أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - مجدى زكريا - مشاعر الذنب - هل هى سيئة دائما ؟














المزيد.....

مشاعر الذنب - هل هى سيئة دائما ؟


مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 4055 - 2013 / 4 / 7 - 03:22
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


يعتبر كثيرون اليوم ان الشعور بالذنب احساس كريه. فهم يشعرون كما شعر الفيلسوف الالمانى فريدريتش نيتشه الذى قال : " الشعور بالذنب افظع مرض يتفشى فى الانسان على الاطلاق. "
لكن بعض الخبراء يتوصلون الان الى استنتاج مختلف. تقول الدكتورة سوزن فورورد , اختصاصية فى المعالجة ومؤلفة معروفة عالميا : " الشعور بالذنب جزء اساسى من الكينونة شخصا حساسا ومسؤولا. انه عمل الضمير ". لذلك قد نتساءل , هل كل مشاعر الذنب سيئة ؟ وهل هنالك حالات يمكن ان تكون فيها مشاعر الذنب مساعدة ؟
يثار الشعور بالذنب عندما ندرك اننا اذينا شخصا نهتم لأمره , او من ناحية اخرى فشلنا فى بلوغ المقاييس التى نشعر انه ينبغى ان نعيش بموجبها. وكما يذكر احد المراجع , يرتبط الذنب " باحساس المرء انه قصر وتحت التزام , وذلك ناجم عن لومه نفسه على فشل , اساءة , جريمة , او خطية ما ".
فى الاسفار العبرانية , ارتبطت الكلمة العبرانية التى تترجم ذنب " اثم " فى الترجمة البروستانتية بفشل الاسرائيلى فى العيش بانسجام مع شريعة الله - وأكثر من نصف الاشارات الى هذه الكلمة موجودة فى سفر اللاويين والعدد للكتاب المقدس. والمثير للاهتمام ان هذه الكلمة تكاد لا توجد فى الاسفار اليونانية المسيحية. ولكن فى المناسبات القليلة التى تظهر فيها , ترتبط على نحو مماثل بالاساءة الخطيرة الى الله.
ولكن من المؤسف اننا قد نشعر بالذنب دون ان نكون فعلا مذنبين. مثلا , اذا كانت لدى الشخص نزعة الى الكمال ويميل الى وضع مقاييس غير معقولة لنفسه. فكل خيبة امل يمكن ان تثير فيه شعورا بالذنب فى غير محله. او قد نسمح للندم الحقيقى على غلطة او خطأ بأن يشتد ويتحول الى شعور بالخزى. فينتهى بنا الامر الى معاقبة انفسنا دون لزوم. اذا , ما الفائدة التى ينجزها الشعور بالذنب ؟
ان الشعور بالذنب يمكن ان يكون مفيدا فى ثلاثة مجالات على الاقل. اولا , يشير الى اننا ندرك ما هى المقاييس المقبولة. ويظهر ان لدينا ضميرا حيا. وفى الواقع , يعتبر كتاب اصدرته جمعية الطب النفسى الاميركية ان انعدام مشاعر الذنب يؤدى الى سلوك يهدد المجتمع. فذوو الضمير الدنس او الميت يصعب عليهم التمييز بين الصواب والخطأ , وهذا امر خطر جدا.
ثانيا , ان الضمير الذى يشعر بالذنب يساعدنا على تجنب الاعمال غير المرغوب فيها . فكما ينبهنا الالم الجسدى الى وجود مشكلة صحية , ينبهنا الالم العاطفى المرتبط بالشعور بالذنب الى وجود مشكلة ادبية او روحية يلزم ان نوليها انتباهنا. وحالما ندرك الضعف , نميل اكثر الى تجنب ايذاء انفسنا , احبائنا , او الاخرين مرة اخرى فى المستقبل.
وأخيرا , ان الاعتراف بالذنب يساعد المذنب والضحية كليهما. فذنب الملك داود , مثلا , رافقه ألم عاطفى مبرح. كتب قائلا : " لما سكت بليت عظامى من زفيرى اليوم كله ". ولكن عندما اعترف اخيرا بخطيته لله. رنم بفرح : " بترنم النجاة تكتنفنى ". والاعتراف يجعل حتى الضحية تشعر بأنها افضل حالا لأن الاقرار بالذنب يؤكد للضحية ان المذنب يحبها الى حد يجعله يأسف على تسبب الكثير من الالم لها.
