أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الناصر لعماري - الله , الدين و غباء البرهان















المزيد.....

الله , الدين و غباء البرهان


الناصر لعماري

الحوار المتمدن-العدد: 4055 - 2013 / 4 / 7 - 19:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


*كنت انوي عنونة هذا المقال ب"استحالة البرهان" مستشهدا بابريق شاي برتراند رسل الشهير , لاكن و بعد تفكير وجدت ان الصراع الفكري و السجال الدائم حول الاديان و اللادينيه و الالحاد واقع في مئزق منطقي رهيب , فمن ناحيه الاديان نجد ان المتدين (فالغالب الاصوليين منهم او الارثودوكسيين) يفزون قفزه منطقيه واسعه عندما يتصورون انه وقعوا على اثبات لوجود الله (و هو المستحيل عقلا بنظر الكاتب) الى انهم على المله و الديانه و الطائفه الصحيحه ,مهما كانت تلك الطائفه .....و نجد على الناحيه الاخرى ملحدا الحادا تاما تسائله عن سبب الحاده تجده يعدد اخطاء الدين الذي كان عليه مثلا : محمد كان غازيا و الاسلام سمح بالعبوديه و السبي الخ الخ , او المسيحيه تزوج ضحية الاغتصاب للجاني (حقيقه ابحثوا عنها) و تامر بالمذابح في العهد القديم , او ترى الحجج العلميه التي قضت على الاديان تماما بدائا من التطور الاحيائي الى الفيزياء و الكونيات او علوم الجيلوجيا و الطقس ايضا لانها فسرت الخوف الازلي للانسان من الطبيعه ...... لاكن احدا من الطرفين لا ينتبه الى المغالطه المنطقيه العظيمه في دمج الدين مع الخالق او الصانع (بكافة الاشكال غير الموجود في ذلك الدين) , لا يعلمون ان الاثبات لكل منهما واجب ان يكون على حدا و عبىء البرهان يختلف حامله بين حالة و اخرى , و سوف اناقش في مقالي هذا امكانية و عبىء البرهان فيما يخص كلا من الاديان و اصل الوجود على حدا .


** اصل الوجود , الماده, الله و ما بينهما : ان اثبات وجود تصور من تصورات اصل الوجود يتطلب تفسيرا لكل صفه يتصف بها تصورك , فمثلا ان قلت ماده و سكت هذا ليس وصفا بل هو لا يزال مجرد فرض , و ان قلت خالقا و سكت لايزال هذا فرضا , و الفرض يبقى فرضا طالما انت لم تقل انك تعلم ان فرضك هو حقيقه 100% , عندها انت مطالب بان تاتي باسلوب معرفتك , و صفات فرضك بتوضيح كامل و استعداد للاجابه عن اي سؤال يطرح عليك بخصوصه بدون تناقض او تهرب فلسفي (حكمه لا يعلمها الا هو = تهرب من عدم قدرتك على الاجابه بان تلقي السائل في حلقه مفرغه من المجهولات) ..... و لكن هل يمكن فعليا اثبات اصل الكون بالمطلق , سواء ماده او صانع مجردين , هذا مثل محاولة اثبات وجود او عدم وجود وحيد قرن (لا يحس و لا يشم و لا يرى و لا اثر له تماما) يقف بجانب السرير الذ تنام عليه لا يتحرك ... فانت لا يمكنك ان تنفي قطعا وجوده او تؤكده ابدا , و كذلك انت لا يمكنك او تنفي و تؤكد قطعا ان اصل الكون ماده او صانع , لانك لا يمكنك معرفة الجواب بما نملك حاليا من ادوات المعرفه او قدرات عقل , لان العقل لا يمكن ان يذهب بك ابعد من من ان للكون سببا اولا , و حتى هذه هناك من يعترض عليها , بالاضافه الى ان العقل ليس اداة قياس ثابته بعيده عن التاثيرات الخارجيه , فان التلقين و التعليم و الجينات تلعب دورا في قدرة العقل البشري على التحليل و الاستنباط او حتى الخروج من الانماط و القوالب الفكريه التي يوضع فيها قسرا عند ولادته احيانا و احيانا بضغط مجتمعه ..............و كما ترى عزيزي القارىء مما تقدم استحالة المعرفه الفعليه لسبب الوجود , و ضرورة وجود سبب لا تعني ان ما تلقنته من مدرسيك او ما ذهبت اليه نفسك صحيح , بالتالي كل من يتقدم بوصف معين او يجزم باحد الخيارين لا يمكن الا ان يكون هو فعلى هذا يقع عبىء الرهان , سواء كان ادعائه عن الماده ام كان صانعا او الها (متدخلا غير متدخل متعددا او واحد) ...و كما اتضح نرى ان عبىء البرهان في مسئلة اصل الكون ليس على من ادعى او افترض فقط , بل على من يلغي اي حتمال اخر ويجزم بشيء معين او اله محدد فقط.


