شوم إن نيسيم أو( شم النسيم )!!!

توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 4055 - 2013 / 4 / 7 - 00:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

شم النسيم ليست كلمة عربية تعني إستنشاق الهواء الجميل ولكنها كلمة فرعونية قديمة تُنطق ( شوم إن نيسيم) وتعني بستان الزروع ! "شوم" تعني "بستان"، و"نيسيم" تعنى "الزروع". وحرف "إن" بينهما للربط والاضافة مثل of في الانجليزية فتصير الكلمة "شوم إن نسيم" بمعنى "بستان الزروع". وقد تطوَّر نطق الكلمة مع الزمن فصارت "شم النسيم" التي يظن الكثيرون أنها كلمة عربية ، مع إنها في الأصل فرعونية قبطية!!

وشم النسيم هو ذاته عيد الربيع ويعتبر من الاعياد الفرعونية التى ورثناها من اجدادنا الفراعنة فى مصر حيث يخصص هذا اليوم من كل سنة للتنزه وياتى فى ايام الربيع فيكون الجو معتدلا ومدهشا وهناك من يخصصون تلوين البيض واكلات الفسيخ فى هذا اليوم احتفالا بشم النسيم!

وبعد القرن الرابع الميلادي بعد ما إنتشرت المسيحية في مصر حتى صار المسيحيون هم الاغلبية من الشعب القبطي ، حيث كانت هناك بقية من عُبادي الديانات المصرية القديمة واليهود! وأصبح من الصعب الاحتفال بعيد الربيع ( شوم إن نيسيم ) لان بداية الربيع 21 مارس كانت دائماً تقع في فترة الصوم المقدس الذي يسبق عيد القيامة ، وهذه الفترة كان ينقطع فيها الاقباط عن تناول المنتجات الحيوانية والبحرية وأيضاً كانوا ينقطعون عن المرح والافراح والمأكولات الدسمة لذلك رأى المصريون المسيحيون وقتها تأجيل الاحتفال بعيد الربيع (شم النسيم) إلى ما بعد فترة الصوم، واتفقوا على الاحتفال به في اليوم التالي لعيد القيامة المجيد، والذي يأتي دائمًا يوم أحد، فيكون عيد شم النسيم يوم الاثنين التالي له. وعيد القيامة دائماً يأتي أخر أحد في شهر برمهات وشم النسيم يأتي في اليوم التالي له ويكون أول برمودة ويكون دائماً يوم أثنين!! وعيد القيامة بحسب الحسابات القبطية لا يمكن أن يأتي قبل 4 أبريل ولا بعد 8 مايو!! فهو بالتالي يأتي في سنة ما في أول يوم أحد في أبريل يليه ثاني يوم أحد في أبريل في السنة التالية وهكذا الى أن يصل الى أول يوم أحد في مايو ثم تُكرر الدورة مرة أخرى ودائما وأبداً شم النسيم يوم الاثنين التالي له!!

ويحتفل المصريون القدماء منذ القديم بعيد الربيع بأكل الفسيخ والبيض والبصل والثوم ، قبل أن تدخل المسيحية الى مصر. بل والى الان يقوم الاقباط في صعيد مصر بدش البصل والثوم على باب البيت وامام كل غرفة من غرف البيت أحتفالاً بقدوم الربيع! وقد حافظ المصريون على هذا التقليد لارتباطهم الشديد به وأُجل الاحتفال به الى ثاني يوم بعد الاحتفال بعيد القيامة ولكنهم بقدرة قادر وجدوا تفسيراً مسيحياً للأكل من هذه الاكلات!! فهم يتناولون البصل لآن للبصل غلاف قشري أحمر يرمز لدماء المسيح الفادية تغطي طبقات بيضاء ترمز لقداسة وطهارة المسيح! وحينما يزرع البصل في الارض فهو يموت لتبزغ منه حياة جديدة رمز للمسيح الذي دفن في القبر ميتاً ثم قام!! وأيضا يتناول المسيحيون البيض رمزاً للقبر المغلق من جميع الجهات حيث خرج منه المسيح منتصراً على الموت وهذا رمز لخروج الكتكوت من داخل البيضة! ولذلك يتناول المسيحيون البيض ويلونونه في شم النسيم! وأيضاً يأكلون الفسيخ ذلك السمك المخلل حيث يتعفن السمك مع حفظه فى الملح ليتحول لطعام شهي، رمزاً للمسيح الذي مات ولم يفسد جسده بل قام!

هكذا سرق الاقباط العيد الفرعوني وما كان يأكله المصريون القدماء في هذا اليوم أصبح بقدرة قادر مأكولات تم إختيارها لتناسب فكر القيامة! هكذا الاديان دائماً تسرق من سابقيها وتنسبه لها ويعيش الناس فيما بعد مخدوعين بأن هذه سمات دينهم الاصيلة! مع أن هذه السمات هي سمات أصيلة لأديان وثنية دون أن يدروا!!

و مما هو جدير بالذكر إحتفال المصريين هذا العام 2013م بشم النسيم يوم 6 مايو القادم ! فلنحتفل بالربيع عالمين أنه عيد أجتماعي فرعوني مصري أصيل لا رابط ديني له مع أي دين! ولماذا تحريم الاحتفال به؟! فلنفرح ونمرح ! إحنا واخدين منها أيه؟!

#توماس_برنابا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات