أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد عبد المجيد - معذرة أيها الأحمق، دع لنا الرئيس مبارك وخذ عصيانكم المدني















المزيد.....

معذرة أيها الأحمق، دع لنا الرئيس مبارك وخذ عصيانكم المدني


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 1165 - 2005 / 4 / 12 - 11:01
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لم يكن حلما أو كابوسا، بل كان صوتا حقيقيا يكاد يخترق طبلة الأذن، وجلستُ استمع بانتباه شديد ولا أدري إن كانت موعظة أو درسا في العمل السياسي أو استعراضا لقوة المعارضة المستمدة من قوة السلطة.

ماذا ستفعل الآن؟
ألم نقل لك منذ اليوم الأول للدعوة للعصيان المدني أذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون؟
كنت متفائلا، ترى الدنيا مشرقة ولو كانت ظلمات ثلاث بعضها فوق بعض، وتظن، بسذاجتك، أنك تستطيع أن تحرض بمقالاتك أو تثير غريزة الدفاع عن الكرامة، أو تجعل الدماء تجري في العروق، أو تدخل إلى جروحات النفس المصرية لتلمسها فينتفض مواطنو بلدك يستمدون من حمم غضبك على النظام قوة وشجاعة.

إننا هنا في قوى المعارضة المصرية لا نسمح للغرباء بيننا، ولنا حساباتنا مع النظام، وتجلس عشرة أحزاب على الأقل من التسعة عشرة حزبا على ركبتي السيد الرئيس يطعمها ويسقيها ثم تنام قريرة العين هادئة النفس.
الآن فهمت لماذا لم نكترث لكتاباتك في العقدين المنصرمين، وأن ما تظن أنها مقالات تفتت الحجر، وتنتزع الأوتاد،وتشعل الغضب في الصدور، مرت علينا ومررنا عليها مرّ الكرام.
كنا نقرأ لك ( سيدي الرئيس استحلفك بالله أن تهرب)و( ورسالة مفتوحة إلى أم الدنيا .. ماذا فعل بك هذا الرجل؟)و( صناعة العبودية .. أليس من حق الرئيس حسني مبارك أن يحتقرنا؟)و(البيان والتبيين في أوجاع مصر وأحزان المصريين)و(دموع المصريين تفيض على ضفتي النيل)و(رحلة بحث مضنية عن الرئيس حسني مبارك)و(الرئيس لا يقرأ)و( ولكن عزرائيل لا يزور ميونيخ .. سيدي الرئيس لا تصدقنا فنحن جبناء)و( وقائع محاكمة الرئيس حسني مبارك)و( سيدي الرئيس استحلفك بالله أن تستقيل)و(نعلن هزيمتنا أمام الرئيس وابنه)و(حوار بين الرئيسين حسني مبارك وجمال مبارك)و( حوار بين إبليس والرئيس حسني مبارك) و عشرات غيرها على مدى عشرين عاما، ولكننا كنا قد قررنا سلفا أن ندير لقلمك ظهورنا، وأن نجعلك عبرة لكل من يتجاوز الخطوط الحمراء التي رسمها لنا النظام والتزمنا بها.

هل تتذكر اللقاءات مع كبار الاعلاميين وكيف كانوا يتهربون منك، ويتهامسون عنك، فإذا التقيت بأحدهم أقسم لك أن ما تكتبه عن الرئيس واستبداده ومعتقلاته وسجونه وضرورة التخلص منه هي عين ما يراه هو نفسه، فإذا التقيت بنفس الشخص مع زملائه الآخرين يتحول الاعجاب بكتاباتك إلى سخرية وتهكم ودفاع مستميت عن سيد القصر؟
نحن نظن أن تجربة العصيان المدني علمتّك درساً لن تنساه ما حييت!
بإمكانك أن تعيد قراءة الأعداد الهائلة من رسائل الاستخفاف والشتائم والسباب والاتهامات والسخرية والتندر بل والشكوك في وطنيتك لأنك دخلت عش الدبابير، وحاولت تجاوز المتعارف عليه في أدبيات المعارضة، وهي الخط الفاصل بين الركوع أمام السلطة والصياح في وجهها، فيبدو الأمرُ كأنه خليط من الجبن والشجاعة، ومن الحب المختفي خلف ظواهر الكراهية.

