أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خليل البدوي - امسكني أن استطعت!!














المزيد.....

امسكني أن استطعت!!


خليل البدوي

الحوار المتمدن-العدد: 4057 - 2013 / 4 / 9 - 13:51
المحور: المجتمع المدني
    


نشر الشاب الأمريكي (ويليام) مذكراته في عالم النصب والاحتيال في كتاب اسماه (امسكني إن استطعت).
وفي العادة إن الكتب التي تحقق أعلى نسبة مبيعات هي التي تحكي سيرة رؤساء الدول ورؤساء الإمبراطوريات المالية والاقتصادية والمشاهير لكن كتاب (أمسكني إن استطعت) عكس القاعدة! فهو كتاب يحكي سيرة أكبر النصابين الذي نصب على ستة وعشرين دولة فقط.
ولاقى هذا الكتاب رواجاً كثيراً مما لفت انتباه احد المخرجين الذي عرض على (وليام) إخراج فيلم سينمائي يحكي قصصه في عالم النصب والاحتيال أطلق على الفيلم نفس اسم الكتاب.
وإن كان هذا الكتاب قد حقق نسبة مبيعات عالية، فإن الفلم أيضاً حقق أعلى نسبة مبيعات في التذاكر.
ولد وليام عام 1948 وعندما أصبح مراهقاً قادراً على القيادة منحة أبوه بطاقة ائتمانية من أجل الصرف على الوقود، لكن وليام كان بحاجة إلى السيولة المالية من أجل الصرف في أمور أخرى غير الوقود! فأستعمل قدراته وتوصل لطريقة يحصل خلالها على المال فأصبح يشتري الوقود من المحطات بالبطاقة الائتمانية ويبيعه على المحطات الأخرى مقابل مبلغ نقدي.
هكذا كانت بدايات وليام مع عالم النصب أخذ فترة يستطيع الحصول على المال قبل أن يكتشف أبوه الخدعة ويوبخه بشده لكن التوبيخ.
وكلما كبر وليام كل ما تتسع دائرة احتياله، وكانت خطوته الثانية فتح أول حساب له في البنك بعد أن اكتشف أن هناك خلل في النظام البنكي.
فعندما كتب له صديقة شيك صرف البنك الشيك مع أن الرصيد كان ينقص قليلاً عن الموجود في الشيك لم يرد البنك ذلك الشيك بل أرسل له بعد فترة انذاراً يطالبه بالبمبلغ المستحق عليه من فرق صرف الشيك، وغفل البنك غلق حساب ويليام، وقد استغل وليام هذا الخلل فراح يكرر العملية مع هذا البنك ومع بنوك أخرى إلى أن اكتشف البنك هذا الاحتيال فأقفل حسابه!
كان ويليام يتمتع بشخصية قادرة على الإقناع لذا قرر تغيير مسار طريقته فانتحل شخصية معيد في جامعة كولومبيا بعد أن زور شهادة جامعية استطاع بموجبها الحصول على وظيفة في مكتب المدعي العام للدولة.
ويالها من مفارقة حتى المدعي العام للدولة لم ينج من نصب هذا المحتال.
بعد ذلك انتحل وليام وظيفة طبيب أطفال واستمر بعمله في المستشفيات لمدة عام كامل.
ثم غير مهنته مدعياً انه طيار واستطاع الحصول على وظيفة في شركة طيران والتي من خلالها استطاع أن يتجول إلى الدولة التي يريد على حساب الشركة (التذاكر والطعام والشراب والإقامة مع كل المصاريف)، في هذه الدول مجاناً.
بعد فترة بدأت الدول تنشر صور وليام كمطلوب في عمليات نصب واحتيال، وخلال إحدى رحلاته إلى فرنسا استطاعت الشرطة التعرف عليه فقبضت عليه وفوراً أعلنت 12 دولة أنها تريد محاكمته على قيامه بعمليات نصب واحتيال! وتم الحكم عليه في فرنسا بالسجن لمده ستة أشهر ثم رحل إلى السويد كمطلوب فيها، وحكم عليه بالسجن لسنة واحدة، ومن حسن حظه أن القوانين السويدية تقضي بترحيل المتهم لدولته بعد انتهاء محكومتيه لذا رحل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وفي الطائرة أثناء الترحيل حدث ما لم يكن في الحسبان فقد ادعى انه بحاجة لدورة المياه حيث اكتشف هناك وجود ممر في أسفل الطائرة لمرور أنابيب الصرف الصحي، فقام بإزالة المغسلة والجلوس تحتها حتى هبوط الطائرة، وفي تلك اللحظات جن جنون الشرطة المرافقين لوليام! حيث بحثوا عنه في كل مكان ولم يعثروا عليه.
وفي المساء غادر الطائرة من خلال فتحة العجلات، واستقل سيارة أجرة وسافر إلى مدينة مونتريال الكندية حيث كان يحتفظ هناك بصندوق أمانات فأخذ المبلغ بغية السفر للبرازيل حيث أن هذه الدولة لا تشملها اتفاقية تبادل المجرمين لكن لسوء حظه العاثر تعرف أحد أعضاء فرقة الخيالة الكندية عليه وألقي القبض عليه ليعاد تسليمه إلى الولايات المتحدة وهناك حوكم وسجن لمدة 12عام، لكن الحظ ابتسم له من جديد فبعد سنوات قليلة أطلقت الشرطة سراحه بشرط أن يساعدها في كشف جرائم الاحتيال التي زادت تلك الفترة.
عمل وليام مع الشرطة ثم قدم استقالته وبعد ذلك قرر الاستفادة من خبراته الطويلة في عالم النصب والاحتيال وتقديمها للآخرين فافتتح مكتباُ خاصاً للمحاماة للاستشارات الأمنية (مدعياً أنه محام).

