أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - إرتكابات الزمن المرّ















المزيد.....

إرتكابات الزمن المرّ


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 4057 - 2013 / 4 / 9 - 16:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد كل ماعملناه... اعطونا "تفاحة سدوم"(1) واكتفوا يا عيني بأخذ " الجمل بما حمل"(2). تركونا في "قصر كافكا"(3) تائهين... حائرين كأننا سجناء لوحات سلفادور دالي السريالية . عندما سألنا ممثلنا في البرلمان: "ماذا فعل سعادتكم للأربعين حرامي؟" قال: "أمطرتهم بالسباب وراحوا بالابل". بامتعاض تمتمنا:" ألم تر كيف فعلت كهرمانة باصحاب القوارير؟ .
يحكمون بالكبت والمحاصرة كما الوارثيه, الذي أعلن الجهاد على تتر العصر من بالوعة دار, وعندما عُلق على حبال جرائمه, هتف مصفقوه:" مات بابا... عاشت الحرية"(4).

حكايتنا عن بؤس الحال, وعمن كانوا " في طمطام الغفلة سابحون" (5) وانتخبوهم. كم نصحهم العقلاء:" لاتطعْ كل منّاع للخير معتدٍ أثيم, عتلٍ بعد ذلك زنيم"(6), كما لم ينفع معهم التذكير" من تبسم في وجه ظالم أو أخذ من عطائه, كتب في جملة أعوان الظلمّة"(7) ولكنهم كانوا" كالأنعام بل هم أظلّ"(8).
مشايخهم ظللوهم... رتلّوا عليهم آياتٍ ألقاها عليهم شيطانهم" أفرأيتم (التحالف والائتلاف) والثالثة الاخرى تلك الغرانيق العُلى وان شفاعتهن لتُرجى"(9)......" ورطونا بطائفية وانتخبنا الخدجيّة" .
بعدما احتل " ديكة القن" مقاعدهم البرلمانية في " بيت المجانين " اصبح واحدهم" مضيع بابوج حلكه" كبراً, لم يكن ليتنازل ويكلف نفسه بجرد حساب لناخبيه, همسوا بأذنه: ألم تقل" هاؤم اقرأوا كتابيه,.. اني ملاقٍ حسابيه" ؟(10). لكن بعديش؟! بعد ان " وقع الفاس بالراس"؟
هاهم متمددون على أرائك النعيم, بعدما التهموا " مادرج وطار وسبح بالبحار من أطايب الطعام"(11) تمتموا وسيماء الرضا بادية على محيّاهم :" ياللروعة ! فعلا " الوطن هو أجمل الابتكارات"(12) .
ما كان لأحدٍ ليتجرأ على ايقاظ خدرهم, " فكل يحمل قارورته ويهددنا بأطلاق جني تعصبه بوجوهنا"(13)... زعق أحدهم عندما تداعت الى سمعه نأمة :" ابتعدوا عني ايها البقر! الحياة قصيرة!"(14).
ولما ضج الناس من سوء الحال وصدحت حناجرهم بالاحتجاج, سيّر" في ليلة من ليالي قلقه"(15) على شباب ساحة التحرير محسوبيه ممن " رفعهم الى أعلى الرتب بالأشارة اليهم باصبعه حسب نزوات إلهامه"(16). دقوّا على صدورهم :" نم هانئاً (يا جنرال), سوف ننتهي منهم عندما يكونون قد انتهوا".(17).
عذبّوا شاباً " كان يوزع كلامه على الناس كأنه خبز"(18) وزميلته التي تنهدت مرة قائلة : ""الليلة الماضية شممت رائحة الورد .
- لاتهتمي بذلك. مثل هذه الأشياء تحدث دائما للفقراء من أمثالنا"(19).
وعندما تصاعدت الأنتقادات لسوء الأجراءات وكذب الأتهامات و" تخلق الضحية بأخلاق الجلاد" المقبور, أحد وعاظ الحاكم " راد يكحلها عماها ", مصرحاً كما لو لعقه " ضفدع قابيل"(20) مبررا افعال سيده, انها جاءت " ليس حبا بمعاوية ولكن كرهاً لأبي تراب"(21).
" أجاع الله من أشبعتموه.................... وأشبع من بجوركم أُجيعا"(22)

ايام الفتنة الطائفية 2005 " اختلط حابلهم بنابلهم" وكانت " العكارب تنكط ابكل درب سمهه...وعدنة محسود التلسعة... فرد لسعة"(23) وكانت "الناس التنضح سكر...تتجرع كاس الحنظل"(24), ضحايا " وجوه تسبّح وقلوب تذبح"(25)... همنا على وجوهنا" نركب ثبج البحر, ونعتسف مغارات القفر"(26).
بالكاد توصلنا الى " شيخهم الذي علمهم السحر" مدججاً بحرسه نشكوه سوء الحال. طالبنا بثمن الحماية من الارهاب قائلا وقد جمع الأمرين" تيّه الملوك وأفعال المماليكِ"(27) : " امش(وا) في ظل ناقتي... حسبك(م) بها شرفا"(28). اكتفينا بترديد: " مولانا إنعال عليك... إن عال علينا"(29), فهمها قدر سمك دماغه. قفلنا راجعين والغضب يغلي في عروقنا, نادمين " ندامة الكُسعي"(30) فكانت شكوانا كما " شكوى الجريح الى الغربان والرخَم"(31).

اما حكومتنا العلية, فهي كما عهدناها " مثل ذيل الركة ( السلحفاة), لاتهش ولا تنش", " إيش ما تمسك إتطيغ بغكتو" كما يقول المصلاوي.(32). أحد مسؤوليها الذين " حملته امه كرهاً ووضعته كرهاً"(33) بعدما سمع ظُلامتنا بتوقنا للامان وتحسين الحال, كان " نفسو يتكعبل بالسجادة "(34) . " ختم الاله على لسان عذافِر...... ختما فليس على الكلام بقادر "(35). على مضض وعدنا خيرا وقال " أنطيكم كلام مردانة "(36).
" حسقلها حسقيل"(37) لننتظر ونرى. أحد مرافقيه أسرنّا, بأن عدم اعطاءه التزاما كان بسبب تأخر إيميل " امرأة الفودو " التي تقرأ طالعه بالضغط على خصيتي تيس.
لم تمض ايام قليلة حتى فجر الارهاب حقده الاسود بالأبرياء, " وعاد ذئبٌ يترصدني وفوق نيوبه...... دم اخواني واقاربي وصحابي "(38).
أترانا إمتطينا صهوة الوهم؟, " للعكرب إتعنيت بيدي إلزمتها...حيل وبعد وياي, هاي الردتها"(39). هؤلاء ناس يفزعها غياب الحزن, أما حزننا, " حزنه نجمة سيّارة..... تهلهل حين ظالم ينهدم داره"(40), فنحن نمشي في ظل محبة الوطن المهدم, المنهك, الذي تختنق حواريه بالاوساخ ومحافظ مدينتنا يعقد الصفقات.
" كلشي نلكي بالزبالة
... ما لكينا جروح ذيب... نلكه بس جرح الغزالة"(41)
خطب الشيخ من على منبره, كأن " السموات مطويات بيمينه"(42), كما " كطوز مكعمز على الروشن يسبس هلبة ويشبح لوطه"(43). سلّمنا الى مالك ( خازن جهنم) وحجب عنّا رضوان ( حاجب الجنة), لكن هيهات " كلما حاولوا... سرقة الشمس مني, يفاجئهم ظلي"(44).
إربأ بنفسك يا شيخ, " توق ما تعيب!"(45). " تكول أصلي... تكول أصوم...تكول ما بطّل قيامي
بس سؤال... بس سؤالي
ليش تزعل من يسبّون الحرامي؟"(46)
ان هؤلاء ضلّوا وأضلّوا, واحدهم اذا سال ألحف واذا سُئل سوّف... يسألنا الدعم والاسناد بينما الوهن اخذ منا مأخذا, فقهناك وعرفناك! . " ما أنت نوح فتنجيني سفينته... ولا المسيح أنا أمشي على الماءِ"(47)
يترصدون بنا الغوائل, وليس منهم من يرفع " مصباح آبيل"(48) " لا بصرة لكم"... عساكم في " جحينوم"(49).

1 تفاحة طعمها مرّ.
2 مثل عربي.
3 قصر كافكا معروف بمتاهاته.
4,12,14,15,16,17,19, خريف البطريرك, مائة عام من العزلة, اجمل رجل غريق في العالم, بحر الزمن المفقود/ غابريل غارسيا ماركيز
5,8,10,33,42 آيات قرأنية
6 قرّة العين
7 سفيان الثوري
9 تشير كتب التاريخ اليها بالاية الشيطانية المحذوفة من القرآن:( أفرأيتم اللات والعزى والثالثة الأخرى, الغرانيق العلى...)
11 كتاب الف ليلة وليلة
13 كتاب وهم الأله/ دوكنز
18 الأغواء الأخير للمسيح/ كازانتزاكي
20 لعقة ضفدع قابيل تسبب الهلوسة
21قول ( ابو تراب هو علي بن ابي طالب)
22 الكميت الأسدي
23 الشاعر كاظم اسماعيل الكاطع
24 اغنية سودانية/ محمد وردي
25,26 يليق بك الأسود/ أحلام مستغانمي
27 جمعت أمرين ضاع الحزم بينهما.... تيّه الملوك وافعال المماليك/ علي بن الجهم
28 شعر غير منسوب
29 تورية كلامية
30 مثل عربي قديم والكسعي هو محارب بن قيس, ندم على كسره لقوسه ظنا منه بعدم صلاحيته للصيد, فضرب بندمه مثلا.
31 ابو الطيب المتنبي
32 ايش ما تمسك" اتطيّر بركتو"
34 باللهجة المصرية
35 شاعر من المازنيين
36 بالفارسية تعني كلام رجال
37 مثل عراقي
38 الشاعر محمد مهدي الجواهري
39 دارمي عراقي
40 الشاعر مظفر النواب
41 الشاعر سعد محسن الحسن
43 تعني: قط يجلس القرفصاء على الشباك, يدخن كثيرا وينظر للاسفل.
44 الشاعرة سميرة عزام
45 قول لعلي ابن ابي طالب
46 الشاعر عماد المطاريح
47 ابو رشيق القيرواني
48 مصباح راهب لسالك السبيل
49 كلمة عبرانية تعني وادي جينوم وهو وادٍ حول القدس يدعى اليوم بوادي الربابي/ جواد علي الطاهر, المفصل في تاريخ العرب قبل الأسلام.



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتضار المحاصصة, بارقة أمل !
- يوم الحرمة العالمي بين الجدِ والهزلِ
- ... ما لجرح اذا أرضاكم ألم (عن الافتراءات على زيارة وفد منظم ...
- عندما قتل الحرس القومي عفلقا شر قتلة !
- عاشت تمبكتو حرة أبيّة
- فضيحة المحاصصة الاخلاقية
- أكثر ما يجيده الاسلاميون !
- دولة القانون... العشائري !!!
- جيشنا- مشكلة مأسسة... تعدد ولاءات !!!
- المسألة اكبر من بذرقة حجيج
- شعواط فسادهم
- صنوان مهدا لعملية الهروب الكبرى
- حل الازمة السياسية بين عصا جلال الطالباني وطيبة احمد طيب ارد ...
- عن شرعية تشبثهم بالسلطة ومشروعية سياساتهم
- حجب الحريات وسفور ايديولوجيا الاقصاء
- هل التهام جني كانيبالزم ؟
- عضني من علباتي... عضيته من اذانه !
- مبادرات نوعية... تردد مجتمعي
- تصريحات المالكي - نفخ في بالون ام انعطافة سياسية ؟
- السقوط عن صهوة اللسان


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - إرتكابات الزمن المرّ