ثلاثة أشهر من العمل في توسعة التعريف بالعصيان المدني، وهناك شباب ينفجر حبا وولاء وعشقا لأم الدنيا، ولا يستطيع أن يصبر على ما لم يحط به خُبرَا. إنهم يقومون بتوزيع بيان ( خمسون إجابة لخمسين سؤال عن العصيان المدني )، وترسلون آلاف من رسائل الموبايل، وتَعَرّفَ على الدعوة للعصيان آلافٌ من الطلاب والعمال فضلا عن المستقلين والمثقفين والمفكرين والاعلاميين وكل رموز المعارضة بدون استثناء.
ومع ذلك فنُعزّيك مُسبقا في عصيانكم المدني، فلا صوت يعلو فوق صوت المعارضة المستأنسة، ولعلك لاحظت وقرأت وتابعت حملات غضبنا عندما أعطتنا مباركات الرئيس مبارك الضوء الأخضر لننهش في لحم الدكتور أيمن نور، ونشكك في وطنيته، ونُعلّمه آداب سلوك الطريق القويم، أي معارضة شديدة لكنها في المساء تلعق أظافر السيد الرئيس. معارضة وطنية مع شروق الشمس، وعندما تغرب تصبح جزءا من النظام! معارضة تعرض طلباتها كأنها تتحدث باسم الوطن، فإذا جلَسَتْ أمام الرئيس في طائرته أو في معرض الكتاب أو في ملتقى اعلامي تحولتْ إلى أرانب نائمة ودافئة تحتمي بسيادته من غضب الناقمين وأبناء الشعب الموجوعين والمقموعين قهرا وظلما.

لقد استمعت بنفسك ظهر أمس( 10 ابريل ) إلى زعيم معارضة ونائبه وهما يتحدثان إليك عبر الهاتف، وانتهى الحديث الودي إلى الدعاء لك بأن يوفقكم الله، لكننا لن نقف معكم، ولن نشير إلى كلمة واحدة عن العصيان المدني في 2 مايو 2005 سواء كان ذلك في صحفنا أو بياناتنا أو اجتماعاتنا أو حتى عندما تستضيف فضائية عربية أحدنا فهناك اتفاق ضمني بأن نقتل عصيانكم المدني صمتا وسكوتا واهمالا.
قل لنا بربك ماذا ستفعل الآن؟
لقد رفضتْ خمسُ فضائيات عربية استضافتك للحديث عن عصيانكم المدني الذي سينتهي بصمت أشد سكونا وهدوءا من صمت البداية، وحتى لو كنت واثقا من الرسائل التي تسلمتها أن طلاب جامعة القاهرة والاسكندرية وعمال المحلة الكبرى وبعض المتحمسين سيتجمعون يوم الثاني من مايو في الثانية عشر ظهرا أمام مسجد الحسين في القاهرة للتوجه جماعات تزداد قوة ومنعة وعددا، وفي ميدان محطة الرمل بالاسكندرية لينفجر غضب الشعب على الرئيس وأعوانه وأسرته وحيتان الفساد، فإن قياداتنا الوطنية ورموز المعارضة لن تشارك، ولن تشير إلى الثاني من مايو، وستعرف أننا والنظام وجهان لعملة واحدة، ونحن ننتظر الانتخابات الرئاسية وربما نشارك فيها بأحد قياديينا ونعرف مسبقا أن مرشحَ الحزب الوطني سيعلن بيانُ الداخلية نجاحَه حتى لو حصل على واحد وخمسين في المئة، وهنا نمنح الشرعية الجديدة والديمقراطية لأعفن وأفسد نظام طغياني مستبد في عصرنا الحديث.

