أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - المأزق المغربي .. ملك في مهب الريح!














المزيد.....

المأزق المغربي .. ملك في مهب الريح!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 1166 - 2005 / 4 / 13 - 05:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا كان هذا الشبل من ذاك الأسد تنطبق على معظم ورثة الحكم، فإن محمد السادس يختلف في كثير من الأمور عن والده، رحمه الله.
كان الحسن الثاني صورة مصغرة لإبليس على الأرض، ودراكيولا في ملابس أنيقة، ودمويا إلى درجة قمة السادية.
في كثير من الأمور جاء الشاب الذي لم تكن علاقته بوالده مثالية، وحمل على أكتافه عبئا ثقيلا لا يتوقف عند حقوق الإنسان، لكنه يمتد إلى البطالة المليونية، والفقر المدقع، والفساد المستشري، والرشوة والمحسوبية والقضايا المعلقة مع الجزائر وليبيا واسبانيا والصحراويين ...
كانت المغرب دولة يحكمها أمير المؤمنين بقبضة من حديد، وغطرسة لا مثيل لها، وكبر يجعل صاحبه لا يشم ريح الجنة من على مسافة ألف سنة.
ووقع محمد السادس في حيرة، ففي داخله رغبة عميقة لمداواة جروح شعبه، لذا فقد بدأ بلجنة حقوق الانسان، وتعويضات الذي أضرهم حكم والده، والبحث عن المفقودين، والتحدث علانية لأول مرة عن تفاصيل التعذيب في أقبية السجون
والمعتقلات التي لا ينافسها في العالم العربي إلا سجون سوريا والعراق وليبيا وتونس ومصر، أما الجزائر فالتصفية هي الطريق الأقصر لانهاء معاناة السجين.
لكن النظام كله في المغرب كان قائما على السادة والعبيد، وكما أن تحرير الرق يحتاج إلى تدرج فإن انعتاق المواطن المغربي قد يحتاج إلى عدة سنوات.
كان ذلك في العام الأول لتولي محمد السادس شؤون الحكم، لكن الوضع الكارثي لا يزال ينذر بطوفان تنتهي به الملكية الشريفية إلى الأبد إلا إذا أراد الملك الشاب حقا إنهاء كل آثار وبصمات والده.
عندما يتظاهر عدة مئات من حملة شهادة الدكتوراة في المغرب لأنهم لا يجدون عملا أو قوتا لأولادهم أو لقمة خبز تسد جوعهم فإن استشراف المستقبل لا يحتاج لذكاء كبير.
وعندما يستمر زبانية التعذيب وكلاب السلطة في ممارسة عملهم المشين بتعليم المغاربة آداب العبودية والخنوع للملك الجديد، فإن الغضب على والده سينسحب قطعا على الملك الابن.
لم يقل الملك محمد السادس كلمة واحدة عن مليارات من الدولارات نهبها والده، وقام بتهريبها، ولو أعادها الملك إلى المستحقين من أبناء شعبه فإنها تحل
كثيرا من مشاكل الفقر والبطالة.
تبقى هناك مسألة الاذلال العلني والمهانة الجهرية التي يظهر فيها المغاربة، كبارا وصغارا وشيوخا وأكاديميين وسفراء ، ينحنون بمسكنة مهينة ويقبلون يد الملك الشاب الذي كان ينزعها في الفترة الأولى من حكمه اثباتا لتواضعه الجم، لكن يبدو أن الأمور اختلفت، ونصائح مستشاري السوء ترن في أذن الملك الشاب بأن تقبيل يده شرف للمغربي، وقريبا سيمتد الشرف إلى تقبيل القدم.
في الواقع فإننا نشفق كثيرا على الملك محمد السادس، ونستطيع أن نرى بوضوح لمسات إنسانية لم تكن موجودة قط في والده الأكثر تعاليا من فرعون وقارون، لكن الحمل الثقيل ليس مبشرا بمستقبل واعد للمغرب، ولا يزال المغاربة يحلمون بزورق متهالك ومثقوب يمخر بهم عباب البحر ويلقي بأكثرهم في أرض بيضاء أوروبية أو في جوف أسماك عملاقة تنتظر في قاع البحر طعاما شهيا قادما من المغرب.
وما بين حيرتنا في التعاطف مع الملك محمد السادس، ويقيننا أن حقوق الانسان تتجه إلى تكرار مأساة حكم الوالد الراحل، ننتظر، ونراقب، ونتابع، ونتمنى للمغاربة الخير،وللملك التوفيق بقدر ابتعاده عن سطوة والده حتى وهو في القبر، فهل صحيح أن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها؟

محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
http://www.tearalshmal1984.com
[email protected]
[email protected]
Fax: 0047+ 22492563



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معذرة أيها الأحمق، دع لنا الرئيس مبارك وخذ عصيانكم المدني
- الإعلام السعودي .. ثورة من الداخل أم النوم في العسل؟
- المخاض الكويتي .. قراءة في المستقبل أم رجم بالغيب؟
- الوصف الإيجابي في صناعة الإرهابي
- الحركة المصرية من أجل التغيير والعصيان المدني وانتقام الرئيس ...
- رسالة من الرئيس حسني مبارك إلى المصريين .. سأجعلكم تلعقون تر ...
- أيها المصريون ماذا تنتظرون .. لقد هرب الرئيس ؟
- البحث عن زعيم لمصر
- العصيان المدني بين حمدين صباحي وعبد الحليم قنديل
- نداء هام إلى مؤتمر ( كفاية ) المنعقد 14 مارس 2005
- الرئيس حسني مبارك يدعو للعصيان المدني!
- سنقتل الدعوة للعصيان المدني في مصر
- خمسون إجابة لخمسين سؤالا عن العصيان المدني في مصر
- حوار بين إبليس والرئيس حسني مبارك .. حديث عن العصيان المدني ...
- قائد الفاتح يسقط في المصيدة
- المسكوت عنه بين السعودية والكويت
- العراقيون والأمريكيون .. أين الحقيقة ؟
- لماذا وقع الاختيار على الاثنين 2 مايو 2005 يوما للعصيان المد ...
- العصيان المدني لاثنين 2 مايو من الثامنة صباحا .. عيد الأعياد ...
- دعوة لتحرير الرئيس السوري بشار الأسد


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - المأزق المغربي .. ملك في مهب الريح!