من اجل حيازة نظرة متزنة الى الذنب , لاحظوا التباين الشديد فى الطريقة التى نظر بها يسوع والفريسيون الى الخطاة والخطية. ففى لوقا 7 : 36 - 50 , نقرأ عن امرأة فاسدة ادبيا دخلت بيت فريسى كان يسوع يتغدى فيه. واقتربت من يسوع , غسلت قدميه بدموعها. ودهنتهما بزيت عطر باهظ الثمن.
نظر الفريسى المرائى باحتقار الى هذه المرأة , معتبرا اياها ادنى منه وغير جديرة ان يمنحها وقته وانتباهه. وقال فى نفسه : " لو كان هذا الانسان (يسوع) نبيا , لعرف من هى المرأة التى تلمسه وماهى , انها خاطئة ". فقوم يسوع تفكيره بسرعة. وقال : " أنت لم تدهن رأسى بزيت. اما هذه فدهنت قدمى بزيت عطر. لهذا أقول لك : مغفورة خطاياها الكثيرة , لأنها احبت كثيرا ". ودون شك , رفعت هذه الكلمات اللطيفة معنويات المرأة وابهجت قلبها.
لم يكن يسوع بأية طريقة يتغاضى عن الفساد الادبى , بل كان يعلم ذلك الفريسى المتفاخر تفوق المحبة بصفتها الدافع الى خدمة الله. طبعا , كان ملائما ان تشعر المرأة بالذنب حيال ماضيها الفاسد ادبيا. ومن الواضح انها كانت تائبة لانها بكت , لم تحاول تبرير سلوكها الماضى , واتخذت خطوات عملية لاكرام يسوع علنا. ولدى رؤية يسوع ذلك , قال لها : " ايمانك قد خلصك : اذهبى بسلام ".
من ناحية اخرى , استمر الفريسى ينظر اليها باحتقار كخاطئة. فربما أمل ان يجعلها تدرك جيدا انها مذنبة الى الله وتشعر بالخزى. لكن الاستمرار فى محاولة جعل الاخرين يشعرون بالذنب اذا كانوا لا يفعلون دائما الامور بالطريقة التى نظن انهم يجب ان يفعلوها , امرا غير حبى. وعلى المدى الطويل لا يحقق النتائج المرجوة.
ان افضل النتائج تأتى من التمثل بيسوع - برسم المثال الصائب , مدح الاخرين بصدق , والتعبير عن الثقة بهم حتى لو لزم احيانا التوبيخ وتقديم المشورة.
ان الشعور بالذنب مفيد اذا. حتى انه ضرورى , عندما نفعل امرا خاطئا. تقول الامثال , 14 : 9 : " الجهال يستهزئون بالاثم ". فالضمير الذى يجعلنا نشعر بالذنب يمكن وينبغى ان يدفعنا الى الاعتراف بذنبنا والقيام بأمور اخرى ضرورية. لكن السبب الرئيسى لنخدم الله ينبغى دائما ان يكون , لا الشعور بالذنب , بل المحبة. ويؤكد لنا الكتاب المقدس انه عندما يشجع وينعش الصالحون بهذه الفكرة , يفعلون كل ما فى وسعهم لارضاء الله. والاهم انهم يفعلون ذلك بفرح.



#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الخوف من اله المحبة ؟
- هل الخوف ردئ دائما ؟
- كتاب حرم كتبا اخرى
- صفحة واحدة تخترق الظلمة كنجم
- افرح بامرأة شبابك
- استفيدوا من حياتكم الى اقصى حد
- الجميع يستفيدون من الرياضيات
- ماذا نتعلم من الاطفال ؟
- الالغاز الالهية وقصد الله
- كيف تنشط ذاكرتك ؟
- الغراب الأسحم - ماذا يميزه ؟
- ماذا يساعد على فهم الكتاب المقدس ؟
- الكتاب المقدس - متعة بين يديك
- الايمان بالنبوات يحفظ الحياة
- الرجل الحسود
- من هو حقا الانسان الروحى (2 - 2)
- البحث عن الحاجات الروحية ( 1 - 2)
- من هو الرئيس المثالى لأيامنا ؟ (2 - 2)
- البحث عن رئيس مثالى (1 -2)
- الايمان بالقضاء والقدر - تأثيراته المؤذية (2 - 2)


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - مجدى زكريا - مشاعر الذنب - هل هى سيئة دائما ؟