أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل كلفت - السندباد (من أحلام النوم واليقظة)















المزيد.....



السندباد (من أحلام النوم واليقظة)


خليل كلفت

الحوار المتمدن-العدد: 4055 - 2013 / 4 / 7 - 02:49
المحور: الادب والفن
    


السندباد
(من أحلام النوم واليقظة)
قصة قصيرة بقلم: خليل كلفت

1
فضلوم

كان فضلوم نائما فى الخلاء فاجتمع عليه بعض الأشقياء وحلقوا لحيته البيضاء الطويلة وعندما استيقظ لم يتعرف على نفسه إلا أن صوتا داخليا عميقا كان يؤكد له أنه فضلوم... وهكذا وقع فى تناقض وقرر أن يذهب إلى جهينة - التى يعرف أنها امرأة فضلوم - فى البيت ويسألها هل هو فضلوم رَجُلُها... وعندما سألها أجابت المرأة: أنت فضلوم!

تنبهتُ ونظرتُ إلى الشباك، وكان ضوء الفجر جليا قويا. قفزت من الفراش ودخلتُ دورة المياه. وبينما كنت بالماء البارد أغسل رأسى... ابتسمتُ فقد تذكرتُ أننى تيقظتُ على حلم. (كان المنبه على هيئة ديك يرفع عقيرته بالصياح. وكان واضحا أنه يؤذن لفجر يوم جديد فتيقظتُ من النوم ونظرتُ إلى الشباك. وكان واضحا تماما أننى تأخرتُ عن وقت العمل بوقت كثير). وهكذا تنبهتُ من النوم فزعا.
وعندما كنت بعد وقت قصير فى الخارج كان الفجر الندىّ، الذى لم تجففه الشمس بعد، قد بدأ يطمئننى على الوقت. وتمنيت لو عدت ثانية وصنعتُ الشاى العزيز وأدفئ بطنى بهدوء.
كانت المحطة مزدحمة جدا على غير ما توقعتُ. ففى مثل هذا الوقت من الصباح لا يكون على المحطة سوى أمثالى الذين يعملون بعيدا جدا عن بيوتهم. وكانت الساعة تطمئننى... وكان الفجر يطمئننى أكثر.
تذكرتُ أننى ذات صباح قمت من النوم وجسمى ثقيل كالرصاص، ولم أستطع أن أتحرك، وكدت أبكى من دقة الموقف. واستولى علىّ تشاؤم ثقيل لمدة: سهْل أن يتكرر هذا كل يوم والنتيجة الطبيعية الفصل. وبعد قليل تحرك جسمى، وكان الوقت عاديا فصنعتُ الشاى الثقيل وغسلتُ به عروقى وخرجتُ أستقبل فجر اليوم الجديد. وفى الخارج تذكرتُ هذا الذى حدث... وأخذت أضحك من إحساسى المرهف فقد كانت المبالغة واضحة فى أن أتصور تكرار ما حدث. ومن جديد ضحكت من ذلك الإحساس القديم وشعرت بالاطمئنان: لم يكن هناك ما يجعلنى أتجه إلى أىّ شعور آخر.
ركبت الأوتوبيس وعندما خرجتْ يدى بالفكة أدركتُ أننى نسيت أن أشترى الجمهورية. وغمرنى إحساس بأن الحياة سلسلة من المتاعب! وكنت أدرك جيدا أن سهرى المستمر واستيقاظى الباكر جدا بدآ يلغيان إحساسى بانفصال الأيام. وهكذا كانت المتاعب تشكل فعلا سلسلة. وكنت أرى السلسلة فعلا دون حواجز زمنية.
عدت إلى الأوتوبيس. ولاحظتُ أن الأفندية يحملون جرائد اليوم السابق بعناية كبيرة. وشعرت أنهم يتظاهرون أمام زملائهم الأميِّين بأنهم يواظبون على قراءة الجرائد أولا بأول، وشعرت بالكراهية. وشعرتُ بأننى ربما أكون مخطئا. وعندما عدت إلى الأوتوبيس كانت الوجوه أمامى مرهقة لا علاقة لها بالفجر وتحاشيت المشهد بالنظر إلى السقف. ولكننى وجدت اللمبات مضيئة.
وتساءلت: لماذا يوقدون اللمبات فى الصباح؟!
وسألت الكمسارى الذى نظر إلىّ بارتياب وسخرية... ثم سكت.
وعلى الرغم من رغبتى الشديدة فى توضيح موقفى لم أجد كلمة أقولها. وضعتُ يدى فى جيبى ولم أجد منديلا وتذكرت أننى وضعت المنديل فوق الترابيزة؛ وجعلتُ أفكر - تمخطتُ ووضعتُه فوق الترابيزة بجانب السرير ونمت. وتذكرت أن هذا المشهد كان بالنهار. بعد الظهر... اليوم فعلا. اليوم بعد أن عدت من العمل وتناولت الغداء.
كان الأوتوبيس قد بلغ ميدان التحرير حيث أستبدل به آخر. وهكذا نزلتُ ووجدتُ نفسى فى ميدان التحرير فى الليل.

2
يوم الجراد

تجمعت سُحُب الجراد الأصفر. كانت تغطى السماء. لم أتبين فى البداية أنه الجراد ولا أنه أصفر: كانت فقط كتلا كثيفة من السحب السوداء. بيد أننى عندما نظرت إلى الأرض وجدت عددا من الجراد هنا وهناك. ومن جديد بدأت أتطلع إلى الكتل السوداء التى بدأت تتجزأ وقلت:
من أىّ جبل أسود! من أىّ قمقم أسود!
وبدأت أشعر بقليل من الخوف. فقد كنت وحيدا فوق تلك الأرض. وربما كان فقط إحساسا بتغيُّر مفاجئ فى الظروف: هذا الحدث غير المتوقع - لأننى لم أكن أتيت إلى المكان إلا لأقيد الحمار وسط الحشائش ليملأ بطنه فى هذا الوقت القليل قبل المغرب. فالمسكين مقيّد منذ الصباح فى حوش الطاحونة تحت الشمس الحامية وقد شرب ماءً كثيرا من الترعة أثناء عودتى من الطاحونة. وقد زاد الحمار خوفى عندما مدّ أذنيه بقوة وأخذ يحملق فى الجراد، وقد غطى الحشائش. كان الجراد الآن أخضر بلون الحشائش، مليئا بالحيوية، يقفز هنا وهناك فى زهو الغازى بانتصاره اليقينى بقدر ما أن هذا الدم الأخضر الجديد فى عروقه يقينى.
لم يتصادف قط أنْ كنت فى الحقل عندما أغار الجراد مرات فى مرات سابقة. وكان الجراد الشارد يأتينا حيث نحن فى النجع وسط بيوتنا فننقضّ عليه ونشويه ونأكله (إن طعم لحم الجرادة هو نفس طعم لحم الغزالة ولا عجب فكلاهما من الجبل).
بدأ الجراد يحتلّ الموقع بنظام ويغطى كل شيء. وعلى الرغم من أننى أمسك بأىّ جرادة تحط على جسمى وأقذفها بعيدا فإن الجراد غطى الجلابية التى ألبسها وغطى شعر رأسى ووجهى. لا شك أننى أُصبتُ بالإغماء وإلا فلماذا لا أذكر كيف نجوت من الجراد؟ الجراد الذى يأكل الأخضر واليابس، الذى يقرض بنفس النهم سعف النخل وصلب الصخر.

الحرّ لا يطاق والعرق يبلل جسمى تماما فالنوافذ مغلقة خوفا من الناموس. وعلى الرغم من ذلك ففى الحجرة ما لا يقلّ عن عشرين ناموسة... وهكذا يستعصى علىّ النوم وأتمنى الموت.
قلت ما الفرق؟ ألف ناموسة مثل عشرين ناموسة. قمت وفتحتُ النوافذ وغطيتُ جسمى بملاءة وسرعان ما غلبنى النوم.

جاءت عقربة مسرعة وجلدتنى بسوطها السامّ. واستمرت قليلا فى سيرها المتعجل ثم طارت فظننت أنها طائرة حربية غير أننى تبينت بعد قليل أنها جرادة - كان الجراد يغطينى تماما بحيث لا أستطيع أن أتحرك إلا ببطء أسير حاملا هذا الذنب: منذ قليل كانت الشمس فوق رأسى أسطع ما تكون - ولهذا تحددت الأشياء على الأرض بحدة: كان ظلى أسود قاسيا... كذلك كانت أشجار النخيل والجبال التى تلوح من بعيد. وفكرت ساعتها: كيف يرانى أحدهم؟ وهل يظن فقط أننى كتلة من الجراد المتلاصق أخذت هيئة آدمىِّ قصير القامة؟
وتذكرت أختى التى ماتت قبل أن أولد: احترق جسمها وكان فى العمر بقية فاستمرت حوالى الأسبوعين؛ وذات ليلة اشتعل جسمها دودا، وتسللت من المنزل دون قصد. وأخذت تسير على رصيف الترعة، وسارت طويلا إلى أن وقعت ميتة. وبقيتْ كذلك حتى أتاها الأهل يحملون مصابيح الكيروسين.
أخذ الجراد يقرص جسمى بأفواه من الحديد والخشب وينشره بأجنحته: ومثلما حدث لأختى تلك تماما وقعتُ على الأرض وأخذ الجراد ينهش لحمى ويمتص دمى. كان الجراد الآن أحمر: كان دمى الأحمر يملأ عروقه السكرى، وكنت مليئا بالأمل: سوف يأتى الصبية جميعا ويقتلون هذا الجراد الذى يغطينى وربما شووه على جسمى، ولكن قبل أن يحدث شيء من هذا كان الجراد قد أتى علىّ تماما واستحلْتُ إلى بركة من الدم.

استيقظتُ غارقا فى العرق ونظرتُ إلى جسمى فوجدته مليئا بالخدوش من هرش عصبى مبالغ فيه ولا سابقة له مهما كان الناموس. قمت وأمسكتُ الشبشب فى يدى - وقتلتُ عددا قليلا من الناموس الأحمر بلون دمى.
وتذكرتُ جرادة صوبتْ نحوى قرنىْ استشعارها الطويلين ونظرتْ إلىّ بعينين حمراوين فى رأسها نظرة أربكتنى، إذْ ذكرتنى أننا كنا نشوى الجراد حيًّا ونأكله. ألقيت بالشبشب يملأنى شعور بأن قتل الناموس مثل شىّ الجراد. وتمنيت لو أننى لم أعرف لِلَّحم طعما، لو أننى حافظت على نزعاتى النباتية القديمة.


3
تنتالوس
- 1 –

الماء لا يروى جسمى فمنذ تناولت الغداء وأنا أشرب كميات من الماء وسرعان ما أشعر بالجفاف فى حلقى وبطنى وربما أطرافى. وربما جاءنى أكثر من مرة الإحساس بأننى كيس من تبن القمح ومحاولا طرد الهاجس المزعج، حاولتُ أكثر من مرة الإحساس بأننى كيس من النجيل - النجيل الطويل الأخضر الذى يفضِّله الحمار بلا تردد على البرسيم. وربما جاءنى أكثر من مرة الإحساس بأننى كوم من الحجارة أو بأننى صخرة أو جبل كئيب أو كثيب من الرمال غير أن الماء الذى يتفجر من بين الصخر إذْ يتشقق ملأنى كل مرة بسلام ندىّ وكل مرة تأثرت إلى أن تغرورق عيناى بالدموع: وكما تفعل ذاكرتى أثناء الخلل راحت الصور تترى:

صحراء من الرمال لا حدود لها تحت شمس ساطعة؛ نفس المكان عند الشروق وماء السراب الساحر يلمع: تربة سوداء قبل الشروق، وقد استحال طينها إلى تراب ناعم كالدقيق: نفس المكان تحت لفح الهجير والشقوق الغائرة قد فغرتْ أفواهها ضارعة للسحب أو للنيل الضامر وقت التحاريق: مكان غريب. نخل كثيف ذو خضرة سوداء تحت شمس قريبة جدا على شاطئ نهر وربما بحر كثير الجزر وشعور رقيق بأن الماء مقدس، وعلى أىّ حال فالنهر وربما البحر تحرسه التماسيح التى تظهر جماعات ووحدانا تسبح فى الماء أو تستلقى فى استمتاع بشمس الشاطئ. ويلوح من بعيد شراع مركب كاللبن وإحساس بعيد بأن إنسانا فى تلك المركب حُكِم عليه بأن يحوم من بعيد فلا يَرِد هذه المياه الساكنة لأن الرب لا يسوق الريح إلى تلك الأصقاع وربما لا يعرف إله الريح بوجودها فوق تلك الأرض - مرت بذهنى ذكرى قديمة، قمت فزعا من النوم فى القيلولة... وكنت صائما رمضان فقد حلمت أننى شربت الماء.

هكذا كان واضحا أن ذاكرتى لا زالت مريضة منذ هجرت التدخين منذ يومين؛ وهكذا أشعر بجفاف رئتى وحلقى وباطن أنفى بل كل وجهى، بل إن عروقى أشعر بها مثل شبكة من مواسير المياه وقد انقطع الماء عنها منذ وقت طويل فجفت وتصدّأت.
ومنذ تناولت الغداء وأنا أمشى فى الشوارع الرئيسية فى القاهرة عسى أن ألاقى صديقا يسقينى الخمر التى تستطيع وحدها أن تليِّن التصلب فى شرايينى وتغسل القذر عن ذاكرتى وتطرد منها الحصى والحجر والرمال والسراب والتماسيح والصحارى والشقوق والشروق وهى التى تستطيع فوق كل شيء أن تمنحنى مرونة فى العقل وتجعلنى أدخن دون شعور ميلودرامىّ بقلة العزيمة.
قابلت أحد الأصدقاء. وكان يمرّ مسرعا وأوقفته بعنف وقلت له إننى عطشان. وقلت له لو كان الأمر بيدى لجعلت الشارع بحرا من الدم... وقلت إننى أقصد بحرا من الخمر. وعددت له المرات التى سقيته فيها خمرا وأخرج صديقى جيبىْ بنطلونه الخاوييْن. ثم استمرّ فى سيره على هذا النحو، وسرعان ما استردّ سرعته الأولى.
عدتُ إلى نفسى وفوجئتُ بأن الطريقة التى كلمت بها صديقى غريبة ولا شك فى أن الصديق غاضب الآن وفكرت فى أن ألحق به وأعتذر، غير أننى شعرت بخجل شديد من الأمر كله وملأنى شعور باحتقار كل الملذات وكدت أهتف بسقوط عبدة اللذة فى قارعة الطريق. وشعرتُ بأن فى المسألة خدعة كبرى، وربما أحسست بأن النقود نفسها لعينة وأنها حقيرة الشأن إلى حدّ بعيد وكدت أبكى.
استوقفنى صديق آخر وسألنى عن الصحة والأحوال. وقال إن الحرب العالمية الثالثة وشيكة الوقوع ودافعت عن العالم قائلا إننى لا أؤمن بفكرة الحرب الثالثة. إن الحرب العالمية الثالثة لن تقوم. وانفعل الصديق بشدة، وقال إن الساعات القليلة القادمة سوف تقرر مصير الإنسانية؛ وأضاف أن الغباء وحده هو الذى يمنعنى من تصور أننا نعيش فى عالم مجنون تماما... وقلت للصديق مداعبا إننى سمعت وربما قرأت فى مكان ما أن العالم قد نبت له ضرس العقل ويبدو أن هذه الدعابة كانت ثقيلة على قلب الصديق وكَمَنْ مسّه التيار الكهربائى أو ربما لسعته الكهرباء حيّانى بسرعة وجفاف واختفى عن النظر.
عدت إلى نفسى وحاولت أن أفعل كأبطال الروايات عندما يتسبب شيء عارض فى تغيير يومهم وربما حياتهم... وهكذا فكرت فى أن أشعر - على الأقلّ حتى ميدان سليمان - بالألم لأننى أبحث ساعات طويلة عن الخمر فى عالم يتهدده الفناء غير أن هذه اللعبة لم تَجُزْ لأننى أعرف أن العالم لا يتهدده فناء من هذا النوع. قد يصيب الطاعون جميع البشر ويأتى عليهم جميعا فى خلال أسبوع واحد، أما فكرة الحرب العالمية الثالثة هذه...
عندما استعدت نفسى بنفسى على هذا النحو بدأت أشعر بأن نسبة الملح ترتفع فى جسمى ومرت بذهنى أرض مالحة بور، وبدأ يثقل على صدرى شعور بالإفلاس وتذكرتُ عيدا قديما ضيّعته حتى الغروب حالمًا أن يمتلئ جيبى بالنقود: ولكنْ لم يعطنى أحد يومها قرشا. أما أبى فقد كان فى فراش مرضه الطويل وأذكر أننى نمت فى تلك الليلة وحلمت بأننى أخشخش صنوف القطع الفضية والنحاسية التى ملأت جيبى واستيقظت فرحا وأنا أقبض على جيبى بقوة. وعندما أدركت أننى كنت أحلم حاولتُ أن أوقظ أمى التى كانت غارقة فى النوم وفشلت، فجعلتُ أبكى حتى الصباح وظللت خائفا من النوم عدة أيام.
وهكذا وجدت نفسى أمشى فى الشارع، وقد تنبهتْ حواسِّى وأرهفت إلى أقصى حدّ وجعلتُ الوجوه تمرّ وتحجَّرت عيناى على امرأة لونها كالنبيذ وانتصب لسانى فى فمى وانتصبتْ قامتى وشعرت بأسنانى مميزة؛ واحدة واحدة تصطكّ وعيناى تحملقان فى عنق المرأة وأصابنى دوار شعورى بأننى شربت كمية هائلة من الدم وهكذا فاجأنى الإحساس بأننى مصاص دماء وجعلت أتخبط فى سيرى وقد ملأنى الفزع وقررت أن أعود إلى البيت فورا وجريت إلى موقف الأوتوبيس.

- 2 –

أطفأت نار جسمى بحمام بارد غير أن حلقى كان لا يزال جافا كذلك بطنى: كنت أشعر بالمعدة كما لو كانت كيسا من الرمل... غير أننى أرغمت نفسى على النوم:

كان الجو ساحرا: لم يكن الوقت إلا ضحى صيفيا جميلا وربما ليلة صيف مسحورة. رغبت فى أن أشرب الماء. كنت عطشان بشدة (ربما كنت أريد فقط أن أبلل شفتىّ). ذهبت إلى الزير ولكننى وجدته فارغا وشعرت بغضب قليل على البنات... وقال قلبى بلطف: يلعنهن الله. كان الوقت بالتأكيد ليلا. ربما الثالثة صباحا. العقارب تأوى إلى جحورها فى مثل هذا الوقت... أما الكلاب فقد تعبتْ من النباح ونامت. كان الوقت بالتأكيد ليلا فالجيران نائمون وربما كانت أزيارهم فارغة - أما السبيل الوحيد تحت شجرة اللبخ فقد رفعتُ غطاءه وحاولتُ أن أملأ الكوز بالرغم من عمقه الكبير غير أن السبيل بدوره كان فارغا. ولعنت بناتنا وبنات الجيران أيضا وشعرت بالحب نحوهن جميعا. أما الذئاب فلا شك فى أن هذا القمر المتلألئ قد سحرها جميعا بنوره المسحور وهى بالتأكيد لا تكلم أحدا. هكذا يكون الذهاب إلى أىّ مكان مأمونا بل ولطيفا. الترعة: لا لا ماؤها كريه وربما كان ماء الترعة غير كريه غير أننا لا نشرب منه. ماء الترعة كان كالفضة تحت القمر. مررت بالترعة وعبرت الكوبرى عند شجرة الأثل الضخمة التى نلعب الحجلة تحتها فى القيلولة. الممرّ بين غابة النخيل إلى النيل لطيف جدا. الثعالب والذئاب والقطط المتوحشة. إننى خائف. يا لى من أحمق. ألا أعرف أن الذئاب تلعب مع الكلاب، وأن الكلاب تلعب مع القطط وأن الثعالب ترقب المباراة بخبث. وبخبث لطيف بل بمرح جعلتُ أقفز وأقفز بين النخيل وأشجار الليمون المتناثرة هنا وهناك تملأ الجو بعبير ساحر وإذا قابلنى قرد الماء الذى يقول عنه خالى حسن إنه خرافى فسوف أكون سعيدا لأننى لا أراه بالنهار وأخاف منه بالليل.عجبا..! لماذا نخاف بالليل! العصافير الصغيرة تشقشق واليمام يهدل. إننى أقترب من النيل. لعابى يسيل ويلطف حنكى لكن التمساح. يا لى من أحمق! التمساح سوف يلعب معى ويعلمنى السباحة وسوف نعبر النيل معا إلى شاطئ أبو سمبل. ها أنذا عند الجسر أخيرا بل إننى بلغت النيل ذاته فالنيل قد ملأ مجراه - إنه واسع. إنه كالفضة تحت القمر. لا لا إنها الشمس فوق. الوقت إذن ضحى. استلقيتُ لأرتوى. فتحت شفتىّ. أبصرتُ التمساح يشقّ الماء نحوى. فَرِحْتُ به غير أننى رأيت الشر فى عينيه. قمت وحاولت أجرى وخذلتنى ركبتاى. يقولون يجرى فى البر أسرع من الضبع. بضربة من ذيله أسقطنى فى الماء. كان الماء من حولى أحمر بلون دمى.
استيقظت وتذكرت أن الذى ينام عطشان يذهب فى الحلم ليشرب من النيل فيأكله التمساح. وندمت على أننى نمت عطشان.