***الدين : ان اثبات الدين عبئه يقع كاملا على المتدين بما لاشك فيه ,لانه هو هنا صاحب الادعاء المحدد و الجزم الاكيد , فيجب عليه اثبات على اي اساس قام بهذا الاختيار (و لا عزاء لمن يعرف عقلا انه لا يمكن ان يكون هناك صحيح الا ما ولد عليه و وجد عليه ابائه و تلقنه من نعومة اظافره , مهما كانت درجة ايمانه و قناعته فان عقله ملوث بالتلقين الديني و يجب عليه الخضوع قواعد الاستنباط و الاستنتاج السليمه و تقديم الادله التي هي تدل على ما يدعوا اليه تحديدا و لا يستخدم حجج محاولة ايجاد احتمال وجود صانع للكون للقيام بقفزه منطقيه لولبيه الى ما تلقن من الصغر)..........و الدين حالته مختلفه عن سبب وجود الكون المجرد , فالدين لديه تعاليم واضحه تزعم انها اخلاقيه , لديه وصف واضح للاله المطلوب تبجيله , و تعد بوعود محدده و تقوم بالجزم بما بعد الموت ايضا و لا تقتصر على ما بعد الحياه , و لا ننسى المعجزات المزعوم حصولها و احداث كبيره و كارثيه حصلت في اماكن محدده او يمكن تحدديها ( لا املك الا تذكر كريستوفر هيتشنز في هذه اللحظه و مقولته الشهيره " الدين هو سيد الادعائات المبالغ فيها و الوعود الكاذبه). تلك الادعائات التي يقوم بها الدين لا يمكن باي شكل من الاشكال رميها على ايمان او ما ورائيات , لانها ادعائات ماديه بحته ومحدده و لابد لها من اثر في الكره الارضيه لانه المفروض انه الهدف منها الهدايه و ان يدلنا عليها العقل لنستدل على الله ..... هذا بالاضافه الى ما ذكرناه فالفقره السابقه من المقال من ضرورة ان يقدم كل من يجزم بوجود اله معين دليلا يدل على ما وصف هو بالذات , و لا يدل على اخر , و هذا يترتب عليه ان يعرف صاحب الدين الهه تعريفا كاملا قابل للنقد و التحقيق , و يقدم دليله الكامل على الهه و على دينه بالذات (في حالات زي البراهميه و السيخ او الاديان الابراهيميه).

و في الختام نلخص ما تقدم في النقاط الاتيه :

-لا يمكن الاستدلال على وجود اله او عدمه من سقوط دين , و لا يمكن الاستدلال على صحة دين فقط في حال اثبات وجود صانع للكون .

- سبب بداية الوجود بشكل مجرد من اي معاني مضافه لا يمكن الا ان يكون افتراضا يحتمل الخطىء و الصواب بشكل متكافىء , و على من يقوم بالجزم باي احتمال ان يقدم الدليل , سواء كان جزمه للاله او للماده , فعليه ان يقدم اسلوب توصله لتلك المعرفه الاكيده للعامه ليتعرض للنقد و التحليل , و عليه ان يتقبل النتيجه عن ذلك .

- عبىء برهان الدين يقع بالكامل على المتدين , حيث ان الدين لديه ادعائات ماديه ممكن فحصها و يقوم بالجزم الاكيد لوجود اله بمواصفات معينه و رغبات محدده بالاضافه الى ادعائات ما بعد الموت , و على المتدين كما فالسابق ان يقدم تدليلا كاملا على كيفية وصوله لمعرفة الاله بصفاته المحدده في دينه , و كيفية ربطه مع الدين , و على صحة الدين بحد ذاته باسلوب يميزه عن مشابهاته من الاديان او وجدت .



#الناصر_لعماري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوجه التشابه بين ولادة المسيح و ولادة كريشنا
- الله والفيزياء الحديثة
- الإنسانوية : فلسفة الإرتقاء بالإنسان
- الدين وما أدراك ما الدين
- كلمة أقتلوهم التى جاءت فى القرآن ......!
- الاصل التاريخي لمفهوم جهنم
- قصةُ المرأة في الإسلام
- لماذا تتعدد الأديان وما سبب الاختلاف بين أتباعها؟
- صيغة مختلفة لسورة الفاتحة
- الدين : النشأه و التطور التارخي
- تعدد الزوجات وتعدد الأزواج
- هل الأطفال يولدون مؤمنين بالله؟
- عنصرية الإسلام
- الجن
- يوم القيامة
- عزيزي المسلم لماذا إنت متخلف ؟
- المثلية في الاسلام (حلال)
- مقولات إنسانوية
- قبل الانفجار العظيم
- الفاتيكان لا يختار إلا ذوي السوابق


المزيد.....




- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الناصر لعماري - الله , الدين و غباء البرهان