أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - يحيى الحميداوي - أكره أبو جواد وأحبّ العراق














المزيد.....

أكره أبو جواد وأحبّ العراق


يحيى الحميداوي

الحوار المتمدن-العدد: 4055 - 2013 / 4 / 7 - 02:48
المحور: كتابات ساخرة
    


اكره السياسة والسياسيين وتلون الوجوه كما الحرباء ,اكره المتأسلمين والذين يتاجرون بالدين من اجل مصالحهم الشخصية يضحكون منا كأننا سذج ونعيش الحماقة والغباء يقترفون الموبقات ويحرموننا من ابسط الحقوق .اكره النواب ومجلسهم المتخم بالكذب والنفاق ,اكره صراخهم وتباكيهم على الشعب المسكين الرازح تحت افيون الوضع الذي وضعوه في بوتقته ,اكره الكثير من القنوات الاعلامية الفضائية التي تزيد القلق وتزرع الرعب في قلوب العراقيين الفقراء وتشعل الفتنه وتنبش بحوافرها لتثير غبار الكره ,اكره الموازنة المالية والحديث عنها لأنني اشعر بأنني مغفل حتى اكاد ان اكون (طرن ) ميزانية انفجارية وشعب ما زال يسكن الصفيح ويعيبه الاخرين لان البعض حوسم قطعة ارض من اجل ان يستظل هو وأبنائه تحت سقف يشعر بأنه شيئا من الوطن .اكره الراتب التقاعدي وفكرة البطاقة الذكية حينما تذهب امي المتشحة بالسواد كل شهرين لتستلم راتب يذكرها بأبي الراحل منذ مليون سنة حتى قبل ان يولد .امي تكره الألوان لم اراها ترتدي كما نساؤنا دشداشة بألوانٍ زاهية وجميلة فمنذ رحيل اخيها في الحرب لم تخلع الاسود الذي امتد في تفاصيل روحها وأصبح جزء لايتجزأ من عجوزي المختنقة بالحسرة .أكره ابو جواد أنكم لاتعرفوه لكنه يعيش في الكثير منا ,ابو جواد سائق سيارة(وسطة زلم ) نناديه في المنطقة ونحن صغار (ابو جواد الكواد) لايخجل من لقبه هذا حين ننادي عليه يبتسم ويقول كلكم وإبائكم ابو (جواد الكواد)والحكاية ان ابو جواد كان يستقل في سيارته ثلاث فتيات من بنات الليل وعند سيطرة من سيطرات (الحزب ) الذي كان يتدخل في الرايحه والجايه استوقفته السيطرة ,من انت ؟عمي اني ابو جواد السايق ,مدّ الرفيق رأسه بداخل السيارة انتو منو وهذا تعرفوه الرجال ...قالت الاولى نعم نعرفه ...
هذا ابو جواد الكواد!!!!!!
صرخ فيها استحي بنتي شنو هذا الحجي
زجره الرفيق ...
الثانية منو تعرفيه ...
نعم هذا ابو جواد الكواد !!!
صرخ فيها
سأل الشرطي الثالثة تعرفيه ...
اي اعرفه طبعا هذا الضرب استاذ عدي بالمنصور
ظل يصرخ ابو جواد عمي جذب والله جذب
اني ابو جواد الكواد اني ابو جواد الكواد ...
اكره ابو جواد الكواد ...
اكره (بس بس ميو) والأغاني الفارغة التي لاتمت للطرب العراقي بأي صله ولا تثير فيّ الشهوة والحنين نحو حبيبتي التي تمسك بزمام الروح وتقودني نحو (حنيت الك بالحلم ) وانا اتلوى على فراشي في ليال الربيع المحملة بالحرمس لان جارنا الجميل ارهقه جلوس ابنائه عاطلين فاكترى لكل واحد منهم (ازمال وعربانه )للبحث عن الطحين الاسمر المملوء بالدود والخبز اليابس وهذا ما جذب الحرمس والذباب لكي يكون جاري ورفيقي في البيت الذي يحمل اسمي في الطابو لكنه محجوز الى( دولة الشلم بلم ) .
اكره المناسبات الدينية والوطنية لأنها تشعرني بأنني اسير لإحداث ليس لي اي علاقة معها ولا اعرف تفاصيلها غير التي يرددها من يجنون من خلالها الشهرة والمال ,اكره خجلي وحيرتي حين ينعت الاخرين وطني بأنه تمزقه الطائفية وتعيث به فسادا ماذا عساني اجيب وإنا ارى كل ما يقولونه صحيح وواقعي يجرنا سياسيو الزمن الفلته الى هذا الكره والاحتراب بالعزف على اشياء منسيه .
اكره المقبرة والماي ورد والبخور لأنها تذكرني بأنني سوف اكون ضيف دائم الوجود في جهنم لعدم مطالبتي بحقوقي التي وهبني اياه الله في الحياة الدنيا رغم صلاتي وصيامي وحسن السيرة والسلوك ,اكره من يرتدي لباسا غير لباسه ويحتمي خلف رموز حفرت في ذاكرة الزمن الحب والتضحية وهو لايملك منها حتى القشور ,اكره اصحاب المولدات لأنهم اصبحو عبء على كاهلي ومرتبي البسيط الذي لايمثل طموح اي مواطن يعيش في مجاهل افريقيا ,اكره وزير الكهرباء وأتمناه ان لايصرخ فالصيف قد طرق الابواب .
اكره واكره واكره
اكره الحرب والطائفية والزعيق والصراخ والتوابيت
لكنني بين كل هذا الركام احب العراق



يحيى الحميداوي
بغداد



#يحيى_الحميداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلاة لوطن النخيل
- وعود انتخابية (صحيح ما اشوفك بعد )
- قصائد للبيع يعرضها كريم السراي قراءة في مجموعة الشاعر السراي ...
- رازونه للضياء
- حكايات الخبز والضوء
- الذاكرة العارية
- صلاةُ القُبْل
- مواسم الخطيئة والوجع / قراءة في المجموعة القصصية( مواسم الخر ...
- طراكات وجلاليق
- ابتسامة الموت الأخيرة
- صدى أغنية للأرض
- رصيف ووطن
- قراءة في رواية نهار حسب الله (ذبابة من بلد الكتروني )
- ملح ودمع
- هواجس الغرفةالحمراء /يحيى الحميداوي
- مذكرات خائن .....للشاعر توفيق الصكبان
- إمنحيني الدفء .........
- الليلة بعد الموت
- ماهكذا يخلق الحب ....قراءة في نص الشاعرة أبتهال بليبل ...... ...
- ملاذي الاخير


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - يحيى الحميداوي - أكره أبو جواد وأحبّ العراق