبي لأدم وحواء وليست بشئ سلبي على الاطلاق! وأيّ كانت نتيجة الاختيار فيجب الفرح بأدم بأنه تعلم الاختيار لا أن تتم معاقبته!

وهنا أريد أن أعمل Parody وهي قصة أمثولة لتوضيح الفكرة: كان لأب أبن وحيد دون الرابعة من عمره وكان يحبه كثيراً جداً، وكان مخصص له غرفة خاصة به فيها جميع أنواع اللعب ومسببات الفرح والمرح الطفولي! وقد طرأت ببال هذا الاب فكرة غريبة؛ أيحبني أبني؟! أريد أن أختبره! ( ولست أعلم كيف يفعل الاب هذا وما الداعي فالابن يحبه فعلاً!) وقد كان الاب يعلم تماماً محبة أبنه للشيكولاته، فلذلك أشترى تورتة شيكولاته من الذ أنواع الشيكولاته ووضعها على منضدة صغيرة في وسط غرفة أبنه ودعى أبنه الذي جاء فرحاً مغتبطاً بالشيكولاته وكان سيمد ذراعيه ليأكل منها ولكن أباه أنتهره قائلاً ( يا بنيّ لديك جميع الطعام في البيت في جميع دولايب ومبردات الطعام لك أن تأكل منها ما شئت ولكن هذه التورتة من الشيكولاته فلا تأكل منها والا سأرميك خارج البيت وتصبح لا أنت أبني ولا أعرفك )! وقد كان وغادر الاب بعد أن نظر اليه الابن في براءاة منقطعة النظير ، ثم مد يده وأكل الى أن شبع من الشيكولاته وجاء الاب ليقذفه خارج البيت في البرد والعراء لانه عصاه وأكل من الشيكولاته وهذا دليل على عدم محبته له ! وقد أخطأ في رب البيت وبذلك فخطيئته كبيرة جداً أكبر من أن يستطيع أن يغفرها له!!!

ما رأيكم الان! وكيف ترون هذا الاب! هذا الاب مجنون رسمي ومكانه في مصح عقلي ولا يمكنه رعاية طفل برئ! فما فائدة هذا الاختبار من الاساس ولماذا هذا الشك المرضي! الابن كان يحب أباه والاب يحب الابن فلا داعي لأختبار المحبة هذا؟! فبدونه كانا سيعيشون في سعادة وهناء لماذا هذا الامر؟! والطفل كان يحب الشيكولاته جداً ولم يكن يعرف كيف طيع أباه وكيف هو العصيان أساساً وقد فهم أن أبيه الحبيب أحضر له شيكولاته! لماذا ياترى؟! وما الهدف سوى أكلها وشكره عليها! لو كان الاب أخبرني أنه سيعمل لطفله أختبار لتعليمه الاختيار الادبي لممارسة حرية الارادة من خلال محك عملي ، كنت سأشيد بهذا الاختبار! ولكن أيّ كانت نتيجة الاختبار فكان يجب الاحتفاء بالابن أنه بدأ ممارسة حرية أرادته من خلال موقف للأختيار الادبي قد صاغه الاب! ولكن أن يطرد الابن بالخارج حيث البرد والعراء والوحوش الضارية من قبل الاب المحب فهذا جنون وارتياب مرضي لا يمكن السكوت عليه!!!

وقد كان نتيجة الاكل من شجرة معرفة الخير والشجر أن أنفتحت أعينهما وصارا عارفي الخير والشر(فانفتحت اعينهما و علما انهما عريانان فخاطا اوراق تين و صنعا لانفسهما مازر (تك 3 : 7) ) وهل معرفة الخير والشر خطأ وخطيئة؟! لماذا يحتكر الله هذه المعرفة ؟! ولماذا يخاف من أن تعرف الكائنات الاخرى الخير والشر؟! وما الشر الذي حدث من تلقاء هذه المعرفة سواء للأرض أم للكائنات الاخرى أم أدم وحواء أنفسهم؟! ما الذي حدث من تلقاء هذا الاكل سوى إنفتاح أعينهما ومعرفة أنهما عريانان! ألم يكونوا يعلمون؟! أن هذا الامر لغريب! يمكنك أن تقول لي أنهما علما خطأ عدم لبسهم ملابس ومآزر ولكن تقول لي أنهم لم يكونوا يعلموا أنهم عريايا!!! فهذا يا صديقي أمر غير منطقي! وأود أن أسأل كيف علما أنهما عريانان؟! أمن أكل الثمرة المحرمة؟! وخاطا لانفسم مآزر من ورق التين وفيما بعد أحضر الله لهم مآزر من جلد! مع أن هناك قبائل بدائية في معظم أنحاء العالم كانت لا ترتدي أي شئ وكانوا عرايا كما ولدتهم أمهاتهم ويفخرون بذلك دون خجل حتى بدايات القرن العشرين! فما تفسير ذلك؟! هل الخطية التي أخجلت أدم وحواء حتى يشعروا أنهم عريانان هي ذاتها ما جعلت القبائل البدائية الغير متحضرة أن لا يخجلوا من عُريهم؟!

