أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مجدى زكريا - هل يمكن للتماثيل ان تقربكم اكثر الى الله ؟















المزيد.....

هل يمكن للتماثيل ان تقربكم اكثر الى الله ؟


مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 4058 - 2013 / 4 / 10 - 02:40
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تملأ اعداد كبيرة من التماثيل المصرية , البابلية , واليونانية المتاحف اليوم. والتماثيل التى كانت ذات مرة هدفا للتوقير الغيور هى الان معروضة كمجرد اعمال من الفن القديم. فقوتها كانت فقط فى مخيلة اولئك الذين عبدوها. وبالزوال الاخير للشعوب التى وقوتها , تلاشت ايضا القوة المزعومة لهذه التماثيل. وجرى الكشف عن التماثيل بصفتها ضعيفة - الامر الذى كانت عليه فى الحقيقة دائما - اشياء عديمة الحياة من الخشب , الحجارة , او المعدن.
وماذا بشأن التماثيل التى يوقرها ويعبدها الناس اليوم ؟ وهل تكون هذه التماثيل اكثر قوة الى حد ما من التماثيل المصرية , البابلية , واليونانية القديمة ؟ وهل كانت مفيدة حقا فى مساعدة الانسان على الاقتراب اكثر الى الله ؟
مع مرور كل جيل , يبدو ان الجنس البشرى ينجرف بعيدا اكثر قأكثر عن الله. فماذا يمكن ان تفعل كل التماثيل فى العالم بشأن ذلك ؟ اذا اهملت , فانها تجمع الغبار وتتأكل او تبلى اخيرا. فلا يمكنها ان تعتنى بنفسها , فضلا عن انها لا تفعل شيئا للبشر. ولكن على نحو اكثر اهمية , ماذا لدى الكتاب المقدس ليقوله عن هذه المسألة ؟
على نحو لا يدعو الى الدهشة , يشهر الكتاب المقدس التماثيل بصفتها عديمة الفائدة وعاجزة تماما على مساعدة المتعبدين لها على الاقتراب اكثر الى الله. وعلى الرغم من كون التماثيل الدينية عادة غالية ومتقنة , يظهر الكتاب المقدس قيمتها الحقيقية عندما يقول : " اصنامهم فضة وذهب عمل ايدى الناس, لها افواه ولا تتكلم. لها اعين ولا تبصر. لها اذان ولا تسمع. لها مناخر ولا تشم. لها ايد ولا تلمس. لها ارجل ولا تمشى ولا تنطق بحناجرها. مثلها يكون صانعوها بل كل من يتكل عليها. " - مزمور 115 : 4-8.
لا يشهر الكتاب المقدس الاصنام فقط بصفتها عديمة القيمة لكنه ايضا يدين التماثيل وعبدتها : " هى كاللعين فى مقثأة فلا تتكلم. تحمل حملا لانها لا تمشى. لا تخافوها لانها لا تضر ولا فيها ان تصنع خيرا. بلد كل انسان من معرفته. خزى كل صانع من التمثال. لأن مسبوكه كذب ولا روح فيه. هى باطلة صنعة الاضاليل. " - ارميا 10 : 5, 14 , 15.
فى الحقيقة ان كثيرين ممن يسجدون , ويصلون , ويوقدون الشموع للتماثيل الدينية ويقبلونها لا يعتبرون انفسهم عبدة اصنام او تماثيل. على سبيل المثال , يدعى الكاثوليك انهم يوقرون تماثيل المسيح والسيدة مريم لا لأن التماثيل تملك بذاتها اى مقدار من الالوهية , بل بسبب الذين تمثلهما التماثيل. تذكر دائرة معارف الكتاب العالمى انه " فى الكنيسة الكاثوليكية الرومانية , يجرى توقير التماثيل كرموز للاشخاص الذين تمثلهم. " وقد كرز رجال الدين الكاثوليك بأنه من اللائق توقير تمثال ما دام التوقير ادنى من حيث النوعية مما ندين به لله نفسه.
الحقيقة انه يجرى توقير هذه التماثيل. وحتى دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة تعترف بأن توقيرا كهذا هو " عمل عبادة. " لكن يسوع المسيح منع استعمال التماثيل كمساعدات على الاقتراب الى الله عندما قال : " ليس احد يأتى الى الاب الا بى. " فليس مدهشا , اذا , ان مسيحيى القرن الاول نبذوا استعمال التماثيل فى العبادة.
ومع ذلك , تفوق اديان العالم المسيحى اليوم كل الاديان الاخرى بكثرة التماثيل. نعم , على الرغم من كل الدليل التاريخى والمؤسس على الاسفار المقدسة الذى يشهر حماقة تقديم التوقير لتمثال , يستمر المسيحيون حول العالم فى الانحناء والصلاة امام التماثيل فى بحثهم المخلص عن الله. ولماذا ؟
ذكر النبى اشعياء ان عبدة التماثيل فى ايامه فشلوا فى رؤية حماقة اعمالهم لأن عيونهم كانت قد " طمست . . . عن الابصار وقلوبهم عن التعقل. " ( اشعياء 44 : 18 ) فمن على الارجح يمكن ان يمارس تأثيرا كهذا على البشر ؟ اعلن المجمع المرتبط بتحطيم الايقونات لسنة 754 بعد الميلاد ان الشيطان ادخل توقير التماثيل بغية جذب الانسان بعيدا عن الاله الحقيقة. فهل كان هذا الاستنتاج صحيحا ؟
نعم , لانه ينسجم مع الكتاب اللمقدس الموحى به , الذى ذكر قبل قرون ان العدو الرئيسى لله , الشيطان ابليس , " قد اعمى اذهان " الناس لكى لا يضئ لهم الحق. لذلك , عند توقير تمثال , بدلا من الاقتراب اكثر الى الله , يخدم المرء فى الواقع مصالح الابالسة.
لا يمكن للتماثيل ان تساعدنا الى الاقتراب اكثر الى الله. فالخالق العظيم , يكره توقير التماثيل. ويحذر الكتاب البمقدس ان الذين يقدمون التوقير للتماثيل " لا يرثون ملكوت الله. " - غلاطية 5 : 19 - 20.
فالله روح. والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغى ان يسجدوا. " - يوحنا 4 : 24. والدرس الجدى للكتاب المقدس سيكشف انه ليس صعبا الاقتراب اكثر الى الله. فهو يملك شخصية دافئة , محبة , يسهل الاقتراب اليها , وهو يدعونا ويتوقع منا ان ننمى علاقة حميمة به. - اشعياء 1 : 18.
من خلال صفحات الكتاب المقدس , ودراسته , ستفهمون السبب الذى لاجله لا تحتاجون حقا الى مساعدات بصرية , كالتماثيل والصور , للاقتراب الى الله. نعم , " اقتربوا الى الله فيقترب اليكم. " - يعقوب
4 : 8.

