أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد داؤود - تعارض ارادة الله مع ارادة الانسان وابتكار فكرة الشيطان













المزيد.....

تعارض ارادة الله مع ارادة الانسان وابتكار فكرة الشيطان


احمد داؤود

الحوار المتمدن-العدد: 4054 - 2013 / 4 / 6 - 11:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما ان اذكر اسم "الله " حتي يتبادر الي اذهان الكثير باني اعني به خالق هذا الكون .ولكن هذا الاعتقاد خاطي ؛لماذا: لان "الله " الذي اعنيه هنا هو ذاك الخاص بالاسلام .ولقد بينت في بعض المقالات بان خالق هذا الكون لا يمكن ان يكون باي شكل من الاشكال مؤسس او منزل الاسلام .بل واعلنت بانه اذا كان الاول حسب ما يصوره القران ساكون اول المؤمنين بالشيطان رغم اني ارفض فكره وجوده .

وما دفعني الي تبني ذاك الراي هو ان هنالك بون شاسع بين اله الكون من جانب واله الاسلام من جانب اخر .فاذا كان الاول يدرك كل صغيرة وكبيرة عن الكون الذي خلقه فان الثاني يجهل الكثير عنه .بل وينحو الي اعطائنا تفسيرا خاطئا للكثير من الظواهر الكونية .

ورغم ان هنالك بون شاسع بينهما الا اني ارغب في التطرق الي تلك النقطة .وانما انا بصدد الحديث عن تعارض ارادة الانسان مع ارادة الاله الخاص بالاسلام .

*مالذي يريده اله الاسلام من البشر:

يتجسد كل ذلك في الحديث الذي يقول بان "الاسلام بني علي خمس ،شهادة ان لا اله الا الله ،وان محمد رسول الله واقام الصلاة وايتاء الذكاة وحج البيت لمن استطاع اليه سبيلا " وهذا يعني بصورة اخري :

ـ الايمان به : اي انه يرغب من كل انسان ان يؤمن به .ولكن ما هو شكل هذا الايمان ؛انه ايمان قائم علي الفطرة وليس علي التساؤل والتفكير .فالمؤمن ملزم بالله حتي وان لم يستطيع اثبات وجوده .ومن يفعل خلاف ذلك فهو يصنف في خانة الملحدين والكفار واعداء الشيطان .

ـالايمان بكتبه ورسله :بعد الايمان به يطلب ذات الاله من كل البشر الايمان بكل من ارسلهم .ولكن الازمة الكبري انه يقول بان كثير من الكتب السماوية الاخري قد تم تحريفها وبالتالي فان الدين عنده الاسلام .ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلم يقبل منه .اي بمعني اخر يجب علي اصحاب المعتقدات والاديان الاخري التخلي عما يخصهم واعتناق ذاك الذي جاء به محمد .وهذا يتعارض كثيرا مع ارادتهم .والاسواء ان ذاك الاله يحرض اتباعه اما لاسلمتهم او اقسارهم لدفع الجزية اذا ما ارادوا ان يمارسوا شعائرهم وطقوسهم الدينية .

ـ الايمان بالقضاء والقدر :اي انه يطلب من البشر الا يناهضوا كلما ما يواجههم من ازمات وتحديات حتي لو كانت سالبة باعتبار انه من تسبب بحدوثها .

ـ الالتزام بفعل كل ما يامرنا به :

ولكن يبرز السؤال :مالذي يامرنا به ذاك الاله : هنالك بعض النصوص مثلا تلزم المؤمنين باداء الشعائر والطقوس الدينية .وتدعوهم للتاخي والتكاتف ولكنها قليلة مقارنة بالاخري التي تخالفها وهذا يعني بانه يامر بالاتي :

اولا :قتال كل من لايؤمن به : يضج القران بالكثير من الاوامر الالهية التي تدعو المسلمين لقتال كل من لا يؤمن به او الذين يعتنقون اديان ومعتقدات اخري يقول هو انزلها . حيث يعلن ذاك الاله " قاتلوا ...حتي يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " " قاتلوا ائمة الكفر انهم لا ايمان لهم " "قاتلوهم لا تكون فتنة " "قاتلوا المشركين كافة كما يقتالونكم كافة " كما ان محمد المتحدث باسمه يعلن بانه " امرت ان اقاتل الناس حتي يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الذكاة فان فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم واموالهم ".