أربعة من أكبر قيادات المعارضة المصرية تكلموا عن العصيان المدني وأهميته في أحاديث هلامية غير واضحة المعالم، وبدون خطة عمل، ولم يتعد الأمر عناوين برّاقة لمقالات لا علاقة لفحواها بصلب الدعوة، لكنه تثبيت موقف، واشارة لمؤيديهم باسناد بطولة وهمية للقيادي الرمز وبأنه أحد أهم الداعين للعصيان المدني.
هل لازلت تظن أن الشعب يمكن أن يثور بغير قيادة؟
لقد نشرتَ مقالك البياني تحت عنوان ( البحث عن زعيم لمصر)، ولم تتلق ردا واحدا، على الرغم من أن الطريق إلى القصر الجمهوري مفتوح ومُعبّد وينتظر على أحرّ من الجمر قيادة مدنية أو عسكرية أو أمنية من رجالات هذا الوطن الطيب في الوقت الذي تؤكد كل الدلائل والقرائن والشهود أن الرئيس حسني مبارك يترنح تحت ضربات كراهية شعبه له، وأنه هارب فعلا وقولا في شرم الشيخ وفي حماية أمريكية إسرائيلية، وأنه ربما يستعد مع أسرته للفرار لاجئا سياسيا في واحدة من دول ثلاث وقع عليها الاختيار، وأنه فقد السيطرة على الشارع المصري ولو جاس فيه نصف مليون من قساة الأمن المركزي يتولون حراسة بقايا سلطة هاربة في مواجهة شعب لا يصدق أن زعيمه يفاوض في اختيار مكان لجوئه.
وقت بتحريض قيادة الجيش الوطني العظيم للثأر من قوى الفساد التي نهبت أم الدنيا وأهانت الجيش وفرطت في استقلال البلد وفتحت خزائن أرض الكنانة لكل فهلوي أو نصاب أو محتال يفرع منها ما يستطيع.
نخشى عليك من هول صدمة الثاني من مايو عندما تكتشف أنك والشباب المتوهج حبا في بلده والذين جندوا أنفسهم في القاهرة والمحلة والاسكندرية والجامعات تمسكون سرابا يحسبه الظمآن ماءً، ثم تعودون إلى نقطة الصفر، أي الالتصاق بقوى المعارضة والنظام .. وهل هناك فارق بين الاثنين؟

محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
http://www tearalshmal1984.com
[email protected]
Fax:0047+22492563
Oslo Norway



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام السعودي .. ثورة من الداخل أم النوم في العسل؟
- المخاض الكويتي .. قراءة في المستقبل أم رجم بالغيب؟
- الوصف الإيجابي في صناعة الإرهابي
- الحركة المصرية من أجل التغيير والعصيان المدني وانتقام الرئيس ...
- رسالة من الرئيس حسني مبارك إلى المصريين .. سأجعلكم تلعقون تر ...
- أيها المصريون ماذا تنتظرون .. لقد هرب الرئيس ؟
- البحث عن زعيم لمصر
- العصيان المدني بين حمدين صباحي وعبد الحليم قنديل
- نداء هام إلى مؤتمر ( كفاية ) المنعقد 14 مارس 2005
- الرئيس حسني مبارك يدعو للعصيان المدني!
- سنقتل الدعوة للعصيان المدني في مصر
- خمسون إجابة لخمسين سؤالا عن العصيان المدني في مصر
- حوار بين إبليس والرئيس حسني مبارك .. حديث عن العصيان المدني ...
- قائد الفاتح يسقط في المصيدة
- المسكوت عنه بين السعودية والكويت
- العراقيون والأمريكيون .. أين الحقيقة ؟
- لماذا وقع الاختيار على الاثنين 2 مايو 2005 يوما للعصيان المد ...
- العصيان المدني لاثنين 2 مايو من الثامنة صباحا .. عيد الأعياد ...
- دعوة لتحرير الرئيس السوري بشار الأسد
- لماذا يربط المسلمون الدين بالقسوة والجنس؟


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد عبد المجيد - معذرة أيها الأحمق، دع لنا الرئيس مبارك وخذ عصيانكم المدني