أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - هيمنة ..أم تأهيل














المزيد.....

هيمنة ..أم تأهيل


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 4055 - 2013 / 4 / 7 - 19:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في الدين ,كما السياسة , غالبا ما تبنى المقولات على مقدمات مضللة, تتباين فيما بينها بقدر المبطن والمتواري من النوايا, ولكن تتفق في انها تقودنا مباشرة الى نتائج غير قابلة للتفاوض, ولا حتى للتساؤل..وعلى هذا الاساس قد نفهم المغزى من البيان المذيل بتوقيع العشرات من العلماء والدعاة في المملكة العربية السعودية والذي يطالبون فيه بفصل الإدعاء عن وزارة الداخلية وإقالة وزير العدل.
فالبيان, كغيره من الدعوات, ينطلق من مثابة ان هذه الدعوة هي"أداءً للواجب الشرعي الذي أخذه الله جل وعلا على أهل العلم ببيان الحق وعدم كتمانه", ليصل بنا الى نتيجة ان هذا الحق لا يكتمل الا من خلال " اشتراط التأهيل الشرعي لمن يتولى القضاء", فيما يعد تهذيبا لغويا للهدف النهائي وهو استكمال هيمنة المؤسسة الدينية على القضاء من خلال التسلط على جميع مراحل التقاضي "ضماناً لتطبيق المحاكم لأحكام الشريعة الإسلامية".. وترصينا لموقع المملكة "المتقدم" في"خاصة في مجال القضاء"، وفي عبارة زجر وارهاب اخيرة" وهو ما اجتمعت عليه كلمة أولي الأمر من العلماء والأمراء منذ قيام هذه الدولة وحتى الآن".فالرسالة التي من المحتم ان تصل للمواطن من هذا البيان بان الاعتراض على مثل هذا المسعى سيضعه تحت طائلة التناقض المطلق مع "الحق"و"احكام الشريعة الاسلامية"..والاهم تحمله مسؤولية ما ينتج عادة عن الخروج عن اجماع"اولي الامر من العلماء والامراء"
ولكن هذا الوعد والوعيد قد لا يكون كافيا للتستر على المآخذ الكثيرة التي قد تطال القضاء الشرعي في المملكة من خلال الخلل البنيوي الاصيل في عدم اعتماده على نصوص مقننة واضحة ومكتوبة ومعلنة , والاهم.. المتفق عليها بين جميع الاتجاهات القضائية والشرعية والقانونية كشرط اساس لحماية وازدهار العدالة وتثبيت الامن والاستقرار في المجتمع..
فلن يكون تجنيا لو اشرنا الى العديد من السوابق, التي امتلأت بها وسائل الاعلام, والتي تقابل بالنقد والانتقاص العديد من الاحكام التي صدرت عن بعض القضاة المتحصلين على"التأهيل الشرعي"من قبل قضاة ودعاة آخرين يتمتعون بحق ادعاء نفس التأهيل , فليس من النوادر ,وتحت كل ذلك التشابك المربك ما بين الاجتهادات الفقهية, ان نجد قاضيا شرعيا يصدر حكما ما نتيجة موافقته لآليات معينة في الاستنباط والاحتكام الشرعي, يدحض ويرد من قبل آخرين بناء على أجتهادات واستنباطات اخرى..
كما ان "التاهيل الشرعي"في ظل غياب التنصيص القانوني الواضح لا يمنع بعض الهفوات-الاقرب الى الظلم-الذي قد تعتري بعض الاحكام التي تثير الغبار بين الحين والآخر على المنظومة القضائية السعودية وتشير الى ان ذلك التأهيل غير كافٍ لمنع الشطط والتكلف عن بعض القرارات, فنحن, وان كنا غير "مؤهلين".. لا نحتاج الى لحية كثة وجلباب قصير لنعرف ان حكم اشلال الشاب علي الخواهري-مثلا- يتعارض مع اشتراط الامن من الحيف في استيفاء القصاص,ولن يكون تدخلا في القضاء السعودي لو المحنا –ومعنا اهل الخبرة من فقهاء الطب-الى ان المماثلة في الاسم والموضع غير متوفرة –ان لم تكن مستحيلة- في هذه الحالة مما يسقط ويوجب الدية.وان القاضي كان عليه ان يستنبط من حكم الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين في وجوب الدية في حالة قلع الاعور عين الصحيح الممائلة لعينه الصحيحة وغيرها من الفتاوى , المرونة التي كانت لتجنب المملكة العربية السعودية وقضائها الشرعي كل تلك الانتقادات الواسعة التي طالتها من العديد من دول العالم ومنظمات حقوق الإنسان.
ان التعامل مع هذه القضية, وغيرها, من خلال منظومة قضائية تعتمد النصوص القانونية حتى تكون ظاهرة وساطعة كي يسهل تطبيقها والاستناد إليها ودراستها و البحث فيها والتي لا يجوز تأويلها إلى مدلول غير مدلولها الواضح , والتي يسهل تحديدها من حيث الموضوع و التحقق من مدى انطباقها على الحالات العملية المختلفة..وعدم الاكتفاء بفهم القاضي الذاتي للحالة ومدى قدرته على التنقل بين الاجتهادات الفقهية التي قد لا تتطابق بالضرورة مع معتقدات الاخرين مما يمكن نظريا-وعمليا على الاغلب- صدور حكمين متناقضين لنفس الحالة القضائية من قبل نفس المنظومة القضائية..
يورد الباحث عبدالله سلمان العودة ان أهم الملاحظات التي قدمتها إحدى الدراسات الغربية عن سبب تخوف الاستثمارات العالمية في المملكة العربية السعودية هو عدم تأكدها من وجود أنظمة واضحة في كل فروع التجارة كالعقود وغيرها.. أياً يكن مصدر هذه الأنظمة.. وافتقار القضاء لعنصر التوقع فلا يمكن أن تستقر العقود والشركات والمؤسسات والتعاملات الدولية مثلاً مع وجود الجهة القضائية التي لا يمكن التوقع بحكمها وقضاءها في الشؤون المختلفة.
وهذا ما قد يبرر الحاجة الفعلية الى اصلاح النظام القضائي السعودي, من خلال اطلاق سلسلة من التشريعات القانونية المنظمة للتقاضي المستند على النصوص المحددة الواضحة, وعدم الاعتماد على الفتفسير المغلق الاحادي للنص حتى لو كان هذا "ما اجتمعت عليه كلمة أولي الأمر من العلماء والأمراء منذ قيام هذه الدولة وحتى الآن".



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جهاد النكاح..ما الغريب
- اللجان التفاوضية ومشكلة التمثيل
- صراعات قد لا تحل بالعصي
- لا حياد مع الارهاب
- تقية جون كيري
- جحر واحد وعشرات اللدغات
- القرضاوي..في خريفه
- سيدي رئيس مجلس النواب..لم تكن موفقا
- حديث الاستقالة
- مأزق المثقف تحت ظلال المنابر
- عمائم ملونة..افق كالح
- الشعار..بين الواقعية والتلفيق
- نأمل بالحب..
- اسرائيل العدو..اسرائيل الصديق
- ثقافةالحوار..ومسؤولية المثقف
- الكلمة..مسؤولية
- حادث متوقع..تصرف متعجل
- انتخابات جديدة..وعود قديمة
- حرب الاصفار
- مدينة على شفا قطرات من مطر


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - هيمنة ..أم تأهيل