الغريب في هذه القصة أنها تنطبق جملة وتفصيلاً عما يحدث في العراق الآن فالنصب والاحتيال والتزوير وانتحال الصفة والفساد المالي والإداري يقوم به عدة (ويليامـ.. ات)، وبدون أي مسائلة لا داخل الدولة ولا خارجها، كونهم تحت غطاء مسؤولين متنفذين في الدولة، ولكن لسان حالهم يقول: حتى لو أمسكت بي فحاسبني إن استطعت!!



#خليل_البدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -من تعرف كيف تدير منزلاً ستعرف كيف تدير البلاد-
- عيد رأس السنة البابلية الآشورية (الأكيتو) وبشرى سارة للشعب ا ...
- الكذب مفتاح الفرج
- رحلة ابن بطوطة للبصرة
- أين ساعات البصرة ؟
- أبو صابر وغسان كنفاني والضحك على الذقون
- المعري بين رسالة الغفران ودعايات انتخابات مجالس المحافظات
- أبو صابر بين الماغوط و أرسطوفانيس ونائبات البرلمان
- أبو صابر والبرلماني فيكتور هيجو
- عندما يذهب جلد الشاعر ابن الرومي للدباغ
- أبو صابر وربابة بشار بن برد
- حوار مع ابو صابر حول الأدب الساخر
- الحمار حمار حتى ولو نهق طول النهار
- إعادة التدوير/ التقاء البيئة مع الاقتصاد
- التدوير الوظيفي
- التعذيب وأدواته في العصور الوسطى
- حمار عراقي يحصل على الجنسية الامريكية
- مراسم زواج حمار وحمارة
- مؤتمر دولي للحمير في القاهرة


المزيد.....




- الأمم المتحدة تعلق على مقتل مراسل حربي روسي على يد الجيش الأ ...
- مسؤولون في الأمم المتحدة يحذرون من مخاطر ظهور جبهة جديدة في ...
- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خليل البدوي - امسكني أن استطعت!!