أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد جمعة - سامر العيساوي، لم أرَ من قبلُ جيشاً في نظرةِ عين...














المزيد.....

سامر العيساوي، لم أرَ من قبلُ جيشاً في نظرةِ عين...


خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال

(Khaled Juma)


الحوار المتمدن-العدد: 4054 - 2013 / 4 / 6 - 16:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في وجهك المائل إلى الإغريق قليلاً، كنت ألمحُ أمّاً وبقايا شهيدٍ ما زال يمشي في الشوارعِ يطمئنُّ على ما استشهدَ من أجله، وأراك حلماً ينبتُ على الأشجارِ ويتطلّعُ من بين أوراقه إلى الأرضِ خفيفاً ومغمساً بالمأساةِ، أراكَ تكتبُ دون يدٍ ما عجزنا جميعاً عن كتابته، أراك حين ألتفت خلفي، حين أنظر أمامي، حين أنام، وحين أشتمُ العربات في الشوارع، أراكَ حيث لا ترى نفسك.

يقتلونَك، فاصرخ، لماذا تسكتُ كلّ هذا الوقت؟ ماذا تملك غير الصراخ؟ ولماذا تغيّرَ اتجاه الريح حين قبّلتكَ أمُّكَ في صباحٍ من غير قهوة، حين نسيتَ أن تحضرها في المساء وقد أوصتكَ، لماذا تنسى وصية أمك؟ وهل يليق هذا برجلٍ شكّلَ الحلمَ على هيئةِ عينٍ غائرةٍ وكلماتٍ لا تقال؟

هل ما زالت جدوى الحبِّ قائمةٌ في البلاد؟ هل أنت حقاً فلسطيني؟ حواريٌّ ربما، نبطي ربما، سامري ربما، عموري ربما، كنعاني ربما، حثي ربما، مؤابي ربما، يبوسي ربما، أرامي ربما، فينيقي ربما، وربما أمةٌ ستسمى باسمكَ، فابتهج، فقريباً ستملأ التاريخ، وسيملأ التاريخُ سنابكَ خيلكَ النائمةِ في نظرةِ عينِكَ، لم أرَ من قبلُ جيشاً في نظرةِ عين، لم تكسرني نظرةٌ أمام نفسي كما فعلت عيناك، لا أعرف إذا كان الآخرون قد انكسروا أيضاً أمامها، يا لعينيك كيف جيّشَتْ هذا الوطن؟ وكيفَ أصبحت فلسطين كاملةً تتعلق بحدقتين من وجع، فلسطين كاملة، بحيفاها ويافاها وصفدها وناصرتها وقدسها وكرملها ونابلسها وطولكرمها وخليلها ورام اللهها وبيت لحمها وغزتها وبئر سبعها ورملتها ولدّها ونقبها وعسقلانها، نعم ما زالت جدوى الحب قائمة في البلاد، لأنك لست وحدكَ، أنتَ معك.

أما وقد حمّلناكَ متاهاتنا جميعها، أريدكَ أن تصرّحَ أن سبب إضرابِك ليس اعتقالك ورغبتك في الحرية، فمن حيث المبدأ، طول مدة إضرابك تعطيك الحق أن تعلن أكثر من مطلب، فعليك أن تقول إنك مضرب عن الطعام لأنك تريد فلسطين من النهر إلى البحر، ولأنك تريد أن يخرج المعتقلون دون استثناء، ولا بأس أن تستعمل تعبيراً مثل "تبييض السجون" كي يعرف العالم ثقافتك، وعليك أن تقول إن إضرابك أيضاً من أجل اللاجئين في لبنان وسوريا والأردن والضفة وغزة، من أجل عودتهم أقصد، وأن تقول أيضاً إن إضرابك من أجل القدس موحدة وعاصمة أبدية لدولة فلسطين، وأنك مضرب كي تزيل إسرائيل مستوطناتها، وأنك مضرب كي تحصل على دولة فلسطينية كاملة السيادة، ويمكنك أيضاً أن تعلن أن إضرابك يأتي احتجاجا على التدخل الأمريكي في العراق وأفغانستان، وأنه أيضاً ضد التسلح النووي الكوري والإيراني، وضد التفرقة العنصرية، وضد القتل وضد الجوع وبقية القائمة التي يتضمنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فأنت من القوة بحيث يمكنك إصلاح العالم، ولا حاجة بك للاستعانة بأحد، على الأخص أحد منا نحن، الذين ننتظر موتك كي نفخر بفلسطينيتنا التي أنجبت رجلاً مثلك.

سامر العيساوي، كن نفسك ولا تكنّا، إبق كما أنت، أكبر من التنظيمات والأحزاب والأعلام والرايات، أعلى من الأرواح التي تجلس على كراسٍ من جلدٍ ومكاتب من خشب الماهوجني، أكثر وسامةً من الخارجين من مراكز التجميل قبل الجلوس أمام الكاميرات، إبق كما أنت، أكثر جمالاً من إمضاءاتهم على الاتفاقيات، أشد وفاءً من كرمةٍ لزارعها، ولا تلتفت إلينا، دعنا كما نحن، منخورين بالسوس، عالقين في أرواحنا نتعثر في عدد ركعاتنا أمام الله، وأمام الله، دعنا نفكر في إجابة واحدة مقنعة حين يسألنا: لماذا تركتم سامر العيساوي وحده، وقد أوصيتكم بألا تفعلوا...

السادس من نيسان 2013



#خالد_جمعة (هاشتاغ)       Khaled_Juma#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استشهد ميسرة أبو حمدية، ماذا عن الآخرين؟
- أنا مَنْ قالوا لكِ عنْهُ
- أجل، ستناغيك الوردة
- فيما كنتُ بذرة موسيقى
- تدمر دمشق تدمر
- يا صاحب المقام
- وليد يريد أن يكون قائد سفينة قصة للأطفال
- كيف حالُكَ؟
- الرصاص المكتوب
- لم يأتِ أحد
- هذا الفراغ، هذا الامتلاء
- أريد أن أكون حراً وجائعاً...
- ذاكرة رجل آخر قصة قصيرة
- يا الدمشقيُّ!!!
- كسيّدٍ غيرِ مهذَّبٍ هو الحنين
- الإساءة للرسول، الإساءة للعالم
- ما يحدث في فلسطين لم يحدث بعد
- ضياع الحلم الفلسطيني
- معرض أزمات الشرق الأوسط
- مُتْ، فنحن لا نجيد التعامل مع الأحياء


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد جمعة - سامر العيساوي، لم أرَ من قبلُ جيشاً في نظرةِ عين...