عندما يكون السياسي بلا مبدأ ينتج ألانفلات ألسياسي

محمد فريق الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4052 - 2013 / 4 / 4 - 16:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

عندما يكون السياسي بلا مبدأ ينتج ألانفلات ألسياسي....

بعدما شهدنا الانفلات الامني الذي اصبح امراً اعتيادياً في عراق اليوم و هو ما راح نتيجةً لوجوده ( الانفلات الامني ) الاف العراقيين الابرياء و هو ايضاً نتيجة طبيعيه في ظل عدم وجود الخبره و التدريب الكافي لافراد و عناصر القوات الامنيه العراقيه التي ولدت حديثاً بعدما انتهت عمليه اعدام النظام السابق بكافه اركانه السياسيه و العسكريه كأجراء احترازي و الخوف من امكانيه رجوع النظام السابق اذا ما بقيت قواته على قيد الحياة.

نشهد اليوم الانفلات السياسي و هو مصطلح اجده مناسباً للازمات السياسيه المتتاليه التي لا علاقه لها بمصلحه الشعب نهائياً بل هي من اجل مصالح حزبيه و فئويه حتى و ان كان هناك سياسيين مخلصين فعلاً الا انهم غير قادرين على العمل في ظل الاوضاع الحاليه بسبب الحرب المستمره المتعمده من بعض الاحزاب عليهم و هي ذاتها ( الاحزاب ) تتعمد خلق الازمات كمحاوله منها لخطف الاضواء فهي دائماً ما تشير الى فساد حزب او شخصيه او كتله و تغض البصر في الوقت ذاته عن فسادها و تأخرها في تنفيذ وعودها التي قطعتها على نفسها اثناء المعارك الانتخابيه.

ان الانفلات السياسي الذي نعيشه اليوم ما كان ليولد لو كان السياسيين اصحاب مبادئ او انهم ينتمون الى احزاب لها استراتيجيه ثابته لا يمكن مخالفتها و الاهم من ذلك هو ايمانهم بتلك المبادئ و لا اعتقد ان الحصول على مثال يؤيد صحه هذه النظريه سيتطلب مجهودا كبيرا فلو رجعنا الى الوراء قليلاً و تحديداً انتخابات مجلس النواب العراقي لعام 2010 لوجدنا ان كثيرا من الساده السياسيين قد تركوا احزابهم و ائتلافاتهم و ذهبوا الى احزاب و تكتلات اخرى لمجرد شعورهم ان بقائهم في احزابهم يعد مجافزه كبيره قد تجعلهم يخسرون مناصبهم و نفوذهم و هو ما لا يستطيعون مجرد التفكير به ابداً.

ان ترك السياسي للحزب الذي ينتمي اليه يرجع لسببين لا ثالث لهما السبب الاول هو انحراف الحزب نفسه عن اهدافه و عدم السعي الى تحقيقها من خلال العمل الحزبي الجاد بل انه ( الحزب ) يسعى اذا كانت السلطه بين يديه ان يحافظ عليها بشتى الطرق و الوسائل و لا يقيم أي اعتبار لاهدافه و هو ما يدفع اعضاء الحزب الى تركه لانهم يشعرون بخيبة امل و انهم قد خدعوا بما يعلنه الحزب من اهداف و برامج سياسيه و هناك الكثير من الاحزاب التي كانت تمتلك فكراً سليماً و اهدافاً لو تحققت بالشكل الصحيح لكان الوضع في العراق افضل حالاً مما هو عليه الان و ايضاً هذا الكلام يشمل احزاباً عربيه و ليست عراقيه فقط.

اما السبب الثاني هو انحراف السياسي نفسه و هنا تجدر الاشاره الى ان السياسي اذا ما انحرف عن مبادئ الحزب الذي ينتمي اليه فهو اذاً ( السياسي ) لا يبحث الا عن مصالحه الشخصيه فقط لانه لو كان مؤمنا بفكر الحزب الذي ينتمي اليه لما تركه لان الايمان هو اساس الانتماء الحزبي و هو ما يدفع العضو او الفرد بالعمل من اجل الوطن على اعتبار ان الحزب يعمل من اجل المصلحه الوطنيه اولاً و اخيراً و ان كان الحزب خارج اطار السلطه حتى لو كان يسعى اليها لتطبيق اهدافه و افكاره الا انها ليست الاساس لوجوده.

ان هجره الساسيين العراقيين من احزابهم ادت الى ارباك حقيقي لدى الشارع العراقي و اثارت علامات استفهام كثيره عن سبب هذه الهجره فتارةً يعزونها الى البحث عن النفوذ و المحافظه على مناصبهم من الضياع و تارةً اخرى يجدونها انصياع لارادة و اوامر تصدر من خلف الستار!!!!!

و ايضاً نجد انه من المستحيل ان تعمل أي حكومه ايا كان توجهها و هدفها السياسي على اداء مهامها بالشكل المطلوب في ظل حالة الانفلات السياسي و الحزبي و عدم استقرار الافراد داخل الاحزاب ففي كل لحظه يشهد الحزب دخول اعضاءاً جدد و هو ما سينعكس على قرارات الحزب و نظامه الداخلي خصوصاً و ان الاحزاب تسعى الى جذب الاعضاء اليها دون أي اعتبار غير توسيع شعبيه الحزب و كسب الاصواب عندما تبدأ المعركه الانتخابيه.

ان ما نشهده اليوم و ما اشرنا اليه في مقدمة كلامنا و هو الانفلات الامني يعد نتيجه طبيعيه لوجود الانفلات السياسي و عدم وجود الانتماء الحزبي لدى السياسيين و الاهم من ذلك هو عدم ايمان اعضاء الحزب بأهداف و مبادئ الحزب و اندفاعهم نحو الاحزاب التي يعلو نجمها اذا ما توفرت الظروف الملائمه .

و هنا نشير الى ملاحظه مهمه يجب على جميع الاحزاب الانتباه لها اذا ما ارادت الحفاظ سمعتها و الحفاظ ايضا على تأييد جمهورها بشكل دائم الا و هي عدم السماح لسياسيي الصدفه و الظروف بالانضمام اليها و ايضاً عليها ان لا تفكر بأنها ستكسب اذا ما انضم اليها الاعضاء المنشقون عن احزابهم بل العكس تماما فهي ستخسر اهم ما تملكه الا و هو المصداقيه في مبادئها لان من انشقوا عن احزابهم الرئيسيه من الممكن ان ينشقوا مره اخرى الى احزاب اخرى اذا كانت تحقق ربحا اكبر و بالتالي فأن الحزب لم يكون سوى جسرا لعبور تجار السياسه تحقيقا لمصالحهم الشخصيه لا غير.

#محمد_فريق_الركابي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات