أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - مالوم ابو رغيف - مهمات الشيوعيون العرب















المزيد.....

مهمات الشيوعيون العرب


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 4054 - 2013 / 4 / 6 - 02:31
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


ليس من حزب شيوعي في منطقة الشرق الاوسط يستطيع ان يقنع ناسه، اعضاء وجمهور واصدقاء، بانه يناضل من اجل بناء الاشتراكية وتحقيق الشيوعية، حزب من هذا النوع هو حزب لا يفقه بالنظرية ولا يعرف قوانين الماركسية التي ترى ان الشيوعية تولد من رحم الرأسمالية وليس من رحم اخر، ولادة طبيعية وليس ولادة قيصرية فما بالك اذا كانت ولادة انابيب.
ان الاحزاب الشيوعية العربية، او اولئك الذين يدعون التنظير الماركسي، القائلين ببناء الاشتراكية دون وجود قاعدة راسمالية، هم واحزابهم يثقفون بالوهم وبالخيال، اذ لا وجود لقاعدة راسمالية ولا لطبقة بروليتارية ولا لثقافة اممية ولا لعلاقات اجتماعية غير علاقات الزيف الديني والتخلف العشائري، فباي قوى تبنى الاشتراكية وعلى اي قاعدة تستند، والدولة نفسها ليس الا هيكل خرب؟
لذلك نستطيع فهم سرعة تقبل الاحزاب الشيوعية العربية فكرة بناء الاشتراكية دون المرور بمرحلة الراسمالية، بما سمي بمرحلة التطور اللاراسمالي، الفكرة التي نظر لها السوفيت للتخلص من التناقض بين حركات التحرر الوطني وبين النظرية الماركسية، التي تقول بعدم حرق المراحل او القفز عليها انما باستكمالها، و حتى لا تبدو، اي الاحزاب الشيوعية وحركات التحرر الوطني، كانها تناضل او ان نضالها يقود الى بناء الرأسمالية تحت مبرر استئجار الرحم المستعار لتوليد الاشتراكية.
وبغض النظر عن صحة هذه الفكرة، فكرة التطور اللاراسمالي، فان هذا التنظير اصبح مثل حصان طروادة، لكن الفرق ان المتسللين لم يدخلوا خلسة، انما زودوا بهويات وباجات سوفيتية اهلتهم للدخول الى النادي الشيوعي، دخلوا من دون تفتيش، مع انهم يحملون في جيوبهم كل الات القتل لاغتيال الشيوعيين، وقد يكون غض النظر عن رؤية هذه الاسلحة واهمال سبر النوايا الدموية للغدر بالماركسين والشيوعين، هو سياسة ميكافيلة وانانية اتبعتها الدول الاشتراكية لزيادة المنتميين الى ما اطلق عليه معسكر الاشتراكي في صراعه ضد المعسكر الراسمالي، لكن على حساب الدماء الشيوعية للبلد المعين. ولعل تجربة الشيوعيين العراقيين مع حزب البعث اثبات دامغ لخطل التنظير السوفيتي.
مرحلة الوطنية الديمقراطية، التي وحسب التنظير السوفيتي، يتم فيها بناء مقدمات بناء الاشتراكية دون المرور بمرحلة الآلام الراسمالية، اسبغت على كثير من الاحزاب التي ترتبط ولو بالاحد الادنى من العلاقات مع السوفيت صفات ثورية، مع ان ثوريتها كانت مسلطة على كل الوطنيين الذين كانوا ينضالون من اجل بناء اوطانهم بشكل لا يكون الاستغلال ركن من بناءه، ومن اجل ان يكون الانسان محترما غير مهظوم الحقوق، هذه المرحلة كانت اساس لنشوء دكتاتوريات عسكرية دموية مثل مصر العراق وسوريا،، استمدت شرعيتها من دعم دول منظومة ما يسمى البلدان الاشتراكية، كذلك لتعاون كبير بينها،اي بين الدكتاتوريات الدموية وبين الاستخبارات الغربية، انه تناقض من الصعب جدا فهمه او ايجاد تفسير له، اذ كيف لنا ان نفسر هذا التقبل والتفهم الغربي لامتهان حقوق الانسان في هذه الدول مثل بعث العراق وبين احتضان السوفيت لهذا البعث الدموي لأنه حسب تعريفهم فصيل من فصائل التحرر الوطني دون ان يحدث اي تناقض بين الشرق وبين الغرب ؟
لم يكتف السوفيت بوصف هذه الاحزاب والحركات الدموية بانها حركات تحرر وطني، بوصفوها بانها احزاب مناضلة ضد المعسكر الرأسمالي،
وقد تجاوزت مرحلة البرجوازية الوطنية ووصلت الى مرحلة الديمقراطية الثورية، التي لا احد يفقه تعريفها ولا مفهومها لحد الان، فاي علاقة بين الثورية وبين الديمقراطية؟
الثورية هي حكم يشبه حكم الميدان! والديمقراطية هي حكم الشعب، ان ذلك يشبه المفهوم المغلوط القائل بالديمقراطية المركزية. انها علاقة متنافرة تشبه العلاقة بين قطبي المغناطيس، اذ ان اي مركزية هي تناقض واضح وصريح مع الديمقراطية.
مشكلة السوفيت كانت انهم كانوا خائفين من تهديد رسموه في خيالاتهم، بان الانسان غير قادر على ادراك ما هو في صالحه، لذلك سيختار المخالف لتطلعاته و رغباته. فاذا كانت الراسمالية بذلك السوء الذي يستوجب التغيير، فلماذا لا يترك للشعب اختيار رفضها ومهمة تغييرها؟ ولماذا يود الانسان العودة للراسمالية اذا كان الاشتراكية قد حققت له جميع ما يصبوا اليه؟ ان الخوف من الرأسمالية يعني اقرارا بخطل بتطبيق الاشتراكية.
واذا قلنا في بداية هذا المقال بان هو الوهم اذا كانت الاحزاب الشيوعية في الشرق الاوسط تقول ببناء الاشتراكية دون مرحلة الرأسمالة، وان اي مرحلة اخرى، تلك التي تشبه مرحلة التطور اللا راسمالي تقود الى دكتاتورية الحكومة، وليس الدولة، اذ ان مفهوم الدولة في الدول الشرقية ليس له وجود، الدولة مفهوم قانوني، فاذا كان القانون لا يحترم في بلدان يتحكم فيها الدين والعشيرة والعصابات فكيف تحترم الدولة وكيف ترتفع فوق الحكومة؟
فما هي مهمة الاحزاب الشيوعية اذن؟ وما هي مهمات الشيوعيين العرب او الشرقيين اولئك الذين يعيشون في بلدان تسمى مجاملة البلدان النامية، مع ان نموها يشبه نمو طفل كسيح.
ان مهمة الاحزاب الشيوعية في بلدان النامية هي مهمات اليسار نفسه، اي انها معنية قبل اي شيء بخلق الانسان المثقف الواعي المرتبط بالعلم والتقدم والمعرفة، الانسان الذي ينضال من اجل ان تكون حقوقه مفروضة بقانون، وهو يعرف هذا القانون ويناضل من اجل فرضه وتطبيقه.
على الشيوعين ان يعرفوا ان اي سياسية لحرق المراحل، هي سياسية فاشلة، وان قدر لهذه السياسية السيطرة، فانها لا تنجب الا مواليد مشوهه يتمنى الناس لو لم تُنجب ولماتت في رحم امهاتها لكان افضل الف مرة ليس فقط لما تلحقه بالناس من اذى، بل ان لا يرونها مشوهه وهي التي كانت حلمهم الوردي.
ان مهمات الاحزاب الشيوهية الان يجب ان لا تتعدى التثقيف بالديمقراطية والحرية وتحرر المراة والمساواة وفضل الدين عن الدولة واضعاف سيطرة الدين على عقول الناس واخضاع الحكومة لسيطرة قوانين الشعب.
الشيوعين في بلدان الشرق مهمتهم بناء الديمقراطية واشعار الانسان بانه كان محترم قبل اي شيء، اذ ان الدين والحكومات، وخلال قرون استطاعا ان يخلقا وعيا وراثيا في الداخل الانساني للانسان للشرقي بانه كائن غير محترم.










#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظم الاخلاق الدينية وتناقضاتها مع القيم الانسانية
- فوضى الحرية
- التثقيف الاسلامي من اهم عوامل التحرش الجنسي
- لماذا لم تحدث الثورة في البلدان الرأسمالية لحد الآن؟
- من اخطاء الرفيق النمري: عدم التفريق بين الطبقة وبين ايدلوجيت ...
- من اخطاء الرفيق فؤاد النمري: البرجوازية الوضيعة! 1-2
- الاسلام الحاكم والاسلام المعارض ومهمات اليسار في العراق
- تهميش المذهب السني في العراق.
- الانسلاخ من الطائفة الشيعية مع ضياء الشكرجي ونجاح محمد علي
- هل من مأخذ على المالكي ان تشبث بكرسي السلطة؟
- دولة بدين خامل
- ضرورة اعادة النظر بقانون الارهاب ككل وليس المادة 4 منه فقط
- هل الشخصية الشيعية اقل استقلال من الشخصية السنية؟
- حكومة مهتوكة العرض!!
- الطائفية ومظاهرات اهل السنة
- من اجل حفنة من الشرطة
- القانون وحماية العيساوي
- مام جلال قيمة وطنية لا يمكن تعويضها
- ضعف الشخصية العراقية كاظم الساهر نموذجا
- النقد بين الكاتب والقاريء والحوار المتمدن: في الذكرى الحادية ...


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - مالوم ابو رغيف - مهمات الشيوعيون العرب