أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى اسماعيل - عن مواقف الحكومة العراقية المعادية لسوريا














المزيد.....

عن مواقف الحكومة العراقية المعادية لسوريا


مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)


الحوار المتمدن-العدد: 4055 - 2013 / 4 / 7 - 12:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم أستغرب البتة الموقف العدائي لجمهورية العراق من الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد وقرارات المؤتمر في هذا الصدد الذي تجلى في الدورة الـ 24 لأعمال القمة العربية, وذلك لانكشاف عورات الحكومة العراقية مرات عديدة فيما يتعلق بالأزمة السورية, حيث وضعت حكومة المالكي ومنذ أشهر طوال كامل بيضها في سلال بشار الأسد رفيقه الطائفي والرازح مثله تحت وطأة عمامات آيات الله في طهران.

إذا كانت مواقف الجوار السوري ومواقف المجتمع الدولي من النظام السوري ومن الأزمة السورية والثورة السورية باتت واضحة أكثر من أي وقت مضى, فإن موقف الحكومة العراقية لا يزال مغرقاً في العدائية السافرة والموقف السلبي من الثورة السورية وتضحياتها الجمة.

خلال أشهر من عمر الأزمة القائمة في سوريا تكررت المواقف والممارسات المغرقة في السلبية من لدن حكومة نوري المالكي, إلى درجة اتضاح مدى دعمها ومؤازرتها للنظام المجرم في سوريا, وكأن المالكي آل على نفسه بتوجيهٍ من مديريه في طهران أن يحول حكومته إلى خشبة خلاص للنظام السوري الغارق رويداً.. رويداً في أوحال الأزمة.

فالعراق هو الجار الوحيد الذي توعز حكومته بإغلاق بوابات الحدود مع الجار المنكوب, وقد وصل الأمر بحكومة بغداد درجة إرسال جنود إلى المثلث الحدودي السوري – التركي – العراقي لمنع تدفق اللاجئين الكرد على إقليم كردستان العراق قبل أشهر, وكادت الخطوة أن تسفر عن مواجهة عسكرية بين قوات البيشمركه وقوات الحكومة المركزية, رغم أن المثلث تحت تحكم ومراقبة قوات البشمركه, وقد اعتقلت القوات العراقية إياها آنها عشرات الكرد الذين عبروا إلى الطرف العراقي من الحدود بخلاف قوات البشمركه الذين يفسحون المجال لمرور اللاجئين.

مشهد وضع الحكومة العراقية جدران هائلة من الخرسانة على أحد المعابر الحدودية مع محافظة دير الزور السورية قبل أشهر كان مشهداً مثيراً للاستغراب, فهو فعلُ حكومةِ بلدٍ استقبل السوريون ما يربو على مليون من لاجئيه عقب الاجتياح الدولي في 2003 لكن يبدو أن الموقف الرسمي العراقي السلبي من اللاجئين السوريين موجه أكثر من الاعتبارات السياسية لحكومة نوري المالكي الذي ينظر إلى الأزمة السورية بمنظار آيات الله في إيران وعدم محاولته الانسلاخ عن الرؤية الطائفية للأزمة وبقاءه رهيناً لها إلى درجة التورط, ونتذكر هنا الأخبار والتقارير العديدة عن تسهيلات عراقية لإيران الداعمة لنظام بشار ودعم حكومة مالكي لبشار بمليارات الدولارات, أو دخول مقاتلين شيعة عراقيين إلى سوريا لمشاركة النظام في حربه الدموية المفتوحة على السوريين من أقصى البلاد إلى أقصاها.

اشتباك جيش حكومة المالكي مع الجيش السوري الحر في منطقة ربيعة, هو مثال من أمثلة عديدة على مدى انحياز المالكي وحاشيته للنظام الدموي الأسدي, فلم يحدث أن اشتبك البلدان في مواجهة عسكرية منذ تدهور العلاقات بين البلدين لأسباب إيديولوجية وشخصية في 1968.

