أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اكرم هواس - مأساة الفيليين ... و الاستثمار السياسي














المزيد.....

مأساة الفيليين ... و الاستثمار السياسي


اكرم هواس

الحوار المتمدن-العدد: 4053 - 2013 / 4 / 5 - 02:06
المحور: حقوق الانسان
    


استثمار الماًسي ليست ظاهرة جديدة في حياة الأفراد و الجماعات و ان كانت درجة الاستثمار لا تتوافق بالضرورة مع حجم المأساة و عمقها و دروسها الا ان الجميع يسعى بشكل أو بآخر ان يبني مستقبله على انقاض ما تم تدميره من نفوس و اموال.... و لعل انجح تجربة للماًسي الإنسانية هي تجربة الهولوكوست و التي يحاول الكثيرون استنساخها دون جدوى لأسباب تتعلق بعوامل خارجية لا يمكن توفرها بغض النظر عن عمق المأساة ذاتها...(هذا موضوع مختلف ربما نعود اليه في مقالة أخرى).... لكن المهم هو ان جهات عراقية تحاول استثمار الماًسي الكثيرة التي مر و ما يزال العراقيون يمرون بها.... واحدة من هذه الماًسي القريبة هي ماًسي الفيليين التي يتم العمل على استثمارها عن طريق عقد اجتماعات و مؤتمرات هنا و هناك..
في هذا السياق و مع اقتراب الذكرى السنوية الثالثة و الثلاثين لهذه الواقعة التاريخية المهمة عقد اجتماع كبير في بغداد لمجموعات تحاول ان ترسم صورة تنظيمية جديدة للفيليين الذين كثرت تنظيماتهم في السنوات الأخيرة دون ان تسجل قضيتهم التاريخية أي تقدم باتجاه تحقيق أي مستوى من حقوق مئات الآلاف من العائلات التي سلبت أموالها و شردت من بيوتها و ارسل آبناؤها إلى المشانق دون أي سبب سياسي عدا كون الفيليين أقلية لا ظهر لها و لا سند في عالم تسوده قوانين الغاب..
اجتماع بغداد يذكرنا بمجموعة إشكاليات تجمل الوضع العراقي العام و تؤشر بوضوح وضع القضية الفيلية في جدول اهتمام الأحزاب و المنظمات السياسية بقضايا الانسان عموما و خاصة المجموعات المهمشة...
أولى هذه الإشكاليات هي ان الاهتمام بالقضية يظهر في لحظات تاريخية ترتبط بشكل مباشر بمصلحة هذه أو تلك من القوى السياسية... في سنة 2005 عقد اجتماع مماثل في أربيل و قد سبق هذا الاجتماع الانتخابات العامة في العراق بثلاثة أسابيع تقريبا... الاجتماع لم يتمخض عن شيء في صالح الفيليين ... أما اجتماع بغداد فهو يسبق ايضا انتخابات المحافظات بحوالي ثلاثة أسابيع و ما تمخض عنه لحد لحظة كتابة هذه المقالة هو .... وفق ما كتبه بعض المشتركين.. انه تم تأسيس لجنة مركزية على شاكلة الأحزاب الماركسية التاريخية التي لم تساهم الا في اختزال الإنسانية و جعل الانسان مجرد أداة تعمل وفق إرادة الحزب و القائد .... و لا ندري ان كنا الان إزاء سلب ما بقي من حقوق و كرامة الفيليين لكي يعلو شاًن هذه أو تلك من القوى المتصارعة على الساحة العراقية..؟؟..
ثانيا.... مع احترامنا الشديد لكل القوى السياسية و حقها في الحشد السياسي و عقد التحالفات التي تضمن مصالحها.... لكن لابد ايضا ان نقر ان هذه الاجتماعات المرتبطة بمصالح القوى الأخرى تسلخ من الفيليين دورهم التاريخي المتمثل كجسر للثقافات و تجعل منهم اداة تزيد من حالة الاستقطاب الدموي في العراق... و الأخطر من هذا هو ان مشاركة الفيليين في حالة الاستقطاب تزيد من مساحة الكره و الأحقاد ضدهم و هذا يتناقض بشكل مباشر مع الأهداف المعلنة في ترسيخ وجودهم في العراق..
ثالثا...الاصطفاف بجانب هذه أو تلك من القوى السياسية المختلفة اثبت فشله تاريخيا .... نتذكر جميعا ان مساهمة الفيليين في تطور احزاب و حركات و تنظيمات مختلفة كانت أكبر من حجم الكثير من المجموعات الاجتماعية لكن تلك المساهمات الكبرى لم تسعف الفيليين لحظة تشريدهم و قتل أبنائهم... كما ان وجود الأفراد منهم في هذا الحزب أو تلك الحركة لم يتجاوز الدور التنفيذي و لم يصل أبدا إلى أي دور قيادي مؤثر يشكل نبراسا للمجتمع الفيلي.. فهل هناك من يعتقد ان القادمات من الأيام و التحالفات الجديدة قد تحمل شيئا مختلفا..؟؟..
رابعا.... حتى لو أخذنا الحسابات السياسية التكتيكية بنظر الاعتبار فان التشظي السياسي داخل المجتمع الفيلي لا يضر فقط بالنتائج الانتخابية كما حصل في الانتخابات العامة الأخيرة و إنما ايضا سيترك أثرا سلبيا في أية محاولة جدية لبناء هوية ثقافية و سياسية للفيليين... بكلام آخر... إقامة التحالفات هي شيء ضروري في إدارة العملية السياسية و لكن ان تقيم تحالف على أساس برنامج مشترك هو شيء و ان تصبح جزءا من مشروع يقيمها و يقودها طرف آخر هو شيء مختلف تماماً.... للأسف لابد من الإقرار مرة أخرى ان كل التحالفات التي أقامها الفيلييون لم تمنحهم أي دور فعال و لم يجني منها المجتمع الفيلي شيئا ملموسا...
خامسا... يشترك اغلب القوى السياسية التي تتفاعل مع القضية الفيلية في أطروحة صحيحة و هي ان درجة التشظي بين الفيليين عالية جدا و هذا ما يشكل حجة دائمة الحضور لدى تلك القوى في عدم تحقيق أي شيء لصالح الفيليين.... المشكلة هي ان هذه التحالفات المختلفة ترسخ درجة التشظي و الانقسام خاصة أن المجموعات الفيلية تحول هذه التحالفات الى قواعد اخلاقية... اي ان التحالفات في اغلب الأحيان تتخذ الحدود اليقينية القطعية .... سواء دينية ام قومية .... أساسا و مرجعية انتمائية بدلا من اعتبارها آليات سياسية تهدف إلى تحقيق أهداف محددة كما تفعل القوى الأخرى...
الخلاصة الأولية هي ان من سخرية القدر انه بينما تعمل القوى الإثنية و القومية و الدينية و العشائرية و حتى العلمانية و الوطنية ... الخ على بناء هويتها الخاصة فان واحدة من المجموعات البشرية القليلة التي ما تزال تعمل على أساس الهوية العراقية هي مجموعة الفيليين الذين طردوا من العراق لأنهم.... ليسوا عراقيين.... كما صنفهم النظام و صفق له الكثير ممن ساهم الفيلييون في رفع راياتهم... أملنا ان يبقى الفيلييون عراقيين روحا و عملا و ان لا تجرفهم المشاريع الخاصة فماًساتهم هي مأساة الانسان و ليست نتاجا للصراعات السياسية و السعي إلى السلطة...



