أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم زيدان صويص - هل بإمكاننا أن نكون أقل تشاؤما؟














المزيد.....

هل بإمكاننا أن نكون أقل تشاؤما؟


منعم زيدان صويص

الحوار المتمدن-العدد: 4054 - 2013 / 4 / 6 - 01:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس هناك ما يبعث على التفاؤل في بلدان المشرق العربي. إنها ليست مجرد غمّة أو غمامه بل كابوس يلاحق كل عربي لديه شيء من الحساسية أو الإهتمام بمستقبل أهله ووطنه وأبناء شعبه. إنه بحق حلم مخيف.

في العراق ليس هناك أمل كبيرفي أن تنتهي المذابح والصراعات السياسية قريبا ويرتاح الناس. في الشمال يعيش الأكراد، ويشكلون ربع السكان، وها قد سنحت لهم الفرصة ان يؤسسوا دولتهم، رغم أن قرارا كهذا سيواجه مقاومة عنيفة أيضا من تركيا وإيران. ولا يستطيع أحد أن يلوم الأكراد، فلهم لغتهم وثقافتهم، ويعيشون في مناطقهم منذ آلاف السنين، فمطالبهم مشروعة. والمشكلة الأخطر أن إنفصالهم سينهي العراق كدولة عربية قوية، لأن جزءا كبيرا من بترول العراق موجود في إقليم كردستان ولأن مناطق كردستان ستكون صالحة للحياة أكثر من وسط وجنوب العراق، فمعظم الأراضي العراقية ستصبح صحاري عندما يضعف نهرا دجلة والفرات تدريجيا. فالسدود الهائلة التي بنتها تركيا حجزت جزءا كبيرا من المياه العذبة بحيث أصبحت مياه النهرين ضحلة وزادت نسبة ملوحتها إلى درجة أن الفلاحين العراقيين بدأوا يهجرون أراضيهم الخصبة التي كانت تُطعم العالم تمرا. ونتيجة إنخفاض مستوى مياه شط العرب رجعت مياه الخليج المالحة إلى الخلف ودخلت بالقنوات الزراعيه التي تسقي مساحات هائلة من الأراضي التي يهددها الجفاف والملوحة.

ما هو مستقبل الشعب العراقي؟ سيكون دخلُ العراق من النفط أقل بكثير عندما تنفصل كردستان، وستكون تحلية مياه البحرمكلفة وستستهلك جزءا كبيرا من عائدات النفط وستحتاج المياه المكررة إلى ضخ لمسافات كبيرة، من منطقة الخليج، حيث ستبنى مصانع التحليه، إلى بغداد ومدن الشمال. أين سيذهب الشعب العراقي؟ عندما كان العراق غنيا في الخمسينات كان عدد السكان خمسة ملايين، والآن أصبح العدد اكثر من ثلاثين مليونا. وماذا لو إستمرت النزاعات الطائفية وازداد تأثير إيران؟

وماذا عن سوريا ولبنان والأردن؟ يظهر أنه لن تقوم قائمة لسوريا التي كنا نعرفها، واحتمال التقسيم وارد جدا، وسينتج عن هذا هجرة للناس من هذه الدويلة إلى تلك، وسيصبح نصف الناس لاجئين. أما في لبنان فعوامل الإنقسام موجودة منذ أجيال عديدة، فالبلاد تأخرت كثيرا من جميع النواحي لأن موقف بعض الأحزاب شلّ جميع مناحي الحياة، فالشعب اللبناني الذكي والنشيط والخلاق مشغول بالنزاعات بين الطوائف والأحزاب ويخضع لتهديد إسرائيل وحزب الله. أما في الإردن فالوضع لا يخفى على أحد، فالبلاد تستوعب فقط نصف العدد الموجود فيها حاليا، فالموارد شحيحة والميزانية تحتاج لدعم مستمر من الدول العربية والأجنبيه، والحاجة إلى الدعم باستمرار معناها إستقلال أضعف وخضوع لرغبات الغير، وستصبح هذه البلاد، شبه المستقره الآن، مستقرا لللاجئين "من جميع الأصول والمنابت،" وسيخلق هذا -- ونحن نرى ذلك الآن -- مشاكل إجتماعية لا يمكن حلها، والنتيجة نهاية هذا الإستقرار الذي نفخر به، وعملية التدهور هذه لا يمكن عكسها في المستقبل المنظور. ونعرّج إيضا على الضفة الغربية، حيث تتم سرقة مياهها لمصلحه إسرائيل والمستوطنين اليهود، ولا ندري إلى متى يستطيع الشعب هناك أن يقاوم ويتمسك بأرضه، ولا نستطيع هنا في الاردن أن نتجاهل مصيره، هذا إن لم يفرض علينا فرضا.

أما مشكلة المياه في الاردن فحدّث ولا خرج، فلا يتوقع أن تكون المواسم القادمة أفضل من المواسم السابقة، مياه الديسي التي لم نذقها بعد، ستكفي الأردن حوالي سبع سنوات فقط وبعدها سنحاول أن نجلب مياه البحر الأحمر لنحليها في الإردن، وهذا يحتاج إلى الطاقة، والطاقة التي عندنا بالكاد تكفينا للطبخ والتدفئة والإناره وتشغيل سياراتنا.

أما البلدان الخليجية فمستقبلها لا يبشر بكثير من الخير لأسباب مختلفة. هناك تهديد إيراني لا ينتهي لدول الخليج، والتي ستنهار سريعا إذا قامت حرب خليجية لأن الشعوب هناك غير مستعدة لأي نوع من القتال. في معظم دول الخليج تصرف عائدات النفط على الخدمات والأكل والملبس، ولم يعتد الناس على التعب و "هكلان الهم،" فالدولة تتحمل معظم المصاريف. المجتمع في الحقيقة غير عامل، لأن العمالة في كل المصانع أجنبية. المواطن ليس بحاجة إلى تشغيل دماغة ورفع مستوى معيشتة، فروح التحدي معدومة تماما. وإذا واجه المواطن مشكلة، مهما كانت بسيطة، يذهب إلى رجل دين ليعطيه فتوى كيف يحلها، فالتفكير الخلاّق غير موجود. وهذا النوع من المجتمعات لا يمكن أن يتطور، فهو لا يدفع ضريبة ولا يشعر بالهم العام. الشعوب في تلك البلدان لن تفكر في تغيير أنظمة الحكم أو إنتقادها ما دامت تعيش على الدولة، والمعارضة للحكام تتلخص فيما إذا كانت الدوله تطبق التعاليم الدينية بطريقة صحيحة وبما فيه الكفاية. ما هو المستقبل الذي ينتظر هذه البلدان؟

أما مصر فقد زاد عدد سكانها بدون نمو كاف في إقتصادها، فالفقر يضرب أطنابه والبطالة بلغت معدلات مخيفة، ولا يمكن لمصر أن تلعب أي دور قيادي في المنطقة في غياب قيادة ديناميكية، ومن الواضح أن الحكام الحاليين لن يوفروا لها هذه القيادة. حتى نهر النيل مهدد من الدول الإفريقية الأخري الواقعة على مجراه. ولقد تلقّى الفكر والثقافة والفن ضربات خطيرة ستوقف التقدم الفكري مدة طويلة، ليس فقط في مصر بل في العالم العربي كله.

ومما يزيد الطين بلّه، في المشرق العربي على الأقل، أن الجهلة يزحفون على السلطة وهم غير آبهين بهذا المستقبل المظلم، فهم مشغولون عنه بالتناحر والحروب الطائفية. في السابق كانوا متّحدين، على الأقل ظاهريا، ضد إسرائيل وأعداء آخرين، أما الآن فهم يعتقدون أن الحرب مع إسرائيل يمكن أن تؤجل حتى يصفوا حسابتهم مع بعضهم البعض.

وأخيرا أعتذر للقراء إذا كنت قد بالغت في التشاؤم، وأرجوا أن أكون قد بالغت، وأرجو أيضا أن أكون قد أخطأت في توقعاتي.



#منعم_زيدان_صويص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من قتل محمد سعيد البوطي؟
- طفح الكيل وبلغ السيل الزبى!!
- فشل دول الخليج في سوريا وبهلوانيات قطر
- المعذرة يا -دكتور-
- الهجاء في الشعر .. والردح في السياسة
- كما تكونوا يولّ عليكم
- عباءه لبشار
- القوائم الإنتخابية العديدة في الأردن عكست حب الظهور، لا حب ا ...
- هل خدم حزب الله لبنان أو القضية الفلسطينية؟
- فاروق القدومي يصر على إرجاع الضفة الغربية للأردن!!
- هل لعب المفكرون العرب أي دور في ثورات الشعوب العربية؟
- هل هذه صحوة الضمير اليهودي؟
- الحكم الديني يُفضي حتما إلى الدكتاتورية
- اليهود إذا إنتقدوا إسرائيل
- عندما يتكالب على الأردن القريب قبل الغريب
- أبو حفص الموريتاني وسياسة الجزيرة التحريرية الجديدة
- ميشال عون وسوريا، وتضحيات لبنان
- المسيح كان ثائراً على الديانة اليهودية
- ملالا يوسف زاي .. -جان دارك- باكستان
- الغرب يعوّل على الإخوان المسلمين في محاربة الجهاديين


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم زيدان صويص - هل بإمكاننا أن نكون أقل تشاؤما؟