إذا كانت الأشهر الأولى من الثورة السورية قد شهدت مواقف عراقية رسمية داعية إلى الإصلاحات في سوريا وإنهاء حقبة الحزب الواحد ورفض اعتماد الممارسات القمعية من لدن السلطة في سوريا, إلا أن الموقف العراقي الرسمي سرعان ما شهد تحولاً معاكساً, وبات العراق طرفاً في الأزمة, مسنداً النظام السوري, وحائلاً دون سقوطه ما أمكن, من خلال الضخ المادي وفتح مجاله الجوي والبري للمساعدات الإيرانية, وهي مساعدات عسكرية بالدرجة الأولى.

يجمع المعيار الطائفي الموجه إيرانياً الحكومة العراقية بالنظام السوري, رغم القلاقل في العلاقات بين الدولتين بعد الاجتياح الأمريكي في 2003 وتحول سوريا إلى ملاذ آمن لقيادات البعث المنحل, وقد وصل هذا الاضطراب في العلاقات ذروته بعد التفجيرات الإرهابية التي شهدها العراق في أغسطس / آب 2009 وأشارت أصابع الاتهام العراقية حينها إلى تورط النظام السوري ما أدى إلى اهتزاز وتوتر في علاقات البلدين بشكل لم يسبق له مثيل منذ سقوط نظام صدام حسين.

إذا كانت إحدى الإدعاءات المبررة لجنوح بوصلة الحكومة العراقية باتجاه النظام السوري ضد الشعب السوري تكمن في الحفاظ على العلاقات بين البلدين, سيما منها المتعلق بالجانب الاقتصادي التجاري, فإن المتعارف عليه أن العلاقات بين السلطات هي علاقات مؤقتة وعابرة, وكان يمكن للحكومة العراقية الاستفادة من دروس العلاقات التركية - السورية التي كانت في أوجها الأمني والسياسي والاقتصادي منذ عام 2000, لكن سرعان ما تدهورت إلى أحط درجاتها في خضم الثورة السورية, لتقف الحكومة التركية مع المعارضة السورية المنادية بسقوط النظام, أقلّه كان يمكن للحكومة العراقية أن تحذو حذو إقليم كوردستان العراق في رفضه للطلبات الإيرانية للعبور من أراضي الإقليم, ولوقوفه الواضح مع الشعب السوري في المواقف العديدة الصادرة عن مسؤولي الإقليم.

خروج العراق من تحت عباءة وعمامات آيات الله في إيران هو المطلوب, سيما وأن العراق من أكثر بلدان المنطقة مكابدة ومعاناة من القمع الدموي طيلة عقود على يد الحزب الواحد والدولة الأمنية التوتاليتارية الصدامية, والحكومة الشيعية الحالية مع المالكي قاسوا الويلات على يد نظام عراقي مشابه كلية للنظام الدموي السوري, وما لم تفصم الحكومة العراقية العرى الوثيقة مع النظام السوري فلن يكون هنالك أدنى صدقية للتصريحات الرسمية المتكررة عن إخضاع الرحلات الجوية الإيرانية المتوجه إلى دمشق للتفتيش.



#مصطفى_اسماعيل (هاشتاغ)       Mustafa_Ismail#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعبٌ أخير
- عملية تبوّل
- قصائد
- يعلمني الماء
- بشار وفقاعة صابون أخرى
- من مسلسل كوردي طويل : الاتحاد السياسي
- مقترح من أجل اليونيسكو
- منجزات بشار
- أمنه سوره كه وأقبية المخابرات السورية
- القضية الكردية في سوريا : من مشكلة إلى جزئية
- وعاد الوفد بخفي هولير
- تركيا والنزوح السوري
- شعب دائري بإمتياز
- مبعوث دولي من أجل حل ذهبي
- الموقف الأمريكي من كورد سوريا
- كورد سوريا والقلق من الغد
- العين التركية الحمراء
- قضاء نظام الأسد
- المرشح الأعزل للنسيان
- طرفة سورية : النظام هو الخصم والحكم


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى اسماعيل - عن مواقف الحكومة العراقية المعادية لسوريا