#اكرم_هواس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشافيز... و مشروع الواقعية الحالمة..
- المرأة و داروين...
- التحرش الجنسي في منطقة فراغ الواقع-اجتماعي
- وطن الانسان
- غزة...ديبلوماسية الدماء..
- مصر...الثورة و الحرب...
- العراق... ازمة مستدامة..
- موسم الاعياد....موسم الاموات... و لكن...
- مصر... ايران... وسجال الحرب القادمة
- استراتيجية الاستفزاز و قياس رد الفعل
- انا...و الله... و هيجز..
- بؤس الديقراطية...؟!
- الاغتصاب... من المهد الى... ما بعد اللحد...
- يوم الشهيد الفيلي...ذاكرة الألم ومحرقة النبلاء..
- الثورات العربية... و الحرب الباردة الجديدة....5
- الثورات العربية... و الحرب الباردة الجديدة....4
- ذاكرة سلطان... عادل.. و ذاكرة جارية...طائعة..
- ملف المرأة
- الثورات العربية... و الحرب الباردة الجديدة....3
- الثورات العربية... و الحرب الباردة الجديدة....2


المزيد.....




- لبنان: موجة عنف ضد اللاجئين السوريين بعد اغتيال مسؤول حزبي م ...
- الأمم المتحدة: -لم يطرأ تغيير ملموس- على حجم المساعدات لغزة ...
- مع مرور عام على الصراع في السودان.. الأمم المتحدة?في مصر تدع ...
- مؤسسات فلسطينية: عدد الأسرى في سجون الاحتلال يصل لـ9500
- أخيرا.. قضية تعذيب في أبو غريب أمام القضاء بالولايات المتحدة ...
- الأمم المتحدة تطالب الاحتلال بالتوقف عن المشاركة في عنف المس ...
- المجاعة تحكم قبضتها على الرضّع والأطفال في غزة
- ولايات أميركية تتحرك لحماية الأطفال على الإنترنت
- حماس: الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين ستبقى وصمة عار تطارد ...
- هيئة الأسرى: 78 معتقلة يواجهن الموت يوميا في سجن الدامون


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اكرم هواس - مأساة الفيليين ... و الاستثمار السياسي