أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد عادل زكى - الإعدام اليومى للطلبة















المزيد.....

الإعدام اليومى للطلبة


محمد عادل زكى

الحوار المتمدن-العدد: 4054 - 2013 / 4 / 6 - 14:51
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


-------------------------------
كتبت روزا لوكسمبورج:" الاقتصاد السياسى عِلم فريد مُلفت للنظر، تبدأ الخلافات والصعوبات معه منذ الخطوة الأولى، أى منذ أن يُطرح هذا السؤال البديهى: ما هو، بالضبط، غرض هذا العِلم؟ إن العامل البسيط، الذى ليست لديه سوى فكرة مبهمة عن العِلم الذي يلقنه الاقتصاد السياسى، يعزى عدم يقينه إلى النقص الحاصل فى ثقافته الخاصة. غير أنه يُشاطر، بمعنى مِن المعانى، سوء حظه كثيراً مِن العلماء والمثقفين الذين يكتبون مجلدات ضخمة، ويلقون فى الجامعات عشرات المحاضرات أمام الشبان، حول الاقتصاد السياسى. إذ مِن واقع الأمر أن معظم أخصائيى الاقتصاد السياسى، ومهما بدا هذا أمراً غير قابل للتصديق، ليست لديهم سوى فكرة مشوشة للغاية عن الغرض الحقيقى للاقتصاد السياسى". روزا لوكسمبورج، ما هو الاقتصاد السياسى؟ ترجمة إبراهيم العريس (بيروت: دار ابن خلدون،1977) فهل صحيحاً ما كتبته روزا؟ فلنأخذ أمثلة من ضمن مئات الأمثلة على ما يدرّس للطلاب، على الأقل، فى عالمنا العربى، مثل أول: جاء فى أحد الكتب المقررة على الطلاب فى كلية الحقوق، جامعة الإسكندرية:"... فمع كونها، يقصد الدراسة، تحمل وصف الاقتصاد السياسى، فإنها تلتزم بالأصول العلمية السائدة فى علم الاقتصاد... لا شك ان النظرة الطموحة فى البحث تقتضى إجراء دراستنا فى الاقتصاد السياسى من خلال الإحاطة بالقسيمات المختلفة والمتداخلة التى يعرفها علم الاقتصاد." عادل أحمد حشيش، أصول الاقتصاد السياسى: مدخل لدراسة أساسيات علم الاقتصاد (الإسكندرية: دار الجامعة الجديدة، 1998) ص 14، ص16. والواقع أنى لا أدرى ما علاقة علم الاقتصاد السياسى كعلم اجتماعى منشغل بنمط الإنتاج الرأسمالى المتمفصل حول قانون القيمة، بذلك الفن التجريبى المسمى بالاقتصاد؟ ما علاقة علم ينشغل بالقيمة، بفن تسيير كل همه المنفعة؟ ما علاقة علم حقل إهتمامه الإنتاج، بفن تسيير لا شاغل له إلا السوق والتداول؟ ما علاقة علم همه الإنتاج وزيادة ثروة الأمم، بفن تسيير يعبد الاستهلاك ويقدس التدمير وسلة المهملات؟ ما علاقة علم اجتماعى، بفن تسيير يصفى العلم من محتواه الاجتماعى؟ ما علاقة علم يفرق، بوعى، بين قيمة السلعة وثمنها، وبين فن تسيير لا يعى إلا النفعية؟ ما علاقة علم اجتماعى، بفن تسيير أنانى؟ ربما الإجابة على كل هذه الأسئلة موجودة فى عنوان الكتاب نفسه (أصول الاقتصاد السياسى: مدخل لدراسة أساسيات علم الاقتصاد) انها التوليفة غير العلمية (الاقتصاد السياسى/الاقتصاد) التى يتم حشو دماغ الطلاب بها. مثل ثان، وهو من كتاب آخر مقرر أيضاً لتلقين طلبة كلية الحقوق بجامعة الإسكندرية، إذ جاء فى الكتاب:"... ففى خلال القرن الماضى كان يُطلَق على هذا الفرع الاقتصاد السياسى، ثم أُطلِق عليه مع الفريد مارشال اسم الاقتصاد. ونجد الأن نوعاً من العودة إلى الاسم القديم وخصوصاً مع بروز أهمية الدور الذى يلعبه هذا العلم فى التأثير على السياسة الاقتصادية". حازم الببلاوى، أصول الاقتصاد السياسى (الإسكندرية: منشأة المعارف، 1996) ص23، ص26. الأن عرفنا ان الاقتصاد السياسى يستمد وجوده من السياسة الاقتصادية! معنى ذلك ان الاقتصاد السياسى كان فى يوم ما منشغلاً بالسياسة الاقتصادية! ولكن العبرة فى موضوع العلم ليست بما نخلعه نحن عليه، أو بما نريده له، وإنما العبرة بما صار عليه موضوع العلم نفسه على صعيد الواقع، والواقع يقول ان الاقتصاد السياسى هو: علم نمط الانتاج الرأسمالى المتمفصل حول قانون القيمة، وليس العلم المنشغل بالسياسة الاقتصادية. ولكن على ما يبدو أن طموحات المؤلف السياسية كان لها الدور المحورى فى هذا التعريف. مثل ثالث، وإنما من جامعة المنصورة، وهو كتاب أيضاً يتم تلقينه للطلاب، فبعد أن ذكر المؤلف مجموعة من التعريفات، دون تفرقة ما بين الاقتصاد السياسى والاقتصاد، التى تنتمى إلى مدارس نظرية ومذاهب فكرية مختلفة للغاية وربما متنافرة، كتب للطلاب: "... الواقع أنه لا يوجد بين هذه التعريفات تعريف يمكن أن نصفه بأنه جامع مانع بسبب اتساع مفهوم ونطاق هذا العلم. فكل من هذه التعريفات يشمل جانباً أو أكثر من جوانب علم الاقتصاد، ولكنه أعم منها جميعاً." أحمد جمال الدين موسى، مبادىء الاقتصاد السياسى (القاهرة: دار النهضة العربية، 2003) ص24. هكذا تعلم أخيراً الطلاب انهم يدرسون علم لا تعريف له! والأهم هو انهم تعلموا ان كل المفكرين الذين سعوا أو تجاسروا لوضع تعريف لهذا العلم، الذى يستعصى على التعريف، انما كانوا جميعهم ينظرون إلى موضوع علم واحد! على الرغم من أن منهم من نظر إلى الثروة، ومنهم من نظر إلى الإنتاج، ومنهم من نظر إلى التوزيع، ومنهم من نظر إلى التداول. فهو الأمر الذى لم يكن، ولن يكون سوى فى الكتاب الذى بين يدى طلاب المنصورة فقط! مثل رابع، ولكن من بيروت، فالطلاب يدرسون كتاب يشرح، باخلاص، النظرية النيوكلاسيكية، تحت عنوان الاقتصاد السياسى، عزمى رجب، الاقتصاد السياسى (بيروت: دار العلم للملايين، 1997) مثل خامس، من دمشق، فطلاب كلية الاقتصاد فى جامعة دمشق، يلقنون أن" علم الاقتصاد السياسى يندرج إذن فى نظام العلوم الاجتماعية، كما أصبح واضحاً ان موضوع هذا العلم هو البحث فى طبيعة وماهية كل نوع من أنواع العلاقات الاجتماعية التى تنشأ بين البشر فى المراحل التاريخية المختلفة أثناء قيامهم بعملية إنتاج وتوزيع الثروة المادية." محمد سعيد نابلسى، الاقتصاد السياسى (دمشق: مطبعة جامعة دمشق، 1998) ص29. ها نحن وصلنا سالمين إلى علم التاريخ! وصلنا إلى علم طرق الإنتاج عبر التاريخ! وصلنا إلى إختزال الاقتصاد السياسى فى التاريخ! وصلنا إلى كراسات التعميم سوفيتية الصنع! حيث الاقتصاد السياسى علم يدرس علاقات الإنتاج والقوانين الكامنة فى أساليب الإنتاج المختلفة التى تعاقبت تاريخياً" لقد وصلنا إلى نيكيتين وأبالكين ورفاقهما! أبالكين، وآخرون، الاقتصاد السياسى، ترجمة سعد رحمى (القاهرة: دار الثقافة الجديدة،1987) ص54. والسبب الرئيسى لاعتناق تعريف علم أنماط الانتاج هو التقديم الايديولوجى لفكرة الشيوعية، فمن رحم نمط انتاج يخرج نمط إنتاج آخر؛ فمن نمط الإنتاج البدائي يخرج نمط الإنتاج العبودي، ومن الأخير يخرج نمط الإنتاج الاقطاعي، ومن نمط الإنتاج الاقطاعى يخرج نمط الإنتاج الرأسمالي، ومن نمط الإنتاج الرأسمالى، مروراً بالإشتراكية، يخرج نمط الإنتاج الشيوعى، فمن بدائية إلى شيوعية يتلخص تاريخ أنماط الإنتاج، بل ويتلخص تاريخ البشر أنفسهم، وفقاً للموجزات الأولية وكراسات التعميم. ولأن النمط الشيوعى هو المطمح، وفقاً للنبؤة، لا بد من لى عنق العلم وتطويعه كى يخدّم على الأيديولوجيا، ومن ثم يصبح علم الاقتصاد السياسى هو خادم مبشر بالخلاص من شرور البشر! فهو يرصد (جميع) أنماط الإنتاج السابقة على مجىء المخلص، ومن ثم يطلق له بخور القداسة!



#محمد_عادل_زكى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرأسمال المتاجر: نقد الطبيعة والماهية
- ما هو الاقتصاد السياسى؟
- إلى روح تشافيز
- بصدد منهجية طرح إشكالية التخلف الاقتصادى العربى
- ماركس. أيقونة لا وثن
- الفكر الاقتصادى عند يحيى بن عمر الكنانى الأندلسى
- نقد نظرية التخلف
- موجز الفكر الاقتصادى من التجاريين إلى الطبيعيين
- التكون التاريخى للتخلف فى مصر
- الشركات دولية النشاط
- الثورية التشافيزية
- وعود الرأسمال التجارى
- الصراع على النفط؛ التاريخُ المُعَاش
- بيان إلى عمال مصر
- الماركسية تراث مشترك للإنسانية
- تجدد إنتاج التخلف
- الاستبداد السياسى فى أنظمة الحكم العربية
- الاقتصاد السياسى للديموقراطية فى العالم العربى
- ملاحظات على أطروحة محمد عادل زكي عن جدلية القيمة الزائدة
- القيمة عند أرسطو وسميث وريكاردو وماركس


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد عادل زكى - الإعدام اليومى للطلبة