يلاحظ المؤرخون انه . . .
@ " واقع معروف جيدا ان البوذية التى تأسست فى القرن السادس قبل الميلاد , لم تر اى تمثال لمؤسسها حتى نحو القرن الاول قبل الميلاد.
@ " لقرون , كان التقليد الهندوسى من حيث الجوهر معارضا لاستعمال الاصنام. "
@ " بدأت الهندوسية والبوذية على السواء على نحو معارض لاستعمال الاصنام ولم تقبلا التماثيل فى عبادتهما الا تدريجيا. والمسيحية فعلت الامر عينه. " - دائرة معارف الدين , لواضعها ميرتشا الياد.
@ " من روايات مختلفة من الكتاب المقدس يتضح ان عبادة الله الحقة كانت خالية من التماثيل . . . وفى العهد الجديد يجرى ايضا تحريم عبادة الالهة والاصنام الغريبة. " دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة.
@ " كانت التماثيل غير معروفة فى عبادة المسيحيين الاولينز " - دائرة معارف مطبوعات الكتاب المقدس اللاهوتية والكنسية , لواضعها مكلنتوك وسترونغ.
@ " لا فى العهد الجديد , ولا فى اية كتابات اصيلة من العصر الاول للمسحية , يمكن اكتشاف اى اثر لاستعمال التماثيل او الصور فى عبادة المسيحيين , سواء كانت عامة او خاصة. " - دائرة معارف مختصرة للمعرفة الدينية , لواضعها الياس بنجامين.
@ " كان المسيحيون الاولون سينظرون باشمئزاز شديد الى مجرد اقتراح وضع تماثيل فى الكنائس , وكانوا سيعتبرون الانحناء او الصلاة امامها امرا لا يقل ابدا عن عبادة الاصنام. " تاريخ الكنيسة المسيحية لواضعه جون فلتشر هيرست.
@ " مع ان الكنيسة الاولى لم تكن مبغضة للفن , الا انها لم تملك تماثيل للعبادة. " دائرة معارف شاف - ارزوغ للمعرفة الدينية.
@ " فى الكنيسة الباكرة كانت صناعة وتوقير صور للمسيح والقديسين امرين معترضا عليهما على نحو ثابت. " - دائرة المعارف البريطانية الجديدة.



#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توقير التماثيل - موضع نزاع
- ما معنى ان يدير المرء الخد الاخر ؟
- مشاعر الذنب - هل هى سيئة دائما ؟
- لماذا الخوف من اله المحبة ؟
- هل الخوف ردئ دائما ؟
- كتاب حرم كتبا اخرى
- صفحة واحدة تخترق الظلمة كنجم
- افرح بامرأة شبابك
- استفيدوا من حياتكم الى اقصى حد
- الجميع يستفيدون من الرياضيات
- ماذا نتعلم من الاطفال ؟
- الالغاز الالهية وقصد الله
- كيف تنشط ذاكرتك ؟
- الغراب الأسحم - ماذا يميزه ؟
- ماذا يساعد على فهم الكتاب المقدس ؟
- الكتاب المقدس - متعة بين يديك
- الايمان بالنبوات يحفظ الحياة
- الرجل الحسود
- من هو حقا الانسان الروحى (2 - 2)
- البحث عن الحاجات الروحية ( 1 - 2)


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مجدى زكريا - هل يمكن للتماثيل ان تقربكم اكثر الى الله ؟