ثانيا :انتهاك كرامة المراة : لم يكتف اله الاسلام بذلك فقط .بل انه يامر البشر بانتهك كرامة المراة والحط من شانها .ويقول ان "الرجال قوامون علي النساء " ويعتبرها مجرد وعاء للجنس ويؤكد بانه " نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم اني ما شئتم " . كما انه يعتبر بان شهادتها نصف شهادة الرجل كما ان حصتها في الميراث تعادل نصف حصة الرجل . بينما يعلن محمد بانه "لا يفلح قوم ولوا امرهم امراة " بل ويشير بانها كالحمار تقطع الصلاة .

ـ ثالثا :الايمان بافكاره وتعاليمه التي تتعارض مع العلم :

كثيرا من الابحاث العلمية الحديثة اثبتت مثلا بان ماجاء به الاسلام خاطي .ولكن الذي انزله يطلب من البشر الايمان بما هو خاطي . والاسوأ انه يعتبر كل من يفعل خلاف ذلك خارجا عليه وبالتالي يجب قتاله واسئصال روحه.

*مالذي يريده الانسان :

اي انسان غض النظر عن عرقه او ثقافته او معتقده او جنسه او مستوي تفكيره وتعليمه قد يفضل فكرة الايمان بوجود اله .ولكنه بالضرورة قد يرفض فكرة الايمان الاعمي القائم علي الفطرة .ولكنه قد يفضل الايمان القائم علي التساؤل والتفكير .كما انه قد يحبذ فكرة التعايش مع الاخرين بدلا من الاعتداء عليهم او استئصال ارواحههم . علاوة علي ذلك فهو قد لا يعتبر ان الرجل افضل من المراة بل وقد يضحي بذاته من اجل القضاء علي مثل تلك الافكار .

اذا تاملنا مايريده الله وما يريد البشر نجد بان هنالك تعارض بينهما .اي بمعني اخر فان ارادة الله الخاص بالاسلام تتعارض كثيرا مع ارادة البشر .فان كان الاول يرغب من كل انسان ان يؤمن به دون تساؤل وتفكير بل ويطلب منه الاعتداء علي الاخرين واقسارهم لفعل ما يكون ضد اردتهم .ويدعوه في ذات الوقت لانتهاك كرامة المراة والتقليل من شانها فان الثاني قد يرفض مثل هذا السلوك بل وقد يناهضه . والرفض غالبا ما يكون بسبب ان تلك الافكار قد لا تتماشي او تتفق مع رغباته وتوجهاته .وهذا بالضرورة يؤكد فكرة تعارض الارداة الالهية مع الارادة البشرية .

*ابتكار فكرة الشيطان :

اذاً حسب ما اشرت سابقا فان ارادة البشر تتعارض مع ارادة الله .وهذا يعني بان هذا الاخير يسعي الي كبت او قمع ارادة الاول .ولكن ماذا فعل من اجل اتمام تلك المهمة النبيلة ؛قام بابتكار فكرة الشيطان . والشيطان حسب القران يجسد الشر .ولكن ماهو هذا الشر :الشر حسب القران هو ما يتعارض مع ارادة الله الذي يجسد الخير .فالشر هو ان تلتزم بفعل ما يكون ضد مايدعوك اليه اله الاسلام حتي لو كان فعلا اخلاقيا وانسانيا .

والله حسب ما قلنا لا يريد من البشر ان يفعلوا اي شي طالما انه يتعارض مع ما يدعو اليه ،اي بمعني اخر يريدهم ان يعاملوا المراة بصورة سالبة ويعتدوا علي الاخرين . وهذا يعني انه عندما يفعل البشر خلاف ذلك فانهم اشرارا .وينفذون اجندة الشيطان .وبالتالي يجب ايقافهم واستئصال ارواحههم بحجة ردع الشيطان واتباعه من تضليل اتباع الله .

الشيطان في العرف الحديث وحسب ما اشار احد المفكرين " علي ما اعتقد فراس السواح " فهو مصطح يعني به الحرية او الارادة الانسانية .وهذا يعني بان الذي يفترض ان يكون الله ابتكر فكرة الشيطان لا لسبب سوي قمع حرية وارادة الانسان التي يدرك مسبقا بانها تتعارض مع حريته وارادته .