4
تعويذة

شربت كثيرا والبار صاخب جدا والرجل الذى يجلس وحيدا بجوارى لا زال يتطلع إلىّ من حين لآخر (أوقعنى فى الإحساس بأن هذا العالم غامض). من جديد يعود ذلك الشيء الثقيل (لقد غرقت فى الديون). تنتابنى شتى الهواجس - الكهل الذى يتعامل بروح رياضية مع الجرسون ويوزع دعاباته على الندمان الذين يملأون المشرب كما لو كان بارمان خبيرا بأنواع الخمور.. الكهل لطيف معى، لقد اختارنى دون الجميع... وقال هذا وها هو يرسل من جديد نظراته المتأنية الغامضة. وربما كان مثقل الصدر وربما كان غارقا فى الديون مثلى. وربما كان يخمن المأزق الذى وقعتُ فيه ويريد أن يذهب إلى دائنىَّ ويعطيهم شيكات. وكأنه عمى: دائما يترصدنى... يحرسنى ويحذرنى وربما أراد أن يسيطر علىّ من جديد. إنه بشكل ما أبى. ولهذا فإنه حزين: حزين جدا (ربما لأننى أرى عينيه جيدا وأغوص فيهما الآن أكثر من أىّ وقت مضى). إن دائنىّ يملكون وسائل عجيبة. قال لى أحدهم إنه لا يذكر. لا يذكر مطلقا أنه أقرضنى شيئا. قالوا جميعا ما يشبه هذا. وربما كنت مَنْ يحاصر نفسه بنفسه ولا يدرى. أبنى حولى سجنا عظيما من الفولاذ الشمس لا تدخله. غير أن لهم على أىّ حال وسائل عجيبة. إن الكهل اللطيف ربما كان دائنا قديما نسيت رسمه وربما خرج معى حتى لا يتدخل الندمان النزقون المالئون المكان، وهم فى عالم الخمر الطريف: إنه على أىّ حال يتصرف باتزان وحكمة. وهو لا يؤمَن جانبه. إننى أعرفهم تماما. إذن لا يريد إحراجى. ولكن أمثاله كنت أتعامل معهم جيدا منذ كنت صغيرا غير أننى فقدت تلك الشجاعة. كانت أمى ترسلنى إلى أحدهم. صاحب متجر. وعندما يكون البيت خاليا من الدقيق والكبريت وجاز المصابيح كان لابد أن أتجاوز ذلك الموقف الذى كنت أهابه فى بداية الأمر. ورغم الضائقة التى كنا نعيشها والتى تصيب أكثر البشر عراقة أصل، كانت الشجاعة التى تمتدّ جذورها إلى قرون: جاه قديم جدا كان يملؤنى بالنبل وشرف المحتد بعد منتصف المشوار، ولهذا فالرجل كان يعاملنى باحترام لا يحظى به الكبار عنده: كنت أحمل إليه شرفا عظيما، وكان يفرح به، وحتى عندما كانت أمى ترسلنى إلى قمر بائعة الترمس لأشترى منها على الحساب دخان المضغ بقرشين أو بقرش واحد. كانت أمى قد أفهمتنى كل شيء وعلى الرغم من براعتها فى الحساب كانت أمور معقدة تجعلها تجعلنى شاهدا على تلك الأسرار. وأين قمر منا؟ إن قمر كانت تتمنى دائما أن يزرع زوجها أرضنا وكنا نحن الذين نملك تلك الأرض.
الرجل ينفح النادل نفحة سخية بعد أن تحاسبا بقليل اكتراث... ولكن الرجل مع هذا لا يقوم. إنه ينتظرنى: لو كان أذكى لانتظرنى فى الخارج (مثلا يكمن فى مكان مظلم).
إننى غارق فى الدين ولابد أن أكف عن الطعام والشراب زمنا فلا أكون مدينا لأحد. ولكنْ حتى إذا سدّدتُ كل الديون فإن شيئا ما يبقى فى النهاية وإلى الأبد. أثر أشبه بالثأر القديم. وعندما يصل تفكيرى إلى هذا الحد من التطرف فإننى أشعر بالخجل. إن دائنِىّ أصدقاء وذوو قربى ولا بد أننى أجدبتُ إلى حدّ ما ولابد أن أعيد بناء أخلاقى وتفكيرى. أشعر أننى كنت خيرا من هذا من قبل... وعلى أىّ حال، علىّ الآن أن أتسلل خارجا دون أن يلحظنى أحد وأنا أعرف تماما أننى أمشى على زجاج.

كان الطريق مخوفا ولا شك فى أن الكلب الشرس كامن فى مكان ما وما أنا إلا طفل صغير وهو لا يحترم أمثالى... وفى حالة أشبه بالخدر أنظر إلى كل الجهات. والذهاب ضرورى ولا أستطيع أن أكذب على أمى بأن الدكان مغلق لأنجو من الاعتراف بالجبن. وعلى أىّ حال فالعودة مثل الذهاب لأننى فعلا فى المنطقة. وأجد الكلب نائما فى سلام فى ظل الشجرة. وهنا أقرأ التعاويذ حتى لا يصحو بينما أتسلل أنا بخطوات خفيفة: كُبَّنا كُبابَنا وَلِيَّنا صَحابَنا كُبّ. كُبَّنا كُبابَنا وَلِيَّنا صَحابَنا كُبّ.


