أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مجدى زكريا - توقير التماثيل - موضع نزاع














المزيد.....

توقير التماثيل - موضع نزاع


مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 4057 - 2013 / 4 / 9 - 13:52
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


فى مكان ما من بولندا , يكاد رجل يكون جاهزا لرحلته. ولكن , لكن يجب ان يعتنى بعد بأحد التفاصيل المهمة. فيركع امام تمثال ليسوع , يصنع تقدمة , ويصلى لاجل الحماية خلال اسفاره.
وعلى بعد الاف الاميال , فى بانكوك , تايلند , يمكنكم ان تشهدوا المهرجان الاول للدورة السنوية البوذية , فى وقت البذر فى ايار , وخلال المهرجان , يحمل تمثال البوذا فى موكب ويطاف به فى الطرقات.
لا بد انكم تدركون ان توقير التماثيل , كما هو موصوف الان , واسع الانتشار. وحرفيا ينحنى ملايين الناس امام التماثيل. ولالاف السنين جرى اعتبار التماثيل طريقة مهمة للاقتراب اكثر الى الله.
ماذا تعتقدون بشأن استعمال التماثيل فى العبادة ؟ وهل توقير التماثيل صواب ام خطأ ؟ كيف يشعر الله بشأن ذلك ؟ وهل هناك اى دليل على انه يقبل عبادة كهذه ؟ ربما لم تولوا شخصيا اسئلة كهذه الكثير من التفكير. ولكن , اذا كنتم تقدرون امتلاك علاقة بالله , يلزم ان تحصلوا على اجوبة.
على نحو لا يمكن انكاره , لم يكن ذلك بالنسبة كثيرين مسألة يسهل حلها. وفى الواقع , كان ذلك موضوع نزاعات حادة وأحيانا عنيفة لالاف السنمين. على سبيل المثال , قديما فى السنة 1513 قبل الميلاد, دمر القائد العبرانى موسى تمثالا ذهبيا لعجل , وأعدم بالسيف نحو 3,000 رجل كانوا يوقرونه.
لم تكن المقاومة الشديدة لاستعمال التماثيل مقتصرة على اليهود. فقد حفظ المؤروخون العالميون القدماء اسطورة تاكموروب , حاكم فارسى يقال انه شن حملات شاملة ضد توقير التماثيل قبل موسى بمئات السنين. وفى الصين يذكر ان ملكا اسطوريا قديما اطلق هجونا عسكريا ضد تماثيل مختلف الالهة. وبعد ان دمرت التماثيل , ندد بتوقير الالهة المصنوعة من الطين بصفتها حماقة. وفى ما بعد , عندما كان محمد ما يزال طفلا , كان هنالك عرب يقاومون استعمال التماثيل فى العباد. ونأثيرهم فى محمد ساهم فى موقفه من الصنمية فى السنوات اللاحقة. ولكنه روج للعبادة الصنمية بتوقيره الحجر الاسود والطواف حول الكعبة.
وحتى فى العالم المسيحى , قاوم اشخاص دينيون بارزون للقرن الثالث , الرابع , والخامس بعد الميلاد , مثل ايريناوس , اوريجانوس , اوسابيوس الذى من قيصرية , ابيفانوس , وأوغسطين , استعمال التماثيل فى العبادة. ونحو بداية القرن الرابع بعد الميلاد , فى الفيرة , اسبانيا , صاغت مجموعة مكن الاساقفة عددا من القرارات المهمة ضد توقير التماثيل , فأنتج مجمع الفيرة الشهير هذا حظر التماثيل فى الكنائس واقامة عقوبات قاسية ضد عبدة التماثيل.
اعدت هذه التطورات الطريق لاحد اعظم النزاعات فى التاريخ : نزاع تحطيم الايقونات فى القرنين الثامن والتاسع : ويذكر احد المؤرخين ان هذا " النزاع المرير دام قرنا ونصفا , وسبب الما غير محدود " وأنه كان احد الاسباب المباشرة للانقسام بين الامبراطو الامبراطورتين الشرقية والغربية. "
شملت هذه الحركة ضد التماثيل نزع وتدمير التماثيل فى كل انحاء اوروبا. وجرى تنفيذ قوانين ىعديدة ضد التماثيل للقضاء على التماثيل فى العبادة. وصار توقير التماثيل قضية سياسىة حادة حملت الاباطرة والبابوات , القواد والاساقفة على دخول حرب لاهوتية حقيقية.
كان ذلك اكثر من مجرد حرب كلمات. تذكر دائرة معارف مطبوعات الكتاب المقدس اللاهوتية والكنسية , لواضعيها مكلنتوك وسترونغ , انه بعد ان اصدر الامبراطور ليو الثالث مرسوما ضد استعمال التماثيل فى الكنائس , كان ان الشعب " ثار بأعداد هائلة ضد المرسوم , والاضطرابات العنيفة , وخصوصا فى القسطنطينية. " صارت حادثة يومية. وأنتج التصادم بين البقوى الامبراطورية والشعب احكام اعدام ومذابح. وجرى اضطهاد الرهبان بوحشية. وبعد مئات السنين , خلال القرن ال16 , حدث عدد من المناقشات العامة فى زوريخ , سويسرا , فى قضية التماثيل فى الكنائس. ونتيجة لذلك , جرى سن قانون يطالب بنزع كل التماثيل من الكنائس. واشتهر بعض المصلحين بادانتهم الشديدة والعنيفة غالبا لعبادة التماثيل.
وحتى اليوم هنالك انشقاق واسع بين اللاهوتيين العصريين فى ما يتعلق باستعمال التماثيل فى العبادة. والمقالة القادمة ستساعدكم على تقييم ما اذا كان يمكن للتماثيل ان تساعد الانسان حقا على الاقتراب اكثر الى الله.



#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما معنى ان يدير المرء الخد الاخر ؟
- مشاعر الذنب - هل هى سيئة دائما ؟
- لماذا الخوف من اله المحبة ؟
- هل الخوف ردئ دائما ؟
- كتاب حرم كتبا اخرى
- صفحة واحدة تخترق الظلمة كنجم
- افرح بامرأة شبابك
- استفيدوا من حياتكم الى اقصى حد
- الجميع يستفيدون من الرياضيات
- ماذا نتعلم من الاطفال ؟
- الالغاز الالهية وقصد الله
- كيف تنشط ذاكرتك ؟
- الغراب الأسحم - ماذا يميزه ؟
- ماذا يساعد على فهم الكتاب المقدس ؟
- الكتاب المقدس - متعة بين يديك
- الايمان بالنبوات يحفظ الحياة
- الرجل الحسود
- من هو حقا الانسان الروحى (2 - 2)
- البحث عن الحاجات الروحية ( 1 - 2)
- من هو الرئيس المثالى لأيامنا ؟ (2 - 2)


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مجدى زكريا - توقير التماثيل - موضع نزاع