لننظر للامر بصورة اخري :

من الذي يطلق عليه صفة الشيطان او اتباعه : غالبا ما يطلقونها علي الذين يرفضون التسليم بفكرة ان الاسلام دين الهي " اي الملحدين واللادينين ...." وهذا يؤكد بانهم يرفضون الاخذ بكل ما رود فيه .بل انهم يستلهمون كل قيمهم ومنظوماتهم الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية من الخبرات المتراكمة والتراث البشري .وهذا التراث والخبرة البشرية تتعارض بالتاكيد مع الارادة الالهية .لماذا : لانها مستمدة او قل نتاج ما اراده البشر وما يريدونه في المستقبل .

ولأن ارادته تتعارض مع ارادة هؤلاء ابتكر ذاك الاله فكرة الشيطان حتي يستاصل ارادتهم ويفرض ارادته عليهم .ولا زال المسلمين حتي الان ينتهجون مسلكه .فاصبحوا ينادون بقتال كل من لايؤمن بالاسلام او يرفض الاخذ بتعاليمه وافكاره بحجة انه ملحد وكافر وشيطان .والهدف من ذلك حسب ما اشرت هو استئصال ارادة او حرية الانسان وفرض ارادة اله الاسلام عليه .

ولكن يبرز السؤال مرة اخري مالذي اعنيه بالارادة الالهية :

انها رغبات واشواق وامال قادة ومؤسسي الاسلام وهم ينتمون للحقل العربي .لقد قلت في مقال سابق بان الاسلام لم يبتكر الا ليعاد به انتاج الاخرين بجانب السيطرة او التحكم في تقرير مصير العامة من العرب .وهذا يعني بان بان طموحاتهم وامالهم "اي قادة ومؤسسي الاسلام ." او الله بتعبير اخر تتمثل في تعريب كافة المكونات والشعوب الاخري والسيطرة علي جماهير الشعب العربي . اذاً هذه هي الارادة الالهية وهي بالضرورة تتعارض مع ارادة البشر .لماذا :لانها ليست سوي حصيلة رغبات وامال واشواق الاقلية الحاكمة او المسيطرة .

وحتي يتمكن ذاك الله او الاقلية الحاكمة بتعبير اخر او مؤسسي الاسلام من استئصال ارادة البشر التي قد تتعارض مع اشواقهم واحلامهم عملوا علي ابتكار فكرة الشيطان والتي تعني ارادة الفئة الثانية "اي البشر " حتي يبرروا او يمنحوا ذاتهم الشرعية التي تخولهم لأن يقوموا باستئصالها.

قد يقول قائل : بان فكرة الشيطان موجودة حتي قبل ظهور الاسلام بمئات السنين . هذا صحيح ولكن هذا لا ينفي صحة وجهة نظري .لماذا لان الاسباب التي دعت الي ابتكار الذي يفترض ان يكون الشيطان في الحضارات القديمة هي ذات الاسباب التي دعت لابتكاره في الاسلام .



#احمد_داؤود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الردة العظمي والانهيار الاعظم
- الاصلاح لا يكون بانتقاد حامل الفكرة فقط
- التغير يبدأ بانتقاد الدين او محاكمته عقليا
- الازمة في الدين ام المتدين
- الي ماذا يشير عجز الاله ؟
- من الذي لا يحترم معتقدات الاخرين؟
- العالم سيكون افضل حينما يكون لادينيا
- مفارقة ...مسلم وعقلاني ....مسلم ومستنير
- الله ...لست ملزما للايمان بك
- رجال الدين ..الوجه الاخر للشيطان
- ماذا منحكم الاسلام حتي تدافعوا عنه؟
- الاسلام والمسلمون يتفنُون في مصادرة الحقوق والحريات
- لاحياة دون تسامح وتقبل الاخرين
- احترموا حرمة اماكنكم المقدسة
- الفكرة قبل القوة
- محمد والتعامل بسياسة ردود الافعال
- نرغب في ديمقراطية حقيقية وليست شكلية
- الي ماذا يدل استدلال المفسرين بالشعر؟
- لا خوف علي العروبة والاسلام
- فلنتفق قبل ان نسقط النظام


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد داؤود - تعارض ارادة الله مع ارادة الانسان وابتكار فكرة الشيطان