5
واجب قديم

تقول أمى إننى تيقظت ذات مرة قبل أن تشرق الشمس بوقت وكانت قد أحسّتْ بى فجعلت تترقبنى نصف نائمة. كنت ألبس قميصا من رمش العين الأبيض. وأخذتُ عصاى من تحت المخدة وفتحتُ الباب وخرجتُ وعندئذ خرجتْ هى ورائى تنادى علىّ... وتقول إننى لم أردّ عليها، كأننى لا أسمعها ألبتة. ومضيتُ وبعد أن وقفتْ فترة من الزمن تترقبنى جعلتْ تجرى ورائى عندما لاحظتْ أننى أمشى نحو النخيل وتقول إننى كنت سريعا بحيث إنها لم تلحق بى إلا بعد أن عبرتُ الكوبرى. وتقول إنها عندما أمسكتْ بى وهزتنى نظرتُ إليها بفزع شديد وقلت لها: مَنْ أنتِ؟ وتقول إنها جعلتْ تبسمل حتى ثُبْتُ إلى رشدى فأخذتنى إلى البيت. وتقول إنها كانت تمسك بى وإننى تخلصتُ من يديها وسرت إلى جانبها وإننى جعلتُ بعد قليل أضحك، وإننى قلت لها إننى عندما تيقظتُ من النوم ظننت أن الوقت مغرب وأننى تأخرتُ على الحمار المربوط بين النخيل فجريت لآتى به وجعلتْ تبسمل من جديد. وتقول أمى إنها عندما لاحظتْ قيامى ظنتْ فى البداية أننى ذاهب أصلِّى الفجر فى الجامع وأنها لأمر ما - ربما لأننى أخذت العصا - ارتابت فى الأمر وعندما رأتنى أتجه نحو النخيل تأكدت أننى ذاهب إلى النيل لألقى بنفسى فيه. وتقول أمى إنها كرهت الحمار يومها.

6
السندباد

ولما أن كبرتُ بحمد ربى
وصار لمنتهى عقلى ابتداء
بقيتُ أقول ننو تته تاته
ودحو كخ وأنبو ممّ آء
الشاعر المصرى ابن سودون
القرن التاسع الهجرى

