أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - مجدى زكريا - ما معنى ان يدير المرء الخد الاخر ؟














المزيد.....

ما معنى ان يدير المرء الخد الاخر ؟


مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 4057 - 2013 / 4 / 9 - 02:34
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


قال يسوع فى موعظته الشهيرة على الجبل : " لا تقاوموا الشرير , بل من لطمك على خدك الايمن , فأدر له الاخر ايضا ". - متى 5 : 39.
فماذا قصد بقوله هذا ؟ هل كان يحض المسيحيين الا يحركوا ساكنا حين يتعرضون للأذية ؟ وهل يتوقع منهم ان يتألموا بصمت ويرفضوا طلب الحماية القانونية ؟
لكى نفهم ما قصده يسوع , ينبغى ان نتأمل فى سياق كلماته ومن كان سامعوه. ففد استهل مشورته المقتبسه اعلاه بما كان اليهود يعرفونه من الاسفار المقدسة , قائلا : " سمعتم انه قيل : عين بعين وسن بسن ".
ترد هذه الكلمات التى اقتبسها يسوع فى سفر الخروج واللاويين. ومن الجدير بالملاحظة ان عقوبة العين بالعين المشار اليها لم تطبق انسجاما مع شريعة الله الا بعد مثول المتهم امام الكهنة والقضاة الذين يزنون الظروف المحيطة بالاساءة ودرجة تعمدها.
ولكن مع مرور الوقت , اساء اليهود تطبيق هذه الشريعة. ففى القرن التاسع عشر , ذكر المعلق على الكتاب المقدس ادم كلارك : " يبدو ان اليهود اتخذوا من هذه الشريعة ( العين بالعين والسن بالسن ) ذريعة لتبرير مشاعر الاستياء الشخصية وكل التجاوزات المرتكبة بدافع الاخذ بالثأر. وغالبا ما انتقم من الجانى شر انتقام ورد له الصاع الف صاع ". غير ان الاسفار المقدسة لم تسمح للمرء بأن يثأر لنفسه.
فتعليم يسوع ان يدير المرء الخد الاخر فى الموعظة على الجبل عكس المغزى الحقبقى للشريعة المعطاة من الله لاسرائيل. فهو لم يقصد انه فى حال ضرب احد اتباعه على جانب من وجهه , عليه ان يحول الجانب الاخر. وفى ازمنة الكتاب المقدس , كما هى اليوم فى الغالب , لم يكن الهدف من الصفعة الحاق الاذى الجسدى بالطرف الاخر , انما اهانته بنية استفزازه وحمله على المواجهة.
اذا عنى يسوع كما يتضح انه عندما يحاول احد جر الاخر الى المواجهة بلطمة حرفية او عن طريق السخرية اللاذعة , على الشخص المهان ان يتجنب الرد بالمثل. عوضا عن ذلك , ينبغى ان يحاول تفادى الدخول فى حلقة مفرغة من مبادلة السوء بالسوء.
وكلمات يسوع تشبه الى حد كبير كلمات الملك سليمان : " لا تقل : كما فعل بى هكذا افعل به. أرد على كل واحد مثل عمله ". ( امثال 24 : 29 ) فأتباع يسوع يديرون الخد الاخر بمعنى انهم لا يدعون الاخرين يدفعونهم الى خوض تحد او عراك.
لا يعنى تحويل الخد الاخر ان المسيحى لن يدافع عن نفسه فى حال تعرض لهجوم عنيف. فيسوع لم يقل الا ندافع اطلاقا عن انفسنا, بل قصد الا نهاجم بعدوانية او نسمح بأن نجر الى الانتقام. وفيما تقتضى الحكمة الانسحاب كلما امكن تفاديا للشجار , من المناسب ان نتخذ الاجراءات اللازمة لحماية انفسنا ونطلب المساعدة من الشرطة عندما نقع ضحية جريمة ما.
فلا يتوقع من المسيحيين ان يديروا الخد الاخر متلقين الاساءة بخنوع , بل يتخذون اجراءات قانونية دفاعا عن انفسهم.
وقد طبق اتباع يسوع الاولون هذا المبدأ تطبيقا ملائما بالدفاع عن حقوقهم المشروعة. على سبيل المثال , استفاد الرسول بولس من النظام القضائى فى زمنه لحماية حقه القانونى. فخلال جولة كرازية فى مدينة فيلبى , اعتقلت السلطات المدنية بولس ورفيقه فى العمل الارسالى سيلا واتهمتهما بمخالفة القانون. ثم تعرض الرسولان للضرب بالعصى علانية وألقيا فى السجن دون اية محاكمة. ولكن حين سنحت الفرصة , طالب بولس بحقوقه كمواطن رومانى. ولما علم المسؤولون انه يحمل الجنسية الرومانية , تخوفوا من العواقب وتوسلوا الى بولس وسيلا ان يغادرا المدينة دون اثارة المتاعب. وعلينا ان نبقى فى الذهن ان الانتقام لله. - روما 12 : 17 - 19.



#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاعر الذنب - هل هى سيئة دائما ؟
- لماذا الخوف من اله المحبة ؟
- هل الخوف ردئ دائما ؟
- كتاب حرم كتبا اخرى
- صفحة واحدة تخترق الظلمة كنجم
- افرح بامرأة شبابك
- استفيدوا من حياتكم الى اقصى حد
- الجميع يستفيدون من الرياضيات
- ماذا نتعلم من الاطفال ؟
- الالغاز الالهية وقصد الله
- كيف تنشط ذاكرتك ؟
- الغراب الأسحم - ماذا يميزه ؟
- ماذا يساعد على فهم الكتاب المقدس ؟
- الكتاب المقدس - متعة بين يديك
- الايمان بالنبوات يحفظ الحياة
- الرجل الحسود
- من هو حقا الانسان الروحى (2 - 2)
- البحث عن الحاجات الروحية ( 1 - 2)
- من هو الرئيس المثالى لأيامنا ؟ (2 - 2)
- البحث عن رئيس مثالى (1 -2)


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - مجدى زكريا - ما معنى ان يدير المرء الخد الاخر ؟