وهنا أود أن أسأل سؤالين مما كان يخجل أدم وحواء؟! من الحيوانات أم من أنفسهم أم من الله؟! أما عن الحيوانات فلا عقل لها؟! ولا يمكن أن يخجل رجل من أمرأته... (اللي يتكسف من مراته ميجبش منها عيال)، أم خجل من الله مع أن الكتاب المقدس يؤكد أن كل شئ أمام عين الله عاري تماماً والملابس أو عدم الملابس لن تحمينا من عيني الله، فكل شئ مكشوف أمامه! فممن سيخجلان؟! أود أن أعرف إجابة عن هذا السؤال ؟! لأن هذا الامر يؤكد أن الكاتب كان يعلم أنه كان هناك بشر أخرين بجانب أدم وحواء ليخجل منهم!! أما السؤال الثاني لماذا ذبح الله ذبيحة بريئة ليحضر جلودها لأدم وحواء اليس هو الله الذي بدأ فكرة ذبح الكائنات الحية؟! وليست الخطية الاصلية هي من سببت هذا الامر فقد كان غذاء الحيوانات والانسان من النباتات كما يقول الاصحاح الاول من سفر التكوين ( و قال الله اني قد اعطيتكم كل بقل يبزر بزرا على وجه كل الارض و كل شجر فيه ثمر شجر يبزر بزرا لكم يكون طعاما (تك 1 : 29) ، و لكل حيوان الارض و كل طير السماء و كل دبابة على الارض فيها نفس حية اعطيت كل عشب اخضر طعاما و كان كذلك (تك 1 : 30) ) . أطرح هذا أمام اللاهوتيين المسيحيون الذين أرجعوا أن الوحشية التى دخلت العالم سببها الخطية الاصلية وهي الاكل من الشجرة المحرمة! فمن هو أول ذابح في التاريخ غير الله نفسه وما ذنب هذا الكائن أن يُذبح ولا يعيش حياته؟!


وكيف يمكن أن نعتبر أن الاكل من شجرة شهية النظر وجيدة الاكل، أن يكون الاكل منها هو سبب هلاك الجنس البشري بل سبب دخول الخطية الى العالم والتعب والحبل بل نمو الشوك والحسك، وتحول الحيوانات الى وحوش ضارية تأكل بعضها البعض!! كل هذا بسبب أن سعادة البيه وسعادة الهانم أكلت من شجرة التي أمرهم الاله بعدم الاكل منها! وبذلك كانا لا بد أن يموت أدم وحواء ولكن القصة تقول أنهما لم يموتا كما قالت الحية بل بالعكس أصبحوا كائنات أكثر عقلانية لديها القدرة على الاختيار الادبي! وأكد المسيحيون أنهم ماتوا بالفعل ( كيف هذا وهم أحياء كما يقول سفر التكوين) ويؤكدون أنهم بدأوا الموت البدني في أنهم كانوا سيخلدون ولكن خلاياهم بدأت مرحلة الاماته وسيموتون بعد حين! وأيضاً هناك موت روحي متمثل في إنفصالهم عن الله الذين كان يأتي الهم في الجنة ويجالسهم! وهناك موت ثالث أنتابهم وهو الموت الادبي الابدي متمثل في العقوبة الابدية في جهنم النار إن لم يكن هناك منقذ وفادي! ثلاث ميتات ماتوها وهم أحياء يرزقون! هل اليهود أصحاب التوراة فهموا هذا الفهم، أم أن هذا الفهم دخيل على روح التوراة! وكيف دخل الاذهان؟! أليس عن طريق فلسفة بولس الرسول حينما أمن ( أو صاغ ) فكرة وعقيدة الاله المتجسد الذي سيفدي البشر الذين وقعوا في الخطية الاصلية بسبب الاكل من ثمرة حرم لله الاكل منها!!!

أتجرأ وأسأل ما فائدة الشجرة أساساً؟! حاول عزيزي القارئ أن تلغيهها من مجمل القصة! ماذا كان سيحدث إن لم تكن توجد؟! هل كانت ستقلل من محبة الله شيئاً؟! أليس عدم وجودها هو أستمرار البشر في حياتهم مع الله في محبة ووئام خالدين معه في جنة خلقها الله لهذا الغرض! ولكن من الواضح فشلت الخطة A ودخل الله في خطة B وهي خطة الفداء! دون أن أستطيع أن أفهم ما الفائدة من الشجرة أساساً سوى الايقاع بأدم وحواء! فالله لديه معرفة مسبقة مطلقة وكان يعلم عصيان أدم! أكان يريد سقوطه ومعد له فخ؟! أهذه محبة أم حقد؟! فالاب المحب بخبرته يعرف موطن الخطر ومسبباته ويحاول أن يبعدها بقدر الامكان عن أبنائه! فلماذا لم يفعل الله هذا؛ الله الاب المحب الحنون القادر على كل شئ؟!



#توماس_برنابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشحاذ... هل أعطيه حينما يسألني؟!
- نداء لوزارة التعليم العالي للإشراف المباشر على كليات وإكليرك ...
- دائرة الخوف المرضي... هل من فرار لا ديني منها؟!!
- الاعمال السحرية والحسد من منطلق علمي لاديني!!
- المنهج الخفي!!
- الميلاد الثاني!!
- ( الشماعة ) و النفس البشرية!!!
- شوم إن نيسيم أو( شم النسيم )!!!
- ماذا كان سيحدث لو لم تكن هناك أي معدة ولا جهاز هضمي ؟!!!
- الصديق الخيالي الأكبر!!!
- رتابة الافلام المسيحية للقديسين !!
- شفاعة القديسين من منظور محايد!!
- الفصامية في السلوك المصري !!
- تسمية الاطفال وأثارها النفسية!!
- الافيون .... والصحة النفسية!!
- ذهب! ياقوت !مرجان! أحمدك يا رب!!
- هل تكلم الحمار؟!
- زهقنا ! كل يوم فول!
- الجهمية والمعتزلة في الاسلام في مقابل الكالفينية و الارمينية ...
- الغناء والانشاد الديني الذى غزا الكنيسة في طريقه لغزو المساج ...


المزيد.....




- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - تقويض قصة أدم وحواء في سفر التكوين!!