وضع لغزه أمامنا بلطف وأناقة، ثم انتفض وتحدانا بعنف. لم يكن فى الأمر رهان غير أننا وضعنا الأحجية على طبق وكوَّنَّا دائرة حولها. كنا غارقين فى العرق نضرب الأخماس فى الأسداس: كنا مقامرين.
كنا على أبواب طيبة، وكان الإسفنكس هو الذى ألقى الفزُّورة. كان علينا أن نفحمه لينتحر وكان هو يريد أن يدمغنا بالجهل ويسلبنا حق الحياة كمثقفين؛ كنا مثقفين وكان هو مثقفا. كان واحدا منا. وقال واحد منا: "إن حل اللغز هو الإنسان". قال واحد منا متهلِّلا: "فعلا الإنسان يحبو على الأربع عندما يكون طفلا ويمشى على اثنين شابا وكهلا وعندما لا تقوى رجلاه على حمله فإنه يستند على عكازه ويمشى على ثلاث". وقال الواحد الأول: "لقد قلت الإنسان لأن الإنسان هو الحل لكل الألغاز". ونظرنا جميعا إلى الإسفنكس وقد أفحمناه غير أنه كان هادئا يؤجل سخرية تخفيها ملامحه بتوقيت يعرفه هو ويحافظ عليه، وعندما قال إن الإجابة خاطئة وقعنا من جديد فى الفزورة. وكان هاجس بأنه يلعب بنا. وعندما قال المدرس إنه سوف يضربنا جميعا لأننا لم نحفظ جدول الضرب كنا مقتنعين تماما - ولكن خائفين جدا ولم يكن وعينا يبلغ أن نفكر فى طلب مهلة ويومها وجعتنا أيدينا... وعلى عكس الأيام التى نمارس فيها شتى العواطف ولاسيما الشماتة فى أولئك الذين لم يحفظوا المحفوظات: كنا فى ذلك اليوم فى مأتم. كان الفصل كله فى مأتم... وكنا لا زلنا نعرق: نحن المقامرين فى وضح النهار: لأن الفزورة كانت لا تزال تنتظر الحل. كنا مثقفين جدا. قال أحدنا: "السدّ العالى" ونظرنا جميعا إلى الإسفنكس ولم نكن نجهل أن السد العالى ليس هو الحل لأنه لا أرجل له أما هو فقد نظر إلينا هادئا جامدا وربما حزينا. عدنا إلى الأحجية وجعلنا نفكر فيها بطريقة علمية لأول مرة. حصرنا الأنواع التى تمشى على أرجل وحصرنا شتى التغيرات التى تطرأ على أرجل شتى الأنواع... وتوصلنا إلى حلول كثيرة فى سرِّنا حتى لا نظهر جهلنا أو غباءنا. وأخيرا تجرأتُ أنا وقلت: "إنه الأرنب". وعندما وجدوه قد تحوَّل إلى كوم من الرماد انتقلت أبصارهم إلىّ وقلت لهم: "لا تندهشوا فالنتيجة ليست مهمة بقدر أهمية المنهج فالأرنب من ذوات الأربع والتغيرات التى تتم على أرجله تكون بالقطع أو بالنمو وعندما نتركه كما هو فإنه يمشى على أربع، وعندما نقطع رجلين منها فإنه يمشى على اثنين، وعندما تنمو إحدى الرجلين المقطوعتين أو نزرع له واحدة جديدة فإنه يمشى على ثلاث". لقد بُهت المثقفون. وقد شعرت أنا بارتباك شديد بسبب الإعجاب الذى أحاطونى به وتجنبا للإحراج جعلتُ أبسِّط المشكلة وقلت إنهم جميعا كانوا قادرين على الوصول إلى الحل وأن توفيقى أولا كان مجرد مصادفة وقلت لهم إن مدرس الرياضة فى الثانوية مثلا أثبت وجود الله بمعادلة رياضية. وكان أىّ واحد منا يستطيع حلّ تلك المعادلة والوصول إلى النتيجة ذاتها لو أننا تعلمنا الرياضة وقلت لهم إنهم لو تأملوا كلامى هذا فإنهم سوف يجدونه غاية فى البساطة. وبسرعة وضعت البرهان تحت أيديهم: "لقد تعلمنا جميعا ولست وحدى من جدول الضرب أن 2 × 2 = 4".
******
[بدأتُ حياتى الأدبية فى الستينات، وأنا فى العشرينيات من عمرى، بكتابة مقالات فى النقد الأدبى (يضمها كتاب "خطوات فى النقد الأدبى" الصادر عن المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 2005)، وكذلك بعض القصص القصيرة ومنها هذه القصة التى نشرت بجريدة المساء القاهرية بتاريخ 15 نوڤمبر 1968، ومنها قصة نُشرتْ فى مجلة جاليرى 68، وقصة قصيرة ثالثة نُشرت فى جريدة المساء، ثم فى جاليرى 68، وتُرجمت إلى الإيطالية ضمن كتاب ظهر فى 2003 يضم مجموعة من القصص القصيرة المصرية المنشورة فى ملف خاص بمجلة جاليرى 68، والقصة الحالية مكتوبة إذن وأنا فى السابعة والعشرين من عمرى - خليل كلفت]



#خليل_كلفت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعويذة
- تخفيف الحكم
- هل التظاهر أمام مكتب الإرشاد فى المقطم كُفْر؟!
- ببليوجرافيا خليل كلفت حسب دار النشر
- النظام القديم والثورة الفرنسية
- إلى كارولينا قصيدة (سوناتا): ماشادو ده أسيس، مهداة إلى زوجته ...
- فراو ڤيلكه قصة: روبرت ڤالزر ترجمة: خليل كلفت
- كلايست فى تُونْ - قصة: روبرت ڤالزر
- ماكس هوركهايمر والنظرية النقدية*
- الحوار مع مرسى خط أحمر
- لكيلا تتبنَّى الثورة إستراتيچية الثورة المضادة
- الاحتمال الأرجح: مفارقة انتصار الثورات والثورات المضادة فى - ...
- ثورة 25 يناير - مقالات النصف الثانى من 2012
- تحالفات الإخوان المسلمين وأوهام الديمقراطية
- عربدة فى قمة السلطة.. الاستفتاء والدستور ومجلس الشورى ومجلس ...
- السلطة التشريعية فى مصر بين الأسطورة والحقيقة بقلم: خليل كلف ...
- الاستفتاء مصيدة خبيثة.. مقاطعة الاستفتاء من ضرورات إنقاذ الث ...
- الثورة تتسع وتتعمَّق والحركة الجماهيرية تتجاوز قيادات جبهة ا ...
- الكتب معرفة ومتعة - الجزء الثالث
- إلغاء الإعلان الدستورى إلغاء مشروع الدستور مقاطعة الاستفتاء. ...


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل كلفت - السندباد (من أحلام النوم واليقظة)